حالة من القلق يعيشها العالم بسبب ارتفاع درجة حرارة الأرض بشكل تدريجي، والتخوف من وصولها إلى درجتين مئويتين أو أكثر، وهو ما قد يتسبب في تدمير أجزاء كبيرة من الكوكب يحذر العديد من العلماء والمتخصصين في علوم البيئة والمناخ، من ظاهرة ارتفاع درجة حرارة الأرض، وذلك لما تمثله من خطورة على الكوكب وسكانه، خاصة أن هناك قائمة تضم نحو 170 دولة لها دور في ذلك، لأنها من الدول الأكثر تلويثا للبيئة، بسبب ما ينبعث منها من غازات دفيئة تسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، مؤكدين احتمالية وصولها إلى 2 درجة مئوية أو أكثر، بسبب الثورة الصناعية واستخدام مواد تساعد في انبعاث الغازات الدفيئة المتسببة في ارتفاع درجة حرارة الكوكب، كما أن هناك تحذيرات جديدة بحدوث فيضانات مدمرة فى إفريقيا، مما يؤثر على الزراعة، فهل تتأثر الدول العربية؟ الاحتباس الحرارى يعرف العلماء ظاهرة الاحتباس الحرارى على أنها ارتفاع فى درجة حرارة الطبقة السفلى من الغلاف الجوى تدريجيا، خلال الأعوام الماضية التى تتراوح ما بين مائة أو مائتى عام، وهو ما يشكل خطورة على العالم، بسبب انبعاث الغازات الدفيئة التى تسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدى إلى ذوبان الجليد الاحتباس الحرارى يعرف العلماء ظاهرة الاحتباس الحرارى على أنها ارتفاع فى درجة حرارة الطبقة السفلى من الغلاف الجوى تدريجيا، خلال الأعوام الماضية التى تتراوح ما بين مائة أو مائتى عام، وهو ما يشكل خطورة على العالم، بسبب انبعاث الغازات الدفيئة التى تسبب ارتفاع درجات الحرارة، مما يؤدى إلى ذوبان الجليد وارتفاع منسوب المياه فى البحار والمحيطات. أسباب الاحتباس الحرارى أجمع عدد من العلماء بعد العديد من الدراسات التى أجريت على تغير المناخ، أن ظاهرة الاحتباس الحرارى بدأت تظهر مع الثورة الصناعية، وأن درجة حرارة كوكب الأرض ارتفعت بين سنتي 1880 و2012 ما يُعادل 0.9 درجة مئوية، وذلك نتيجة الارتفاع في انبعاث الغازات الدفيئة مثل ثاني أكسيد الكربون، والميثان. وأكدت الهيئة العالميّة للتغيّر المناخي أنه في حال استمرار انبعاث الغازات الدفيئة بنفس المعدل الحالى، فإن حرارة الأرض سترتفع إلى ما يقرب من 4.8 درجة مئوية عند نهاية القرن الحادي والعشرين، وبذلك ستكون النتائج كارثية على جميع الكائنات الحية. وأعلنت الهيئة أن النشاط البشري كان مسؤولاً عن ظاهرة الاحتباس الحرارى خلال آخر خمسين سنة باحتماليّة مقدارها 95%، والسبب وراء ذلك هو عبث الإنسان بالبيئة. خطورة الظاهرة تشكل ظاهرة الاحتباس الحرارى خطورة كبيرة على كوكب الأرض وجميع الكائنات الحية، حيث تؤدى انبعاثات الغازات الدفيئة إلى ارتفاع درجة الحرارة، والتى قذ تؤدى إلى كوارث، منها ذوبان الجليد فى القطبين وبالتالى ارتفاع منسوب البحار العالمى، وينتج عن ذلك غرق عدد من المدن الساحلية العملاقة. وتؤكد الدراسات التى أجراها العلماء بالهيئة العالمية للتغير المناخى، أنه من المحتمل أيضا أن يحدث خلل فى فصول السنة، ما بين ارتفاع شديد فى درجات الحرارة أو هطول أمطار، مما يؤدى إلى فيضانات مدمرة ستنتج عنها كوارث تهدد الزراعة والثروة السمكية، وانقراض بعض الحيوانات بسبب الخلل فى الأنظمة البيئية. أعلى نسبة للكربون منذ أيام نشرت صحيفة "الجارديان البريطانية "بحثا جديدا عن ظاهرة الاحتباس الحرارى حذر من خلاله العلماء من حدوث زيادة فى فيضانات إفريقيا، وحدوث نوبات جفاف، مما سيؤدى إلى مشكلات فى الزراعة، قد ينتج عنها تلف فى المحاصيل، وأن مستويات ثانى أكسيد الكربون وصلت فى الشهر الماضى إلى 415 جزءًا فى المليون، وهو أعلى مستوى منذ ظهور الإنسان لأول مرة على الأرض. دول عربية مهددة بالغرق تهدد ظاهرة الاحتباس الحرارى العديد من الدول العربية والأوروبية بالغرق بسبب الكوارث الفيضانية المتوقعة، التى يحاول العالم التكاتف حتى لا تحدث. ومن الدول العربية المهددة بالغرق والتأثر بظاهرة الاحتباس الحرارى، ما كشف عنها تقرير دولى عن حوكمة المياه فى المنطقة العربية، بأن من الدول العربية المهددة بظاهرة الاحتباس الحرارى "جيبوتى ومصر والعراق والمغرب والصومال ودول الخليج مثل البحرين والكويت والسعودية والإمارات". ومن أكثر هذه الدول تعرضا للفيضانات حسب التقرير هى جيبوتى، وذلك نتيجة العواصف الاستوائية التى تهب عليها بانتظام من المحيط، وتليها مصر وخاصة منطقة الدلتا. خبراء البيئة الدكتور ماهر عزيز، استشارى الطاقة والبيئة وتغير المناخ، قال ل"التحرير" إن درجة اليقين فى التوقعات الكارثية الناتجة عن الاحتباس الحرارى لا تصل إلى نسبة 100%، لأن التنبؤات مرتبطة بتجاوز درجة حرارة الأرض درجتين مئويتين، وهذا لم يحدث حتى الآن، وهناك جهود كبيرة يبذلها العالم من خلال التعاون بين الدول، وذلك لمنع تجاوز الدرجتين المئويتين. وأضاف عزيز أن كل الجهود تتجه نحو تلجيم ظاهرة الاحتباس الحرارى، ولكن فى حالة الإخفاق فى ذلك، وتجاوز درجة حرارة الأرض الدرجتين المئويتين ستحدث كوارث، لأن الظاهرة سوف تتسبب فى ارتفاع متوسط درجة حرارة البحار والمحيطات وارتفاع متوسط سطح البحر من نصف متر إلى خمسة أمتار، مما سيغير خريطة المحاصيل الزراعية وغرق العديد من المدن، وأول ما ستتأثر به مصر هو غرق نصف الدلتا. وأشار عزيز إلى أن الأممالمتحدة تبذل جهودا ضخمة للسيطرة على الظاهرة، من خلال وضع نظم جديدة للطاقة والزراعة والنقل وغيرها. ومن جانبه قال الدكتور على عبد العزيز، الخبير البيئى، إن الظاهرة تحتاج إلى تكاتف كبير من جميع الدول وتكثيف للجهود، واستخدام الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وزراعة النباتات بكثافة للتقليل من نسبة ثانى أكسيد الكربون، وضرورة التقليل من استهلاك النفط.