آداب عين شمس تنظم دورات تدريبية للشباب الجامعي المقبل على الزواج    جيروم باول يتجه لخفض أسعار الفائدة رغم انقسام الفيدرالي الأمريكي    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأحد 7 ديسمبر    أسعار الأسماك والخضراوات والدواجن.. اليوم 7 ديسمبر    تقرير إسرائيلي: نتنياهو بين المطرقة والسندان.. واشنطن تضغط للانتقال إلى المرحلة الثانية من الاتفاق    القوات الروسية تسقط 77 طائرة مسيرة أوكرانية خلال الليل    طائرات يابانية تحلق بالقرب من موقع تدريب القوات الصينية بالمحيط الهادئ    اثنان منها بالغة الخطورة، اكتشاف 107 ثغرات أمنية في برمجيات أندرويد وتحذير للمستخدمين    طقس اليوم الأحد أوروبي بامتياز.. نزول حاد في درجات الحرارة    الجزائر.. 9 قتلى و10 جرحى في حادث مرور مروع بولاية بني عباس    حبس المتهمين بسرقة مشغولات فضية من مخزن في القاهرة    دعاء الفجر| اللهم ارزقنا نجاحًا في كل أمر    ضائقة مالية تجبر مخرج "العراب والقيامة الآن" على بيع ثاني ساعاته النادرة ب 10 ملايين دولار    بيع ساعة يد للمخرج الأمريكي كوبولا ب 10.8 مليون دولار في مزاد    شهداء بنيران الاحتلال وتطورات في الضفة قبل وصول المندوب الأمريكي.. فيديو    تأجيل محاكمة 68 متهمًا في قضية خلية التجمع الإرهابية    أقرأ تختتم دوراتها الأولى بتتويج نسرين أبولويفة بلقب «قارئ العام»    رانيا علواني: ما حدث في واقعة الطفل يوسف تقصير.. والسيفتي أولى من أي شيء    تحذيرهام: «علاج الأنيميا قبل الحمل ضرورة لحماية طفلك»    "الراجل هيسيبنا ويمشي".. ننشر تفاصيل مشاجرة نائب ومرشح إعادة أثناء زيارة وزير النقل بقنا    جامعة كفر الشيخ تنظم مسابقتي «المراسل التلفزيوني» و«الأفلام القصيرة» لاكتشاف المواهب| صور    قلت لعائلتي تعالوا لمباراة برايتون لتوديع الجمهور، محمد صلاح يستعد للرحيل عن ليفربول    زيادة المعاشات ودمغة المحاماة.. ننشر النتائج الرسمية للجمعية العمومية لنقابة المحامين    رحمة حسن تكشف عن خطأ طبي يهددها بعاهة دائمة ويبعدها عن الأضواء (صورة)    محافظ الإسماعيلية يتابع تجهيزات تشغيل مركز تجارى لدعم الصناعة المحلية    إصلاح كسر مفاجئ بخط مياه بمنطقة تقسيم الشرطة ليلا بكفر الشيخ    «الصحة» توضح: لماذا يزداد جفاف العين بالشتاء؟.. ونصائح بسيطة لحماية عينيك    محسن صالح: توقيت فرح أحمد حمدى غلط.. والزواج يحتاج ابتعاد 6 أشهر عن الملاعب    محمد صلاح يفتح النار على الجميع: أشعر بخيبة أمل وقدمت الكثير لليفربول.. أمى لم تكن تعلم أننى لن ألعب.. يريدون إلقائي تحت الحافلة ولا علاقة لي بالمدرب.. ويبدو أن النادي تخلى عنى.. ويعلق على انتقادات كاراجر    هشام نصر: هذا موقفنا بشأن الأرض البديلة.. وأوشكنا على تأسيس شركة الكرة    جورج كلونى يكشف علاقة زوجته أمل علم الدين بالإخوان المسلمين ودورها في صياغة دستور 2012    الإمام الأكبر يوجِّه بترميم 100 أسطوانة نادرة «لم تُذع من قبل»للشيخ محمد رفعت    أصل الحكاية| ملامح من زمنٍ بعيد.. رأس فتاة تكشف جمال