أسعار البنزين الجديدة تتصدر التريند.. وترقب بمحطات البنزين    الحفني: تعزيز السلامة الجوية أولوية تستهدف التشغيل الآمن وفق متطلبات الإيكاو    «مش صديقي.. وبقول اللي حسيته».. رد مثير من كريم نيدفيد بشأن هجومه على رمضان صبحي    القبض على المتهمين بارتداء ملابس فاضحة وارتكاب أفعال خادشة للحياء    «سينما من أجل الإنسانية» تتجسد في انطلاق الدورة 8 من مهرجان الجونة    وزير الثقافة يفتتح فعاليات الدورة ال33 لمهرجان الموسيقى العربية    نتنياهو يبحث مع ترامب تطورات ملف جثامين الأسرى الإسرائيليين بغزة    رويترز: الجيش الأمريكي ينفذ ضربة جديدة في منطقة الكاريبي ضد سفينة يشتبه بأنها تحمل مخدرات    بعد إعلان حماس .. نتنياهو: إسرائيل ستعرف كيف تتصرف    أسماء المرشحين على مقاعد الفردي بدوائر محافظة الجيزة لانتخابات مجلس النواب 2025    محافظ أسوان يقرر تعديل تعريفة الأجرة للمواصلات الداخلية والخارجية    مساعد الرئيس الروسي: بوتين يؤيد فكرة ترامب بعقد قمة روسية أمريكية فى بودابست    اتهام مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق ب 18 تهمة بينها الاحتفاظ بوثائق بشكل غير قانوني    سعر الدولار اليوم الجمعة 17102025 بمحافظة الشرقية    فاروق جعفر يتغزل في نجم الزمالك.. ويؤكد: «قدراته الفنية كبيرة»    ستاد المحور: الكوكي يدرس الدفع ب صلاح محسن في التشكيل الأساسي أمام الاتحاد الليبي وموقف الشامي    سعر اليورو أمام الجنيه المصري في تعاملات الجمعة 17 أكتوبر 2025    طقس حار نهارًا وشبورة صباحية خفيفة.. الأرصاد تكشف تفاصيل حالة الطقس الجمعة 17 أكتوبر 2025    سعر الأسمنت اليوم الجمعة 17 أكتوبر 2025 فى الشرقية    «زي النهارده».. وفاة شيخ الأزهر الدكتور عبدالحليم محمود 17 أكتوبر 1978    «زي النهارده».. وفاة الفنان والملحن منير مراد 17 أكتوبر 1981    أطعمة طبيعية تساعد على خفض الكوليسترول في 3 أشهر    حيلة لتنظيف الفوط والحفاظ على رائحتها دائمًا منعشة    لو عايز تركز أكتر.. 5 أطعمة هتساعدك بدل القهوة    حبس متهم بقتل شقيقه فى قنا    أوقاف الفيوم تعقد فعاليات البرنامج التثقيفي للطفل لغرس القيم الإيمانية والوطنية.. صور    فلسطين.. قوات الاحتلال تطلق قنابل الغاز خلال اقتحام بلدة بيت ريما قضاء رام الله    إبراهيم محمد حكما لمباراة الإسماعيلى والحرس ومحجوب للجونة والبنك    الصحف المصرية: إسرائيل تماطل فى فتح معبر رفح    حمزة نمرة ل معكم: وفاة والدتى وأنا طفل أورثتنى القلق وجعلتنى أعبّر بالفن بدل الكلام    هشام عنانى: حزب المستقلين الجدد يخوض انتخابات النواب على مقاعد فردية    جوتيريش يدعو للعودة إلى النظام الدستورى وسيادة القانون فى مدغشقر    روسيا توسع أسواق نفطها وتستهدف إنتاج 510 ملايين طن    أسماء المترشحين بنظام الفردي عن دوائر بمحافظة الغربية لانتخابات النواب    رفضت إصلاح التلفيات وقبول العوض.. القصة الكاملة لحادث تصادم سيارة هالة صدقي    نجم الأهلي السابق يطلب من الجماهير دعم بيراميدز في السوبر الإفريقي    يونس