يجتاح شمال أفريقيا، وتحديدا مصر، وبعض الدول الأوروبية، ارتفاع ملحوظ في درجات الحرارة، حيث تشهد فرنسا وإسبانيا ارتفاعا حادا في درجات الحرارة هذه الأيام ما أدى إلى سقوط وفيات جراء هذه التغييرات المناخية. وسجلت إسبانيا أربع وفيات فيما سجلت فرنسا ثلاث حلات في جنوبها وشرقها نتيجة الموجة الحارة. وتعاني فرنسا في سادس أيام موجة الحر التي شهدها شهر يونيو من ارتفاع قياسي في درجات الحرارة في هذا الوقت من العام. وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية السبت أن موجة الحر التي ضربت أوروبا عامة وفرنسا خاصة أدت إلى اندلاع حرائق وتسجيل ضحايا في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا. ووضع 34 إقليما من أصل 50 في إسبانيا في خانة الحذر من الحرائق، خاصة في كاتالونيا حيث اجتاح حريق 6500 هكتار قبل أن ينجح رجل الإطفاء في لجمه. فيما قال الدكتور أحمد عبدالعال رئيس هيئة الأرصاد الجوية، إن مناخ مصر وقارة أوروبا متأثر بمنخفض الهند الموسمي، وهو نفس ما حدث في عام 2003، ما أدى إلى سقوط أعداد كبيرة من الوفيات بأوروبا، منها 12.5 ألف حالة في فرنسا. وأضاف في تصريحات صحفية سابقة أن هذا المنخفض يتسم بدرجات حراراة عالية للغاية، حيث يتحرك من الهند ويمر بالجزيرة العربية ثم البحر الأبيض، إلى أن يصل لشمال أوروبا، لذلك تكون نسبة الرطوبة عالية. وتابع أن الموجة الحارة في مصر ستستمر خلال أشهر فصل الصيف، حتى نهاية شهر سبتمبر، حيث يمر هذا المنخفض، ومن سماته ارتفاع نسب الرطوبة أكثر من درجات الحرارة. وعن درجات الحرارة، قال "عبدالعال"، إنها 40 درجة في أقصى جنوب البلاد، مشيرًا إلى أنها 40 درجة في القاهرة كحد أقصى: "السنة الماضية في القاهرة كانت 39، لكن نسبة الرطوبة منزلتش عن 80%، وعشان كده كنا حاسين بارتفاع أكبر من السنة دي في درجات الحرارة". وأشار، إلى الجمعة شهد انخفاضا بمقدار 3 درجات عن الأمس، حيث ستسمر في الانخفاض غدًا لتصل إلى 36، وبعد غدًا الأحد لتصل إلى 35 درجة، لتبدأ في الارتفاع التدريجي مرة. في السياق ذاته أفاد تقرير جديد للأمم المتحدة نشر يوم الثلاثاء الماضي، بأن أكثر من 120 مليون شخص قد ينزلقون إلى الفقر خلال العقد المقبل، تحديدا في عام 2030 بسبب ما يشهده العالم من تغيرات كبيرة للمناخ، بحسب شبكة (CNN) الأمريكية. وحذرت الأممالمتحدة من استمرار الظواهر الجوية القاسية، مثل الجفاف والفيضانات والأعاصير؛ لأنها ستجبر الفقراء المدقعين في شتى أنحاء العالم إلى الاختيار ما بين الجوع أو الهجرة. وذكر التقرير أن العالم يواجه تفرقة عنصرية في مواجهة تغيرات المناخ، حيث سيهرب الأثرياء ممن خارج المناطق التي تشهد تغيرات مناخية، بينما يتحمل الفقراء عواقب التغيرات ومواجهتها وحدهم. وبحسب موقع "جارديان" البريطاني، يقول فيليب ألستون، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بالفقر المدقع وحقوق الإنسان، في تقريره للأمم المتحدة، إن آثار الحرارة العالية التي يشهدها العالم، من المرجح أن تقوض ليس فقط الحقوق الأساسية في الحياة والماء والغذاء والسكن لمئات الملايين من الناس، ولكن أيضا يمكنها تقويض الديمقراطية وسيادة القانون. وأضاف آلستون أن العالم سيتعرض لخطر "الفصل العنصري للمناخ"، حيث سيهرب الأثرياء من الحرارة والجوع الناجمين عن الأزمة المناخية المتصاعدة بينما يعاني بقية العالم من ذلك، وهذا ما خلص إليه تقريره. في النهاية حذر تقرير الأممالمتحدة الصادر، من ضرورة أن تنتبه الدول إلى أن حقوق الإنسان الأساسية في الحياة والغذاء والسكن والمياه ستتأثر بشكل كبير بتغيرات المناخ، خاصة إذا فشلوا في اتخاذ إجراءات تحد من التلوث البيئي. وفي سياق متصل قال الدكتور علي قطب، رئيس الادارة المركزية للأرصاد الجوية سابقا، وأستاذ علم المناخ بكلية آداب جامعة الزقازيق، كل دول أوروبا ومعظم دول أفريقيا تقع في نصف الكرة الشمالي، ومن نحن فيه من صيف وبطبيعة الحال أن فصل الصيف يزداد سخونة وارتفاع في درجات