النحت الخشبي بالدولة الوسطى    أصل الحكاية| «أمنحتب الثالث» ووالدته يعودان إلى الحياة عبر سحر التكنولوجيا    مصدر أمني ينفي إضراب نزلاء مركز إصلاح وتأهيل عن الطعام لتعرضهم للانتهاكاتً    المشدد 3 سنوات لشاب لإتجاره في الحشيش وحيازة سلاح أبيض بالخصوص    وزير الاتصالات: رواتب العمل الحر في التكنولوجيا قد تصل ل100 ألف دولار.. والمستقبل لمن يطوّر مهاراته    آخر مباراة ل ألبا وبوسكيتس أمام مولر.. إنتر ميامي بطل الدوري الأمريكي لأول مرة في تاريخه    أسوان والبنية التحتية والدولار    اللجنة القضائية المشرفة على الجمعية العمومية لنقابة المحامين تعلن الموافقة على زيادة المعاشات ورفض الميزانية    هيجسيث: الولايات المتحدة لن تسمح لحلفائها بعد الآن بالتدخل في شؤونها    الاتحاد الأوروبى: سنركز على الوحدة فى مواجهة النزاعات العالمية    ميسي يقود إنتر ميامي للتتويج بلقب الدوري الأمريكي للمرة الأولى.. فيديو    نشرة الرياضة ½ الليل| رد صلاح.. رسالة شيكابالا.. مصير مصر.. مستحقات بنتايج.. وتعطل بيراميدز    أخبار × 24 ساعة.. متى يعمل المونوريل فى مصر؟    أول صورة لضحية زوجها بعد 4 أشهر من الزفاف في المنوفية    عمرو أديب بعد تعادل المنتخب مع الإمارات: "هنفضل عايشين في حسبة برمة"    نقيب المسعفين: السيارة وصلت السباح يوسف خلال 4 دقائق للمستشفى    محمد متولي: موقف الزمالك سليم في أزمة بنتايج وليس من حقه فسخ العقد    الحق قدم| مرتبات تبدأ من 13 ألف جنيه.. التخصصات المطلوبة ل 1000 وظيفة بالضبعة النووية    خالد الجندي: الفتوحات الإسلامية كانت دفاعا عن الحرية الإنسانية    وكيل وزارة الصحة بكفر الشيخ يتفقد مستشفى دسوق العام    الأزهري يتفقد فعاليات اللجنة الثانية في اليوم الأول من المسابقة العالمية للقرآن الكريم    تقرير عن ندوة اللجنة الأسقفية للعدالة والسلام حول وثيقة نوسترا إيتاتي    الاتصالات: 22 وحدة تقدم خدمات التشخيص عن بُعد بمستشفى الصدر في المنصورة    مفتي الجمهورية: التفاف الأُسر حول «دولة التلاوة» يؤكد عدم انعزال القرآن عن حياة المصريين    مواقيت الصلاه اليوم السبت 6ديسمبر 2025 فى المنيا..... اعرف صلاتك بدقه    الصحة: فحص أكثر من 7 ملابين طالب بمبادرة الكشف الأنيميا والسمنة والتقزم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: التحكيم الدولي سيقضي بملكية السعودية للجزيرتين من أول جلسة

* الغزو الثقافي جعل المصريين لا يعرفون ما يحاك حولهم من مؤامرات
* تسليم تيران وصنافير للسعودية قرار إستراتيجي يملكه رئيس الجمهورية
* الإعلام أخطأ في إدارة أزمة الجزيرتين "تيران وصنافير" ونتج عن ذلك انقسام بين الشعب
* الثغرة نتاج لتزويد أمريكا لإسرائيل في حرب أكتوبر بالمعلومات والأسلحة
أكد اللواء الدكتور محمد الغباري أستاذ الإستراتيجية والأمن القومي ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن المعارضة في تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ترجع إلى عدم إدارة الموضوع إعلاميا بشكل مناسب.
