■ ما نشاهده من متعة وإثارة وكرة قدم حقيقة يقدمها باريس سان جيرمان فى مونديال الأندية بالولايات المتحدةالأمريكية يجعلنا نتوارى خجلا مما نراه فى ملاعبنا من «عك « ومناوشات وأزمات واعتراضات عن التحكيم تارة وإدارة المسابقة تارة أخرى بالإضافة لأخبار موسم الانتقالات «الخزعبلى « والصفقات «المضروبة « التى تأتى بدون تدقيق فى كواليتى اللاعب القادم بمئات الملايين بعقود تبدو للمواطن البسيط أنها ضرب من ضروب الخيال وأن هذا النجم سيأتى بالديب من ديله ودائما ما تكون المفاجأة صادمة برحيله فى أقرب فرصة . بطل فرنسا سحق ريال مدريد الأسبانى العريق بالأربعة بأريحية شديدة فى نصف نهائى العرس الكروى العالمى وبلمسات ساحرة وتحركات واعية ودقيقة من نجومه الذين يتحركون فى كل شبر بأرض الملعب وكأنهم خلية نحل تعمل وفقا لمنظومة عمل متكاملة يقودها باقتدار لويس انريكى من خارج الخطوط ، لا يجرؤ لاعب فيها على اختراق النظام أو عدم تنفيذ المطلوب من ضغط على المدافعين لمنعهم من بناء الهجمات قبل التفكير فى الهجوم وتهديد مرمى المنافسين . نعم لدينا تجارب ناجحة فى فترات زمنية متباعدة واستطعنا التفوق على تلك المدارس العالمية فى مواجهات دولية ولكننا نفتقد للاستمرارية و العمل الجاد ولتغيير الثقافة الكروية أو»المنتالتى « التى تحدث عنها نجمنا الأسطورة محمد صلاح التي وصل من خلالها لأبعد نقطة فى تلك المنظومة الاحترافية العالمية ليس لأنه « فهلوى» أو لامتلاكه علاقات مع مسئولى الأندية الأوروبية التى لعب لها ولكن لأنه «اشتغل على نفسه» ووضع لنفسه من البداية استراتيجية عمل محترفة لم يخرج عن إطارها لأى سبب فاستحق تلك المكانة المرموقة فى بلاد الإنجليز من بوابة ليفربول العريق. وبالعودة لباريس الذى ينثر سحره فى المونديال ويقترب من حصد اللقب إذا ما تخطى تشيلسى الإنجليزى غدا وهو الأقرب بعدما وصلت كتيبة بطل فرنسا لحالة من الانسجام والقدرة على احكام السيطرة تماما على المنافسين بنقلات سريعة أشبه بما كان يفعله برشلونة فى عصر « التيكى تاكا» مع بيب جوارديولا ومن بعدها انريكى نفسه الذى يقود « الباسيجى « الفرنسى مدعوما بمجموعة من أبرز المواهب فى العالم حاليا مثل عثمان ديمبلى ودويى والأسد المغربى حكيمى الذى يقدم نسخة مميزة من أدائه الراقى يستحق عليها المنافسة بقوة على البالون دور هذا العام مع نجمنا محمد صلاح ولكن على ما يبدو أن الكرة الذهبية لن تذهب بعيدا عن نجوم بطل بطل فرنسا خاصة بعد فوزه بالثلاثية الدورى والكأس ودورى أبطال أوروبا وعلى بعد 90 دقيقة من معانقة المجد بحصد لقب مونديال الأندية فى أول نسخة تقام بمشاركة 32 ناديا . شخصيا كنت أتمنى مشاهدة ليفربول وبرشلونة فى هذا الكرنفال الكروى العالمى لما لهما من شعبية جارفة وتاريخ من البطولات سواء على المستوى المحلى بانجلترا وإسبانيا أو الأوروبى بالإضافة لامتلاكهما نجوما من العيار الثقيل من عينة «مو» صلاح ولويس دياز وفان دايك فى قلعة «الريدز» ولامين يامال وجافى وبيدرى ورافيينا فى معقل البرسا ولذلك أتصور أن على جيانى ايفنانتينو رئيس الفيفا أن يضع بندا يمكنه من إضافة مثل تلك الأندية فى المونديال القادم إذا ما لم تتحقق عليها شروط المشاركة خاصة أن الشعبية والتاريخ والمهارة هى الفيصل فى النجاح وليس خطف بطولة قارية والسلام. من الآخر ننتظر أن نشاهد فاصلًا من المتعة الكروية بين واقعية تشيلسى الإنجليزى وأوركسترا باريس سان جيرمان التى يقودها المايسترو انريكى لعزف أجمل الألحان. ■ لم يعجبنى الهجمة الشرسة من أبناء الزمالك السابقين على جون إدوارد المدير الرياضى الجديد للقلعة البيضاء، محاولات الحكم عليه بالفشل قبل أن تكتمل تجربة مشروعه لبناء فريق قوى للقبيلة البيضاء يكون قادرًا على مواجهة منافسيه الأشداء الأهلى وبيراميدز ويستعيد أمجاد زمان، من وجهة نظرى ما هى إلا محاولات للتواجد فى مناصب فنية أو إدارية داخل النادى لجنى مزيد من الأموال رغم ضآلة العائد واضمحلال الفكر الكروى لدى البعض ممن حصلوا على الفرصة أكثر من مرة وكان الفشل الذريع هو المحصلة النهائية لتلك التجارب التى تتشدق بالحفاظ على الهوية وهم من أضاعوا تلك الهوية عندما ترجل الفارس الأبيض عن جواد البطولات. حسنًا فعل «جون» بعزل الفريق تمامًا عن « البصاصين» وهواة نقل الأخبار عمال على بطال للتواجد فى الصورة وحصد مزيد من اللايكات والشير وربما الضرب فى المليان ومن تحت الحزام إذا لزم الأمر لخدمة مصالح فلان أو علان ، التدريب بعيدًا عن ملعب حلمى زامورا السيئ واجراء تغيرات شاملة فى الأجهزة الفنية والإدارية والطبية بداية لإعادة الزمالك لمنصات التتويج ولكن يبقى التحدى الأكبر على مجلس الإدارة والمدير الرياضى وهو توفير المستحقات فى مواعيدها وانتهاء نغمة فسخ العقود مع اللاعبين دون تسوية أمورهم حتى تختفى مقولة « سيئ السمعة» فى الفيفا للأبد. بدون الزمالك لن تكون هناك كرة قدم فى مصر ليس بسبب التاريخ العريق للفارس الأبيض أو القاعدة الجماهيرية التى يمتلكها فى جميع أنحاء الوطن العربى فقط ولكن لأن القلعة البيضاء رافد أساسى لمنتخباتنا الوطنية ولطالما قدمت نجومًا كتبوا أسماءهم بحروف من نور فى سجلات مدرسة الفن والهندسة.