الحرارة نظرا لطول فترة النهار واكتساب أكبر قدر من أشعة الشمس التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة في المقام الأول. وأضاف ل "البوابة نيوز" أنه يصاحب دائما في مثل هذه التوقيت ما يسمى بالموجات الحرارية الساخنة، نتيجة توزيعات الضغط الجوي الواقعة على شمال أفريقيا، وتحديدا الصحراء الأفريقية الكبرى، حيث تتكون هذه المنخفضات وتساعد على تخلل الهواء السطحي وامتدادها إلى جنوب ووسط القارة الأوروبية بالإضافة إلى ما يسمى بمنخفض الهند الموسمي الذي يسيطر طوال فصل الصيف على آسيا ويمتد إلى منطقة الشرق الأوسط وجنوب أوروبا وشمال أفريقيا ويساعد أيضا على المزيد في ارتفاع درجات الحرارة لترتفع عن معدلاتها الطبيعية في بعض المناطق، وما يزيد الإحساس بارتفاع الجو ودرجات الحرارة، وما يزيد الإحساس بسخونة الجو وارتفاع درجات الحرارة ارتفاع نسب الرطوبة في الجو نسيبة، نتيجة لوجود مسطحات مائية ومزروعات حول المناطق الموجودة في أوروبا وشمال أفريقيا، وهذا ما يحدث الآن. على سبيل المثال متوسط درجة الحرارة في جنوب أوروبا وإسبانيا خلال هذا الفترة هي حوالي 33 درجة مئوية لكنها تتاثر بمنخفضات جوية حارة من شمال أفريقيا، تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة خلال هذا الأسبوع. وأشار إلى أن ارتفاع نسبة الرطوبة هي ما يسبب الشعور بارتفاع درجات الحرارة باختلاف هذه النسب من منطقة إلى أخرى بما يعادل من 3 إلى 5 درجات مئوية، فالقاهرة متوسط درجة الحرارة خلال شهر يونيو ويوليو هي 36 درجة مئوية ولكن إحساسنا بها قد يصل إلى 38/39 درجة مئوية بسبب الرطوبة النسبية، وتختلف درجة الحرارة بين 3 إلى 2 درجات بين يوم وآخر. وأكد أن التغييرات المناخية ودورها وتأثيرها على كوكب الأرض، ومن أهم أضرارها عنف الظواهر الجوية ازداد الحرارة صيفا والبرودة شتاء. 1- ارتفاعات طفيفة تدريجية في درجات الحرارة، تنوع المحاصيل الزراعية وتطلب درجة حرارة معينة لو زادت تموت الزرع، والأمطار ولو زادت قد تؤدي إلى هلك الزرع. 2- ذوبان جزء من المناطق الثلجية الجليدية والتي بدورها تؤدي إلى منسوب ارتفاع المياه في بعض البحار ولذلك يجب أن نتواءم مع التغيرات المناخية بنسب. وقال: إنه يجب أن نتعامل مع التغيرات المناخية، عن طريق مؤاتمرات دولية لتقليل من نسب الغازات الدافية المسببة لنسب الاحتباس الحراري المسببة للتغيرات المناخية. ونصح خبير الأرصاد الجوية بارتداء ملابس مناسبة من أجل تقليل من امتصاص درجات الحرارة ارتداء كاب على الرأس للحماية من إشاعة الشمس الضارة وشرب الكثير من السوائل لتعويض ما يفقده الجسم من مياه بسبب العرق. وأكد الدكتور وحيد سعودي، المتحدث باسم الأرصاد الجوية، أن الجو طبيعي جدا خاصة أننا في بداية شهري يوليو وأغسطس، وهي اشهر الذورة في الصيف وأسخن شهور السنة علي منطقة الشرق الأوسط بالكامل، ويصاحب ذلك ارتفاع نسبة الرطوبة وهي السبب الحقيقي في الإحساس بالحرارة بشكل أعلى من معدلها الطبيعي. وأضاف ل "البوابة نيوز" أن ذلك نتيجة تاثر منطقة الشرق الأوسط بما يسمى بامتداد منخفض الهند الموسمي وهو يجذب رياح من شبه الجزيرة العربية، وهي شديدة الحرارة في هذه الوقت من العام، التي تؤثر على معظم دول شمال أفريقيا بما فيهم مصر، وبمرور هذه الرياح على البحر الأبيض والمتوسط بيؤدي بتشبعها بنسبة عالية من بخار المياه بيؤدي بدوره إلى ارتفاع نسبة الرطوبة. وعن أوروبا قال: إن هناك عدة عوامل منها منخفض الهند الموسمي، وتزامن معه وجود مرتفع جوي في طبقات الجو العالية، على ارتفاع 5.5 كيلو متر من سطح الأرض، وهو ما أدى إلى ارتفاع في درجات الحرارة، بالإضافة إلى وجود منخفضات حرارية في شمال أفريقية تحديدا عند المغرب مما أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة في فرنسا والمغرب، بالإضافة إلى مرتفع جوي يسمى الهيدفيل وهو يعمل على سقوط الهواء من طبقات الجو العلية إلى طبقات الجوي السفلي وكل كيلو يهبط يزيد درجات الحرارة عشر درجات مئوية.