وأضاف الغباري في حوار خاص ل"فيتو" أن قرار تسليم الجزيرتين هو قرار إستراتيجي يملكه رئيس الجمهورية فقط وهو قرار سليم 100% ولكن المشكلة عدم التمهيد له قبل تنفيذه والمفروض أن يكون هناك اعلام في الرئاسة والدولة يديرون القضايا الحساسة مثل هذه القضية إدارة جيدة ويكشفون للشعب الحقائق ولا يتركون الإعلام المعادي لمصر وللمصريين يضلل الناس ويجعلهم في حيرة وانقسام ما بين معارض ومؤيد وأنا أشعر أن الرئيس يعمل في وادي والمسئولون عن إعلام الرئاسة في واد آخر.
وإلى التفاصيل
*لماذا اختار الرئيس تسليم تيران وصنافير إلى السعودية بعد أكثر من 50 عاما من ممارسة السيادة عليها؟
- المشكلة ليست في قرار تسليمهما للسعودية وإنما لابد أن نؤكد أولا أنها جزر سعودية والشعب يقتنع بذلك والقضية مثارة لها عشرات السنين وتم التأكد تاريخيا وجيولوجيا أنهما سعوديتان ولكن تشتيت الشعب من قبل المثقفين والإعلاميين الذين يرفضون القرار من أجل معارضة الرئيس ليس في مصلحة مصر لأن السعودية دولة شقيقة وتساعد مصر في كافة المواقف وليس كما يدعي البعض أنها تدعمنا ماديا وأنها اشترت الجزيرتين.. لابد أن يعلم الكل أن الشعب المصري مدعوم بجيشه الوطني الذي يثبت كل يوم خوفه على أرض مصر وشعبها وأنه لن يفرط في حبة رمل من أرض مصر أو ممتلكاتها وانما الجزيرتين فعلا سعوديتين وكل الوثائق تؤكد ذلك واختيار الوقت لتسليمهم قرار سيادي لا يملكه غير الرئيس ونحن الآن علاقتنا بالسعودية جيدة جدا سواء في تاييد قرارات مصر السياسية داخليا وخارجيا ووقفت أمام أمريكا والعالم كله عندما رفضت أمريكا إمدادنا بالسلاح لمحاربة الإرهاب في سيناء والآن أصبحنا قوة ضاربة لدينا أحدث الأسلحة في العالم وليس في المنطقة فقط.
بالإضافة إلى أن السعودية سمحت لمصر بممارسة السيادة على جزيرة فرسان في البحر الأحمر لحماية الملاحة وتأمين السفن القادمة إلى قناة السويس ومصر أقامت فيها نقطة بوليس وبها قطع بحرية مصرية كما فعلت من قبل لحماية تيران وصنافير هل يعني ذلك أن الجزيرة مصرية ولماذا لم يعارض الشعب السعودي قرار الملك؟
بالإضافة إلى أن السعودية لو ذهبت للتحكيم الدولي سوف يحكم لها من أول جلسة لملكيتها الجزيرتين كما قلنا طبقا لجيولوجيا المنطقة والخرائط التاريخية لماذا إذن نعادي السعودية ونحن في حاجة إلى التحالف القوى معها الآن لمواجهة الخطر القادم؟!
والسؤال هنا من المستفيد من قطع العلاقات المصرية السعودية ؟ وقتها سنفهم الحرب الشرسة وراء تسليم الجزيرتين.
