وزيرة البيئة تواصل مشاركاتها فى فعاليات مؤتمر ' كوبنهاجن لتغير المناخ    الكاف يفرض اشتراطات صارمة على المدربين في بطولاته القارية.. قرارات إلزامية تدخل حيّز التنفيذ    سقوط شبكة دولية لغسل 50 مليون جنيه من تجارة المخدرات بمدينة نصر    سنن النبي وقت صلاة الجمعة.. 5 آداب يكشف عنها الأزهر للفتوى    محافظ القليوبية يستقبل وفد لجنة الإدارة المحلية لتفقد مستشفى الناس    5 حالات اختناق بمنزل وحادث اعتداء على سوداني بالجيزة    بوتين: روسيا ستبقى قوة عالمية غير قابلة للهزيمة    لأول مرة.. بابا الفاتيكان أمريكيا| وترامب يعلق    خلافات عميقة وتهميش متبادل.. العلاقة بين ترامب ونتنياهو إلى أين؟    القوات المصرية تشارك في عروض احتفالات الذكرى ال80 لعيد النصر بموسكو    الجيش الأوكراني: تصدينا خلال ال24 ساعة الماضية لهجمات روسية بمسيرات وصواريخ    سعر الخضار والفواكه اليوم الجمعة 9 مايو 2025 فى المنوفية.. الطماطم 7جنيهات    ماركا: تشابي ألونسو سيكون المدرب الجديد لريال مدريد    فاركو يواجه بتروجت لتحسين الوضع في الدوري    إنفانتينو يستعد لزيارة السعودية خلال جولة ترامب    وزير المالية: الاقتصاد المصري يتحرك بخطى جيدة ويوفر فرصًا استثمارية كبيرة    مصلحة الضرائب: 1.5 مليار وثيقة إلكترونية على منظومة الفاتورة الإلكترونية حتى الآن    طقس اليوم الجمعة 9-5-2025.. موجة شديدة الحرارة    بسبب الأقراص المنشطة.. أولى جلسات محاكمة عاطلين أمام محكمة القاهرة| غدا    انطلاق امتحانات الفصل الدراسي الثاني للطلبة المصريين في الخارج غدا    وزير الري: سرعة اتخاذ قرارات طلبات تراخيص الشواطئ تيسيرا ودعما للمستثمرين    فيفى عبده عن محمود عبد العزيز وبوسى شلبى: سافروا معايا الحج وهما متجوزين    مروان موسى ل«أجمد 7» ألبومى الجديد 23 أغنية..ويعبر عن حياتي بعد فقدان والدتي    حفيدة الشيخ محمد رفعت: جدى كان شخص زاهد يميل للبسطاء ومحب للقرآن الكريم    جدول امتحانات خامسة ابتدائي الترم الثاني 2025 بالقليوبية «المواد المضافة للمجموع»    تنمية المشروعات ضخ 920 مليون جنيه لتمويل مشروعات شباب دمياط في 10 سنوات    اقتحام مستشفى حُميّات أسوان بسلاح أبيض يكشف انهيار المنظومة الصحية في زمن السيسي    الهيئة العامة للرعاية الصحية تُقرر فتح باب التقدم للقيد بسجل الموردين والمقاولين والاستشاريين    طريقة عمل العجة المقلية، أكلة شعبية لذيذة وسريعة التحضير    «دمياط للصحة النفسية» تطلق مرحلة تطوير استثنائية    افتتاح وحدة عناية مركزة متطورة بمستشفى دمياط العام    أسعار الدولار أمام الجنيه المصري.. اليوم الجمعة 9 مايو 2025    جوميز: مواجهة الوحدة هي مباراة الموسم    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 9- 5- 2025 والقنوات الناقلة    التنمر والتحرش والازدراء لغة العصر الحديث    أحمد داش: الجيل الجديد بياخد فرص حقيقية.. وده تطور طبيعي في الفن    زعيم كوريا الشمالية يشرف على تجارب لأنظمة صواريخ باليستية قصيرة المدى    الخارجية الأمريكية: لا علاقة لصفقة المعادن بمفاوضات التسوية الأوكرانية    أسرة «بوابة أخبار اليوم» تقدم العزاء في وفاة زوج الزميلة شيرين الكردي    الهباش ينفي ما نشرته «صفحات صفراء» عن خلافات فلسطينية مع الأزهر الشريف    في أجواء من الفرح والسعادة.. مستقبل وطن يحتفي بالأيتام في نجع حمادي    موهوبون في قلب الأمور لمصلحتهم.. 5 أبراج تفوز في أي معركة حتى لو كانوا مخطئين    منح الدكتوراه الفخرية للنائب العام من جامعة المنصورة تقديرًا لإسهاماته في دعم العدالة    سالم: تأجيل قرار لجنة الاستئناف بالفصل في أزمة القمة غير مُبرر    تفاصيل لقاء الفنان العالمي مينا مسعود ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي    «ملحقش يتفرج عليه».. ريهام عبدالغفور تكشف عن آخر أعمال والدها الراحل    الجثمان مفقود.. غرق شاب في ترعة بالإسكندرية    في المقابر وصوروها.. ضبط 3 طلاب بالإعدادية هتكوا عرض زميلتهم بالقليوبية    طلب مدرب ساوثهامبتون قبل نهاية الموسم الإنجليزي    البابا تواضروس يعود إلى أرض الوطن بعد زيارة رعوية استمرت أسبوعين    وسائل إعلام إسرائيلية: ترامب يقترب من إعلان "صفقة شاملة" لإنهاء الحرب في غزة    رئيس الطائفة الإنجيلية مهنئا بابا الفاتيكان: نشكر الله على استمرار الكنيسة في أداء دورها العظيم    «إسكان النواب»: المستأجر سيتعرض لزيادة كبيرة في الإيجار حال اللجوء للمحاكم    حكم إخفاء الذهب عن الزوج والكذب؟ أمين الفتوى يوضح    عيسى إسكندر يمثل مصر في مؤتمر عالمي بروما لتعزيز التقارب بين الثقافات    محافظة الجيزة: غلق جزئى بكوبري 26 يوليو    علي جمعة: السيرة النبوية تطبيق عملي معصوم للقرآن    "10 دقائق من الصمت الواعي".. نصائح عمرو الورداني لاستعادة الاتزان الروحي والتخلص من العصبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مصر تنتصر على الإرهاب فى الذكرى 36 لتحرير سيناء
أرض الفيروز منارة التنمية ودرع مصر الواقية
نشر في الوفد يوم 24 - 04 - 2018


إشراف محمد صلاح
حوارات سامية فاروق
صباح الخير يا سينا
فى الأوله قلنا جيِّنلك وجينالك.. ولا تهنا ولا نسينا، والتانية قلنا ولا رملاية فى رمالك.. عن القول والله ما سهينا
والتالته ابنتى حملى وأنا حمالك.. صباح الخير يا سينا، وصباح الخير يا سينا.. رسيتى فى مراسينا، تعالى فى حضننا الدافى.. ضمينا خدينا يا سينا.. مين اللى قال كنتى بعيدة عنى.. إنتى اللى ساكنة فى سواد الننى، مش سهل ع الشبان يسهوا عن الأوطان
ورسيت مراسينا على رملة شط سينا
وقلنا يهون علينا.. دا أول الشطآن
وصباح الخير يا سينا.. رسيتى فى مراسينا، تعالى فى حضننا الدافى.. ضمينا وخدينا يا سينا، اليوم تستمر أفراح المصريين واحتفالاتهم بالذكرى 36 لتحرير أرض سيناء الحبيبة، ذلك الجزء الغالى من أرض مصر، والتى اختلطت على مر السنين وإلى اليوم رمالها، بدماء خير أجناد الأرض من المصريين أبناء القوات المسلحة المصرية الباسلة، الذين أعادوها الى التراب المصرى بعد سنوات من دنس الاحتلال الصهيونى، وبعد سنوات من النسيان، والتحول الكبير الذى شهدته مصر.
تأتى أعياد تحرير سيناء هذا العام، لتؤكد للعالم أجمع أن سيناء التى تحولت خلال سنوات قليلة الى مأوى للجماعات الإرهابية المتطرفة، تخطو ا الآن بخطى سريعة نحو التنمية الشاملة، بفضل رؤية القيادة السياسية فى أن تكون سيناء هى منارة التنمية على أرض مصر، رغم الحرب الضروس التى تقوم بها القوات المسلحة والشرطة فى العملية الشاملة 2018 لتطهيرها من الإرهاب الأسود. ولقد قامت القوات المسلحة خلال الثلاث سنوات الماضية، وبالتعاون مع أجهزة الدولة المختلفة بوضع سيناء على خريطة التنمية الشاملة، بإنشاء الطرق، والمدارس، والمناطق الصناعية الجديدة، ومحطات تحلية المياه وتشييد التجمعات السكانية المتطورة، وكان لجنوب سيناء خطة شاملة باعتبارها من المناطق الجاذبة للسياحة والاستثمار، ليكون تخطيط القيادة السياسية على أعلى المستويات، بتوفير كافة الإمكانيات لتصبح سيناء منارة للتنمية، ودرعاً واقية لمصر، بعد سنوات من النسيان، كما كان لشمال سيناء رغم الحرب ضد الإرهاب اهتمام غير عادى ببرامج تنمية ستكون نواة للتنمية الشاملة على أرضها بعد تطهير أرضها من دنس الإرهاب.
اللواء حسان على السيد:
حاربنا فى أكتوبر لاسترداد سيناء من اليهود
.. واليوم نحارب لدحر الإرهاب الأسود
«السيسى» حرر مصر من الطائفية والعنصرية الإخوانية
قال اللواء أركان حرب حسان على السيد أبوعلى مستشار مدير أكاديمية السادات: إن الحرب هى عمل جماعى، فهى حرب الأسلحة المشتركة من المشاة والمدرعات والدفاع الجوى والقوات البحرية والقوات الجوية، وكل هذه الأسلحة تعمل لتحقيق هدف محدد، ولكن هناك بعض المواقف المعنوية، وبمجرد أن المقاتل يؤدى مهمته إذا كان جندياً أو ضابطاً فهى بطولة ليست خارقة وإنما هذا دورنا - فنحن نحمل أرواحنا على أيدينا.
وأضاف: إن هناك مواقف متعددة فى حرب الاستنزاف وأكتوبر، قد تحدث عند إصابة أحد المقاتلين وهو لا يقبل أن يترك مكانه قبل أن يؤدى مهمته.
وعلى سبيل المثال، كان هناك مجند أصيب فى قدمه أثناء الحرب، وعندما طلبنا منه الإخلاء لم يقبل، خاصة أنه من المجندين المعمرين الذين يتم اختيارهم لقوتهم، وهذا الجندى مسيحى الديانة واسمه «إندراوس عزيز إندراوس»، وهو من الصعيد.
عند تطبيق هذا على ما يحدث فى سيناء اليوم وهى أرض الفيروز، ويكفى أن هذه المنطقة تجلى فيها الله عز وجل إلى نبيه موسى عليه السلام، وسيناء تُعد البوابة الشرقية لمصر وكل الغزوات تأتى من خلالها.
