"الكلاب الجيرمن والدوبر مان".. الأشرس في أعمال العنف والبلطجة طبيب بيطري: العقر في الفخذ والوريد والقصبة الهوائية يؤدي للموت ظاهرة جديدة وجدت طريقها للشارع المصري، واتخذت من المناطق الشعبية والعشوائية منطلقًا لها؛ ففي هذه المناطق أصبح استخدام الكلاب أسلوبًا مستحدثًا وبديلًا للسلاح لإتمام عمليات البلطجة والإجرام وترويع المواطنين. وبدأ المجرمون في مناطق كشبرا الخيمة وعبود والحادثة والخانكة، وغيرها استخدام الكلاب الشرسة بعد القيام بتدريبها للاعتداء على المواطنين وترويعهم وفي كثير من الأحيان سرقتهم. "بوابة أخبار اليوم" ترصد هذه الظاهرة وتأثيرها السلبي على المجتمع والمواطنين. من جانبه قال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمني إن هناك حزمًا في التعامل مع الخارجين عن القانون مؤكداً على وجود حالات بعينها تعرضت للبلطجة والسرقة بالإكراه باستخدام الكلاب . وأوضح نور الدين، في تصريحات خاصة ل"بوابة أخبار اليوم" أن عدد البلاغات المقدمة من المواطنين داخل أقسام الشرطة حول سرقة المواطنين باستخدام الكلاب يكاد يكون محدودًا وضئيلًا . في السياق نفسه أكد النقيب أحمد مدحت، الضابط بمديرية أمن القاهرة أنه لا يوجد تراخيص للكلاب ومربي الكلب هو من يتولى مسئوليته مشيراً إلى أن السرقة باستخدام الكلاب أصبحت ظاهرة جديدة بدأ يشهدها المجتمع في الوقت الحاضر. وأشار مدحت في تصريحاته ل"بوابة أخبار اليوم" أن الكلب مسئولية صاحبه، فإذا بادر منه أي جرم تجاه الأشخاص أو عقر المواطنين أو تم استخدامه في أعمال العنف والبلطجة لترويع المواطنين فإن صاحبه يقع تحت طائلة القانون ويتم تحرير محضر ضده وتتراوح العقوبة ما بين سنة إلى ثلاث سنوات وغرامة من 100 إلى 200 جنيه وتعتبر قضية جنح وليست جنايات . وأضاف أن قوات الأمن تسعى جاهدة للقضاء على مثل تلك الظواهر السلبية التي تطرأ على المجتمع وبخاصة في العشوائيات. من جانبه أكد ياسر الصيرفي، طبيب بيطري، أن عقر الكلب للمواطن قد يؤدي للموت لو لم يتوجه إلى أقرب مستشفى بالمنطقة المحيطة به مشيراً إلى أن أسنان الكلب قد تتسبب انتقال مرض "الريبز" أو ما يعرف بسعار الكلب وهو مرض فيروسي يسبب التهابا حادا بالمخ إن لم ينتقل المصاب إلى المستشفى في الميعاد المحدد قبل انتشار الفيروس . وأشار الصيرفي، إلى أن هناك مواضع في جسم الانسان قد تؤدي إلى الموت في حالة عقر الكلب للمواطن ومنها العض في الخصية أو الفخذ ووريد العنق الأيمن والأيسر والقصبة الهوائية . وأكد أن عقر الكلب للمواطن يسبب شللاً في البلعوم وحمى تؤدي إلى الموت الفوري . وقال د. أحمد زايد أستاذ علم الاجتماع وعميد كلية آداب القاهرة السابق، إن البلطجية دائما ما يسعوا للتجديد وابتكار الأساليب الجديدة في ممارسة أعمالهم الإجرامية لكي لا يقعوا تحت طائلة القانون. وأضاف زايد، أن الخارج على القانون لا يعنيه استخدام السلاح أو الكلاب في أعماله الإجرامية، بل إن كل ما يهدف إليه هو ترويع المواطنين والسطو على أموالهم مشيراً إلى أن التثقيف ونشر الوعي يعتبران أدوات داعمة في حل هذه المشكلة . من جانبه طالب د. محمد خليل، أستاذ التشريعات بكلية الإعلام جامعة القاهرة، المسئولين بالدولة أن يضعوا تشريعات وقوانين تجرم البلطجة باستخدام الكلاب مشيراً إلى ضرورة منع تربية الكلاب إلا بترخيص من الدولة لأنها تحولت لظاهرة تشهدها المناطق العشوائية، خاصة بعد واقعة الكلب ماكس التي شهدتها منطقة شبرا الخيمة بالقليوبية، وحدثت على خلفية مشاجرة بين صاحب الكلب وشخص آخر، فقام الكلب بعقره، فطالب شهود عيان على الواقعة بقتل الكلب وبالفعل تم قتله باستخدام الأسلحة البيضاء في حادثة استفزت مشاعر الكثيرين. وأكد أحمد عطاالله، طالب بكلية الإعلام جامعة القاهرة، أنه تعرض من قبل لهذا الموقف واصفًا إياها بالظاهرة التي تفشت في المجتمع، وأن استخدام الكلاب كبديل للسلاح في السطو والبلطجة على المواطنين خاصة أن الدولة لم تضع عقوبات على اصطحاب الكلاب . بينما قالت أم محمد، من سكان شبرا الخيمة، "بناتنا بتخاف تمشى في الشوارع لوحدها بسبب قلة الأدب اللي بنشوفها من تحرش وبلطجة ولازم وزارة الداخلية تتدخل لحل الأزمة دي وتقبض على الخارجين عن القانون وتقدمهم للمحاكمة ليكونوا عبرة لأي حد". وأضاف محمد عادل، من سكان عبود أن الكلاب المصرية لا خوف منها ولكن الخوف يكمن في استيراد الكلاب من الخارج حيث تعتبر الكلاب الجيرمن والدوبر مان، وغيرها هي الأشرس والأكثر خطورة على المواطنين .