«المصريين»: مشروع تعديل قانون الانتخابات يراعى العدالة فى التمثيل    رئيس أساقفة الكنيسة الأسقفية: أي عمل روحي لا يمكن أن يدوم دون تعليم    الهيئة القبطية الإنجيلية تطلق مشروع «تعزيز قيم وممارسات المواطنة» بالمنيا    إيهاب واصف: سوق الذهب سيشهد رواجًا بعد خفض أسعار الفائدة.. و28% ارتفاعًا منذ يناير    م. فرج حمودة يكتب: سد عالى ثالث فى أسوان «2-2»    البيئة تنظم فعاليات تشاركية بمدينة شرم الشيخ    هل تتعرض مصر لموجة زلازل مقبلة؟.. البحوث الفلكية ترد    مكتب نتنياهو: ترامب وافق على ضرورة ضمان عدم امتلاك إيران سلاحًا نوويًا    نتنياهو: بناء أول منطقة لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة خلال أيام    نتنياهو يزعم وجود مناطق آمنة جنوب غزة.. وحماس تعتبرها معسكرات اعتقال تحت غطاء المساعدات    تفاصيل خطة إسرائيل للسيطرة على غزة.. القاهرة الإخبارية تكشف: محو حدود القطاع    راش يسلم محمد صلاح جائزة الأفضل في الموسم    صلاح: شعور الفوز بالدوري الإنجليزي هذا الموسم ليس له مثيل    فيفا يرفع القيد عن الزمالك بعد سداد مستحقات بوطيب وباتشيكو    منتخب مصر في المجموعة الخامسة ببطولة العالم لسيدات اليد    أول رد من الزمالك على شكوى بيراميدز في «الكاس» (تفاصيل)    تعرف على موعد قرعة كأس العرب 2025 في قطر بمشاركة منتخب مصر    من طبلية عشماوى للسجن المؤبد لمشرف لقتله شخص ثأرا لوالدته بقليوب    السجن المشدد 15 عامًا ل8 متهمين سرقوا بالإكراه في العياط    السجن المشدد 4 سنوات لصياد تعدى على ابنه جاره فى الإسكندرية    إعدام مواد غذائية منتهية الصلاحية وغلق وتشميع منشآت مخالفة بمطروح    بعد عرض حلقته الأولى.. «فضفضت أوي» يتصدر الأكثر مشاهدة    ميرنا جميل تسحر محبيها بالأزرق في أحدث ظهور | صور    أهمية المهرجانات    هل التدخين حرام شرعًا ؟| أمين الفتوى يجيب    علي جمعة لقناة الناس: توثيق السنة النبوية بدأ في عهد النبي.. وحي محفوظ كالقرآن الكريم    "الأعلى للإعلام" يصدر توجيهات فورية خاصة بالمحتوى المتعلق بأمراض الأورام    9 عيادات طبية و3 ندوات توعوية بقافلة جامعة المنيا المتكاملة بقرية الريرمون    من ساحة العلم إلى مثواه الأخير، قصة سكرتير مدرسة بالشرقية وافته المنية أثناء العمل    "بعد أنباء انتقاله للسعودية".. باريس سان جيرمان يجدد عقد لويس كامبوس حتى 2030    المسجد الحرام.. تعرف على سر تسميته ومكانته    وزير الشباب والرياضة يشارك في مناقشة دكتوراه بجامعة المنصورة    محمد مصطفى أبو شامة: يوم أمريكى ساخن يكشف خللًا أمنيًا في قلب واشنطن    المجلس القومي للمرأة ينظم لقاء رفيع المستوى بعنوان "النساء يستطعن التغيير"    40 ألف جنيه تخفيضًا بأسعار بستيون B70S الجديدة عند الشراء نقدًا.. التفاصيل    ماغي فرح تفاجئ متابعيها.. قفزة مالية ل 5 أبراج في نهاية مايو    «الأعلى للمعاهد العليا» يناقش التخصصات الأكاديمية المطلوبة    بوتين: القوات المسلحة الروسية تعمل حاليًا على إنشاء منطقة عازلة مع أوكرانيا    وزير الصحة ونظيره السوداني تبحثان في جنيف تعزيز التعاون الصحي ومكافحة الملاريا وتدريب الكوادر    المنطقة