ومن وجهة نظرى الشخصية، إنه لا يوجد تغيير بين الحربين، فنحن فى حرب أكتوبر حاربنا من أجل استرداد سيناء من العدو الإسرائيلى، وما يحدث الآن هو محاولة لنزع سيناء من مصر ولكن بطريقة مختلفة، وبدلاً من أنها كانت حربا تقليدية ما بين القوات المصرية والإسرائيلية، وكنا نعرف أماكنهم، أصبح ما يحدث اليوم هو انتزاعا لسيناء ولكن بأسلوب إرهابى، ودون مجاملة أقول للمقاتلين فى حرب التطهير إنهم يخوضون نفس الحرب ولكنها أكثر صعوبة بمراحل من حرب أكتوبر، فهناك فرق بين محاربة عدو أشاهده ويشاهدنى، أعرفه ويعرفنى.. لكن ما يحدث الآن أننا لا نعرف عدونا.. فأنا فى غاية الغرابة، فأهل سيناء أثناء حرب الاستنزاف كانوا أحد المصادر للمعلومات للقوات المصرية. وأكد أن أغلب الشباب المضلل الموجودين حالياً فى سيناء ليسوا مصريين، فهناك جنسيات عديدة ومرتزقة، وصعوبة الحرب فى سيناء تعود إلى أن سيناء مساحتها كبيرة والعملية 2018 فى سيناء قسمتها بمجسات إلى قطاعات معينة كل قطاع به وحدة تجس سيناء متراً متراً بالقدم وتكتشف أن فى هذا المكان عبارة عن مخزن وذخائر.. وأصعب شىء أن الجيش المصرى محترم ينفذ القانون الإنسانى، فمثلاً لو أن إرهابياً هرب ودخل المدينة فهل من أخلاقيات الجيش المصرى تدمير المدينة للقبض على هذا الإرهابى؟ هذا لن يحدث، فرجال الجيش يحافظون على أرواح المدنيين وممتلكات الأهالى، ويتحملون صعوبات كى تكون الحرب شريفة ومقدسة، وفى خلال أيام قليلة جداً سيتم تطهير سيناء من البؤر الإرهابية.
ووجه اللواء رسالة إلى الشباب قائلاً: «الصراع مستمر والكارهون لمصر يريدون تحجيم مصر اقتصادياً واجتماعياً وعسكرياً وأمنياً... إلخ، فالجميع يعلم أن سيناء بها أماكن سياحية وما يحدث من وقائع إرهابية يؤثر على السياحة، وبالتالى على دخل مصر.. وهو ما تسعى إليه دول الغرب، وهذا ما يسمى بالحرب بالوكالة عن طريق التخطيط الجيد من أعداء مصر.. ورغم ذلك فإن الرئيس السيسى حرر مصر من الطائفية والعنصرية الإخوانية»، فهو يعلم جيداً أن مصر إذا ضعفت ستكون لقمة سائغة فى يد أعدائها ولذلك لابد من تطوير القوات المسلحة سواء فى القوات البحرية أو الجوية أو البرية وغير ذلك من القوات حتى تظل مصر قوية.
وتطرق اللواء «حسان» إلى أن سيناء بها 80 ألف جندى لفحصها والبحث عن أى مفرقعات أو إرهاب فهى عملية مسح شاملة.. ومن الغريب أنه برغم ذلك فالشعب يعيش فى أمان ولا يتأثر بما تقوم به القوات فى حرب التطهير، فلابد من تقدير الشعب لهذا المجهود العظيم الذى يتم بذله حتى تظل مصر قوية ويتحقق الأمن والأمان.
كيف ترى المشهد المقبل؟
- نحن تعلمنا وتربينا فى الكلية الحربية على عدة مبادئ وهى أن سلاحى لا أتركه قط حتى أذوق الموت، والوطن ثم الوطن ثم الوطن، كما تعلمنا أنه لابد أن تكون لدينا ثقة كاملة فى النصر، فأنا متفائل للغاية، فما حدث فى سيناء كان مخططاً لمصر وفشل بنسبة عالية جداً جداً.. سواء من الدواعش أو بيت المقدس، والإرهاب لا يحارب إلا بعدة وسائل أهمها القوة، وثانياً محاربة الفكر بالفكر، وإن كان غالبية المضللين من الشباب لا يحقق الحوار معهم نتيجة، ولكن لابد أن نبذله، وثالثاً التنمية التى تسعى الدولة حالياً فيها بخطوات سريعة.
وأكد اللواء «حسان» أن الإرهاب الجبان ليس فى سيناء فقط، فهو موجود فى جميع دول العالم ومنها أوروبا وأمريكا.
هل العدو فى حرب الإرهاب أقوى أم فى حرب أكتوبر؟
- العدو فى حرب أكتوبر وقبلها فى حرب الاستنزاف، وحرب 67، و56، 48 جميعها حروب تقليدية، فالعدو هو العدو.
فأنا لا أنسى جملة قالها عمرو موسى داخل الأكاديمية: «نحن فى عصر العالم ضد العالم والبقاء للأقوى»، فهناك فكر سياسى بأن منطقة الشرق الأوسط بما لها من مزايا جغرافية وخامات وبترول والتحكم فى الملاحة، لابد أن تتم السيطرة عليها من قبل الجهات التى تتحكم فى العالم بأن يضعفوا هذه المنطقة باستخدام سياسة «فرق تسد».. واليوم العالم الحديث يستخدم نفس الحكمة ولكن بطريقة مختلفة حديثة من خلال إشاعة الفتنة الطائفية وإثارة النعرات بين الشيعة والسنة والسلفية الجهادية، ويكفى أن ننظر إلى ما يحدث فى سوريا، فهناك مخطط لإضعاف دول الطوق لإسرائيل وتنفيذ مخطط «اقتل نفسك بنفسك» وهذا ما يحدث فى سوريا، فهناك أكثر من 70 فصيلاً جميعهم يحاربون ويقولون «الله أكبر» ودمرت سوريا البنية التحتية تم تدميرها، وأكثر من 600 ألف شهيد وقتيل، وهناك ملايين أصبحوا لاجئين، على الرغم من أن الجيش السورى فى يوم من الأيام كان جيشاً عظيماً، ولكن بأمر الله لم ولن يحدث ذلك فى مصر التى حفظها الله وحماها فهى فى رباط إلى يوم الدين، وسنعبر الأزمة إن شاء الله.
