من المهم أن يدرك كل مَنْ يعيش على كوكب الأرض، أن الوضع بات خطيراً مع انتشار الحرائق فى العديد من الدول، مثل الجزائر وتركيا واليونان، نتيجة ارتفاع درجات الحرارة، والمؤشرات تكشف أن فى انتظارنا أهوالاً، ما لم تتحد دول العالم لمواجهة هذه الظاهرة ووقف مسبباتها. فقد أعلنت هيئة الأرصاد الجوية فى بداية أغسطس الحالي، أن صيف هذا العام هو الأسخن منذ خمس سنوات، حيث ارتفعت درجات الحرارة بين 3 و4 درجات مئوية، أعلى من المعدلات الطبيعية. والسبب هو التغيرات المناخية. كما أعلنت الوكالة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، أن يوليو الماضى كان الشهر الأشد حرارة فى تاريخ كوكب الأرض، وأبدت قلقها حيال تفاقم الظواهر الطبيعية المرتبطة بالتغير المناخى. أما اللجنة الحكومية الدولية المعنية بالتغير المناخي، التابعة للأمم المتحدة، فذكرت فى تقريرها السادس بخصوص التغيُّر المناخي، أن درجة حرارة الكوكب زادت حوالى 1.07 درجة مئوية خلال ال120 سنة الأخيرة، وتتجلى الخطورة هنا بالنظر إلى أن المستهدف وفق اتفاقية باريس للمناخ عام 2015، ألا تصل الزيادة لأكثر من درجتين. وبخلاف الحرائق التى تندلع فى غابات العديد من الدول، فإن ارتفاع درجات الحرارة يهدد بمزيد من ذوبان الجليد فى القطبين الشمالى والجنوبي، ما يستتبعه ارتفاع مستوى سطح البحر وتهديد المناطق الساحلية بالغرق. ومصر ليست بعيدة عن خطر تغيُّرات المناخ، بل إن الرئيس السيسى يولى هذا الأمر اهتماماً كبيراً، وفى أبريل الماضي، أكد أن «تغيُّر المناخ من أكبر التحديات الوجودية التى تكبد خسائر فادحة فى أفريقيا». أخيراً، وحتى لا يحترق العالم أو يغرق يتطلب الأمر تكاتف جميع الدول، والالتزام بالضوابط التى تحول دون ارتفاع درجة حرارة الأرض، مثل تقليل انبعاثات الكربون، والاعتماد على الصناعة الخضراء، وتطبيق منظومات متطورة لإدارة المخلفات.