المنقاري: بيراميدز فريق جيد.. سعيد ب أداء الشيبي والكرتي.. ومواجهة السوبر الإفريقي صعبة    الحفني يشهد توقيع بروتوكول تعاون بين سلطة الطيران المدني وإدارة الحوادث    أسعار الخضار والفاكهة في أسواق أسوان اليوم الجمعة    بحضور رئيس مجلس الوزراء.. وزير الشؤون النيابية يشهد ختام أسبوع القاهرة الثامن للمياه    ترامب يهدد بتحرك أمريكي ضد حماس حال خرق اتفاق غزة    4 أبراج «مبيخافوش من المواجهة».. صرحاء يفضلون التعامل مع المشكلات ويقدّرون الشفافية    تركي آل الشيخ: «بدأنا الحلم في 2016.. واليوم نحصد ثمار رؤية 2030»    فضل يوم الجمعة وأعماله المستحبة للمسلمين وعظمة هذا اليوم    فضل قراءة سورة الكهف يوم الجمعة ووقتها المستحب    أدعية يوم الجمعة المستحبة للمتوفى والمهموم والأبناء    الداخلية تكشف ملابسات واقعة فيديو «التوك توك» بملابس خادشة للحياء    السيطرة على حريق سيارة ملاكي بميدان الرماية في الهرم    السيطرة على حريق داخل مخزن لقطع غيار السيارات بميت حلفا    تفاصيل لا يعرفها كثيرون.. علاقة فرشاة الأسنان بنزلات البرد    مصطفى شلبي يتنازل عن 50%؜ من مستحقاته لنادي الزمالك    استبعاد هيثم الحريري من انتخابات البرلمان بالإسكندرية وتحرك عاجل من المرشح    قائد منتخب قطر يتبرع ببناء مدرسة وقاعة رياضية بغزة    الرعاية الصحية: المواطن يدفع 480 جنيه ونتحمل تكلفة عملياته حتى لو مليون جنيه    هل يجوز المزاح بلفظ «أنت طالق» مع الزوجة؟.. أمين الفتوى يجيب    بالأسماء والأسباب .. تعرف علي قائمة المستبعدين من خوض انتخابات النواب بالقليوبية    هل الصلوات الخمس تحفظ الإنسان من الحسد؟.. أمين الفتوى يوضح    جامعة قناة السويس تطلق فعاليات«منحة أدوات النجاح»لتأهيل طلابها وتنمية مهاراتهم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



2024.. الحصاد المّر| عام الدم والدموع في غزة ولبنان وسوريا
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 29 - 12 - 2024

عام استخدم فيه الاحتلال الإسرائيلي كافة وسائل القمع والتهجير والإبادة والتدمير والاغتيال والتوسع غير المشروع. ارتكب كل صنوف العدوان والجرائم ضد الإنسانية في غزة والضفة الغربية، فى لبنان وسوريا وحتى العراق واليمن.. على الصعيد الداخلي، ورغم الاضطرابات والخلافات الداخلية التى تفاقمت على خلفية الأجندة السياسية للحكومة الدينية المتطرفة بزعامة نتانياهو، كان هو رجل العام بلا منازع.
وعلى الرغم من الأزمات المتلاحقة التى واجهته شخصيًا، كانت اليد الثقيلة لحكومته هى التى تضع بصمتها فى كل مرة كان يشتد فيها سعير الخلاف بين الحكومة والمعارضة.. ما بين سعى الحكومة اليمينية لتمرير «تعديلات» قضائية بهدف إحكام السيطرة على مفاصل الدولة، وإحباط محاولة المدنيين والليبراليين والطبقة العسكرية فرض قانون التجنيد الإلزامى للحريديم وبين الصدع العميق بين المستويين السياسى والعسكرى الذى نشأ بسبب الخلاف على إدارة الحرب فى غزة جرت أيام العام لتنتهى نهاية مفتوحة بلا حسمٍ لأى من القضايا والملفات.