كلنا يعلم أن الحرب الآن لم تعد عبارة عن مدفع وطيارة، بل أصبحت لها أوجه كثيرة ومنها الحرب الاقتصادية، فالغلاء ليس عشوائياً، فهو مخطط حتى تتعرض مصر لأزمات اقتصادية ومشاكل ولكن فى المقابل هناك مخططات من الجانب المصرى أيضاً لكيفية التغلب على هذه الأزمات، فهناك مبدأ قاله الرئيس الراحل جمال عبدالناصر «يد تبنى ويد تحمل السلاح» ففى وسط هذه الحرب لم تتعرقل مصر اقتصادياً، فهناك مشاريع ضخمة يتم تنفيذها مثلما يحدث فى العاصمة الإدارية وقناة السويس الجديدة، والمصانع التى يتم افتتاحها وتطوير التعليم.. فهناك دراسات استراتيجية لتقدم البلاد لابد من عدة مقاييس أولها تطوير التعليم خاصة فى رياض الأطفال، فلم تؤثر الحرب الحالية فى تطوير التعليم أو على تنمية المشروعات الاستراتيجية والطرق والكبارى وتطوير السكك الحديدية والمصانع، وهل أثر ذلك فى إحراج مصر بين الدول العربية؟ لم يحدث ذلك على الإطلاق، ويوجد فى أكاديمية ناصر العسكرية العديد من الدارسين القادمين من الدول الشقيقة، فكل ذلك لم يؤخر مصر فنحن نتقدم ونتطور رغم حقد الحاقدين.
أبرز المشروعات التى تتم تنميتها فى سيناء خلال المرحلة القادمة خاصة بعد تطهيرها من الإرهابيين؟
- هناك خطة وميزانية لتخطيطها من خلال التطوير العلمى والطرق والمدن
الجديدة والمصانع المشروعات السياحية والمزارات سانت كاترين فى شرم الشيخ ونويبع وطابا والعريش، فهناك ميزانية محترمة ومسئولون للتخطيط والتنفيذ للتنمية فى سيناء.
من أبرز الشخصيات التى قامت بأعمال بطولية أثناء حرب أكتوبر؟
- هناك عدة أسماء لها علامات لمن يدرس التاريخ العسكرى المصرى منذ الفراعنة، فكما نرى فى الآثار كان الفرعون على رأس القوات ونأتى فى العصر الحديث فى يوم الشهيد كان الفريق عبدالمنعم رياض رحمه الله رئيس أركان حرب القوات المسلحة على الحد الأمامى للدفاعات أمام القناة بينه وبين العدو 200 متر، ومن أوائل شهداء حرب أكتوبر العميد شفيق مترى سدراك، وهذه رسالة أوجهها للسلفية الجهادية والطائفيين، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا فتح الله عليكم مصر فاتخذوا منها جنداً كثيفاً فهم خير أجناد الأرض وفى رباط إلى يوم الدين»، وكانت مصر فى ذلك التوقيت مسيحية، فهذه هى الجينات المصرية ونحن الآن فى أكاديمية ناصر تدرس لبعض الدارسين القادمين من سيناء الذين يقسمون -بلا أى مجاملة- على البطولات التى تحدث الآن فى سيناء، لدرجة أن هناك بعض الجنود الذين انتهت مدة خدمتهم يرفضون الخروج حتى يتم تطهير سيناء من البؤر الإرهابية.
وقد قال لى صديق: «إن الجنود الموجودين لديه من كتيبة الصاعقة أقسموا على الأخذ بالثأر مثل الصعايدة لزملائهم الذين استشهدوا فى عمليات التطهير، فهذا هو المقاتل المصرى.
أهم الأدوار خلال حرب أكتوبر؟
- خلال حرب الاستنزاف التى سبقت حرب أكتوبر كانت هناك نقطتان فى غاية العظمة، الأولى هى بناء حائط الصواريخ الشهير كيف تم بناؤه وساهمت فيه شركات المقاولات، وتطوير الدفاع الجوى، وكان لنا الشرف أنه وبعد وقف اطلاق النار ارسلنا فى بعثة للاتحاد السوفيتى ودرسنا وأحضرنا صواريخ جديدة، ويكفى فخراً أن الاسرى من الطيارين الذين اسقطوا فى حرب أكتوبر أكدوا أنهم صدرت لهم تعليمات من يوم 7 أكتوبر بعدم الاقتراب من القناة لمسافة 15 كيلومترا وهو حائط الصواريخ، والبطولة الثانية كانت كيفية عبور خط بارليف وقناة السويس المانع الطبيعى وكيف تتم الدراسة بدقة لاتجاه الريح فى القناة وكيفية فتح الساتر الترابى الذى توصلنا اليه من خلال مقدم مسيحى الديانة.
هذا المقدم كان يقوم بإصلاح المركبات وقبل العمل فى الجيش كان يعمل بالسد العالى وربنا أوحى له بهذه الفكرة وفى حواره معى صرح لى بأنه كان نائما مستيقظا بهذه الفكرة فى حيرة حتى يقدمها لرؤسائه وقال لقائد الفرقة 19 الذى استمع اليه واهتم بفكرته وبعد دراسة الفكرة تمت تجربتها ونجحت.
- وأشار اللواء «حسان» إلى أن أكاديمية ناصر تعطى درجة الزمالة ومن شروط هذه الدراسة ان يكون الدارس حاصلاً على درجة ماجستير «أركان حرب» وأوائل الدفعة التى تتخرج تذهب الى أمريكا للحصول على درجة زمالة 2، وكان الرئيس السيسى أول دورته وأخذ الدورة فى أمريكا، إذن فالموضوع علمى بحت.
