لاشك أن المهمة العاجلة الآن هى إنهاء حرب الإبادة التى يشنها الكيان الصهيونى على شعب فلسطين فى غزة، والتصدى لحرب التجويع النازية التى تمارسها حكومة نتنياهو فى القطاع المحاصر.. لكن ذلك لا يقلل من كل تحرك على الطريق الصحيح كما رأينا فى إعلان الرئيس الفرنسى ماكرون عن اعتراف فرنسا الرسمى بالدولة الفلسطينية فى سبتمبر القادم. هذه الخطوة التى قابلتها أغلبية العالم بالتقدير، بينما شنت إسرائيل (ومعها الحليف الأمريكى) حربا شعواء ضدها!! أهمية الخطوة الفرنسية من الدولة التى تمثل القيادة السياسية لأوروبا تزداد مع توقيتها قبل أيام من المؤتمر الدولى حول «حل الدولتين» وبعد تصاعد الخطوات الإسرائيلية التى تجسد مخططها لضم الضفة الغربية والتى كان آخرها قرار «الكنيست» قبل أيام. يأتى القرار الفرنسى بالاعتراف رسميا بدولة فلسطين ليعيد التذكير بأن هناك شرعية دولية لابد أن تطبق، وهناك احتلال صهيونى لابد أن ينتهى، وهناك حقيقة أساسية لابد أن تتأكد وهى أنه لا سلام ولا أمن فى المنطقة كلها إلا إذا توقفت إسرائيل عن جرائمها ونال شعب فلسطين حقوقه المشروعة فى الحياة والحرية والدولة المستقلة والقدس المحررة!! تدرك إسرائيل أكثر من غيرها أهمية هذه الخطوة التى تكسر الحصار الغربى المفروض على الدولة الفلسطينية بقيادة الولاياتالمتحدة وأوروبا. الخطوة الفرنسية تضع حكومات هذه الدول فى مواجهة شعوبها التى اكتشفت الحقيقة وانحازت للعدل ورفضت جرائم إسرائيل التى تذكرها بجرائم النازية. بريطانيا وألمانيا تواجهان هذه الضغوط بالإعلان أنهما مع حل الدولتين ولكن ليس مع الاعتراف الفورى بفلسطين (!!) الدولتان ومعهما دول مؤثرة مثل اليابان وكندا وإيطاليا تعرف الحقائق جيداً لكنها تواجه أيضاً الضغوط الأمريكية. لن يطول الأمر حتى يدرك الجميع أن ثمن الانحياز للنازية الإسرائيلية باهظ، وأن فلسطين المستقلة هى مفتاح السلام فى المنطقة. وسط كل هذه التحديات كان هناك فاصل من «الكوميديا السوداء» يقوم به عملاء صغار وجماعات لم تعرف فى تاريخها إلا الخيانة تحاول أن تحرف الأنظار عن جرائم إسرائيل، وتجد من الوقاحة ما يكفى لكى تتظاهر أمام سفارات مصر وليس أمام سفارات العدو الصهيونى أو من يدعمونه. حسناً فعلوا لأنهم لم يخيبوا الظن بهم أبداً. كان هذا دورهم منذ النشأة المشبوهة فى الإسماعيلية وحتى الآن!!