◄ على رأسها: العاروري وهنية ونصر الله والسنوار.. قائمة طويلة من اغتيالات زعماء المقاومة
شهد العام قائمة طويلة من جرائم القتل الاستهدافى الإسرائيلية والتصفيات ضد قيادات محور المقاومة فى حركة حماس الفلسطينية أو حزب الله اللبناني، وصولًا إلى قياداتٍ عسكرية وشخصيات مهمة إيرانية. بدأت القائمة بعد أشهر من اندلاع حرب أكتوبر 2023 فى قطاع غزة، حيث اغُتيل نائب رئيس المكتب السياسى للحركة صالح العارورى وعدد من رفاقه فى ضربة جوية نُسبت إلى إسرائيل، واستهدفت مبنى فى الضاحية الجنوبية لبيروت فى الثانى من يناير 2024.
وفى 31 يوليو، اغُتيل رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس» إسماعيل هنية فى مقر إقامته فى شمال طهران التى كان يزورها لحضور مراسم تنصيب الرئيس الجديد مسعود بزشكيان. اتهمت إيران و«حماس» و«حزب الله» اللبنانى إسرائيل بالوقوف خلف العملية، فى حين لم تعلّق الدولة العبرية على الموضوع. وأكد «الحرس الثورى الإيراني» أن هنية اسُتشهد جراء مقذوف قصير المدى استهدف مقر إقامته فى أحد المباني. وفى السادس من أغسطس، أعلنت الحركة اختيار السنوار خلفاً لهنية.
فى 27 سبتمبر 2024 اغُتِيلَ الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، إثر غارة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية فى بيروت. وجاءت عملية الاغتيال بعد معلومات حصل عليها جيش الاحتلال الإسرائيلى تُفيد باجتماع لقادة حزب الله فى مقرِّه المركزى بالضاحية الجنوبية. وتُشير المعلومات إلى أن طائرات إف- 35 ألقت قنابلَ ثقيلة خارقة للحُصون، يزيد وزنها على 2000 طن، أدَّت إلى تدمير 6 مبانى كليًا، واستهداف المقر. فيما قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية: إن الطائرات المُستخدمة فى الهجوم كانت من نوع إف- 15. وفى 17 أكتوبر، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى أنه قتل زعيم حركة حماس يحيى السنوار الذى تتهمه إسرائيل بأنه أحد المخططين الرئيسيين لهجوم السابع من أكتوبر 2023، وأوضح الجيش أن السنوار قُتل فى عملية عسكرية فى جنوب قطاع غزة.
وفى 2 ديسمبر أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اغتيال رئيس سلطة الحكم لحماس فى قطاع غزة روحى مشتهى، والمسئول عن ملف الأمن لدى المكتب السياسى واللجنة التنفيذية سامح السراج، ورئيس جهاز الأمن العام بالحركة سامى عودة.
وخلال العام دخلت حرب الظل بين إيران وتل أبيب مرحلة أشد خطورة منذ دخول إيران وحلفائها إلى سوريا، تحوّلت الأخيرة إلى مسرح حيوى لتحقيق مصالح كل من طهران وتل أبيب، الأولى بتوسيع نشاطها العسكرى والتجارى والثانية بضرب أهدافٍ إيرانية. ووفقًا لصحيفة «اطلاعات» الحكومية الإيرانية أبرزت تقارير رسمية قائمة بالاغتيالات التى نفذتها إسرائيل فى سوريا واستهدفت عناصر وقياداتٍ من الحرس الثورى منذ هجوم حماس على إسرائيل فى 7 أكتوبر.
وتبين حسب التقرير: أن إسرائيل اغتالت منذ 2 ديسمبر 2023 وحتى 2 أبريل 2024 فقط، 18 عنصراً من قوات الحرس الثورى بينهم: قيادات عسكرية بارزة فى فيلق القدس كلهم تم اغتيالهم فى سوريا.
وكان أبرزهم: العميد حجت الله اميدوار الذى كان يتولى مسئولية استخبارات فيلق القدس بسوريا. كما أشُير إلى أن إسرائيل نفّذت أكثر من 10 هجمات مباشرة على مواقع وأفراد فيلق القدس التابع للحرس الثورى الإيرانى منذ بداية الحرب على غزة.
