رغم النجاحات العسكرية الساحقة التي حققها الجيش المصري في حرب أكتوبر 1973، يتساءل كثيرون: لماذا تم وقف الحرب ونحن في موقع المنتصر؟ الإجابة لا تتعلق فقط بالوضع الميداني، بل بعوامل سياسية وعسكرية إقليمية ودولية شديدة التعقيد. اقرأ ايضا الغباري: الدولة المصرية تدرك أن حماية سيناء بالتمكين الاقتصادي والاجتماعي الحقيقة كما رواها نصر سالم ل"بوابة أخبار اليوم" في حوار شامل مع "بوابة اخبار اليوم" كشف اللواء أركان حرب نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق، أن الرئيس الراحل أنور السادات تلقى تحذيرًا مباشرًا من وزير الخارجية الأمريكي هنري كيسنجر خلال زيارته للقاهرة، مفاده أن الولاياتالمتحدة ستتدخل عسكريًا إذا قررت مصر استكمال الهجوم وتدمير القوات الإسرائيلية غرب القناة. وأمام تهديد بحرب مباشرة مع الولاياتالمتحدةالأمريكية، اتخذ السادات القرار السياسي الصعب بوقف القتال. من أجل دمشق.. وقف إطلاق النار أكد اللواء نصر سالم أن قرار وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر لم يكن فقط لحماية مكاسب مصر، بل جاء استجابة لاستغاثات سوريا، حيث كانت القوات الإسرائيلية على وشك اجتياح دمشق. وأوضح أن الرئيس السادات قرر تنفيذ عمليات عسكرية خاطفة لتخفيف الضغط على الجبهة السورية، رغم ما ترتب عليها من خسائر ميدانية محدودة. هل كانت اتفاقية السلام على حساب الأشقاء؟ ينفي نصر سالم صحة الادعاءات بأن اتفاقية السلام كانت على حساب سوريا أو فلسطين، موضحًا أن السادات زار الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد قبل التفاوض مع إسرائيل، ووعده بأن تكون الجولان أولوية قبل سيناء. كما تم تجهيز مائدة مفاوضات ضمت العلم الفلسطيني بجانب العلم المصري، في محاولة لإشراك الفلسطينيين، لكنهم رفضوا الحضور. نية حقيقية.. لكن قرار منفصل أشار اللواء اركان حرب نصر سالم إلى أن الرئيس السادات بذل كل ما في وسعه لجعل الاتفاق جماعيًا، لكن القيادة الفلسطينية آنذاك قررت الانفصال عن المسار المصري. وأكد نصر سالم أن مصر عرضت التفاوض المشترك، بل ورفعت العلم الفلسطيني في قاعة المفاوضات، لكن الانقسام العربي حال دون تحقيق الوحدة المطلوبة.