الأزهرية تعلن ختام امتحانات نهاية العام الدراسي للقراءات بشمال سيناء    وزير الخارجية يؤكد أمام «الناتو» ضرورة توقف اسرائيل عن انتهاكاتها بحق المدنيين في غزة    تعرف على قناة عرض مسلسل «مملكة الحرير» ل كريم محمود عبدالعزيز    بروتوكول تعاون بين جامعة بنها وجهاز تنمية البحيرات والثروة السمكية (تفاصيل)    حصاد البورصة.. صعود المؤشر الرئيسى للبورصة بنسبة 0.11% خلال ثالث أسبوع فى مايو    محافظ أسوان يلتقى بوفد من هيئة التأمين الصحى الشامل    أسعار الفضة اليوم الخميس 22 مايو| ارتفاع طفيف- كم يسجل عيار 900؟    «العالمية لتصنيع مهمات الحفر» تضيف تعاقدات جديدة ب215 مليون دولار خلال 2024    الأمن يضبط 8 أطنان أسمدة زراعية مجهولة المصدر في المنوفية    ورشة حكى للأطفال عن المعبود "سرابيس" بالمتحف الرومانى باستخدام Ai لأول مرة    الأزهر للفتوى يوضح أحكام المرأة في الحج    ماتت تحت الأنقاض.. مصرع طفلة في انهيار منزل بسوهاج    أمين الفتوى: هذا سبب زيادة حدوث الزلازل    وزير الداخلية الفرنسي يأمر بتعزيز المراقبة الأمنية في المواقع المرتبطة باليهود بالبلاد    كامل الوزير: نستهدف وصول صادرات مصر الصناعية إلى 118 مليار دولار خلال 2030    عاجل.. غياب عبد الله السعيد عن الزمالك في نهائي كأس مصر يثير الجدل    الكشف عن اسم وألقاب صاحب مقبرة Kampp23 بمنطقة العساسيف بالبر الغربي بالأقصر    راتب 28 ألف جنيه شهريًا.. بدء اختبارات المُتقدمين لوظيفة عمال زراعة بالأردن    محافظ القاهرة يُسلّم تأشيرات ل179 حاجًا (تفاصيل)    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



فى مواجهة الجريمة الإلكترونية .. الداخلية أمن حقيقى فى عالم افتراضى
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 27 - 01 - 2025

في زمنٍ باتت فيه الشائعات أسرع انتشارًا، فأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مسرحًا واسعًا تتراقص فيه الأكاذيب على أعين ملايين المتابعين، فالجريمة بمفهومها المعروف، أيًا كان نوعها، هو الخروج عن القانون والعادات والتقاليد والأعراف والقيم الدينية والاجتماعية، ومع تطور التكنولوجيا ظهرت الجرائم الإلكترونية واستغلال السوشيال ميديا للجريمة بكافة أنواعها، لكن في المقابل، أصبحت وزارة الداخلية لم تقتصر على التعامل التقليدي مع البلاغات عبر الهاتف أو التي تأتي إلى أقسام الشرطة، بل توسعت في مجال التكنولوجيا للحد من الجرائم الالكترونية، فصارت تتابع أكثر صفحات السوشيال ميديا المختلفة، لترصد كل الجرائم من كل شكل ولون والقضاء عليها، فأصبح رجال الأمن يبذلون جهودًا جبارة للتأكد من صحة بعض المعلومات الواردة عبر السوشيال ميديا بسبب تنوع المحتوى وكثافة المعلومات، فوزارة الداخلية تعمل دائمًا على تطوير أساليب فنية وتقنية لتحليل البيانات والبلاغات بشكل دقيق، حيث نجحت الداخلية خلال السنوات الماضية في ترويض السوشيال ميديا لخدمة أمن المواطن، لترفع شعار أمن حقيقي في عالم افتراضي، فباتت منشورات منصات التواصل الاجتماعي المختلفة صوب أعين رجال الشرطة، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها لكم داخل السطور التالية.