وماذا عن دور اللواء فى الحروب الماضية؟
- أنا كنت فى حرب أكتوبر رئيس عمليات كتيبة صواريخ سام 6 دفاع جوى واخطرت بتنفيذ العملية يوم 6 أكتوبر وفى الصباح أحضر لى النقيب مفتاحا مدونا به تحديد ساعة الصفر، وفى الساعة الثانية بعد الظهر بدأت رحلتنا وتمت الضربة الجوية.
- أنا كنت فى ابريل 67 بقاعدة الملز الجوية وقامت الحرب فى يونية 67، وظلم فيها الجيش المصرى وحدث الانسحاب ولكن بعد هذه الهزيمة القاسية فى 5 يونية بأيام وقعت معركة رأس العش عندما حاولت القوات الاسرائيلية فى شمال سيناء دخول بورفؤاد واحتلالها، وتصدى لها فريق صاعقة ومنعها، ثم بعد أسابيع حضر قائد للقوات الجوية جمع الطائرات وقام بإغارة على سيناء لدرجة أن القوات الاسرائيلية فوجئت واستغربت كيف لمصر أن تقوم بعد هزيمتها بأيام قليلة بعمل هذه الغارة، وأعقبها فى شهر 11 حدثت معركة ايلات واغراق المدمرة، وهذا يعنى أن مصر لن تركع ويرجع الفضل الى الفريق محمد فوزى الذى أعاد بناء القوات المسلحة بطريقة غير طبيعية، ووقعت حرب الاستنزاف وقدر لى أن خدمت فى الجيش الثالث فى جزيرة صغيرة جداً مساحتها 100متر *80 مترا جنوب السويس بثلاثة كيلومترات ما بين الضفة الشرقية والغربية للخليج وتدعى «الجزيرة الخضراء» وحدث فيها التصدى لطائرات العدو واسقاط بعض طائرات الاستطلاع، وكان هناك دور عظيم للدفاع الجوى فى حرب الاستنزاف.
وفى يوم 5 أكتوبر صدرت لنا الأوامر ليلاً بالتحرك واحتلنا على الضفة الغربية بالقناة وساهمنا مع باقى القوات فى منع القوات الجوية من التدخل فى الخطة وطبعاً العبور بالقوارب وتدمير خط برليف بعد دراسة دقيقة لاختيار التوقيت والمواعيد فتم اختيار الساعة الثانية ظهراً حتى تكون الشمس فى عيون العدو لا يستطيعون مشاهدتنا وتم اختيار شهر أكتوبر يوم السبت من أجل عيد «كيبور» وتم خطة خداع استراتيجى حينما أعلن السماح للضباط الراغبين بالحج الذهاب لأداء الفريضة وبعض العساكر لعبوا كرة على شط القناة فى السادسة صباحاً.
وما شعورك فى ذكرى هذا اليوم؟
- حتى الآن نحن نتواصل مع بعضنا البعض حتى الآن لنسترجع ذكريات 6 أكتوبر ونحن فى غاية السعادة.
وماذا عن مبارك والحرب؟
- بصرف النظر عن الأسماء والأشخاص والنواحى السياسية لا ننسى أن قائد القوات الجوية فى حرب أكتوبر الفريق حسنى مبار أنا لا أتحدث عنه كرئيس ولكن كفريق، فأنا فى بداية تخرجى خدمت تحت قيادته فى بنى سويف فهو رجل حاسم وحازم وإنسان، بعد حرب 67 أصبح «مبارك» قائداً للكلية الجوية وفى حرب اكتوبر بدأت الحرب بالضربة الجوية ولا ننسى أن القوات الجوية الاسرائيلية من القوات المعدودة فى العالم وتصدت لها القوات الجوية والدفاع الجوى فى توقيت واحد ويكفى بعض العبارات التى قالها بعض الخبراء العسكريين العالميين كيف غيرت حرب أكتوبر الفكر الاستراتيجى الإسرائيلى.
اللواء حسان
وأورد اللواء حسان بعض الأقوال التى أدلى بها بعض الخبراء العسكريين فى العالم على تغيير حرب أكتوبر الفكر الاستراتيجى الإسرائيلى.
وقال اللواء حسان أصيبت اسرائيل بغرور شديد بعد حرب 1967 لدرجة أن إسحق رابين أدلى بتصريحات أن قواته تستطيع غزو أى مكان فى العالم، حتى ولو فى القطب الشمالى.
ووصفت وسائل الإعلام العالمية القوات الجوية الاسرائيلية بأنها اسطورة لا تقهر.. ولكن بعد بناء حائط الصواريخ أدلى يول أبودمان الخبير السعكرى بتصريح قال فيه، إن اسرائيل خسرت الحرب فى 1973، لأنها فشلت فى التنبؤ بنية العرب خاصة مصر. ثم يأتى التصريح المهم ل«موشى ديان» الذى قال فيه، إن إسرائيل لم تكن مستعدة تكنولوجيا لتقوم بضربة جوية ضد الدفاع الجوى المصرى القوى، وفى الساعة الخامسة يوم 6 أكتوبر 1973، أصدر الجنرال بنساتيج قائد القوات الجوية الاسرائيلية أمراً لطياريه بعدم الاقتراب من القناة بخمسة عشر كيلو متراً، وفى تعليق مراسل وكالة يونايتد برس «تومس» من تل أبيب يوم «16» قال فشل الطيران الإسرائيلى فى تحقيق المهمة، وقال الجنرال دكتور ميخائيل تونسكو، الدفاع الجوى المصرى لقن قراصنة الجو الإسرائيلى درساً قاسيا، وفى تصريح لخبير فرنسى جان فرانسوا يوم 27 أكتوبر» قال ان اسرائيل فشلت فى 1973 وسيعاد النظر فى نظريات التفوق الجوى، وعلق المعلق العسكرى هنرى ستهوب مراسل صحيفة «التايمز» مشيداً بدور الدفاع الجوى المصرى فى حماية الكبارى والقوات التى قامت بالعبور ودمرت خط بارليف.
