مساجد شمال سيناء تتحدث عن منزلة التاجر الصدوق    19 أبريل 2024.. نشرة أسعار الأسماك بسوق العبور للجملة    تعديلات على قانون المالية من نواب الحزب الديمقراطي    19 أبريل 2024.. تعرف على أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة    ب500 ألف جنيه كاش.. مدينة طور سيناء تطرح وحدات سكنية تمليك    إنطلاق موسم حصاد القمح في الشرقية وسط فرحة المزارعين    تطورات التصعيد العسكري في غزة واتساع الصراع يتصدر نشاط الرئيس السيسي الأسبوعي    صحيفة إسرائيلية: الهجوم على إيران نفذ بصواريخ أطلقت من طائرة    إصابة جنديين إسرائيليين بجروح جراء اشتباكات مع فلسطينيين في طولكرم بالضفة الغربية    مراسلة «القاهرة الإخبارية» بالقدس: الضربة الإسرائيلية لإيران حملت رسائل سياسية    ألونسو: مواجهة ريال مدريد وبايرن ميونخ ستكون مثيرة    رقم سلبي يطارد كلوب بعد خروج ليفربول من الدوري الأوروبي    إصابة 20 عاملا في حادث انقلاب سيارة بطريق الصعيد بالمنيا    "التعليم": "مشروع رأس المال" بمدارس التعليم الفني يستهدف إكساب الطلاب الجدارات المطلوبة بسوق العمل    أزمة نفسية.. تفاصيل إنهاء فتاة حياتها بحبة الغلة في أوسيم    إيرادات قوية ل فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة (مفاجأة)    مخرج «العتاولة» عن مصطفي أبوسريع :«كوميديان مهم والناس بتغني المال الحلال من أول رمضان»    طلب إحاطة لوزير الصحة بشأن استمرار نقص أدوية الأمراض المزمنة ولبن الأطفال    الدولة ستفي بوعدها.. متحدث الحكومة يكشف موعد الانتهاء من تخفيف أحمال الكهرباء    وزير المالية يعرض بيان الموازنة العامة الجديدة لعام 2024 /2025 أمام «النواب» الإثنين المقبل    «التوعوية بأهمية تقنيات الذكاء الاصطناعي لذوي الهمم».. أبرز توصيات مؤتمر "تربية قناة السويس"    جدول مباريات اليوم.. ظهور مرموش.. افتتاح دوري "BAL" السلة.. ولقاء في الدوري المصري    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 19 أبريل 2024.. «الدلو» يشعر بصحة جيدة وخسائر مادية تنتظر «السرطان»    «النواب» يبدأ أولى جلساته العامة بالعاصمة الإدارية الأحد بمناقشة «التأمين الموحد»    مطارات دبى تطالب المسافرين بعدم الحضور إلا حال تأكيد رحلاتهم    بسبب ال«VAR»| الأهلي يخاطب «كاف» قبل مواجهة مازيمبي    «العشرية الإصلاحية» وثوابت الدولة المصرية    الدولار على موعد مع التراجع    أمريكا تعرب مجددا عن قلقها إزاء هجوم إسرائيلي محتمل على رفح    أخبار الأهلي : موقف مفاجئ من كولر مع موديست قبل مباراة الأهلي ومازيمبي    أحمد شوبير يوجه رسالة غامضة عبر فيسبوك.. ما هي    مانشيني يكرم فقيد الكرة الإيطالية    أحمد كريمة: مفيش حاجة اسمها دار إسلام وكفر.. البشرية جمعاء تأمن بأمن الله    مخرج «العتاولة»: الجزء الثاني من المسلسل سيكون أقوى بكتير    شريحة منع الحمل: الوسيلة الفعالة للتنظيم الأسري وصحة المرأة    سوزان نجم الدين تتصدر تريند إكس بعد ظهورها مع «مساء dmc»    فاروق جويدة يحذر من «فوضى الفتاوى» وينتقد توزيع الجنة والنار: ليست اختصاص البشر    مسؤول أمريكي: إسرائيل شنت ضربات جوية داخل إيران | فيديو    منهم شم النسيم وعيد العمال.. 