للوطن أعداء يحاولون بشتى الطرق استهداف استقرار الوطن، يزيفون الحقائق من أجل الوصول لأهدافهم الخبيثة، ففي السنوات الأخيرة، شهدت منصات التواصل الاجتماعي في مصر تزايدًا كبيرًا ما بين ترويج للشائعات وأخرى حوادث حقيقية، ومع كل ذلك يقف رجال الشرطة والأجهزة الأمنية لأصحاب الشائعات بالمرصاد لكشف حقيقتهم وردعهم، وفي نفس الوقت تعمل على الاستجابات السريعة والفورية وتطبيق القانون في بلاغات السوشيال ميديا، مما يعزز من فعالية الدور الرقابي للمواطنين، فتسعى دائمًا وزارة الداخلية إلى تحسين جودة وفعالية الاستجابة للبلاغات الواردة من مواقع السوشيال ميديا بشكل يومي وتحليلها، ويتم التعامل مع البلاغات بشكل جاد وسريع، مما يعزز الأمان المجتمعي، فما بين الحقيقة وكشف الشائعة مجهود جبار يقوم به رجال لا يعرفهم أحد، رجال في الظل يواصلون الليل بالنهار من أجل أمن الوطن والمواطن، يرصدون .. يحللون .. ويتحركون لكشف الحقيقة في أسرع وقت ممكن .. نعم هم العيون الساهرة هم رجال الشرطة المصرية.
خطف الأطفال!
انتشر مقطع فيديو يظهر فيه رجل يزعم أنه يحاول اختطاف طفلة، لتتداخل التفاصيل مع خيالات ناشر الفيديو الذي لم يتحقق من صحة الحادثة قبل نشرها، وبالفحص تبين أن الأمر لا يتعدى سوء فهم، الرجل الظاهر في الفيديو يعاني من تأخر ذهني، وكان يتواجد بالصدفة مع الطفلة دون أن يمسها بأي أذى، هذه الحادثة كشفت عن جانب مؤلم آخر للشائعات، وهو تحميل أفعال بريئة معاني شريرة، دون إدراك الأثر المدمر على الأشخاص الذين يُزجُّ بهم في هذه القصص الوهمية.
"دبابيس صغيرة وحقن".. تتحول إلى خناجر الخوف ففي مشهد آخر، انتشر مقطع فيديو مصحوب بتعليق يدعي صاحبه أن امرأة تحمل حقنًا مخدرة تستخدمها لخطف الفتيات، وأن مركبة "توك توك" كانت تنتظرها للهرب، ومع تحريات وزارة الداخلية، اتضح أن القصة مجرد خيال نسجه الخوف وسوء الفهم، المرأة التي ظهرت في الفيديو كانت تعاني من اضطراب نفسي، ولم تحمل أي أدوات مخدرة، وكان البلاغ المقدم ضدها أقرب إلى الوهم من الواقع.
وفي واقعة أخرى بدأت كالتالي، "الناس اللي بتسأل حصل ايه انا اقولكم حصل ايه امبارح بليل عند بير ام سلطان تواجد جثة بنت تبلغ من العمر 25 الى 30 سنه متقطه من غير اعضاء ومتعبية فى شوال و مرمية و تواجدت الشرطة ويتم الفحص والتعين على الجثة دى مش اول جريمة دى تانى جريمة توجد بنت تبلغ من العمر 13 سنه مرميه عند جامع مهوس من غير اعضاء و دى الجريمه الثانيه و فرق بين الجريمتين عدد ساعات مش كتير حاليا باعتقاد الجميع انه يوجد عصابه بتخطف البنات او الشباب لتجاره الاعضاء او ما شابه ارجو من الجميع الحفاظ على اولادهم من عدم نزول الشوارع فى أوقات متأخرة وتحذير الاولاد بعدم المشى فى مناطق خالية من الناس حفاظا على سلامتهم وعدم تناول أى غذا او شراب خارج المنزل مهما كان هو ايه حفاظا على سلامتهم، منقولة من جروب دار السلام"!، بهذا المنشور بدأت الحكاية عندما نشرت "هدير.ع" منشور على صفحتها الخاص على السوشيال ميديا مما ادى إلى خوف المتابعين، في نفس الوقت ذاته؛ كشفت أجهزة وزارة الداخلية حقيقة ما تداول على مواقع التواصل الاجتماعي بشأن ادعاء إحدى السيدات بوجود عصابات لخطف الفتيات والشباب وقتلهم بقصد تجارة الأعضاء، بإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين عدم صحة ما تم تداوله، وتم تحديد وضبط القائمة على النشر تعمل في مجال تصفيف الشعر ومكياج السيدات - تقيم بدائرة قسم شرطة البساتين بالقاهرة، وبمواجهتها أقرت بنشرها تلك الأخبار الكاذبة بغرض زيادة عدد المتابعين لصفحتها والترويج لعملها لتحقيق مكاسب مادية، اتخذت الإجراءات القانونية ضدها وتولت النيابة العامة التحقيق.
