شهدت مدينة الأقصر حدثًا أثريًا فريدًا ومؤتمرًا صحفيًا حضره أكثر من 300 صحفي مصري وأجنبي تحت ظلال معبد الملكة حتشبسوت بالدير البحري، حيث أعلن الدكتور زاهي حواس، عالم الآثار المصري ورئيس مؤسسة زاهي حواس للآثار والتراث، عن سلسلة من الاكتشافات الأثرية الملكية الهامة التي تلقي الضوء على جوانب جديدة من تاريخ مصر القديمة. وتعد هذه الاكتشافات من أعظم الإنجازات الأثرية منذ العثور على مقبرة الملك توت عنخ آمون. الكشف عن معبد وادي حتشبسوت.. 1500 كتلة حجرية مذهلة في إطار أعمال التنقيب، أعلنت البعثة الأثرية بقيادة الدكتور زاهي حواس عن اكتشاف أكثر من 1500 كتلة حجرية تحمل مشاهد ملونة ونقوشًا خرطوشية للملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث. هذه الكتل ليست مجرد آثار فنية، بل تُعد بمثابة برنامج كامل يُعيد تصور معبد الوادي الخاص بالملكة حتشبسوت. وديعة أساس المعبد أحد الاكتشافات البارزة هو العثور على وديعة أساس المعبد، التي تُعد دليلًا أثريًا على أن الملك تحتمس الثالث قام بترميم هذا المعبد في عهده. يُبرز هذا الاكتشاف أهمية التعاون بين الملكين في تعزيز العمارة المصرية. جبانة الأسرة السابعة عشرة.. توابيت "ريشي" وأسرار الحروب مع الهكسوس - توابيت "ريشي" الفريدة تم اكتشاف جبانة تعود إلى الأسرة السابعة عشرة، تحتوي على توابيت "ريشي"، التي تتميز بتصاميمها الريشية وألوانها المميزة. من بين هذه التوابيت، وُجد تابوت مربوط بالحبال، في مشهد غير معتاد يثير تساؤلات حول الطقوس المرتبطة بالدفن في تلك الفترة. - أدوات الحرب مع الهكسوس إلى جانب التوابيت، عُثر على أقواس وسهام استخدمت لطرد الهكسوس، مما يُبرز الدور الذي لعبته الأسرة السابعة عشرة في مقاومة الاحتلال الهكسوسي، وهو ما مهد الطريق لتحرير مصر بقيادة الملك أحمس. مقبرة ديجحوتي-مس.. مدير قصر جدة الملك أحمس - مكانة ديجحوتي-مس كشفت البعثة عن مقبرة ديجحوتي-مس، الذي كان مدير قصر تتي-شيري، جدة الملك أحمس. هذا الاكتشاف يُسلط الضوء على دور الشخصيات البارزة في الأسرة السابعة عشرة، حيث يعكس تصميم المقبرة ودفن صاحبها أهمية وظيفته ومكانته في البلاط الملكي. تفاصيل المقبرة تحتوي المقبرة على نقوش وأدوات تُبرز الحياة اليومية والمهام الملكية التي أُنيطت بديجحوتي-مس، مما يُضيف بعدًا جديدًا لفهم دور النخبة في فترة ما قبل التحرير من الهكسوس. الأهمية التاريخية للاكتشافات - إعادة بناء التاريخ تُعد هذه الاكتشافات خطوة كبيرة نحو فهم أعمق للتاريخ المصري القديم. من معبد حتشبسوت إلى توابيت "ريشي"، تُعيد هذه القطع الكشف عن تفاصيل دقيقة لفترات زمنية حاسمة في تاريخ مصر. - دور الاكتشافات في الدراسات الأثرية تمثل هذه الاكتشافات أداة قيمة لعلماء الآثار والمؤرخين لفهم المزيد عن الحياة السياسية والدينية والاجتماعية في فترة الأسرة السابعة عشرة، خاصة في ظل الصراع مع الهكسوس. وأكد الدكتور زاهي حواس أن هذه الاكتشافات تُعد من أعظم الإنجازات الأثرية التي أُعلنت منذ اكتشاف مقبرة الملك توت عنخ آمون. اقرأ أيضا | خبير أثري: بقايا نقوش معبد الوادي من أجمل نماذج النحت في عهد حتشبسوت