13 يوم إجازة مدفوعة الأجر في مايو 2024 للموظفين (تفاصيل)    محمود عاشور يفتح النار على رئيس لجنة الحكام.. ويكشف كواليس إيقافه    #شاطئ_غزة يتصدر على (اكس) .. ومغردون: فرحة فلسطينية بدير البلح وحسرة صهيونية في "زيكيم"    انهيار منزل من طابقين بالطوب اللبن بقنا    تعديل ترتيب الأب.. محامية بالنقض تكشف مقترحات تعديلات قانون الرؤية الجديد    والد شاب يعاني من ضمور عضلات يناشد وزير الصحة علاج نجله (فيديو)    الإفتاء تحسم الجدل بشأن الاحتفال ب شم النسيم    الجامعة العربية توصي مجلس الأمن بالاعتراف بمجلس الأمن وضمها لعضوية المنظمة الدولية    أحمد الطاهري يروي كواليس لقاءه مع عبد الله كمال في مؤسسة روز اليوسف    سكرتير المنيا يشارك في مراسم تجليس الأنبا توماس أسقفا لدير البهنسا ببني مزار    بسبب معاكسة شقيقته.. المشدد 10 سنوات لمتهم شرع في قتل آخر بالمرج    دعاء السفر كتابة: اللّهُمّ إِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السّفَرِ    دعاء للمريض في ساعة استجابة يوم الجمعة.. من أفضل الأوقات    جريمة ثاني أيام العيد.. حكاية مقتل بائع كبدة بسبب 10 جنيهات في السلام    إصابة 4 أشخاص فى انقلاب سيارة على الطريق الإقليمى بالمنوفية    وزير الخارجية الأسبق يكشف عن نقاط مهمة لحل القضية الفلسطينية    دعاء الضيق: بوابة الصبر والأمل في أوقات الاختناق    شعبة الخضر والفاكهة: إتاحة المنتجات بالأسواق ساهمت في تخفيض الأسعار    أخبار 24 ساعة.. مساعد وزير التموين: الفترة القادمة ستشهد استقرارا فى الأسعار    فحص 1332 مواطنا في قافلة طبية بقرية أبو سعادة الكبرى بدمياط    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من محمد عبده إلى داعش مرورًا بالشيخ عليش: الخطاب الدينى الحائر بين التجديد والتبديد!
نشر في أكتوبر يوم 11 - 01 - 2015


أشرف على الملف:
عاطف عبد الغنى
وشارك فيه:
محيى عبد الغنى - وليد فائق
محمد أبو السول - محمد عارف
علماء وأساتذة التاريخ والحضارة:
مطلوب هدم عقائد الإرهابيين من خلال فقه إسلامى جديد
" تجديد الخطاب الدينى يعبر عن أهمية تحرير الفكر من القوالب الفكرية التى تعوق حركة الإنسان الطبيعية دون الالتزام بقيود فكرية تؤصل لثبات المجتمع الطبقى الذى يحقق مصالح بعينها لفئات محددة فى المجتمع تسترا بالدين، هذا بعض ما أبداه خبراء التاريخ الإسلامى، وأضافوا أن المجددين فى الفكر الإسلامى فسروا الدين بما يتماشى مع العلم والحياة ومصالح الناس المشروعة، فيما اعتمد المتطرفون على تفاسير فقهية منسوبة للأقدمين لسفك الدماء وتخريب الأقطار الإسلامية.. لهذا نحن فى حاجة لهدم عقائد الإرهابيين بفقه إسلامى متجدد.