مطلعش أمين
لم تكن "هدير" وحدها التي استغلت تأليف وقائع كاذبة للحصول على التريند، فلم تكن تلك الواقعة الوحيدة خلال الأيام الماضية قبلها بيومين تقريبًا ظهرت واقعة أخرى أثارت الرأي العام وهي واقعة سائق التاكسي "سامح.ر" المعروف إعلاميًا ب"سائق تاكسي مطروح الأمين"، حيث خرج هذا السائق زاعمًا؛ إنه عثر على 8 ملايين جنيه على الطريق الساحلي الدولي مطروح الإسكندرية، وأعاد المبلغ كاملاً إلى صاحبه، ورفض أن يحصل على أي مكافأة نظير أمانته، رغم عرض الأخير عليه مكافأة سخية قدرها مليون جنيه، تناقلت العديد من صفحات مواقع التواصل الاجتماعي المنشور، وحظي بإشادة كبيرة من رواد "السوشيال ميديا" بأمانة السائق وتصرفه النبيل في إعادة المبلغ ورفض المكافأة رغم حاجته الماسة للمال، كما بدأ "سامح" في الظهور عبر بعض المواقع الإخبارية، وروى كيفية العثور على المبلغ، قائلًا: "إنه كان في طريقه للعمل، وتحديدًا عند كوبري فوكا، بعد السير مسافة 80 كيلومترًا من مرسى مطروح، لاحظ وجود شيكارة دقيق صفراء كبيرة ملقاة على الأرض وعندما فتحها، فوجئ بأنها تحتوي على رزم مالية مغلفة، ثم إنه وبعد عودته إلى منزله، قام بعد الأموال ليجد أنها 400 رزمة مالية، تتضمن 399 رزمة من فئة 200 جنيه، ورزمة واحدة من فئة 100 جنيه، ليصل إجمالي المبلغ إلى 8 ملايين جنيه. ونشر إعلانًا على وسائل التواصل الاجتماعي، ثم تلقى العديد من الاتصالات حتى تواصل معه شخص قدم تفاصيل دقيقة عن الأموال و"الشكارة"، ما أكد صحة ادعائه، كما زعم أنه التقى بصاحب المبلغ في اليوم التالي، حيث أعاد له الأموال كاملة وعرض صاحب المبلغ على "سامح" مكافأة قدرها مليون جنيه تقديرًا لأمانته، إلا أنه رفض الحصول عليها، ليس هذا فقط بل وصل الأمر إلى إجرائه عدة مداخلات هاتفية عبر العديد من القنوات الفضائية، لكن الشرطة كان لها رأى آخر في تلك الواقعة؛ حيث فحصت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية ادعاء المواطن بشأن عثور أحد الأشخاص بمحافظة مطروح على جوال يحتوي على مبلغ 8 ملايين جنيه، وقيامه بتسليم المبلغ لصاحبه، وأوضحت الأجهزة الأمنية بعد التحري والفحص أن الشخص المذكور اختلق القصة بمساعدة شخص آخر بهدف خداع المواطنين واستغلال الحادث لجمع تبرعات بدعوى أمانته في إعادة المبلغ المالي، تم ضبطه واتخاذ الإجراءات القانونية بحق الشخصين المتورطين.