◄ اقرأ أيضًا | باحثة سياسية: الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في تنفيذ خططه التوسعية في غزة
◄ شخصية العام.. بيبي شمشون العصر
كان بنيامين نتانياهو هو بطل كل مشاهد وأحداث العام فى إسرائيل. قام بتحريك شراع السفينة، وفقًا لاتجاه رياح أجندته الخاصة ومصالحه السياسية الذاتية. وبات الكل على يقين بأن رئيس الوزراء الإسرائيلى يعطل الصفقات السياسية ويطيل أمد الحرب فى غزة ويوسع ساحات القتال ويتجاهل أزمة الرهائن الموجودين لدى حركة حماس، بل ومستعد لمبارزة طواحين الهواء وهدم المعبد على الجميع لتفادى المحاكمة فى قضايا الفساد المُتهم فيها والتى قد تُفضى إلى عزله من منصبه وربما إلى سجنه.
■ نتنياهو
واجه نتانياهو ضغوطًا مزدوجة على الصعيدين الداخلى والدولي؛ فإلى جانب إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات توقيف بحقه، هو ووزير الدفاع السابق يوآف جالانت، أصبح نتيجة لها غير قادر على السفر بحرية، مما عزز عزلته الدولية وأثر على دعم شركائه السياسيين فى الكنيست، كان ينتظره موعد قضائى بشأن قضايا فساد متراكمة. وقد مثل نتانياهو أمام القضاء فى 2 ديسمبر، إذ لم تنجح محاولاته السابقة لتأجيل المحاكمة.
ويمثل بدء محاكمة نتانياهو خطرًا كبيرًا على مستقبله السياسي، خاصة فى ظل الضغوط المتزايدة لتشكيل لجنة تحقيق حول إخفاقات 7 أكتوبر. ومع ذلك تفتقر المعارضة الإسرائيلية إلى قوة كافية لاستغلال هذه الأزمات لإضعاف نتانياهو بشكل كامل. وكانت سلسلة الاغتيالات التى قامت بها إسرائيل لقيادات حماس وحزب الله بمثابة الأوكسجين الذى أعاد الحياة إلى صورة نتانياهو بين الجمهور الإسرائيلى وخففت من وطأة الكراهية الشعبية له. لكن ذلك لم يُفلته بعد من المثول أمام القضاء.. وفى حين رفضت المحكمة طلب وسائل الإعلام ببث المحاكمة على الهواء مباشرة، رفض نتانياهو من جانبه الجلوس على مقعد المُدعى عليهم، وانتظر حتى مغادرة المصورين قبل بدء المحاكمة، وذلك حتى لا يتم تصويره كمتهم إلى جانب محامى الدفاع عنه. نتانياهو المُتهم بالرشوة والاحتيال وخيانة الأمانة يجب أن يدلى بأقواله 3 مرات فى الأسبوع، مما سيجبره على التنقل بين قاعة المحكمة وغرفة إدارة الحرب فى وزارة الدفاع على بُعد دقائق من مقر المحكمة. تجرى جلسات المحاكمة فى غرفة تحت الأرض فى تل أبيب وليس فى القدس، وفى قاعة مُحصنة تُستَخدم عادة لمحاكمة كبار المجرمين الجنائيين، بسبب تمتعها بمواصفاتٍ أمنية غير موجودة فى بقية المحاكم.
على الصعيد الداخلى أيضًا كان الخلاف الشهير بين نتانياهو ووزير حربه السابق يوآف جالانت من أبرز أحداث العام، وقد أدى الخلاف بينهما إلى إصدار نتانياهو قرار إقالة جالانت مرتين كانت إحداهما فى العام السابق، لكنه كان سرعان ما يتراجع عن الإقالة تحت ضغط الشارع الإسرائيلي. بالأخير انتصرت رغبة نتانياهو وأصدر أمره بإقالة جالانت على الرغم من وحدة المصير التى تربطهما أمام الجنائية الدولية. فى كل الأزمات الداخلية التى واجهت نتانياهو كانت رغبته هى التى تحكم قراراته سواء فى التعديلات القضائية التى أثارت الشارع الإسرائيلى أو قانون الخدمة العسكرية للمتدينين أو حتى فى تصورات اليوم التالى للحرب فى غزة .. وفى مفهوم النصر الكامل الذى يعتنقه وتوسيع المستوطنات فى غزة والضفة الغربية، بل وفى إصدار أوامر اغتيالات الخصوم.