"
كما يرى د. عاصم الدسوقى شيخ المؤرخين وعميد كلية الآداب الأسبق بجامعة حلوان أن المطلوب ليس تجدد الخطاب الدينى فقط، لأن كلمة التجديد شىء قديم أضيف إليه بُعد جديد وهو ما نقوله باللغة الإنجليزية (NEO) وليس (NEW).. وكلمة التجديد تعبر عن أهمية تحرير التفكير من القوالب الفكرية القائمة التى تعوق حركة الإنسان الطبيعية دون الالتزام بقيود موروثة نزلت فى تفكير الناس منزلة التقديس والتسليم.. ويعد الفكر الدينى أكبر مجال تعرض لمقولة (التجديد) منذ زمن بعيد باسم الاجتهاد أحيانا وباسم الإصلاح أحيانًا.. ومن المعروف أن الشيخ حسن العطار وتلميذه رفاعة الطهطاوى ثم جمال الدين الأفغانى والإمام محمد عبده هم من المجددين، ولهذا لاقوا مواجهات من الأصوليين.. وقد أصدر محمد إقبال المتوفى عام 1938.. فى الهند كتابه (تجديد التفكير فى الإسلام)، حيث انتهى إلى القول أن الجمود على القديم ضار فى الدين كما هو ضار فى أية ناحية أخرى من نواحى النشاط الدينى، أما التنوير الذى نطالب به يتجاوز الإصلاح والمواجهة إلى الثورة على الظلم الاجتماعى بكل أنواعه، وذلك بإعمال العقل فى تفسير نصوص الدين وآياته وتعاليمه، لأن الدين يدعو إلى المساواة والحرية والعدالة.. وهذا لا يمكن تحقيقه مادام النظام السياسى القائم فى كل زمان ومكان يحافظ على المجتمع الطبقى.. وبالتالى ينصرف علماء الدين إلى دعوة الفقراء للرضا بما كتبه الله لهم، فإذا ما أقيمت دولة القانون فإنه يتساوى فيها كل المواطنين فى الحقوق والواجبات بصرف النظر عن اختلاف أصولهم العرقية وتعدد مذاهبهم الدينية.. فإذا ما أسهم الخطاب الدينى فى إشاعة مناخ دولة القانون فإنه يضع الأمور فى نصابها.. ولهذا يجب أن يترك علماء الدين ترديد كلمة ولى الأمر استنادًا لقول الحق جل شأنه چ? ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ..وقوله سبحانه وتعالى چہ ہ ه ه هچ. وقوله چچ چ چ چ ?? ? ? ?چ.. وقوله چ? ? ? ? ? ? ? ? ?چ صدق الله العظيم.
وهذا معناه أنك تريد الإبقاء على الوضع الطبقى فى المجتمع، وأن الفقير له الله، مع أن الدين فى جوهره ثورة ضد الواقع الاجتماعى والأخلاقى الذى كان سائدًا عند نزول القرآن الكريم.
نصيحة
وينصح د. عاصم الدسوقى الجميع بالعمل على تيسير حياة الناس بدلاً من تعقيدها والاستفادة بمقولات المجددين فى الفكر الإسلامى وهم الذين فسروا الدين بما يتماشى مع العلم والحياة، وعدم التمسك بحرفية النصوص، ولكن توظيفها لخدمة العلم والحياة.
ويتساءل د. على الغريب الشناوى رئيس قسم اللغة العربية بكلية الآداب جامعة المنصورة هل تجديد الخطاب الدينى هدفه إرضاء للمنادين بالعولمة وأرباب الاستعمار الجديد أم أن هناك حاجة ملحة للتجديد نتيجة تغير الأزمان وتطور الحياة فى المجتمعات الإسلامية والمجتمعات التى يعيش فيها المسلمون؟!
والثابت على الساحة أن طرح تجديد الخطاب الدينى له بعد سياسى يهدف إلى كبح جماح الرؤى المتطرفة فى فهم الدين بغية الاستعلاء على الآخر ينتج عنه صورة منفرة للإسلام يحصره فى سفك الدماء وكبت الحريات، والتعامل مع كل ما هو غير مسلم على أنه عدو للمسلم.. وهذا فى اعتقاد د. الغريب يرجع إلى سيطرة الأنظمة السياسية السابقة على المؤسسات الدينية فى عالمنا العربى وتسييسها مما أضر بعملية تطوير الخطاب الدينى وجعل المسلمين فى وضع (استخزاء).