مؤمن زكريا
بدأت القصة عندما ظهر تربي وهو الشخص المسئول عن تنظيف وزراعة النباتات في المقابر عبر مواقع التواصل الاجتماعي زاعمًا أنه أثناء زراعة نبات الصبار بجوار أحد القبور في منطقة البساتين فوجئ بوجود عمل سحري مدفون داخل ثلاثة أكياس، وأوضح التربي أن الأكياس تحتوي على أوراق طلاسم وصورة للاعب مؤمن زكريا مع عروسة ورقية وأرقام ورموز غامضة.
كما أوضح التربي أن هذا العمل السحري قديم ويعود لسنوات طويلة، وأن السحر كان يهدف إلى إلحاق الضرر باللاعب عبر إصابته بالمرض والموت، وأن مكان العثور على هذا العمل السحري هو حوش لعائلة الكابتن مجدي عبدالغني، لاعب نادي الأهلي السابق، وهو ما زاد من الجدل وأدى إلى انتشار القصة بسرعة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وبمرور أيام كشفت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها حقيقة تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي تناقلته عدد من القنوات متضمناً عثور أحد الأشخاص على أعمال سحر أثناء زراعة صبار أمام مقبرة خاصة بعائلة اللاعب مجدي عبدالغني، عبارة عن أوراق وصورة للاعب مؤمن زكريا، مكتوب عليها بعض الطلاسم والعبارات غير المفهومة، وأوضح بيان الداخلية أنه بعد فحص الفيديو المتداول والتحقيقات التي أجرتها الأجهزة الأمنية، تم تحديد المتورطين في هذه الواقعة المتهم الرئيسي وهو عامل مدافن، اعترف أنه خطط لهذه الواقعة مع نجله وثلاثة آخرين بينهم سيدة، جمعوا الأدلة الزائفة من صورة لمؤمن زكريا، وطلاسم وأدوات سحرية مزعومة ودفنوها أمام المقبرة، بهدف إلصاق التهمة بالكابتن مجدي عبدالغني واستغلال شهرة مؤمن زكريا لجذب الانتباه وتحقيق مكاسب مالية، تحرر محضر بالواقعة وإخطار النيابة العامة التي أمرت بإحالتهم إلى محكمة جنايات جنوب القاهرة المنعقدة بمجمع محاكم زينهم والتي قضت بالسجن 3 سنوات للمتهمين بفبركة سحر للاعب كرة القدم مؤمن زكريا.
فتاة فيصل
فتاة شارع فيصل، عبارة تصدرت محركات البحث المختلفة خلال الأسبوعين الماضيين بعدما زعمت فتاة من منطقة فيصل تعرضها للسحل والسرقة، القصة بدأت تنتشر على صفحات السوشيال ميديا المختلفة، فتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو تظهر فيه الفتاة باكية تحت عنوان «5 شباب ضربوني وسرقوني» في شارع فيصل خلال عودتها من الدرس، وسرعان ماتحركت الأجهزة الأمنية ، وذلك عقب رصد الفيديو وتشكل فريق بحث على أعلى مستوى لكشف ملابسات الواقعة، تبين أنها تدعى «مريم» 17 عاما، اعتادت تقديم مقاطع غنائية وترفيهية عبر حسابها بموقع «تيك توك»، لكن هذه المرة اختارت أن تطل على 100 ألف متابع بشكل غير متوقع، فبصوت مبحوح وملابس غير مهندمة روت معاناتها، واستدعيت الفتاة على الفور بدأت النيابة العامة تحقيقاتها مع فتاة فيصل، التي نشرت مقطع فيديو تدعي فيه تعرضها للسحل والسرقة من قبل خمسة شبان في شارع فيصل أثناء عودتها من درس، كما طلبت النيابة تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة، وكانت المفأجاة التي أظهرتها تحريات الأجهزة الأمنية في الجيزة حقيقة مقطع الفيديو؛ حيث تبين أنه مفبرك وأن الفتاة اختلقت الرواية بهدف زيادة عدد المشاهدات، وباستجواب الفتاة في النيابة العامة كشفت الفتاة تزوير رواية تعرضها للسحل والسرقة، حيث اعترفت بأن قصتها كانت مختلقة وأن ما حدث فعليًا أثناء خروجها من الدرس واستقلالها ميكروباص هو مجرد تدافع بسبب أولوية الركوب، حيث جذبها أحد الأشخاص من حقيبتها للخلف، أما باقي تفاصيل الرواية التي زعمت فيها تعرضها لهجوم من خمسة شبان فقد كانت من تأليفها الخاص من اجل زيادة المتابعين والمشاهدات، كما اعترفت أنها دائمًا تعمل على مشاركة يومياتها عبر حسابها على تطبيق «تيك توك»، وابتكرت هذه القصة بهدف زيادة متابعيها وتحقيق مزيد من المشاهدات، تحرر محضر بالواقعة.