* شاركت في حرب أكتوبر 73 ما الفرق بين مصر وقتها وبين مصر الآن في ظل مواجهة الإرهاب التي لا تقل شراسة عن حرب أكتوبر؟
- حرب أكتوبر كانت أول حرب تقليدية للأسلحة والمعدات الحديثة على نطاق واسع منذ الحرب العالمية الثانية اعتمدنا فيها على ذاتنا في التسليح والدعم العربى والأفريقي، ورفعنا وقتها شعار «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وهيأنا الجبهة الداخلية التي وقفت بكل قوة بجانب قواتها المسلحة فانتصرنا بجدارة على العدو الذي اغتصب أرضنا وستظل حرب أكتوبر مرجعا تاريخيا لكل المجالات، وخاصة الفكر الإستراتيجي والعسكري والسياسي، لاستخلاص الدروس والخبرات من أحداثها، لإضافتها إلى القدرات الذاتية في استغلال وتهيئة المسرح السياسي الدولى لتنفيذ الأهداف وتحقيق المصالح.
وما أحوجنا الآن لمثل هذا الترابط بين الشعب والجيش والقيادة السياسية لمواجهة المشروع الاستعماري الجديد والتقسيم الذي تشهده المنطقة العربية، ولكن للأسف هناك غزو ثقافي أحدث شقاقا بين المصريين وجعلهم لا يعرفون ما يحدث حولهم من مؤامرات تريد النيل من وحدة مصر، ولكننا لن نترك هذا يحدث مهما كلفنا الأمر حتى ولو على جثثنا.. أما حرب أكتوبر فقد أحدثت تحولات بالغة الأهمية في الفكر الإستراتيجي العالمى، والذي يعتمد على النظريات والمفاهيم والدروس المستخلصة من معارك الحرب العالمية الثانية، وبالتالى فإن الأهمية الإستراتيجية لحرب أكتوبر تتمثل في أنها كانت أول حرب تقليدية تستخدم فيها أسلحة ومعدات القتال الحديثة على نطاق واسع، حيث لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أن اصطدمت قوات عسكرية هائلة، مزودة بما لا يقل عن 5000 دبابة قتال رئيسية، وما لا يقل عن 1500 طائرة قتالية من مختلف الأنواع، وآلاف من العربات المدرعة وقطع المدفعية الميدانية، وتقاتلت في صراع مرير خلال أسبوعين كاملين، وفى منطقة صغيرة من مسرح العمليات، حتى وقف إطلاق النار المشروط للجانبين ولذلك كانت حرب أكتوبر مصدر خبرة وتجارب غنية للفكر العسكري العالمى، فكان التأثير على خطط التطوير لتكنولوجيا التسليح، وأسس بناء القوات، وكذا نظرية الأمن الإسرائيلى وظهرت الحرب المحدودة كمفهوم إستراتيجي عسكري لخدمة الأهداف القومية المحدودة وطبقا للإمكانيات المتاحة والتقييم الدقيق للقدرات العسكرية للعدو والدعم العسكري الخارجى له».
