انخفاض مؤشرات البورصات الأوروبية بقيادة أسهم السفر والترفيه    الدفاع المدني بغزة: الاحتلال يستهدف كل المناطق التي زعم مسبقا أنها آمنة    الدنمارك: حذرنا مرارا من الهجوم على رفح ويجب تغيير النهج    سيراميكا يهزم مكادي ويتأهل لدور ال16 من كأس مصر    ختام فعاليات القوافل التعليمية لدعم طلاب الثانوية العامة بالوادي الجديد    محمد فاضل بعد حصوله على جائزة النيل: «لسة عندي أحلام عايز أحققها»    قومية سوهاج تقدم عرض اللعبة ضمن موسم مسرح قصور الثقافة بالصعيد    الخميس.. قصور الثقافة تقيم حفل أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بمسرح السامر مجانا    محافظ الإسماعيلية يشيد بدور مجلس الدولة في فض المنازعات وصياغة القوانين    الأزهر للفتوى يقدم مطويَّةً فقهية توعوية للحجاج وللمعتمرين    نائب رئيس جامعة جنوب الوادي يتفقد لجان امتحانات نهاية العام    وزارة البيئة تطلق برنامج تدريبي لبناء القدرات في مجال التكيف مع التغيرات المناخية    روسيا تطور قمرا جديدا للاتصالات    تأجيل إعادة إجراءات محاكمه 3 متهمين بفض اعتصام النهضة    تعرف علي مناطق ومواعيد قطع المياه غدا الاربعاء بمركز طلخا في الدقهلية    خالد عبدالغفار: يجب تسريع وتيرة العمل للنهوض بصحة سكان إقليم شرق المتوسط    جمال رائف: الحوار الوطني يؤكد حرص الدولة على تكوين دوائر عمل سياسية واقتصادية    روسيا: لم نتلق وثائق رسمية من بولندا بشأن قيود مفروضة على تحركات دبلوماسيينا    أرسنال ومانشستر سيتي يسيطران على تشكيل الموسم بتصويت الجماهير    بيت الزكاة والصدقات ينتهي من المسح الشامل لقريتين في بورسعيد    «عياد»: «دليل التوعية الأسرية» نتاج للتعاون بين الأزهر والكنيسة و«الصحة»    «الضوابط والمحددات الخاصة بإعداد الحساب الختامي» ورشة عمل بجامعة بني سويف    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    رئيس الوزراء يتابع جاهزية المتحف المصري الكبير وتطوير المناطق المحيطة    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    القبض على المتهم بقتل صديقه في مشاجرة بقليوب    "حاميها حراميها".. عاملان وحارس يسرقون خزينة مصنع بأكتوبر    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    تشكيل الدوري الإنجليزي المثالي بتصويت الجماهير.. موقف محمد صلاح    أفريقيا فى قلب مصر.. القاهرة ساهمت فى تدشين «الوحدة الأفريقية».. و«عبد الناصر» من الآباء المؤسسين.. مصر تعود إلى الدائرة الأفريقية فى عهد السيسى.. والشركات المصرية تدشن العديد من المشروعات فى القارة    موعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2024.. تصل إلى 9 أيام متصلة (تفاصيل)    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    الطب البيطرى: تحصين 144 ألفا و711 رأس ماشية ضد الحمى القلاعية بالجيزة    بشرى للمواطنين.. تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع    الجنايات تعاقب عامل بالسجن 3 سنوات لإدانته بالاتجار في الحشيش    سياح من كل أوروبا.. شاهد رحلات جولات البلد على كورنيش الغردقة    خلال زيارته للمحافظة.. محافظ جنوب سيناء يقدم طلبا لوفد لجنة الصحة بمجلس النواب    حل وحيد أمام رمضان صبحي للهروب من أزمة المنشطات (تفاصيل)    إسرائيل تعتقل 22 فلسطينيا من الضفة.. وارتفاع الحصيلة إلى 8910 منذ 7 أكتوبر    نسألك أن تنصر أهل رفح على أعدائهم.. أفضل الأدعية لنصرة أهل غزة ورفح (ردده الآن)    مع اقترابهم.. فضل صيام التسع الأوائل من ذى الحجة    محافظ الجيزة: تطوير وتوسعة ورصف طريق الطرفاية البطئ    سعر كيلو السكر في السوق اليوم الثلاثاء 28-5-2024    تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة فؤاد شرف الدين.. «كان يقاوم الألم»    فيلم السرب الأول في شباك تذاكر أفلام السينما.. تعرف على إجمالي إيراداته    مواعيد مباريات الثلاثاء 28 مايو - كأس مصر.. ودوري السلة    رئيس الوزراء الإسباني يعلن الاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية    وزيرة الهجرة تلتقي أحد رموز الجالية المصرية في سويسرا للاستماع لأفكاره    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    نقطة ضعف أسامة أنور عكاشة.. ما سبب خوف «ملك الدراما» من المستقبل؟    مصرع شخص صعقا بالكهرباء داخل منزله بقرية شنبارة فى الشرقية    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    وزير الصحة يبحث مع نظيره الفرنسي سبل تعزيز التعاون في اللقاحات والأمصال    دويدار: الجزيري أفضل من وسام أبو علي... وأتوقع فوز الزمالك على الأهلي في السوبر الإفريقي    حمدي فتحي: أتمنى انضمام زيزو لصفوف الأهلي وعودة رمضان صبحي    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    مدرب الألومنيوم: ندرس الانسحاب من كأس مصر بعد تأجيل مباراتنا الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مستشار أكاديمية ناصر العسكرية: التحكيم الدولي سيقضي بملكية السعودية للجزيرتين من أول جلسة

* الغزو الثقافي جعل المصريين لا يعرفون ما يحاك حولهم من مؤامرات
* تسليم تيران وصنافير للسعودية قرار إستراتيجي يملكه رئيس الجمهورية
* الإعلام أخطأ في إدارة أزمة الجزيرتين "تيران وصنافير" ونتج عن ذلك انقسام بين الشعب
* الثغرة نتاج لتزويد أمريكا لإسرائيل في حرب أكتوبر بالمعلومات والأسلحة
أكد اللواء الدكتور محمد الغباري أستاذ الإستراتيجية والأمن القومي ومستشار أكاديمية ناصر العسكرية أن المعارضة في تسليم جزيرتي تيران وصنافير للسعودية ترجع إلى عدم إدارة الموضوع إعلاميا بشكل مناسب.
وأضاف الغباري في حوار خاص ل"فيتو" أن قرار تسليم الجزيرتين هو قرار إستراتيجي يملكه رئيس الجمهورية فقط وهو قرار سليم 100% ولكن المشكلة عدم التمهيد له قبل تنفيذه والمفروض أن يكون هناك اعلام في الرئاسة والدولة يديرون القضايا الحساسة مثل هذه القضية إدارة جيدة ويكشفون للشعب الحقائق ولا يتركون الإعلام المعادي لمصر وللمصريين يضلل الناس ويجعلهم في حيرة وانقسام ما بين معارض ومؤيد وأنا أشعر أن الرئيس يعمل في وادي والمسئولون عن إعلام الرئاسة في واد آخر.
وإلى التفاصيل
*لماذا اختار الرئيس تسليم تيران وصنافير إلى السعودية بعد أكثر من 50 عاما من ممارسة السيادة عليها؟
- المشكلة ليست في قرار تسليمهما للسعودية وإنما لابد أن نؤكد أولا أنها جزر سعودية والشعب يقتنع بذلك والقضية مثارة لها عشرات السنين وتم التأكد تاريخيا وجيولوجيا أنهما سعوديتان ولكن تشتيت الشعب من قبل المثقفين والإعلاميين الذين يرفضون القرار من أجل معارضة الرئيس ليس في مصلحة مصر لأن السعودية دولة شقيقة وتساعد مصر في كافة المواقف وليس كما يدعي البعض أنها تدعمنا ماديا وأنها اشترت الجزيرتين.. لابد أن يعلم الكل أن الشعب المصري مدعوم بجيشه الوطني الذي يثبت كل يوم خوفه على أرض مصر وشعبها وأنه لن يفرط في حبة رمل من أرض مصر أو ممتلكاتها وانما الجزيرتين فعلا سعوديتين وكل الوثائق تؤكد ذلك واختيار الوقت لتسليمهم قرار سيادي لا يملكه غير الرئيس ونحن الآن علاقتنا بالسعودية جيدة جدا سواء في تاييد قرارات مصر السياسية داخليا وخارجيا ووقفت أمام أمريكا والعالم كله عندما رفضت أمريكا إمدادنا بالسلاح لمحاربة الإرهاب في سيناء والآن أصبحنا قوة ضاربة لدينا أحدث الأسلحة في العالم وليس في المنطقة فقط.