مزحة قلبت اتهاما
في واقعة أخري مأساوية من أجل البحث عن التريند والربح والشهرة، شهدت منطقة إمبابة في الجيزة، جريمة قتل بشكل مأساوي لطالب ثانوي عندما قرر ثلاثة أصدقاء تصوير مقطع تمثيلي داخل مخزن، في محاولة لجذب الأنظار وتحقيق الانتشار السريع عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فتم ربطه بحبل، وتعديا عليه بالضرب على سبيل المزاح داخل محل فراشة وتصوير مقطع فيديو لنشره علي التيك توك، لتتحول تلك المزحة الى إلى كارثة مأساوية، حيث تبين أنه خلال قيامهم بتمثيل مشهد تمثيلي وثق طالبان صديقهما الثالث ظنًا منهما أنه سوف يستطيع فك وثاقه وهما يصوران المشهد ولكن مرت 3 ساعات يحاول فك وثاقه لكنه فشل وخلال ذلك سقط بالكرسي على قطعة خشبية تسببت في إنهاء حياته داخل المخزن، وبرر المتهمان جريمتهما أنهما كانا يصوران مشاهد لفيديوهات عنف للتيك توك، والمجني عليه هو من طلب منهما ربطه بالحبل ليظهر المشهد وكأنه حقيقيا.
ولن ننسى واقعة "وسام شعيب الاسم الذي تصدر محركات البحث على مواقع السوشيال ميديا الفترة الماضية، بسبب مقطع فيديو نشرته على أحد منصات التواصل الاجتماعي فيس بوك وكان الفيديو يحمل الكثير من الإهانات والانتقادات للمرأة المصرية.
تمثيل وهمي
كما أن البحث عن مشاهدات مرتفعة، قادت عروسان لتمثيل مشهد وهمي بزعم تعرضهم للاختطاف في الدقهلية، لحصد مزيد من المشاهدات على السوشيال ميديا، لينتهي الأمر بالقبض عليهما، حيث كشفت وزارة الداخلية تفاصيل الواقعة، وأصدرت بيانا، أكدت فيه أن أجهزة الوزارة كشفت حقيقة تداول مقطع فيديو عبر مواقع التواصل الاجتماعي يظهر خلاله اختطاف أحد الأشخاص داخل سيارة أثناء حفل زفافه بالدقهلية، بالفحص تبين اتفاق القائم على النشر "العريس الظاهر بمقطع الفيديو" مع زوجته وشقيقتيه، 3 أشخاص بتصوير مقطع الفيديو المشار إليه بشكل تمثيلي لتحقيق نسبة مشاهدات عالية والحصول على أرباح مادية، وعقب تقنين الإجراءات أمكن ضبطهم والسيارة المستخدمة فى الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.
الحيوانات لم تسلم
وفي واقعة أخرى لم تسلم الحيوانات أيضًا من جرائم "مجاذيب المشاهدات"، حيث عذب طالب قطة لحصد مشاهدات على السوشيال ميديا، هذا الفيديو الذي قابله رواد السوشيال ميديا برفض واستنكار شديد، وضحت وزارة الداخلية، أنها كشفت ملابسات ما تداول على أحد الحسابات الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" لمقاطع فيديو متضمنةً الإمساك بقطط وتعذيبها، بالفحص تم تحديد صاحب الحساب "طالب 13 سنة"، وبسؤاله أقر بتحصله على المقاطع التى قام بنشرها من مواقع مختلفة على شبكة الإنترنت واضطلاعه بإعادة نشرها لزيادة عدد المتابعين.