* كيف كان المسرح السياسي قبل حرب أكتوبر؟
- نتيجة لانتصار إسرائيل في حرب يونيو سنة 1967 نجحت هي والولايات المتحدة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، التي سعت اليها، وهى حصار مصر داخل حدودها بضمان التفوق العسكري لإسرائيل، التي كانت أداة التنفيذ والحفاظ على المصالح الغربية، وإحكام سيطرة الولايات المتحدة على الشرق الأوسط وتحجيم حركة عدم الانحياز، وأصرت إسرائيل على رفض الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، مما تسبب في استمرار حالة الحرب، وظل الاعتقاد بأن القوة العسكرية هي الحاسمة لتحقيق الأهداف، وبدأت إسرائيل في توسيع استيطانها في الأراضى المحتلة، ودعم وتطوير قدراتها العسكرية، متخذة من نظرية الأمن الإسرائيلى شعارا لتحقيق أهدافها التوسعية، ووسيلة لخداع الرأى العام العالمى وبدأ النشاط السياسي العربى بإزالة الخلافات بعقد مؤتمر الخرطوم، والذي جاءت قراراته داعمة لمصر على كل المستويين العربى والدولى، حيث كان صدور القرار رقم 242 عن مجلس الأمن، وكان لهما تأثير مباشر في تطور العمل الوطنى والقومى في المراحل التالية من الصراع، ولم ترفض مصر جهود الحل السلمى، بل سمحت للاتحاد السوفيتى بالقيام بكل ما يراه مناسبا في هذا المضمار، وإجراء اتصالاته مع جميع الأطراف، بشرط عدم التفاوض مع إسرائيل إلا بعد الانسحاب من الأراضى التي احتلتها مع عدم التنازل عن أي جزء منها، وكان منهج السياسة الخارجية المصرية مبنيا على أساس رفض الهزيمة العسكرية، واعتبار ما حدث نتيجة جولة من الجولات، وليست نهايتها ولا استسلام نهائيا لنتائج هذه الجولة، وهذا ما تطلب أسلوبا من العمل فتم اتخاذ الإجراءات والخطوات الإستراتيجية الاتية:
1 العمل السياسي لكسب الوقت دون الوصول إلى حل كغطاء حتى يتم إعادة واستكمال القدرة العسكرية المصرية لتكون داعمة في الوصول لحل المشكلة.
2 إقناع الرأى العام العالمى بأننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، وإنما من أجل استعادة الأرض المغتصبة بالقوة وتحقيق أهداف الشعب الفلسطينى».
*وهل المجتمع الدولى اقتنع بذلك وما كان تأثير هزيمة يونيو على المنطقة العربية ؟
- أولا لا ننكر أن المجتمع الدولى تأثر من حرب يونيو 67، بعد إغلاق قناة السويس الممر الملاحي العالمي، وأضيرت حركة التجارة العالمية، وخاصة في مجال النفط لزيادة طول خطوط المواصلات وتعرضها للمخاطر، وزيادة تكلفة الشحن مما دفعه إلى إجراء محاولات كثيرة لتحقيق السلام بين الأطراف المتصارعة، فقدمت الأمم المتحدة حلول كثيرة مع مبعوثها الخاص جونار يارنج الذي بذل جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر، إلا أنه فشل بسبب التعنت الإسرائيلى ولو في إيقاف النيران، كما قدم عبدالناصر مبادرة ورفضت أيضا، وقدمت الولايات المتحدة مقترحاتها للحل، وبعثت وزير خارجيتها روجرز، وظل يعمل بين فشل ونجاح حتى استطاع الوصول إلى وقف إطلاق النيران بأغسطس عام 70، ثم تجمد الموقف على ذلك في حالة اللاسلم واللاحرب بسبب الوفاق بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة».. وقضية الشرق الأوسط «تراجعت للأولوية الثالثة من الاهتمام الدولى؛ مما دفع إسرائيل للاستمرار في التعنت ورفض السلام»، ولكن مصر اعتمدت على ذاتها والدعم العربى، ووضعت استراتيجيتها لتنفيذ شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فاتخذت من حرب الاستنزاف منهجا وطريقا لإعادة بناء القوات المسلحة تنظيما وتدريبا ومعنويا، وبناء الدفاعات غرب القناة، مع استمرار القتال، كما استخدمت الدبلوماسية (المجال السياسي) لإثبات أنها تسعى إلى الانسحاب الإسرائيلى، وتحقق أهداف الشعب الفلسطينى، وإقناع العالم بصفة عامة والاتحاد السوفيتى بصفة خاصة، أننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، مع المحافظة على صلابة الجبهة الداخلية والتضامن العربى وذلك لتهيئة المسرح السياسي الدولى والإقليمى لاسترداد الحقوق المشروعة».