بالإضافة إلى أن السعودية سمحت لمصر بممارسة السيادة على جزيرة فرسان في البحر الأحمر لحماية الملاحة وتأمين السفن القادمة إلى قناة السويس ومصر أقامت فيها نقطة بوليس وبها قطع بحرية مصرية كما فعلت من قبل لحماية تيران وصنافير هل يعني ذلك أن الجزيرة مصرية ولماذا لم يعارض الشعب السعودي قرار الملك؟
بالإضافة إلى أن السعودية لو ذهبت للتحكيم الدولي سوف يحكم لها من أول جلسة لملكيتها الجزيرتين كما قلنا طبقا لجيولوجيا المنطقة والخرائط التاريخية لماذا إذن نعادي السعودية ونحن في حاجة إلى التحالف القوى معها الآن لمواجهة الخطر القادم؟!
والسؤال هنا من المستفيد من قطع العلاقات المصرية السعودية ؟ وقتها سنفهم الحرب الشرسة وراء تسليم الجزيرتين.
* شاركت في حرب أكتوبر 73 ما الفرق بين مصر وقتها وبين مصر الآن في ظل مواجهة الإرهاب التي لا تقل شراسة عن حرب أكتوبر؟
- حرب أكتوبر كانت أول حرب تقليدية للأسلحة والمعدات الحديثة على نطاق واسع منذ الحرب العالمية الثانية اعتمدنا فيها على ذاتنا في التسليح والدعم العربى والأفريقي، ورفعنا وقتها شعار «ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة»، وهيأنا الجبهة الداخلية التي وقفت بكل قوة بجانب قواتها المسلحة فانتصرنا بجدارة على العدو الذي اغتصب أرضنا وستظل حرب أكتوبر مرجعا تاريخيا لكل المجالات، وخاصة الفكر الإستراتيجي والعسكري والسياسي، لاستخلاص الدروس والخبرات من أحداثها، لإضافتها إلى القدرات الذاتية في استغلال وتهيئة المسرح السياسي الدولى لتنفيذ الأهداف وتحقيق المصالح.
وما أحوجنا الآن لمثل هذا الترابط بين الشعب والجيش والقيادة السياسية لمواجهة المشروع الاستعماري الجديد والتقسيم الذي تشهده المنطقة العربية، ولكن للأسف هناك غزو ثقافي أحدث شقاقا بين المصريين وجعلهم لا يعرفون ما يحدث حولهم من مؤامرات تريد النيل من وحدة مصر، ولكننا لن نترك هذا يحدث مهما كلفنا الأمر حتى ولو على جثثنا.. أما حرب أكتوبر فقد أحدثت تحولات بالغة الأهمية في الفكر الإستراتيجي العالمى، والذي يعتمد على النظريات والمفاهيم والدروس المستخلصة من معارك الحرب العالمية الثانية، وبالتالى فإن الأهمية الإستراتيجية لحرب أكتوبر تتمثل في أنها كانت أول حرب تقليدية تستخدم فيها أسلحة ومعدات القتال الحديثة على نطاق واسع، حيث لم يحدث منذ الحرب العالمية الثانية أن اصطدمت قوات عسكرية هائلة، مزودة بما لا يقل عن 5000 دبابة قتال رئيسية، وما لا يقل عن 1500 طائرة قتالية من مختلف الأنواع، وآلاف من العربات المدرعة وقطع المدفعية الميدانية، وتقاتلت في صراع مرير خلال أسبوعين كاملين، وفى منطقة صغيرة من مسرح العمليات، حتى وقف إطلاق النار المشروط للجانبين ولذلك كانت حرب أكتوبر مصدر خبرة وتجارب غنية للفكر العسكري العالمى، فكان التأثير على خطط التطوير لتكنولوجيا التسليح، وأسس بناء القوات، وكذا نظرية الأمن الإسرائيلى وظهرت الحرب المحدودة كمفهوم إستراتيجي عسكري لخدمة الأهداف القومية المحدودة وطبقا للإمكانيات المتاحة والتقييم الدقيق للقدرات العسكرية للعدو والدعم العسكري الخارجى له».