مشاهد خادشة
كما أن الرغبة في تحقيق مشاهدات مرتفعة، دفعت سيدة لبث مواد خادشة للحياء أملا في حصد ملايين المشاهدات، حيث نجحت أجهزة الأمن في ضبط سيدة بالإسكندرية لبثها مقاطع فيديو خادشة للحياء عبر بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي في إطار جهود أجهزة وزارة الداخلية لمواجهة الجريمة بشتى صورها لاسيما مكافحة الجرائم المنافية للآداب العامة، وأكدت معلومات وتحريات الإدارة العامة لحماية الآداب بقطاع الشرطة المتخصصة قيام سيدة "لها معلومات جنائية" ببث مقاطع فيديو خادشة للحياء عبر بعض تطبيقات التواصل الاجتماعي بهدف تحقيق نسب مشاهدة لتحقيق أرباح غير مشروعة، وعقب تقنين الإجراءات تم ضبطها بدائرة قسم شرطة أول العامرية بالإسكندرية، وبحوزتها "هاتف محمول"وبفحصه فنيًا تبين احتوائه على دلائل تؤكد نشاطها.
مشاجرة
وفي واقعة أخرى كانت قد رصدت وحدة الرصد والمتابعة بوزارة الداخلية، تداول مقطع فيديو عبر أحد المواقع الإخبارية يتضمن قيام مجموعة من الطلاب بإحدى المدارس بالقاهرة بالتعدي على أحد زملائهم بدائرة قسم شرطة الدرب الأحمر، بالفحص أمكن تحديد وضبط مرتكبي الواقعة وتبين أنهم 4 طلاب أحدهم مُصاب بكدمة، وبمواجهتهم أقروا باستدراج زميلهم طالب بذات المدرسة، يقيم بدائرة قسم شرطة الخليفة، والتعدي عليه بالضرب وإحداث إصابته بكدمات متفرقة بالجسم، وتصويره ونشر المقطع، لحدوث مشادة كلامية بينهم، تم اتخاذ الإجراءات القانونية.
للأسف هناك الكثير والكثير من التريندات المزيفة التي ظهرت وتصدى لها رجال الشرطة المصرية بوزارة الداخلية، ولو سردناها تحتاج آلاف الصفحات لعرضها، فالأمر أصبح أن يفعل البعض أي شيء لمجرد جمع المشاهدات واللايكات والأرباح.
مستنقع
بالتواصل مع الدكتور وليد هندي استشاري الصحة النفسية قال؛ أن الأشخاص الذين يختلقون مثل هذه القصص غالبًا ما يكونون شخصيات "هستيرية" تسعى للظهور والشهرة بأي ثمن، كما إن هذه الشخصيات عادة ما تكون مفتقدة للاستقرار النفسي، ويعانون من هوس الشهرة ويميلون إلى إثارة الجدل للحصول على مكاسب شخصية، فهذه الشخصيات تتسم أحيانًا بالكذب المفرط واختلاق القصص بهدف لفت الانتباه، مؤكدًا أن ظهور وسائل التواصل الاجتماعي قد منح هؤلاء الأشخاص منصة أكبر لنشر أكاذيبهم، ما يؤدي إلى انتشار الشائعات بشكل أسرع، كما أن استمرار المجتمع في مواجهة مثل هذه الأخبار الكاذبة يؤدي إلى ما يعرف ب"متلازمة دوم أكتريلون"، حيث يبحث الناس عن الأخبار السيئة ويصبحون أكثر عرضة للحزن والقلق، مما يؤثر على جودة حياتهم، فهذا النوع من الأخبار يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية مثل الأرق والقلق المستمر، وحتى مشاعر الخوف المرضي عند الأهل من خطر فقدان أطفالهم نتيجة لهذه الشائعات.
