أين إذن تنقية وتطوير المناهج الذي صدّعوا رأسك ورؤوسنا به، لماذا تركوا المعاهد الأزهرية بالذات في الصعيد والأرياف لقمة سائغة في فم المدرسين الذين ينتمون للإخوان والسلفيين واحد اتنين تلاتة.. إبتدي.. نتعهد للرئيس نحن الأئمة والدعاة وعلماء الأزهر والأوقاف بأن نواصل العمل علي تصحيح الخطاب الديني بالشكل الذي يراه مناسبا كما نناشد جميع الدعاة في العالم بإظهار الصورة الحقيقية للإسلام وتصحيح الأفكار الخاطئة ونطمئن الرئيس بأن هناك جنودا يعملون من خلفه في الأزهر والأوقاف لتجديد الخطاب الديني وتصحيح المفاهيم المغلوطة وإظهار الإسلام بصورته الحقيقية السمحة.. برافوووووو.. كنّا بالفعل محتاجين يوم الثلاثاء الماضي وبمناسبة الاحتفال بذكري المولد النبوي الشريف أن نسمع ونري هذا التعهد للمرّة المائة والذي قدمه علماء الدين للرئيس، هؤلاء الذين انحصر تجديدهم المزعوم للخطاب الديني في ترديد هذا الكلام في كل مناسبة وذلك منذ أن طالبهم الرئيس السيسي قبل عام مضي بثورة دينية يتغير بها الخطاب الديني وتصحح من خلالها التفاسير المغلوطة للقرآن الكريم والتي تزخر بها كتب التراث ويتخذها الإرهابيون مرجعية دينية وشرعية لما يرتكبونه من ذبح وحرق وتدمير، ولعلنا مازلنا نذكر كم كان الرئيس متأثرا عندما قال لهم في نفس الذكري في العام الماضي بأنه سيحاججهم بسكوتهم وتقاعسهم عن نصرة دين الله أمام الله يوم القيامة، وبعد ما ظهر موقفهم المتخاذل إذا بالرئيس هذا العام لا ييأس بل يكرر مطالبتهم بتغيير الخطاب الديني بعزم لا يلين، وليسمح لي سيادة الرئيس بأن أخاطبه متسائلة ألا يزال يحدوك الأمل في مثل هؤلاء الذين لا يفعلون شيئا سوي التشدق بأنهم في ظهرك بينما هم أكثر الناس تقديسا للكتب البالية وما تحتويها من روايات كاذبة وتفاسير مغلوطة.. يا سيادة الرئيس إن بعض مناهج الأزهر ما زالت حتي الآن تحمل الفكر الإرهابي والدليل علي ذلك العبارة التي تحتويها إحدي المواد الدراسية المقررة علي طلبة الأزهر هذا العام وتصف سيد قطب بأنه شهيد، أين إذن تنقية وتطوير المناهج الذي صدّعوا رأسك ورؤوسنا به، لماذا تركوا المعاهد الأزهرية بالذات في الصعيد والأرياف لقمة سائغة في فم المدرسين الذين ينتمون للإخوان والسلفيين ليسيطروا عليها ولتتحول علي مدي عشرات السنين إلي مفارخ تفرخ الإرهابيين والمتطرفين وصغار الدواعش، يا سيادة الرئيس لعلك تعلم مثلما الجميع يعلم أن الفكر الإخواني والسلفي قد بات متغلغلا في رؤوس معظم طلاب الأزهر وتجاوز التقديس لكتب التراث وما تحتويه من أكاذيب مفتراة علي الدين التقديس للقرآن ذاته، وكيف لا يحدث ذلك وقد قامت للأسف مؤسساتنا الدينية بالتحويط علي كل ما تشتمله تلك الكتب من غث وثمين وصحيح وضعيف بقداسة غريبة حتي تحولت هذه الأباطيل إلي نصوص مقدسة تنوء بها أكتاف المسلمين ليس في مصر وحدها ولكن في جميع أنحاء العالم.. يا سيادة الرئيس الذين تخاطبهم ومازلت تتوسم فيهم الآمال العريضة أناس عاجزون فشلوا في تحقيق أي تقدم يذكر علي طريق التجديد والإبداع ويرجعون بالمسلمين للوراء ويفرضون عليهم أن يأخذوا من كتب التراث دون تنقيتها ويرفضون في الوقت نفسه أي فكر تنويري آخر يحاول مجرد المحاولة فرز الغث عن الثمين ويتهمون أصحابه بالزندقة وازدراء الأديان، تماما بنفس منطق فرعون « ما أريكم إلا ما أري وما أهديكم إلا سبيل الرشاد «.. يعني باختصار يا سيادة الرئيس لا بيرحموا ولا بيسيبوا رحمة ربنا تنزل، يبقي ازاي بقي لسه بتطالبهم بتصويب الخطاب الديني ؟.. ما قل ودل فيه ناس طريقتها في النصيحة تخليك تعمل الغلط وضميرك مرتااااااااااح..