* حدثنا عن ملامح الفكر الإستراتيجي الذي وضعته القيادة العامة للقوات المسلحة لحرب أكتوبر ونتج عنه النصر؟
- الخطط الإستراتيجية العسكرية لمصر وسوريا وضعت على أن تكون إستراتيجية هجومية، تستهدف هزيمة التجميع الرئيسى للقوات الإسرائيلية في سيناء والجولان في وقت واحد، وطبقا للإمكانيات والموارد المتاحة للقوات المسلحة في مصر وسوريا وخطة الخداع شملت:
1 إخفاء نية الهجوم، استمر تنفيذ خطة خداع عدة أشهر، بتنفيذ تحركات عسكرية كثيرة، تحت ستار التدريب، مع التغيير المستمر في حجم القوات.
2 إنهاء خدمة 20 ألف فرد، قبل العمليات 48 ساعة.
3 تحريك معدات العبور، من الخلف للجبهة، تحت ستار الليل مثل أجهزة الدفاع الجوي والدبابات والمدافع وعربات نقل الجنود.
4 نفذت وسائل الإعلام، والجهود الدبلوماسية والسياسية، مهامها في الخطة بإتقان وكفاءة عالية، واختيار التوقيت المناسب للحرب، وكانت المفاجأة الكبرى الهجوم المصرى السورى في وقت واحد على الجبهتين؛ حيث أعلنت الحرب، وكانت الهزيمة الكبرى للجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر كما يدعون وتحقيق تحرير جزء من الأراضى المحتلة في سيناء والجولان.
ولكن إمداد إسرائيل بالدعم الأمريكى غير المحدود بالسلاح والدعم المعلوماتي من الأقمار الصناعية الأمريكية لعمل ثغرة على الجبهة المصرية، واستعادة الجولان من سوريا، لكن حجم الخسائر الضخمة في القوات الإسرائيلية أحدث انزعاجا مهولا للولايات المتحدة التي قامت بالإمداد المباشر لإسرائيل وعلى جبهات القتال بالمعدات والأسلحة وتعويضها عن خسائرها بل بأكثر مما تحلم به.. كما سارع وزير خارجيتها، هنرى كيسنجر، وقتها بالحضور إلى القاهرة ودمشق وتل أبيب حتى يمكن احتواء الموقف وإنقاذ إسرائيل من الهزيمة الكاملة.
* هناك معارك شرسة لقنت فيها مصر الجيش الإسرائيلي درسا لا ينساه.. اذكر لنا أهم هذه المعارك؟
- إسرائيل بعد إمداد أمريكا لها حاولت شن هجوم مضاد على عدة قطاعات، واشتبكت في معارك ضارية لم تحقق فيها أي انتصار، ومن هذه المعارك المزرعة الصينية وغيرها، ففى سيناء دارت أكبر معارك الدبابات في العالم شاركت فيها نحو 2000 دبابة، واستخدم الإسرائيليون فيها أول مرة طائرات هليكوبتر مزودة بالصواريخ الموجهة، فكانت مفاجأة الحرب في جبهة سيناء، وكان أثرها حاسما في صد الهجوم المصرى. ووضعت الحكومة الأمريكية وسائل الاستطلاع الأمريكية ووسائل التجسس في خدمة إسرائيل.