ليضيف إسلام محمد السيد المحامي قائلاً: أن قانون العقوبات حدد عقوبة نشر الشائعات بالحبس والغرامة، حيث نصت المادة 188 من قانون العقوبات على أنه"يعاقب بالحبس مدة لا تجاوز سنة وبغرامة لا تقل عن خمسة آلاف جنيه ولا تزيد على عشرين ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من نشر بسوء قصد بإحدى الطرق المتقدم ذكرها أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة أو أوراقاً مصطنعة أو مزورة أو منسوبة كذباً إلى الغير، إذا كان من شأن ذلك تكدير السلم العام أو إثارة الفزع بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة، كما نصت لمادة رقم 80 (د) على "يعاقب بالحبس مدة لا تقل عن ستة أشهر ولا تزيد على خمس سنوات وبغرامة لا تقل عن 100 جنيه ولا تجاوز 500 جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل مصري أذاع عمداً في الخارج أخباراً أو بيانات أو إشاعات كاذبة حول الأوضاع الداخلية للبلاد وكان من شأن ذلك إضعاف الثقة المالية بالدولة أو هيبتها واعتبارها أو باشر بأية طريقة كانت نشاطاً من شأنه الإضرار بالمصالح القومية للبلاد. وتكون العقوبة السجن إذا وقعت الجريمة فى زمن حرب"، كما أن هناك أيضا في المادة 102 مكرر والتي تنص على "يعاقب بالحبس وبغرامة لا تقل عن خمسين جنيهاً ولا تجاوز مائتي جنيه كل من أذاع عمداً أخباراً أو بيانات أو شائعات كاذبة إذا كان من شأن ذلك تكدير الأمن العام أو إلقاء الرعب بين الناس أو إلحاق الضرر بالمصلحة العامة". وتكون العقوبة السجن وغرامة لا تقل عن مائة جنيه ولا تجاوز خمسمائة جنيه إذا وقعت الجريمة في زمن الحرب.
ليستكمل اللواء أحمد أمين خبير أمن المعلومات قائلاً: الشخص اذا كان هوس الترند لديه في السلبيات أو ارتكاب فعل متطرف أو منفلت فهذا غير مرغوب فيه، لانه يتخذ السوشيال ميديا كوسيلة لعرض نفسه يتبعها ارتكاب جريمة، وهذا يعرضه للعقاب والمساءلة الجنائية طبقاً للقانون رقم 175 لسنه 2018، دائما أقول إن خط الدفاع الأول للمواجهة أو الحد من كل هذه الاستخدامات غير المشروعة أو غير الآمنة لشبكة الانترنت والسوسيال ميديا تكمن في التوعية، ولابد من تعلم التكنولوجيا ومحو الأمية الرقمية، بمعنى لابد أن ننشئ أجيالاً تعي جيدا وتتفهم الأساليب السليمة والايجابية لاستخدام السوشيال ميديا وتبتعد تمامًا عن أي أضرار تحدث من خلالها، كما ان شبكة الانترنت والسوشيال ميديا عبارة عن مستنقع يجمع الخير والشر ويجمع الانفلات والانضباط ولا يمكن أن نتحكم فيها لأننا غير مصنعين، لكن مستخدمين فقط، لذا لابد من التوعية لضمان الاستخدام الآمن للانترنت والسوشيال ميديا وإيجاد منظومة لضبط فوضى التواصل الاجتماعي، فهي مسئولية مشتركة بين الدولة والمجتمع والأسرة، لذلك نوصي بضرورة إعداد وتنشئة أجيال من أبنائنا قادرين على التعامل مع تكنولوجيا العصر ومواجهة تحدياتها، ونطالب بأن تتضمن المواد التعليمية سواء كانت في المدارس أو الجامعات مواد خاصة للتعريف بمخاطر وتهديدات الإنترنت والسوشيال ميديا، والتركيز على الاستخدامات الايجابية والبعد عن أي استخدامات سلبية ومتطرفة.
مع هذا المجهود الجبار من رجال الشرطة، فهناك من يتخيل أو تسول له نفسه أن العالم الافتراضي هو مكان آمن لتنفيذ جرائمهم سواء كان إرهابًا بتضليل الرأي العام ونشر شائعات هدفها الخراب، أو كانت جرائم إلكترونية.. لذلك كانت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية دائمًا بالمرصادتتابعالسوشيال ميديا بهدف أمن المواطن، لنشعر دائمًا أن هناك أمنًا حقيقيًا في العالم الافتراضي.
اقرأ أيضا: «الشائعات» تهدم حصون المجتمعات 2-1


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.