◄ تفكيك وحدة الساحات
كان من أهم التحديات التى واجهت الاحتلال هذا العام هو وحدة ساحات الحرب وانضمام جبهات المساندة لحركة المقاومة الإسلامية «حماس « فى مواجهتها للاحتلال فى غزة. من القطاع امتدت ساحات المقاومة إلى الضفة الغربية وتشابكت مع ساحات المساندة فى كل من: لبنان وسوريا وإيران واليمن والعراق، بشكل اعتبرته تل أبيب تهديدًا لأمنها ومستقبلها، وكان الرأى هو العمل على تفكيك وحدة الساحات.
بالفعل أعلنت إسرائيل فى الساعات الأولى من يوم 28 أغسطس 2024 عن بدء عملية عسكرية واسعة النطاق فى مناطق شمال الضفة الغربية وتحديدًا فى ثلاث مدن (وخاصة مخيَّماتها) وهي: جنين، طولكرم وطوباس. سمَّت إسرائيل هذه العمليَّة باسمِ المخيمات الصيفيَّة فيما سمَّتها فصائل المقاومة بالضفَّة وتحديدًا سرايا القدس رعب المخيَّمات، وبالتزامن مع ذلك تسارعت وتيرة توسيع المستوطنات اليهودية فى الضفة . فى تحدٍ واضح لما أكدته محكمة العدل الدولية فى 19 يوليو ، على حق الفلسطينيين فى تقرير المصير، وعلى وجوب تفكيك المستوطنات الإسرائيلية على الأراضى المحتلة. وفى رأى استشارى بشأن عواقب الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، قضت المحكمة بأن الأراضى الفلسطينية المحتلة تشكل «وحدة إقليمية واحدة» يجب حمايتها واحترامها.. وفى الأول من أكتوبر غزت إسرائيل جنوب لبنان تصعيدًا للاشتباكات المستمرة بين إسرائيل وحزب الله التى تُعد امتدادًا للحرب الفلسطينية - الإسرائيلية. جاء الغزو عقب سلسلة من الهجمات العنيفة على حزب الله فى شهر سبتمبر 2024، أدت إلى تدهور قدراته وقضت على قياداته، وقد بدأت الهجمات بعمليات انفجار أجهزة النداء فى لبنان.
ورغم التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل فقد خرقت تل ابيب الاتفاق 54 مرة حسب بيان نبيه برى منذ دخوله حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر. وجاء سقوط نظام بشار الأسد فى سوريا كأنه الجائزة الكبرى للاحتلال الذى طالما ساعد وموُل جماعات المعارضة السورية. وتكمن مفاجأة هذا الحدث فى الانهيار السريع للجيش السورى الوطنى الذى سمح لجيش الاحتلال الإسرائيلى بالتوغل فى الجولان السورى المحتل، بل تمادى جيش الاحتلال فوصلت الكتيبة 603 من فيلق الهندسة القتالية إلى تل حضر، وهى أعمق نقطة فى سوريا دخلتها القوات الإسرائيلية 10 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية وأكثر من 20 كيلومترًا من دمشق.
◄ 2025 آخر عام لحكومة نتانياهو| ضم الضفة .. استكمال التطبيع أهم الملامح
مع بدء الدورة الشتوية للكنيست الإسرائيلى أبدى عدد من قادة الأحزاب والمسئولين تقييماتٍ تشير إلى احتمالات قوية بأن يكون عام 2025 هو الأخير لحكومة بنيامين نتانياهو الحالية، التى يُفترض أن تكمل دورتها فى ديسمبر 2026. وحسب التقرير الذى نشرته «صحيفة معاريف»، فإن هذا التقرير يستند إلى التحولات العديدة التى تشهدها الساحة السياسية فى إسرائيل، وتشمل جهودًا جديدة لدفع إصلاحاتٍ قانونية مثيرة للجدل، وتوترات داخل الائتلاف الحاكم، وخلافات سياسية بين الحكومة المتطرفة والمعارضة. أما بخصوص الإصلاحات القانونية، فيشير التقرير إلى أن حزب الليكود وبعض حلفائه من اليمين لم يتخلوا أبداً عن خططهم للإصلاحات القضائية التى أدت إلى احتجاجات واسعة داخل إسرائيل، حيث يعتبرون العام المقبل الفرصة الأخيرة لتحقيق إنجازاتٍ ملموسة فى هذا المجال.
