في لقاء تاريخي بين رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والمفوضية الأوروبية وفي مؤتمر صحفي أعلن الطرفان اتفاق شامل يعيد بريطانيا عمليا للسوق الأوروبية. كانت بريطانيا قد خرجت من الاتحاد الأوروبي بعد نتيجة الاستفتاء الشعبي 2016، والذي صوتت فيه أغلبية بسيطة علي ترك الاتحاد الأوروبي. وكانت أهم أسباب ذلك رفض سلطة القرار السياسي الأوروبي علي البرلمان البريطاني صاحب السيادة ورفض بيروقراطية المفوضية في قرارتها الاقتصادية التي أزعجت قطاعات واسعة من المجتمع. الاتفاق الجديد يقضي بالسماح للدول الأوروبية بالصيد في المياه الإقليمية البريطانية مقابل رفع القيود الجمركية علي البضايع البريطانية وتسهيل عملية دخولها لدول السوق الأوروبية، ويقضي بالسماح بحرية حركة الشباب من بريطانيا للدول الأوروبية للتعليم والعمل وبالعكس، ويقضي بدخول البريطانيين من الأبواب الإلكترونيه الإوروبية في المطارات بلا فيزا. توقيع اتفاق شراكة أمنيه بين بريطانيا ودول الاتحاد وتوقيع اتفاقية دفاع وتعاون عسكري تسمح مرة أخري باندماج القدرات العسكرية البريطانية في المنظومة الدفاعية الأوروبية والمشاركة في التصنيع العسكري المشترك مما يسهل بيع المنتج العسكري البريطاني لدول الاتحاد وبالعكس، رفع القيود علي التعاون العلمي والثقافي بين الموسسات الأكاديمية والعلمية. وتأتي هذه الخطوات بعد تبلور الموقف الأمريكي وإدراك أوروبا وبريطانيا بأن أمريكا لن تتحمل تبعات الدفاع عن أوروبا ضد أي خطر عسكري. وقد هاجمت مصادر المعارضة اليمينية الاتفاق الجديد ووصفته بعودة للسيطرة الاوروبية علي السياسة البريطانية والاقتصاد البريطاني وهو ما رفضه ستارمر ووصف الاتفاق بأنه خطوة تدريجية لتعظيم التواجد الاقتصادي البريطاني في أوروبا وسيأتي بالخير الكثير للاقتصاد البريطاني . اقرأ أيضا | تغيرات بالسياسة الخارجية البريطانية وتصاعد التوتر مع إسرائيل وعي صعيد التوتر البريطاني الصهيوني هاجمت مصادر الحكومه البريطانيه الكيان الصهيونى علي استمرار الحرب والمذابح في غزه وتجويع الشعب الفلسطيني . هذا وقد استدعت الخارجيه البريطانيه سفيرة الكيان في لندن ووجهت لها تحذيرا شديد اللهجه بوقف العدوان علي غزه وفتح المعابر لدخول الطعام والشراب والمستلزمات الطبية. وأعلن ستارمر وقف بيع أي أسلحة بريطانية للكيان على الرغم من استمرار بريطانيا في تزويد الكيان بقطع غيار طايرات F35 والتي تنتج في بريطانيا . كما أعلنت الحكومة وقف اتفاقية الشراكة الاقتصادية البريطانية الأوروبية الصهيونية والتي أتاحت للكيان تجارة حرة من دول أوروبا. هذا وقد هاجم الإعلام البريطاني إطلاق النار على الوفود الدبلوماسية الغربية والعالمية والعربية التي كانت في زيارة لمدينةً جنين في الضفة الغربية. أعلنت الحكومه أن موقف بريطانيا لم يتغير من ضرورة إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة علي الضفة وقطاع غزة. وقد انتقد جيريمي كوربين زعيم المعارضه العمالية السابق المستقل حاليا ومصادر جماعات دعم الحق الفلسطيني الحكومه واتهموها بالنفاق وعدم المصداقية، فالطيران البريطاني لازال يقوم بطلعات تجسس منتظمه من قواعد بريطانيا في قبرص للتجسس علي المقاومه ويزود الكيان بالمعلومات كما ان بريطانيا لم تتوقف عن إمداد الكيان بقطع غيار الطائرات التي تقصف غزة. وتشككو في جدية الحكومة البريطانية وأنها تقوم بهذه التصرفات في محاولة يابسة لامتصاص غضب الشارع البريطاني والذي خرج في مظاهرات مليونية الإسبوع الماضي. اقرأ أيضا | «ستارمر» يستضيف أول قمة بين المملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي منذ بريكست