آمال وطموحات يحملها للمسرح ولمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي منذ توليه رئاسته في فترة سابقة أو حاليا، حقق جزء منها ومازال يسعى لتحقيق المتبقي، ويقود قاطرة المهرجان في دورته 31 بثبات وقوة رغم صعاب وتحديات كثيرة، سواء مادية أو أخرى تتعلق بهجوم بعض الأشخاص التي شغلها الشاغل "تعطيل المراكب السائرة"، المخرج الفنان د.سامح مهران رئيس مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، في حواره ل"بوابة أخبار اليوم " كشف عن الكثير من تفاصيل وكواليس الدورة الحالية. كيف ترى تطور الدورة ال31؟ أرى أن هذه الدورة رغم المشاكل والصعوبات إلا أنها ستكون دورة على مستوى جيد، رغم أننا لا نتحدث عن وضع مثالي سواء فيما يخص الميزانية أو غيره، كما أن مستوى العروض هذا العام أفضل، وكذلك مستوى الورش والندوات والأفكار المطروحة بها، والندوات التي يشارك بها الكثير من الوجوه الشابة في الوطن العربي، فنحن نعتمد على طرح وجوه شابة وبالتدريج، ولا نغفل أصحاب الخبرات والتجارب، ومن ناحية العروض التي تمثل مصر هي عروض لشباب الجامعات وأرى أنه انجاز كبير ويدل على حيدة لجنة المشاهدة، فالمهرجان يتميز هذا العام أنه شبابي تماما واعتبره ذلك انجازا كبيرا أيضا، سواء بالنسبة للعروض أو المحور الفكري والندوات حيث أغلب الباحثين من الشباب، رغم أنه يديرها مخضرمين. د.فوزي فهمي استعان بشعراء في لجان تحكيم المهرجان سابقا وليست بدعة هذا العام ما تعليقك على الانتقادات الخاصة باختيار بعض أسماء المكرمين أو رئيس لجنة التحكيم؟ بداية، أنا لست شخصا ضد النقد، ولكن انتقد بما يفيد المهرجان ويجعلني أتقدم خطوات إلى الأمام.. ولكن تصيد الأخطاء وفقط مجرد التنظير هذا غير مقبول خاصة لمن لا يعلم ما يحدث في كواليس الحدث، وقد أثار حفيظة البعض أن نكرم نجم كبير، ولا أفهم ما الداعي، المهرجانات الدولية تأتي برموز ثقافية وفنية كبيرة تحتفي بها وبتاريخها، دون الفصل بين المسرح والسينما والفيديو، وأكيد لا يمكن لأي مهرجان أن يكرم جميع من يستحق التكريم في عام واحد، وبالنسبة للجزء الخاص بانتقاد اختيار د.مدحت العدل رئيسا للجنة التحكيم، فالمهرجان أيام الأب المؤسس د.فوزي فهمي كان يستعين بمبدعين من خارج الوسط المسرحي كأعضاء في لجان التحكيم ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الشاعر الكبير أحمد عبد المعطي حجازي، وكذلك الفنان التشكيلي الكبير أحمد فؤاد سليم أي أنها ليست بدعة أن يستعين المهرجان في لجنة التحكيم بشاعر وسيناريست كمدحت العدل، والكاتب الإماراتي الكبير إسماعيل عبدالله هو داعم المسرح في الوطن العربي كاملا، فضلا عن أنه كاتب كبير وحاصل على جوائز كبرى، فلماذا لا يكون شخصية العام بالمهرجان. كيف تعاملت مع ثبات الميزانية المخصصة للمهرجان رغم ارتفاع الأسعار؟ ميزانية المهرجان لم تختلف عن العام الماضي بل بالعكس انخفض منها مبلع صغير، وفي العام الماضي كان الدولار ب31 جنيها، والعام الحالي يقترب من ال50 جنيها، وتذاكر الطيران والإقامة في الفنادق ارتفعت جدا، واستحدثنا آليات جديدة لتقليل التكلفة، منها أن إقامة كل الفرق ستكون 5 أيام فقط، ولأن المهرجان تسابقي وتترك كل فرقة فرد واحد منها لحضور الختام، بالإضافة إلى أن الإقامة بالفنادق جعلناها "نصف إقامة" أي بوجبتين وليس 3 وجبات لأن ظروف المهرجان المادية لاتسمح بأكثر من ذلك حاليا، وكثير من المهرجانات الدولية تتبع هذا النظام، وهذا وفر معنا جزء في الميزانية، كما أننا اقتصدنا في ميزانية بعض البنود، ومع ذلك نحن لم ننجح بنسبة 100% في التغلب على ضعف الميزانية، ولكن نستطيع أن نقول أننا نجحنا بنسبة 80% في تخطي أزمة الميزانية. ولماذا زيادة عدد الأيام في ظل ضعف الميزاينة؟ كان علينا أن نعيد المهرجان ليكون 11 يوما كما كان في السابق لكي نحافظ على الصفة الدولية للمهرجان، وهدفنا الحفاظ على استمرارية المهرجان، وهذه صيغة عالمية فالمهرجانات الدولية تحافظ على عدد أيام إقامتها حتى لا تسحب منها الصفة الدولية، والمهرجان دائما كان 11 يوما وليس اختراعنا هذا العام. هل كانت هناك رقابة من المهرجان في العروض التي تقدمت؟ بالفعل مارسنا شكل من أشكال الرقابة في اختيارنا للعروض التي تقدمت للمهرجان، حيث أن هناك بعض العروض التجريبية تحاول أن تفرض على العالم العربي فكرة الشذوذ والتحولات الجنسية، ونحن لا نقيم مهرجان ل"الإفساد أو اللعب في الهويات"، فالمهرجان تثقيفي فني، ولذلك رفضنا كثير من العروض التي تقدمت رغم مستواها فنيا جيد جدا، ولكن في مضمونها لا تتماشى مع مجتمعنا، ورغم ذلك لدينا في الدورة الحالية عروض مختلفة وجيدة جدا وبها ملمح تجريبي. التجريب يتحقق في عروض مهرجان القاهرة بنسبة 60% ما هي نسبة تحقق فكرة التجريب في عروض المهرجان؟ نستطيع القول بأن التجريب يتحقق في عروض المهرجان بنسبة 60%، لأننا أيضا مارسنا رقابة في اختيارنا للعروض، وشاهدنا 400 عرض بعضها جيد جدا فنيا ويتوفر فيه التجريب لكن كما قولت لا يمكن أن أقبل عرضه بالمهرجان، والتجريب ببساطة أن يكون هناك الشفرة النوعية، وكيف أدخل في جدل مع القواعد القديمة لأوجد قاعدة أخر، وتفكيك المفاهيم والافتراضات المجتمعية القديمة، وتفتيت خشبات المسارح ولا توجد بؤرة أساسية، فالتجريب لا توجد فيه هيمنة لعنصر على عنصر آخر، كل ذلك تجريب الذي يساعد في تطور المسرح. بحكم رئاستك للمهرجان حاليا وفي سنوات سابقة.. ما الانجاز الذي تتمنى تحقيقه في القاهرة التجريبي؟ أتمنى أن يتبع مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي مركز تدريب إقليمي ودولي يستمر على مدار العام، ويكون فيه شركاء من الوطن العربي وذلك يؤدي إلى انفتاح على العالم العربي تحديدا بكل ألوان الطيف المسرحي به، والدورة تكون مدتها سنة فقط يتم فيها اختذال ما ينبغي تعلمه في 5 سنوات، وهذا هام جدا حاليا لأن ممثل المسرح لم يعد ظاهرة صوتية فقط، فأصبح الابهار في أدواته البدنية والصوتية ووجود فضاءات صوتية مختلفة يستطيع أن يقوم بأداء مغني أو راقص أو عازف أو يستخدم جسده، فالكثير من العروض التجريبية أصبحت لا تعتمد على مايسمى بالنصية، وهذه الفكرة طرحتها من قبل وأخذنا عليها وعود بالتنفيذ في فترة وزيرة الثقافة الأسبق د.إيناس عبد الدايم ولكن توقفت بسبب التمويل، وأعدت طرحها على وزيرة الثقافة السابقة د.