ومن أهم التصريحات لوزير الدفاع الأمريكى هيورد كالاوى فى «18 أكتوبر» انه قال ما قامت به القوات المصرية ضد القوات الجوية الاسرائيلية ونجاح العبور سيغير من الاستراتيجية العسكرية.
وهناك تصريح لطيار أسير جيرو يعقوب قال إن الصواريخ المصرية أدهشت الطيارين الاسرائيليين من دقة التصويب واحترافية التدريب وعلق المعلق أريك سيلفر فى صحيفة الجارديان يوم 11 أكتوبر قائلاً: إن اسطورة اسرائيل تحطمت على يد الدفاع الجوى المصرى كما أن هناك تصريحات أخرى تقول إن اسرائيل خسرت «87» طائرة خلال الثلاثة أيام الأولى وأنها فقدت السيطرة بعد تدمير خط بارليف.
وأشار اللواء حسان الى أن قوات الدفاع الجوى تحتفل بعيدها يوم «30 يونية» من كل عام، احتفاء ببناء حائط الصواريخ وتحقيق أكبر خسائر للعدو الاسرائيلى، لذلك قبلت اسرائيل مبادرة وقف اطلاق النار فى مبادرة روجرس، كما تحتفل القوات الجوية يوم 14 أكتوبر بذكرى المعركة الجوية التى قامت فى المنصورة، وانتصرت
القوات المصرية على الاسرائيلية، وتحتفل القوات البحرية يوم «21 أكتوبر» تخليداً لذكرى تدمير المدمرة إيلات.
اللواء محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق:
ستبقى أكتوبر مرجعاً تاريخياً للفكر الاستراتيجى والعسكرى والسياسى
مصر اعتمدت استراتيجية «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»
قال اللواء أركان حرب محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الاسبق وأحد أبطال حرب اكتوبر إن حرب أكتوبر73 ستكون دائما مرجعا تاريخيا لكل المجالات، وخاصة الفكر الاستراتيجى والعسكرى والسياسى، لاستخلاص الدروس والخبرات من أحداثها، لإضافتها إلى القدرات الذاتية فى استغلال وتهيئة المسرح السياسى الدولى لتنفيذ الأهداف وتحقيق المصالح، وما أحوجنا لمثل هذا الآن لما نواجهه من آثار لمقاومتنا للمشروع الاستعماري.
وأضاف الغباري: «حرب أكتوبر 1973 أحدثت تحولات بالغ الأهمية فى الفكر الاستراتيجى العالمى، والذى يعتمد على النظريات والمفاهيم والدروس المستخلصة من معارك الحرب العالمية الثانية، وبالتالى فإن الأهمية الاستراتيجية لحرب أكتوبر 1973 تتمثل فى أنها كانت أول حرب تقليدية تستخدم فيها أسلحة ومعدات القتال الحديثة على نطاق واسع، حيث لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أن اصطدمت قوات عسكرية هائلة، مزودة بما لا يقل عن 5000 دبابة قتال رئيسية، وما لا يقل عن 1500 طائرة قتالية من مختلف الأنواع، وآلاف من العربات المدرعة وقطع المدفعية الميدانية، وتقاتلت فى صراع مرير خلال أسبوعين كاملين، وفى منطقة صغيرة من مسرح العمليات، ولذلك كانت حرب أكتوبر مصدر خبرة وتجارب غنية للفكر العسكرى العالمى، فكان التأثير على خطط التطوير لتكنولوجيا التسليح، واسس بناء القوات، وكذا نظرية الأمن الإسرائيلى وظهرت الحرب المحدودة كمفهوم استراتيجى عسكرى لخدمة الأهداف القومية المحدودة وطبقا للإمكانيات المتاحة والتقييم الدقيق للقدرات العسكرية للعدو والدعم العسكرى الخارجى له».
المسرح السياسى قبل حرب أكتوبر
وأكد الغبارى أنه نتيجة لانتصار إسرائيل فى حرب يونيو سنة 1967 «نجحت هى والولايات المتحدة فى تحقيق أهدافها الاستراتيجية، التى سعت إليها، وهى حصار مصر داخل حدودها بضمان التفوق العسكرى لإسرائيل، والتى هى أداة التنفيذ والحفاظ على المصالح الغربية، وإحكام سيطرة الولايات المتحدة على الشرق الأوسط وتحجيم حركة عدم الانحياز، وأصرت إسرائيل على رفض الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، ما تسبب فى استمرار حالة الحرب، وظل الاعتقاد بأن القوة العسكرية هى الحاسمة لتحقيق الأهداف، وبدأت إسرائيل فى توسيع استيطانها فى الأراضى المحتلة، ودعم وتطوير قدراتها العسكرية، متخذة من نظرية الأمن الإسرائيلى شعارا لتحقيق أهدافها التوسعية، ووسيلة لخداع الرأى العام العالمى».
وأضاف: «بدأ النشاط السياسى العربى بإزالة الخلافات بعقد مؤتمر الخرطوم، والذى جاءت قراراته داعمة لمصر على المستويين العربى والدولى، حيث كان صدور القرار رقم 242 عن مجلس الأمن، وكان لهما تأثير مباشر فى تطور العمل الوطنى والقومى فى المراحل التالية من الصراع، ولم ترفض مصر جهود الحل السلمى، بل سمحت للاتحاد السوفيتى بالقيام بكل ما يراه مناسبا فى هذا المضمار، وإجراء اتصالاته مع جميع الأطراف، بشرط عدم التفاوض مع إسرائيل إلا بعد الانسحاب من الأراضى التى احتلتها مع عدم التنازل عن أى جزء منها».
وتابع: «كان منهج السياسة الخارجية المصرية مبنيا على اساس رفض الهزيمة العسكرية، واعتبار ما حدث نتيجة جولة من الجولات، وليست نهايتها ولا استسلام نهائيا لنتائج هذه الجولة، وهذا ما تطلب اسلوبا من العمل فتم اتخاذ الاجراءات والخطوات الاستراتيجية الاتية:
1 العمل السياسى لكسب الوقت دون الوصول إلى حل كغطاء حتى يتم إعادة واستكمال القدرة العسكرية المصرية لتكون داعمة فى الوصول لحل المشكلة.
