قال الدكتور خالد شنيكات، أستاذ العلوم السياسية، إن عودة الملف النووي الإيراني إلى واجهة المشهد السياسي الدولي في هذا التوقيت تعود إلى دوافع متباينة لدى كل من طهران والدول الغربية، في ظل تصاعد التهديدات العسكرية والتوتر الإقليمي. اقرأ أيضا| لجنة التحقيق بأحداث الساحل السوري: عملنا انتهى وانتقلت المهمة للسلطات المختصة وأوضح شنيكات، في مداخلة هاتفية مع "اإكسترا نيوز" من العاصمة الأردنية عمان، أن إيران تسعى عبر المباحثات الجديدة لتجنب ضربة عسكرية ثانية، بعد الغارات الجوية التي أسفرت عن خسائر فادحة تجاوزت ألف قتيل، مشيرًا إلى أن طهران تأمل أيضًا في رفع أو تخفيف العقوبات الاقتصادية التي أثّرت سلبًا على عملتها واقتصادها الداخلي. وأشار إلى أن الدول الأوروبية تتبنى هدفًا أساسيًا يتمثل في وقف تخصيب اليورانيوم الإيراني عبر المفاوضات، تجنبًا للجوء إلى القوة العسكرية التي أصبحت مطروحة بقوة بعد الضربة الأخيرة. وأضاف أن التهديد العسكري لم يعد مجرد "رسالة ضغط"، بل تحول إلى واقع استراتيجي ملموس. ولفت شنيكات إلى أن موقف روسيا والصين بات أقرب للموقف الغربي، لا سيما فيما يتعلق بوقف التخصيب داخل الأراضي الإيرانية، موضحًا أن الدولتين لا ترغبان في اندلاع مواجهة عسكرية، لكنهما لم تبذلا جهدًا فعليًا لوقف الضربات أو دعم إيران عسكريًا. كما أكد أن إيران باتت أكثر ضعفًا من ذي قبل نتيجة ضرب شبكات دفاعها الجوي واختراق منشآتها النووية بسهولة، مما يُرجّح أن تفكّر جديًا في تقديم تنازلات سياسية لتفادي المزيد من التصعيد. وفيما يخص التأثير الإقليمي، قال شنيكات إن إيران فقدت بعضًا من نفوذها التقليدي في سوريا ولبنان، بينما لا تزال الجماعات المسلحة في اليمن تتصرف بشكل مستقل رغم تعرضها لضربات. وحذر من أن الاتفاق المحتمل مع الغرب قد يشمل أيضًا برنامج إيران الصاروخي، ما يعني تقليص نفوذها العسكري بشكل واسع. أكد أن إيران أمام خيارين، إما العودة للمفاوضات والقبول بالشروط الغربية، أو مواجهة مزيد من الضربات العسكرية التي قد تنهي فعليًا برنامجها النووي بالكامل.