* كيف كان المسرح السياسي قبل حرب أكتوبر؟
- نتيجة لانتصار إسرائيل في حرب يونيو سنة 1967 نجحت هي والولايات المتحدة في تحقيق أهدافها الإستراتيجية، التي سعت اليها، وهى حصار مصر داخل حدودها بضمان التفوق العسكري لإسرائيل، التي كانت أداة التنفيذ والحفاظ على المصالح الغربية، وإحكام سيطرة الولايات المتحدة على الشرق الأوسط وتحجيم حركة عدم الانحياز، وأصرت إسرائيل على رفض الانسحاب من الأراضى العربية المحتلة، مما تسبب في استمرار حالة الحرب، وظل الاعتقاد بأن القوة العسكرية هي الحاسمة لتحقيق الأهداف، وبدأت إسرائيل في توسيع استيطانها في الأراضى المحتلة، ودعم وتطوير قدراتها العسكرية، متخذة من نظرية الأمن الإسرائيلى شعارا لتحقيق أهدافها التوسعية، ووسيلة لخداع الرأى العام العالمى وبدأ النشاط السياسي العربى بإزالة الخلافات بعقد مؤتمر الخرطوم، والذي جاءت قراراته داعمة لمصر على كل المستويين العربى والدولى، حيث كان صدور القرار رقم 242 عن مجلس الأمن، وكان لهما تأثير مباشر في تطور العمل الوطنى والقومى في المراحل التالية من الصراع، ولم ترفض مصر جهود الحل السلمى، بل سمحت للاتحاد السوفيتى بالقيام بكل ما يراه مناسبا في هذا المضمار، وإجراء اتصالاته مع جميع الأطراف، بشرط عدم التفاوض مع إسرائيل إلا بعد الانسحاب من الأراضى التي احتلتها مع عدم التنازل عن أي جزء منها، وكان منهج السياسة الخارجية المصرية مبنيا على أساس رفض الهزيمة العسكرية، واعتبار ما حدث نتيجة جولة من الجولات، وليست نهايتها ولا استسلام نهائيا لنتائج هذه الجولة، وهذا ما تطلب أسلوبا من العمل فتم اتخاذ الإجراءات والخطوات الإستراتيجية الاتية:
1 العمل السياسي لكسب الوقت دون الوصول إلى حل كغطاء حتى يتم إعادة واستكمال القدرة العسكرية المصرية لتكون داعمة في الوصول لحل المشكلة.
2 إقناع الرأى العام العالمى بأننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، وإنما من أجل استعادة الأرض المغتصبة بالقوة وتحقيق أهداف الشعب الفلسطينى».
*وهل المجتمع الدولى اقتنع بذلك وما كان تأثير هزيمة يونيو على المنطقة العربية ؟
- أولا لا ننكر أن المجتمع الدولى تأثر من حرب يونيو 67، بعد إغلاق قناة السويس الممر الملاحي العالمي، وأضيرت حركة التجارة العالمية، وخاصة في مجال النفط لزيادة طول خطوط المواصلات وتعرضها للمخاطر، وزيادة تكلفة الشحن مما دفعه إلى إجراء محاولات كثيرة لتحقيق السلام بين الأطراف المتصارعة، فقدمت الأمم المتحدة حلول كثيرة مع مبعوثها الخاص جونار يارنج الذي بذل جهودا كبيرة لتقريب وجهات النظر، إلا أنه فشل بسبب التعنت الإسرائيلى ولو في إيقاف النيران، كما قدم عبدالناصر مبادرة ورفضت أيضا، وقدمت الولايات المتحدة مقترحاتها للحل، وبعثت وزير خارجيتها روجرز، وظل يعمل بين فشل ونجاح حتى استطاع الوصول إلى وقف إطلاق النيران بأغسطس عام 70، ثم تجمد الموقف على ذلك في حالة اللاسلم واللاحرب بسبب الوفاق بين الاتحاد السوفيتى والولايات المتحدة».. وقضية الشرق الأوسط «تراجعت للأولوية الثالثة من الاهتمام الدولى؛ مما دفع إسرائيل للاستمرار في التعنت ورفض السلام»، ولكن مصر اعتمدت على ذاتها والدعم العربى، ووضعت استراتيجيتها لتنفيذ شعار ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة، فاتخذت من حرب الاستنزاف منهجا وطريقا لإعادة بناء القوات المسلحة تنظيما وتدريبا ومعنويا، وبناء الدفاعات غرب القناة، مع استمرار القتال، كما استخدمت الدبلوماسية (المجال السياسي) لإثبات أنها تسعى إلى الانسحاب الإسرائيلى، وتحقق أهداف الشعب الفلسطينى، وإقناع العالم بصفة عامة والاتحاد السوفيتى بصفة خاصة، أننا لا نريد الحرب من أجل الحرب، مع المحافظة على صلابة الجبهة الداخلية والتضامن العربى وذلك لتهيئة المسرح السياسي الدولى والإقليمى لاسترداد الحقوق المشروعة».