* الإعلام الإسرائيلي أكد أن الثغرة أحدثت نصرا لإسرائيل في حرب أكتوبر.. هل هذا صحيح؟
- عندما ساعدت أمريكا الاسرائيليين بالمعلومات، وكشفت وجود ثغرة غير محمية بين الجيشين الثانى والثالث، بعرض 25 كم، ووجدت فيها القيادة الإسرائيلية فرصتها فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات قتال، تمكن بعضها من السيطرة على منطقة العبور بعد أن تكبدت خسائر فادحة، ونصب جسر لعبور الدبابات الرئيسية التي تدفقت إلى الغرب، وباشرت الانتشار بكل الاتجاهات الممكنة، وسيطرت على منطقة واسعة امتدت قرب مدينة السويس، واستغلت القوات الإسرائيلية قرار وقف إطلاق النار لضرب قواعد الصواريخ المصرية وتوسيع الممر الجوى لطائراتها، من أجل دعم قواتها في الثغرة. ولكننا تمكنا من استكمال حجم القوات اللازمة لتصفية الثغرة بعد حصارها، وعندما علمت أمريكا بذلك عجلت لوقف إطلاق النار طبقا لقرار مجلس الأمن، ولكن مصر وضعت الخطة اللازمة لذلك، وأصدرت تعليمات التنفيذ لقيادة القوات، تحت قيادة اللواء سعد مأمون لتصفية الثغرة، وكان الهدف الأول هو تدمير القوات الإسرائيلية في الثغرة غرب القناة والوصول للضفة الشرقية لها ثم التطوير شرق القناة والوصول إلى الممرات الجبلية كهدف نهائى.. وسارع كيسنجر في مقابلة عاجلة للسادات وأخبره أن بلاده على علم بنية القوات المصرية بالهجوم على القوات الإسرائيلية غرب القناة، وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة السلاح الامريكى مرة أخرى، وطلب عدم تنفيذ الهجوم ووعد بانسحاب القوات الإسرائيلية من غرب القناة وأن يتم ذلك من خلال مفاوضات الكيلو 101 والملاحظ فيها شدة الحرص على تأمين الانسحاب للإسرائيليين حتى إنهم كانوا ينفذون المطلوب قبل الميعاد المخطط بما لا يقل عن عشرين يوما مما أثبت انهم كانوا في كابوس اسمه ثغرة الدفرسوار.
* وكيف كانت ردود أفعال المجتمع الدولي عقب انتصار مصر في حرب أكتوبر؟
- أصبح الصراع العربى الإسرائيلى على رأس المشكلات الدولية المطلوب حلها لتأمين مصالح الدول الفاعلة الكبرى وأن السلام هو الطريق الوحيد ومحاولة إيجاد حل للقضية الفلسطينية فتوصل "كيسنجر" إلى اتفاق فك الاشتباك الأول والثانى مع مصر لتصفية ثغرة الدفرسوار سلميا والانسحاب الإسرائيلى لخطوط فصل آمنة في سيناء، وأيضا مع سوريا وانسحاب إسرائيل من الأراضى السورية وخاصة مدينة القنيطرة، والعمل على تطهير قناة السويس وفتحها للملاحة لعودة حركة التجارة العالمية، وخاصة النفط إلى أوروبا حيث تعدل الموقف الأوروبي، وتم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطينى وإجراء الحوار العربى الأوروبي.
* ما الدور الذي لعبته أمريكا للوصول إلى اتفاقية السلام بين الطرفين المصرى والاسرائيلى ؟
- المباحثات بين مصر وإسرائيل أجريت برعاية أمريكية اتفق فيها خلال إطار كامب ديفيد على أسلوب الوصول لاتفاقية سلام بينهما وقعت في نوفمبر 79، وأعلن السادات أنها ستكون آخر الحروب متحديا العقيدة اليهودية القائمة على القتال والحرب لتحقيق دولتهم اليهودية وحلمهم بوعدهم المزعوم من نهر مصر "وادى العريش " إلى النهر الكبير نهر الفرات ولكن إسرائيل لن تتخلي أبدا عن حلمها.
ولابد أن نعي جيدا أن هذا الحلم مؤجل حتى تتاح لها الفرصة السانحة لتحقيقة مثل حلم تقسيم المنطقة العربية ومصر الذي أحبطه الرئيس السيسي بخلع الإخوان الذين اتفقوا مع أمريكا لتقسيم سيناء، وجاءت ثورة 30 يونيو لإيقاف هذا المخطط وهو الأمر الذي يوضح لماذا تسعى القيادة المصرية، ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، لامتلاك أحدث الأسلحة في العالم وخلق التحالفات العربية والأفريقية لمواجهة الخطر المؤجل في المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.