مع ذلك قال وزير المالية الإسرائيلى اليمينى المتطرف بتسلئيل سموتريتش: إن العام المقبل 2025 سيكون عام تطبيق السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية المحتلة، وبالتالى إنهاء «تهديد» قيام دولة فلسطينية، فى تحدٍ للقانون الدولى الذى يعتبر الضفة الغربية أرضاً فلسطينية محتلة. هذه ليست المرة الأولى التى يثير فيها سموتريتش هذه القضية. ففى يونيو الماضى أكدت تقارير نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» تفيد بأنه لديه «خطة سرية» لضم الضفة الغربية وإحباط أى جهود لدمجها فى الدولة الفلسطينية المستقبلية.
وفي وقت لاحق، كتب سموتريتش على - «2025 - عام السيادة فى «يهودا والسامرة».
وفى تعزيز لهذا السياق توقع خبير إسرائيلي، أن تؤدى عودة الرئيس الأمريكى المُنتخب دونالد ترامب للبيت الأبيض، إلى تسريع عملية التطبيع بين تل أبيب والدول العربية، لا سيما السعودية.
وقال الخبير فى معهد دراسات الأمن القومى بجامعة تل أبيب يوئيل جوزينسكي، فى مقال نشرته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية: إن «انتخاب جو بايدن رئيساً قبل أربع سنوات، قطع الزخم الذى كانت تحققه اتفاقات إبراهام ووقف المحادثات بشأن انضمام السعودية إليها».
وتابع قائلاً: «الحرب التى فرضتها علينا حماس قطعت مرة أخرى محادثات متقدمة نحو اتفاق مع الرياض، ولكن يحمل انتخاب ترامب للرئاسة تحديات، إلا أنه فى مسألة التطبيع يبدو أن هناك العديد من المزايا على العيوب».
وذكر أن هناك توقعاً فى السعودية أن يقود ترامب سياسة أكثر حزماً تجاه إيران مقارنة بسلفه بايدن، مضيفاً أنه «إذا كان ترامب مستعداً لإغلاق ملف البرنامج النووى الإيراني، سواء من خلال عمل عسكرى أو اتفاق، سيكون السعوديون مستعدين للذهاب خطوة كبيرة نحو التطبيع مع إسرائيل».
على صعيد آخر تمتد أعاصير المواجهات إلى ساحاتٍ هامشية مثل: ساحتى العراق واليمن، إذ يترقب سياسيون وخبراء أن تستعر المواجهة على الساحة العراقية بين المليشيات الموالية لإيران وإسرائيل فى الوقت الذى تدرس إسرائيل شن هجوم على جماعة الحوثى فى اليمن بعد إطلاق صاروخين باليستيين باتجاهها خلال اليومين الماضيين وفقاً لما ذكرت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية كان 11.
وبحسب الهيئة، فإن المؤسسة الأمنية فى إسرائيل ترى أن الميليشيات فى العراق خفضت هجماتها خلال الأسبوع الماضي، بينما يواصل الحوثيون إطلاق الصواريخ، لذلك من الضرورى نقل رسالة «أكثر إيلاما».
وترتبط غالبية المليشيات العراقية الرئيسية، الموالية لإيران، بحزب الله اللبنانى سياسياً وعسكرياً، سيما أن قادة حزب الله ساهموا فى تشكيل غالبية هذه المليشيات، وتقديم المشورة والتدريب لها حتى الآن.
ونقلت الهيئة عن مسئول إسرائيلى كبير قوله: إن الجيش الإسرائيلى يدرس شن هجوم كبير فى اليمن. يدعم هذه الفرضية ما تردد ، قبل نحو شهرين من أن إسرائيل مهتمة بإنشاء قاعدة لها فى شمال الصومال بهدف مراقبة اليمن ومضيق باب المندب.. وبحسب التقرير فإن إسرائيل ستعترف بأرض الصومال فى المقابل عندما تصبح الدولة المستقلة الجديدة فى العالم. كما أعلن فى الماضى أن إسرائيل تحتفظ بمحطة لجمع المعلومات الاستخبارية فى إريتريا المجاورة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.