* حدثنا عن ملامح الفكر الإستراتيجي الذي وضعته القيادة العامة للقوات المسلحة لحرب أكتوبر ونتج عنه النصر؟
- الخطط الإستراتيجية العسكرية لمصر وسوريا وضعت على أن تكون إستراتيجية هجومية، تستهدف هزيمة التجميع الرئيسى للقوات الإسرائيلية في سيناء والجولان في وقت واحد، وطبقا للإمكانيات والموارد المتاحة للقوات المسلحة في مصر وسوريا وخطة الخداع شملت:
1 إخفاء نية الهجوم، استمر تنفيذ خطة خداع عدة أشهر، بتنفيذ تحركات عسكرية كثيرة، تحت ستار التدريب، مع التغيير المستمر في حجم القوات.
2 إنهاء خدمة 20 ألف فرد، قبل العمليات 48 ساعة.
3 تحريك معدات العبور، من الخلف للجبهة، تحت ستار الليل مثل أجهزة الدفاع الجوي والدبابات والمدافع وعربات نقل الجنود.
4 نفذت وسائل الإعلام، والجهود الدبلوماسية والسياسية، مهامها في الخطة بإتقان وكفاءة عالية، واختيار التوقيت المناسب للحرب، وكانت المفاجأة الكبرى الهجوم المصرى السورى في وقت واحد على الجبهتين؛ حيث أعلنت الحرب، وكانت الهزيمة الكبرى للجيش الإسرائيلى الذي لا يقهر كما يدعون وتحقيق تحرير جزء من الأراضى المحتلة في سيناء والجولان.
ولكن إمداد إسرائيل بالدعم الأمريكى غير المحدود بالسلاح والدعم المعلوماتي من الأقمار الصناعية الأمريكية لعمل ثغرة على الجبهة المصرية، واستعادة الجولان من سوريا، لكن حجم الخسائر الضخمة في القوات الإسرائيلية أحدث انزعاجا مهولا للولايات المتحدة التي قامت بالإمداد المباشر لإسرائيل وعلى جبهات القتال بالمعدات والأسلحة وتعويضها عن خسائرها بل بأكثر مما تحلم به.. كما سارع وزير خارجيتها، هنرى كيسنجر، وقتها بالحضور إلى القاهرة ودمشق وتل أبيب حتى يمكن احتواء الموقف وإنقاذ إسرائيل من الهزيمة الكاملة.
* هناك معارك شرسة لقنت فيها مصر الجيش الإسرائيلي درسا لا ينساه.. اذكر لنا أهم هذه المعارك؟
- إسرائيل بعد إمداد أمريكا لها حاولت شن هجوم مضاد على عدة قطاعات، واشتبكت في معارك ضارية لم تحقق فيها أي انتصار، ومن هذه المعارك المزرعة الصينية وغيرها، ففى سيناء دارت أكبر معارك الدبابات في العالم شاركت فيها نحو 2000 دبابة، واستخدم الإسرائيليون فيها أول مرة طائرات هليكوبتر مزودة بالصواريخ الموجهة، فكانت مفاجأة الحرب في جبهة سيناء، وكان أثرها حاسما في صد الهجوم المصرى. ووضعت الحكومة الأمريكية وسائل الاستطلاع الأمريكية ووسائل التجسس في خدمة إسرائيل.