وأصبح الخطاب الدينى يديره شلة من المعممين والدليل على ذلك أننا وجدنا المناصب الرفيعة يشغلها من لا يملك المؤهلات العلمية.. ومن المهم أن يكون منصب شيخ الأزهر بالانتخاب من قبل هيئة كبار العلماء، وأن يكون مؤهلا علميًا وحاصلا على دراسات عليا فى الشريعة الإسلامية والتى تشمل الفقه والفقه المقارن وأصول الفقه والأمر يتطلب إعادة تشكيل هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف التى تسلل إليها ودخلها عناصر من الإخوان والسلفيين.. والتشكيل الجديد للهيئة يجب أن يكون فى طليعته أساتذة كلية الشريعة بجامعة الأزهر ويعاونهم المتميزون من علماء الدعوة فى كليتى أصول الدين والدعوة.
ومناط تجديد الخطاب الدينى يتضمن سلامة النوايا وصفاء النفوس والبعد عن طلب الغنيمة من جراء المشاركة فى مثل هذا العمل الجليل.. ونحن نعنى ألا يوكل هذا الأمر إلى المنافقين والمرتزقة وأصحاب الطبول.. وللأسف فإن الذين يناط بهم هذا الأمر لم يتم اكتشافهم ومعرفتهم حتى الآن.. وعلى من يتولاه عدم الوقوع فى خطأ أن كل مشهور يصلح للاضطلاع بمسألة تجديد الخطاب الدينى ليكون من بين فريق التجديد.
الدخلاء والجهلاء
ويواصل د. على الغريب الشناوى حديثه أنه يجب تنقية ساحة الدعوة من الدخلاء والجهلاء ومثال ذلك برنامج المدعو إسلام بحيرى والذى تبثه قناة القاهرة والناس.. وهذا الرجل يهدف إلى هدم الدين وهدم صحيح الإسلام بهدم السنة النبوية الشريفة والتى تتمثل فى صحيحى البخارى ومسلم.. ونسأل هذا الرجل ماهى مؤهلاتك العلمية التى تجرأت على أساسها للطعن فى صحيحى البخارى ومسلم؟!
ونحن نحيى خطوات وزارة الأوقاف التى لم تسمح لبعض السلفيين باعتلاء المنابر والذين يزعمون أنهم حاصلون على مؤهلات أزهرية فليس كل من هو حاصل على شهادة علمية من جامعة الأزهر مؤهلاً لصعود المنبر، بل يلزمه الحصول على برامج تأهيلية من هيئة كبار العلماء.
والمطلوب من هيئة كبار العلماء اختيار النصوص الصحيحة التى لا تقبل التأويل أو اللبس عند مخاطبة جموع الناس.
ويطالب د. على الغريب الشناوى أن تكون لغة الخطاب لغة متزنة تعبر عن عزة وقوة ومتانة الوجود الإسلامى على الساحة العالمية، بمعنى ألا يكون الخطاب الدينى فيه مغازلة للآخر على حساب ثوابت الدين من القرآن والسنة والسيرة والتاريخ العظيم الذى خطه المسلمون الأوائل، مع التأكيد على قضية جوهر الخطاب الدينى إذا أردنا تجديده، وهى عدم الارتكان إلى الأحكام الفقهية التى أصدرها بعض الفقهاء فى أمور تتصل بقضايا الحسبة أو الجهاد أو الردة على نحو ما كان منسوبا إلى ابن تيمية، والذى أصدره فى عصره فى زمن الحروب الصليبية، بات غير مواكب لعصرنا... وهذه الفتاوى لابن تيمية يستند إليها المتطرفون والمتشددون من الجماعات الجهادية مثل داعش وغيرها، والذين يقتلون وينتهكون الأعراض ويسبون النساء ويقتلون المسالمين من المسلمين وغيرهم والإسلام برىء من كل ذلك.. والدليل على ذلك أن أبا بكر الصديق رضى الله عنه عندما حارب المرتدين كان يوصى قادة الجيوش عرض الإسلام على المرتدين من جديد.. وأمر محاربة المرتدين يكون للدولة وليس للجماعات أو الأفراد.. والإسلام ليس دينا إرهابيا كما يدعى بعض المستشرقين والذين يجدوها فرصة للطعن على الإسلام من خلال إبراز أفعال الجماعات الضالة التى لا تخدم ثوابت الإسلام، وإنما تخدم أعداء الإسلام.