2 إقناع الرأى العام العالمى بأننا لا نريد الحرب من اجل الحرب وإنما من أجل استعادة الأرض المغتصبة بالقوة وتحقيق اهداف الشعب الفلسطينى».
وقال الغبارى: «المجتمع الدولى تأثر من حرب يونيو 67، حيث أغلقت قناة السويس وتأثر حركة التجارة العالمية وخاصة فى مجال النفط لزيادة طول خطوط المواصلات وتعرضها للمخاطر، وزيادة تكلفة الشحن، ما دفعه إلى إجراء محاولات كثيرة لتحقيق السلام بين الأطراف المتصارعة، فقدمت الأمم المتحدة مبعوثها الخاص جونار يارنج الذى بذل جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر، إلا أنه فشل بسبب التعنت الإسرائيلى ولو فى إيقاف النيران، وقدم عبدالناصر مبادرة ورفضت أيضا، وقدمت الولايات المتحدة مقترحاتها للحل، وبعثت وزير خارجيتها روجرز، وظل يعمل بين فشل ونجاح حتى استطاع الوصول إلى وقف إطلاق النيران أغسطس عام 70، ثم تجمد الموقف على ذلك فى حالة اللاسلم واللاحرب بسبب الوفاق بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة».
واشار إلى ان قضية الشرق الاوسط «تراجعت للأولوية الثالثة من الاهتمام الدولى، ما دفع إسرائيل للاستمرار فى التعنت ورفض السلام».
أوضح أن مصر «اعتمدت على ذاتها والدعم العربى، ووضعت استراتيجيتها لتنفيذ شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فاتخذت من حرب الاستنزاف منهجا وطريقا لإعادة بناء القوات المسلحة تنظيميا وتدريبيا ومعنويا، وبناء الدفاعات غرب القناة، مع استمرار القتال، كما استخدمت الدبلوماسية (المجال السياسى) لإثبات أنها تسعى إلى الانسحاب الإسرائيلى، وتحقق أهداف الشعب الفلسطينى، وإقناع العالم بصفة عامة والاتحاد السوفيتى بصفة خاصة، أننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، مع المحافظة على صلابة الجبهة الداخلية والتضامن العربى وذلك لتهيئة المسرح السياسى الدولى والإقليمى لاسترداد الحقوق المشروعة».
وقال الغبارى: «الخطط الاستراتيجية العسكرية لمصر وسوريا وضعت على أن تكون استراتيجية هجومية، تستهدف هزيمة التجميع الرئيسى للقوات الإسرائيلية فى سيناء والجولان وفى وقت واحد، وطبقا للإمكانيات والموارد المتاحة للقوات المسلحة فى مصر وسوريا».
وأشار الغبارى الى أنه كانت هناك خطة خداع لإخفاء نية الهجوم، استمر تنفيذها عدة أشهر، بتنفيذ تحركات عسكرية كثيرة، تحت ستار التدريب، مع التغيير المستمر فى حجم القوات، وإنهاء خدمة 20 ألف فرد، قبل العمليات ب 48 ساعة.
ونفذت وسائل الإعلام، والجهود الدبلوماسية والسياسية، مهامها فى الخطة بإتقان وكفاءة عالية.
وأضاف: كانت المفاجأة الكبرى الهجوم المصرى السورى فى وقت واحد على الجبهتين، حيث أعلنت الحرب وكانت الهزيمة الكبرى للجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر كما يدعون وتحقيق تحرير جزء من الأراضى المحتلة فى سيناء والجولان مع تمكن إسرائيل بالدعم الأمريكى غير المحدود من عمل ثغرة على الجبهة المصرية واستعادت الجولان من سوريا، وكان حجم الخسائر الضخمة فى القوات الإسرائيلية أحدث انزعاجا مهولا للولايات المتحدة التى قامت بالإمداد المباشر لإسرائيل وعلى جبهات القتال بالمعدات والأسلحة وتعويضها عن خسائرها بل بأكثر مما تحلم وسارع كيسنجر بالحضور إلى القاهرة ودمشق وتل أبيب حتى يمكن احتواء الموقف وإنقاذ إسرائيل من الهزيمة الكاملة.
وأوضح الغبارى ان إسرائيل حاولت شن هجوم مضاد على عدة قطاعات، واشتبكت فى معارك ضارية من دون تحقيق نتائج تذكر، ودارت فى هذه المنطقة أكبر معارك الدبابات شاركت فيها نحو 2000 دبابة، واستخدم الإسرائيليون فيها أول مرة طائرات هليكوبتر مزودة بالصواريخ الموجهة، فكانت مفاجأة الحرب فى جبهة سيناء، وكان أثرها حاسما فى صد الهجوم المصرى. ووضعت الحكومة الأمريكية وسائل لاستطلاع الأمريكية ووسائل التجسس فى خدمة إسرائيل، وكشفت وجود ثغرة غير محمية بين الجيشين الثانى والثالث، بعرض 25 كم، ووجدت فيها القيادة الإسرائيلية فرصتها فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات قتال، تمكن بعضها من السيطرة على منطقة العبور بعد أن تكبدت خسائر فادحة، ونصب جسر لعبور الدبابات الرئيسية التى تدفقت إلى الغرب وباشرت الانتشار بكل الاتجاهات الممكنة، وسيطرت على منطقة واسعة امتدت إلى تخوم مدينة السويس، واستغلت القوات الإسرائيلية قرار وقف إطلاق النار لضرب قواعد الصواريخ المصرية وتوسيع الممر الجوى لطائراتها، من أجل دعم قواتها فى الثغرة.