* الإعلام الإسرائيلي أكد أن الثغرة أحدثت نصرا لإسرائيل في حرب أكتوبر.. هل هذا صحيح؟
- عندما ساعدت أمريكا الاسرائيليين بالمعلومات، وكشفت وجود ثغرة غير محمية بين الجيشين الثانى والثالث، بعرض 25 كم، ووجدت فيها القيادة الإسرائيلية فرصتها فدفعت عبر البحيرات المرة ثلاث مجموعات قتال، تمكن بعضها من السيطرة على منطقة العبور بعد أن تكبدت خسائر فادحة، ونصب جسر لعبور الدبابات الرئيسية التي تدفقت إلى الغرب، وباشرت الانتشار بكل الاتجاهات الممكنة، وسيطرت على منطقة واسعة امتدت قرب مدينة السويس، واستغلت القوات الإسرائيلية قرار وقف إطلاق النار لضرب قواعد الصواريخ المصرية وتوسيع الممر الجوى لطائراتها، من أجل دعم قواتها في الثغرة. ولكننا تمكنا من استكمال حجم القوات اللازمة لتصفية الثغرة بعد حصارها، وعندما علمت أمريكا بذلك عجلت لوقف إطلاق النار طبقا لقرار مجلس الأمن، ولكن مصر وضعت الخطة اللازمة لذلك، وأصدرت تعليمات التنفيذ لقيادة القوات، تحت قيادة اللواء سعد مأمون لتصفية الثغرة، وكان الهدف الأول هو تدمير القوات الإسرائيلية في الثغرة غرب القناة والوصول للضفة الشرقية لها ثم التطوير شرق القناة والوصول إلى الممرات الجبلية كهدف نهائى.. وسارع كيسنجر في مقابلة عاجلة للسادات وأخبره أن بلاده على علم بنية القوات المصرية بالهجوم على القوات الإسرائيلية غرب القناة، وأن أمريكا لن تسمح بهزيمة السلاح الامريكى مرة أخرى، وطلب عدم تنفيذ الهجوم ووعد بانسحاب القوات الإسرائيلية من غرب القناة وأن يتم ذلك من خلال مفاوضات الكيلو 101 والملاحظ فيها شدة الحرص على تأمين الانسحاب للإسرائيليين حتى إنهم كانوا ينفذون المطلوب قبل الميعاد المخطط بما لا يقل عن عشرين يوما مما أثبت انهم كانوا في كابوس اسمه ثغرة الدفرسوار.
* وكيف كانت ردود أفعال المجتمع الدولي عقب انتصار مصر في حرب أكتوبر؟
- أصبح الصراع العربى الإسرائيلى على رأس المشكلات الدولية المطلوب حلها لتأمين مصالح الدول الفاعلة الكبرى وأن السلام هو الطريق الوحيد ومحاولة إيجاد حل للقضية الفلسطينية فتوصل "كيسنجر" إلى اتفاق فك الاشتباك الأول والثانى مع مصر لتصفية ثغرة الدفرسوار سلميا والانسحاب الإسرائيلى لخطوط فصل آمنة في سيناء، وأيضا مع سوريا وانسحاب إسرائيل من الأراضى السورية وخاصة مدينة القنيطرة، والعمل على تطهير قناة السويس وفتحها للملاحة لعودة حركة التجارة العالمية، وخاصة النفط إلى أوروبا حيث تعدل الموقف الأوروبي، وتم الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل وحيد للشعب الفلسطينى وإجراء الحوار العربى الأوروبي.
* ما الدور الذي لعبته أمريكا للوصول إلى اتفاقية السلام بين الطرفين المصرى والاسرائيلى ؟
- المباحثات بين مصر وإسرائيل أجريت برعاية أمريكية اتفق فيها خلال إطار كامب ديفيد على أسلوب الوصول لاتفاقية سلام بينهما وقعت في نوفمبر 79، وأعلن السادات أنها ستكون آخر الحروب متحديا العقيدة اليهودية القائمة على القتال والحرب لتحقيق دولتهم اليهودية وحلمهم بوعدهم المزعوم من نهر مصر "وادى العريش " إلى النهر الكبير نهر الفرات ولكن إسرائيل لن تتخلي أبدا عن حلمها.
ولابد أن نعي جيدا أن هذا الحلم مؤجل حتى تتاح لها الفرصة السانحة لتحقيقة مثل حلم تقسيم المنطقة العربية ومصر الذي أحبطه الرئيس السيسي بخلع الإخوان الذين اتفقوا مع أمريكا لتقسيم سيناء، وجاءت ثورة 30 يونيو لإيقاف هذا المخطط وهو الأمر الذي يوضح لماذا تسعى القيادة المصرية، ممثلة في الرئيس عبدالفتاح السيسي، لامتلاك أحدث الأسلحة في العالم وخلق التحالفات العربية والأفريقية لمواجهة الخطر المؤجل في المستقبل.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.