وينهى د. على الغريب الشناوى حديثه أن تجديد الخطاب الدينى لا يعنى هدم الدين، بل يعنى تخليص الدين من الشوائب التى لحقت به عبر رحلته منذ نزول القرآن على سيدنا محمد y وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وقد دعانا الرسول الأعظم محمد صلى الله عليه وسلم إلى عدم المغالاة فى الدين عملاً بقول الحق جل شأنه چ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً چ ? صدق الله العظيم.
يوضح د. نبيل الطوخى أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بجامعة المنيا أننا نحتاج إلى ثورة دينية على المتشددين وإعادة الوجه المضئ للشريعة الإسلامية السمحة، بعد أن ظهر من يتحدثون باسم الدين وهو منهم براء.. والدعوة الدينية دعوة قديمة تنطلق من فهم خاص للإصلاح الدينى فى تاريخنا الحديث والمعاصر.. ونتوقف عند الإمام محمد عبده الذى رحل عن عالمنا عام 1905.. والذى كان يرى أن الدين تاجر بعض من يدعون أن لهم به صلة.. وكان الإمام يحث على الفضيلة ويرى أن الدين الإسلامى فى حاجة إلى إصلاح بعد ما لحقت به عناصر متشددة وكان فى المقابل الشيخ عليش الذى كانت عصاه تلسع قفا كل من يردد فكر الإمام الإصلاحى.. وكل عصر شهد فريقا من المجددين وآخر من المتشددين وقد وجدنا الإمام محمد عبده صاحب فتاوى مهمة تتفق مع روح العصر، وعندما نقارنها بفتاوى بعض المتشددين الآن نجد فتاوى الإمام محمد عبده أكثر عصرية واستنارة من هؤلاء المتشددين فى عصرنا.
لوم
ويلوم د. نبيل الطوخى المؤسسة الدينية التى لم تعد تقدم الداعية والمصلح الاجتماعى القادر فعلى القيام بمهامه.
وبذلك فإن دعوة الرئيس السيسى جاءت فى وقتها لكى تنهض المؤسسة الدينية بمهامها ويستعيد الأزهر الشريف مكانته القيادية والإصلاحية التى كان يتمتع بها منذ تأسيسه.
وإذا كانت الكرة فى ملعب الأزهر الآن، فإن المسئولية ليست دينية فقط فالأزهر لن يقوم بالإصلاح وحده بل هناك مسئولية سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية وفكرية ومجتمعية.. وهى منظومة متكاملة يجب على الدولة أن تتبناها.
ما نشاهده من عمليات إرهابية فى بلادنا العربية والإسلامية هو صناعة استعمارية تنفذها جماعات مارقة لأن القوى الاستعمارية أعلنت بعد سقوط الاتحاد السوفيتى أن عدوهم القادم هو الإسلام، وهذه الجماعات الإرهابية تقدم خدماتها لقوى التدخل الاستعمارى التى تريد تقسيم المنطقة مرة أخرى إلى مجموعة من الكانتونات الطائفية والعرقية.. وعلينا الوقوف بكل قوة ضد هذه المشاريع الشيطانية، وعدم خلط الدين بالسياسة مع مواجهة الجماعات الإرهابية بالفكر بالتوازى مع المواجهة الأمنية.
