في تطور ميداني مفاجئ، شنت طائرات حربية إسرائيلية، فجر اليوم الجمعة، غارةً عنيفة على مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، رغم إعلان تل أبيب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وإنهاء الحرب المستمرة منذ شهور. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن الغارة استهدفت منطقة الكتيبة وسط المدينة بعدة قذائف مدفعية، بالتزامن مع تحليق مكثف لطائرات استطلاع إسرائيلية في سماء المنطقة، ما أثار حالة من الهلع بين السكان، خصوصًا بعد سماع أصوات انفجارات متتالية تسببت في أضرار مادية جسيمة. تدمير عدد من المنازل وأوضحت المصادر أن القصف الإسرائيلي أدى إلى تدمير عدد من المنازل والمحال التجارية، فيما هرعت طواقم الدفاع المدني والإسعاف إلى المكان لانتشال الجرحى من تحت الأنقاض. وشهدت أحياء خان يونس حالة من الذعر والارتباك، خاصة في ظل انقطاع التيار الكهربائي وتعطل شبكات الاتصال، الأمر الذي صعّب عمليات الإنقاذ والتواصل بين المواطنين. حسب موقع بي بي سي عربي، تأتي هذه الغارة بعد أقل من 24 ساعة على إعلان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موافقة الحكومة على اتفاق شامل لإنهاء الحرب في غزة، يتضمن انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع خلال يوم واحد، وإطلاق سراح جميع المحتجزين من الجانبين. وذكرت صحيفة تايمز أوف إسرائيل أن الاتفاق حظي بموافقة أغلبية الوزراء، بمن فيهم وزير الجبهة الداخلية أوفير صوفر، رغم معارضة وزراء اليمين المتطرف بقيادة بتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، الذين انتقدوا الاتفاق واعتبروه "تنازلًا خطيرًا لحركة حماس". ويثير هذا التناقض بين المسار السياسي والواقع الميداني تساؤلات حول مدى التزام الجيش الإسرائيلي بقرار الحكومة، ومدى قدرة الأطراف على تثبيت وقف إطلاق النار على الأرض. كما حذر مراقبون من أن استمرار الغارات الإسرائيلية رغم الاتفاق قد ينسف الجهود الدولية الرامية إلى تهدئة الأوضاع وإطلاق عملية إعادة إعمار القطاع المنكوب. حالة من القلق والترقب ويعيش سكان غزة حالة من القلق والترقب، وسط مخاوف من انهيار الاتفاق قبل دخوله حيّز التنفيذ الكامل. وبينما تؤكد الفصائل الفلسطينية التزامها بالتهدئة ما دام التزمت إسرائيل بها، يرى مراقبون أن الساعات القادمة ستكون حاسمة في تحديد مستقبل الهدنة ومصير الجهود السياسية الرامية لإنهاء أحد أكثر فصول الصراع دموية في تاريخ غزة.