نيفين الكيلاني، وبالفعل العام الماضي كان من المفترض أن نبدأ في التنفيذ، وسأعيد طرح الموضوع على الوزير الحالي د.أحمد فؤاد هنو. اقرأ ايضا| فيفي عبده تنضم للجزء الثاني من مسلسل "العتاولة" كيف للمهرجان التجريبي والمهرجانات المسرحية الأخرى أن تثري الحركة المسرحية؟ هناك مهرجانات كبرى في العالم تقوم بإنتاج عروض مسرحية، وفي "التجريبي" قمنا بذلك هذا العام بالاشتراك مع وزارة الثقافة بإنتاج عرض الافتتاح بعنوان "صدى جدار الصمت"، فهو عرض يمس قضايا المصيرية في المنطقة، وإخراج كيوجراف وفنان كبير د.وليد عوني، وأملنا أن يكون هذا النوع من العروض قاطرة تأتي خلفها العديد من التجارب، وأن يكون ذلك تقليد يتبعه المهرجان كل عام، ونلعب دور في تطوير مناهج المسرح المصري. ماذا عن المحور الفكري والندوات والورش الإصدارات في الدورة 31؟ لدينا محور فكري هام جدا بعنوان "المسرح وصراع المركزيات" نضع فيه المركزيات الغربية أمام مركزيات المنطقة العربية، ونطرح ذلك للمناقشة في عدة جلسات، ولدينا 4 ندوات بعنوان "رد الجميل" لأسماء مسرحية هامة، هم د.عبد الرحمن عنوس من مصر، والطيب الصديقي من المغرب، والمخرجة رجاء بن عمار من تونس، وعبد الله السعدي من البحرين، وهناك 7 ورش فنية في عدد من عناصر العرض المسرحي مثل "مسرح الابتكار الجماعي، والحركة وتشابك الجسد، والسينوغرافيا واقعا وخيال، وورشة الانغماس الدرامي"، و11 إصدار منها 7 مترجمين من بينها "المسرح والحياة"، و"نظرية الأداء" و"فن التركيب المسرحي". حدثنا عن بوستر الدورة ال31 وعرض الافتتاح والتضامن مع فلسطين؟ بوستر الدورة 31 أراه أكثر من رائع وواضح جدا ومفهوم بألوان العلم الفلسطيني وغصن الزيتون، وهو من تصميم الفنان مصطفى عوض، ومعبر جدا عن القضية، ونحن نهتم في هذه الدورة بالقضية الفلسطينية، حيث عرض الافتتاح والذي يمثل مصر "صدى جدار الصمت" وأنتجه المهرجان بالتعاون مع وزارة الثقافة تعرض بشكل مباشر وصريح للقضية الفلسطينية، هو من إخراج الكيوجراف الكبير د.وليد عوني. مقترحات على الوزير بتغيير اللائحة وإلغاء التسابق ونسعى ليكون مهرجان "القاهرة الدولي للمسرح" هل يمكن أن يتخلي المهرجان عن فكرة التجريب ويصبح مهرجانا دوليا للمسرح؟ الحقيقة، أنني حينما كنت رئيس لجنة المسرح، تواصلت مع د.جابر عصفور إبان فترة توليه حقيبة وزارة الثقافة طرحت أنا وناصر عبد المنعم وعصام السيد، فكرة أن يتحول المهرجان إلى "القاهرة الدولي للمسرح" ولم يكن هدفنا إلغاء التجريب نهائي ولكنه سيكون مسابقة ضمن مسابقات المهرجان، ويمكن للجمهور أن يتعاطى مع أشكال مختلفة من المسرح، وأعدت طرح هذه الفكرة على د.أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة الحالي، كما تم اقتراح تغيير اللائحة وإلغاء التنافس بالمهرجان، فكثير من المهرجانات الدولية ليس بها تسابق ولكنه تثاقف، وهدفي الأساسي في ذلك هو اقتصادي حيث في حال إلغاء التنافس سنوفر قيمة الجوائز المالية، وكذلك مايتم دفعه لبعض أعضاء لجان التحكيم، ونستطيع أن نأتي بفرق وعروض مسرحية كبرى با يتم توفيره، لأن العروض الكبرى الدولية تطلب مقابل مادي لحضورها، وما نأتي به للمهرجان حاليا هو بعلاقاتنا وجهودنا الشخصية دون أن ندفع إليهم.