«مش ناوى تعزمنا فى السنبلاوين يا عم أحمد؟» لم يمر شهر منذ بدأت علاقتى بصديقى وأخى الأكبر أحمد الششتاوى قبل عشر سنوات، إلا وكنت أطرح عليه هذا السؤال. كان يضحك ويقول: «والله أنا خايف عليكم من المشوار، بس أكيد هتيجوا وهتنبسطوا، الحمد لله الخير كثير، مشكلتى إنى مش بقدر أشيل، كنت جبت لكم اللى نفسكم فيه لحد الجورنال». كنت أضحك وأقول له: «أنا عارف إنك الرجل الثانى فى السنبلاوين» فيرد ضاحكًا: «أمال مين يا ابنى الرجل الأول؟» فأجيبه: «معرفش، بس أنا اعتمدتك الثاني». كان الأستاذ أحمد الششتاوى طيب القلب، صادق المشاعر، لم يكن يحب المجادلة وكان ينهى أى حديث بشكل سريع إذا شعر أن رأيه لم يكن على صواب أو لم يستطع أن يقنع من أمامه بوجهة نظره.. وكثيرًا ما كنا نحتد فى النقاش، لكنه كان ينهيه ضاحكًا: «والله لو قابلت والدك الحاج طه، هشتكى منك انك بتهاجمنى» فأضحك وأرد: «حقك عليا، بس أنا عاوز مصلحتك». فيبتسم قائلاً: «إنت عارف، أنا بحبك وبحب آخد رأيك، بس انت خف عليا شوية»، وسرعان ما نعود للحديث مرة أخرى. وصلنا أخيرا إلى بلدتك كفر غنام بالسنبلاوين، كما وعدتنا أن نزورها وعانينا من مشقة الطريق الذى خشيت علينا منه، لكن ما لم نتوقعه أن تكون زيارتنا الأولى لبلدتك ستكون لوداعك، شاهدنا مسجد هيكل باشا الذى كنت فى قمة السعادة وقت انتهاء تشييده، كنت تنتظر صلاة القيام وصلاة العيد بهذا المسجد لكن القدر لم يمهلك لكن لا تقلق يا طيب فقيامك فى الجنة وعيدك أيضا إن شاء الله، شاهدنا فى كفر غنام حب الناس لك، وأدركنا أنك لم تكن الرجل الثاني، بل كنت الأول. رحمك الله يا عم أحمد، وغفر لك، وأمانة عليك لما تقابل أبويا متشتكيش منى وسلم لى عليه.