وأشار إلى ان مصر قامت باستكمال حجم القوات اللازمة لتصفية الثغرة بعد حصارها وايقاف النيران طبقا لقرار مجلس الامن ووضعت الخطة اللازمة لذلك وأصدرت تعليمات التنفيذ لقيادة القوات تحت قيادة اللواء سعد مأمون وكان الهدف الأول هو تدمير القوات الإسرائيلية فى الثغرة غرب القناة والوصول للضفة الشرقية لها ثم التطوير شرق القناة والوصول إلى الممرات الجبلية كهدف نهائى.
وأضاف: طلب كيسنجر مقابلة عاجلة للسادات وأخبره أن بلاده على علم بنية القوات المصرية بالهجوم على القوات الإسرائيلية غرب القناة وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة السلاح الأمريكى مرة اخرى وطلب عدم تنفيذ الهجوم ووعد بانسحاب القوات الإسرائيلية من غرب القناة وأن يتم ذلك من خلال مفاوضات كم 101 حيث تمت والملاحظ فيها شدة الحرص على تأمين الانسحاب للإسرائيليين حتى انهم كانوا ينفذون المطلوب قبل الميعاد المخطط بما لا يقل عن عشرين يوما، ما اثبت انهم كانوا فى كابوس اسمه ثغرة الدفرسوار.
أكد الغبارى أن الصراع العربى الإسرائيلى اصبح على رأس المشكلات الدولية المطلوب حلها لتأمين مصالح الدول الفاعلة الكبرى وأن السلام هو الطريق الوحيد ومحاولة إيجاد حل للقضية الفلسطينية فتوصل كيسنجر إلى اتفاق فك الاشتباك الأول والثانى مع مصر لتصفية ثغرة الدفرسوار سلميا والانسحاب الإسرائيلى لخطوط فصل مأمنه فى سيناء وأيضا مع سوريا وانسحاب إسرائيل من الأراضى السورية وخاصة مدينة القنيطرة.
العمل على تطهير قناة السويس وفتحها للملاحة لعودة حركة التجارة العالمية، خاصة النفط إلى أوروبا، حيث تعدل الموقف الأوروبى وتم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطينى وإجراء الحوار العربى الأوروبى.
وأوضح الغبارى ان المباحثات بين مصر وإسرائيل اجريت برعاية أمريكية اتفق فيها خلال إطار كامب ديفيد على أسلوب الوصول لاتفاقية سلام بينهما وقعت فى نوفمبر 79 وأعلن السادات أنها ستكون آخر الحروب، متحديا العقيدة اليهودية القائمة على القتال والحرب لتحقيق دولتهم اليهودية وحلمهم بوعدهم المزعوم من نهر مصر (وادى العريش) الى النهر الكبير نهر الفرات.
وأكد الغباري أننا نعيش فى فترة أشبه ب«حرب الاستنزاف»، لأننا نسعى لبناء أنفسنا، وإيقاع أكبر خسائر فى صفوف العدو، والعدو -هنا- مركب، من إرهاب دولى يوجه ضدك فى إطار حروب الجيل الرابع، وحرب نفسية تشكك فى كل ما تبنيه، وكل خطوة تتخذها نحو الأفضل، وأمراض اجتماعية منها البطالة، والمخدرات، والفساد، والرشاوى، وهنا أنت تخوض حرباً أشرس من حرب أكتوبر، لأنك وقتها كنت تواجه عدواً معروفاً، ولديك تقديرات عنه، ومن ثم تستطيع أن تضع الخطط لتنتصر عليه، ولكن الأمور حالياً أصعب.
كما أكد الغباري أن هناك تشابهات كثيرة بين ما عشناه خلال الفترة الماضية، وما حدث بعد «النكسة»، فالتدبير الذى خُطط لك لم تكن تقرأه، وهو ما تمثل فى خداع الحرب من جانب أمريكا وإسرائيل لاحتلال سيناء، مع عدم قراءة القيادة المصرية لفكرهم بسبب تورطها فى الأراضى اليمنية لأكثر من سنة، ووجود نحو 50% من قواتك المسلحة خارج أرضك فى حرب كنت مجبراً عليها رغم أنك لم تكن لتستطيع أن تفعل بها شيئاً رغم الإعلام الصاخب الذى صاحب تلك الفترة، كما أن واقع النكسة كان صعباً جداً على المصريين لأن الإعلام وضع لديهم آمالاً وطموحات كبيرة، ومناخاً غير ما تحقق على الأرض، وبالتالى كان الألم كبيراً. وكان ضرورياً، إعادة بناء القوات المسلحة، وهو ما شمل عدة نقاط فرعية مثل إعادة تسليح الجيش، وتغيير بعض نظم التسليح، وإعادة تنظيم القوات المسلحة بعمل تشكيلات جديدة وثابتة، وإعادة بناء مسرح العمليات لأن الدفاع حينها كان سيتم فى منطقة «غرب القناة»، وهو أمر كان جديداً علينا، كما كان علينا إعادة تأهيل أفراد الجيش بعد الهزيمة ليتحملوا مرارة الهزيمة ويستعدوا للانتصار، وجانب آخر يهمله كثيرون، وهو إعادة التأهيل النفسى للشعب، ليتقبل الهزيمة، ويصمد، ثم يتحول لروح معنوية تدافع عن الدولة فى «أكتوبر»، وهنا اكتملت حلقات قدرة المصريين على الصمود، لتبدأ معركة الاستنزاف التى لم نكن لنحقق النصر لولاها، ثم ننتصر، ونسترد أراضينا.
وطالب الغبارى بضرورة أن يعرف جيل الشباب كيف تحقق نصر أكتوبر المجيد على الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر، وطالب وزارة التربية والتعليم بضرورة أن يكون لدى الأجيال من مختلف المراحل التعليمية الوعى السياسى والاستراتيجى بأهمية حرب أكتوبر التى تحققت باستشهاد خيرة أبناء الوطن من رجال القوات المسلحة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.