وينهى د. نبيل الطوخى حديثه بضرورة إصلاح التعليم المدنى والدين للوصول إلى تحقيق القيم الأخلاقية التى تحض على النظافة وتحقيق النظام العام فى كافة مرافقنا من عدم إعطاء الدروس الخصوصية ونظافة الشوارع وعدم سدها بمخالفات أصحاب المجلات والباعة الجائلين، وعدم غسل السيارات ورش الشوارع بالمياه النقية فهذا حرام شرعًا.. دعوة الرئيس السيسى لتجديد الخطاب الدينى هى دعوة لنهضة مصر.
رئيس محطة القرآن الكريم:
ملتزمون ببث الفكر الوسطى.. ونحتاج لتطبيق دستور المدينة المنورة
كتب - صفوت محروس:
يقول عادل عبد القادر المدير التنفيذى لإذاعة القرآن الكريم إن الإذاعة ملتزمة ببث الفكر الوسطى فى الدعوة إلى الله والتوجيه والإرشاد بالتى هى أحسن وتوجيه المسلمين إلى صحيح الدين بعيدًا عن الغلو والتطرف، وتعريف الناس بحقائق الدين والدنيا، ونبذ النزاع والشقاق فى كل البرامج التى تقدمها الإذاعة المصرية، خاصة إذاعة القرآن الكريم.
ويواصل عبد القادر قائلًا: أن الخطاب الدينى هدفه توضيح سماحة الإسلام والتأكيد على وسطية الإسلام، خاصة فى هذه الأونة التى اختلط فيها الحابل بالنابل، داعيًا إلى الاقتداء بسيدنا محمد y الذى كان يختار من الأمور أيسرها، ويوضح أن الإذاعة تأخذ فى اعتبارها كل الفئات حسب ثقافتها وعمرها وتنشر ثقافة الإسلام السمحة للمسلمين فى إطار قول الحق تبارك وتعالى: چ? ? ? ? ? ?چ.
ويواصل حديثه مطالبًا بإبعاد الدخلاء وغير المتخصصين عن الدعوة الإسلامية والإفتاء، مطالبًا كل من يتصدى للدعوة بأن يكون ملمًا بتعاليم القرآن الكريم والحديث النبوى الشريف واللغة العربية.
وأضاف أن على الجهات العلمية المتخصصة معالجة كل القضايا بمنظور إسلامى وبنظرة حديثة وواقعية تصل إلى تحديد منهج الدعوة وهى فى الجوهر الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر بطريقة سهلة، وذلك لأن الدين يسر لا عسر.
وأشاد بدور الأزهر الشريف فى الدعوة الوسطية، مطالبًا بإنشاء قناة أزهرية لتوضح سماحة ووسطية الإسلام للعالمين جميعًا وبكل اللغات الحية، وأن يتضمن التوجيه الأزهرى توضيح الإسلام الذى يرفض الإرهاب والعنف والقتل، بتقديم دستور المدينة المنورة الذى أصدره سيدنا محمد y، وهو أول دستور عالمى يقر حق المواطنة لكافة معتنقى العقائد المختلفة.
ويصوب عبد الله الخولى رئيس إذاعة القرآن الكريم وعضو لجنة الإعلام بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية رأى البعض الذين يظنون أن مصطلح (الخطاب الدينى) حديث، بينما سيدنا محمد y هو خير من عرف هذا الخطاب، كما أكدته آيات القرآن الكريم، حيث قال الله جل شأنه:چہ ہ ہ ہ ه ه هچ، وقال الرسول الكريم y:(خاطبوا الناس على قدر عقولهم).
ويواصل رئيس إذاعة القرآن الكريم قائلًا: نحن فى عصر السماوات المفتوحة لا ينبغى أن نتحدث عن أمور كانت فى العصر الجاهلى، والتى لا وجود لها الآن! مع مراعاة تبسيط اللغة لكى يصل فهمها لكافة الناس فيما يسمى بعلم البلاغة، والتى تعنى مراعاة الكلام لمقتضى الحال.
ويستلزم ذلك الاعتناء بالداعية وتطوير ثقافته ولغته، وشدد على أهمية أن يكون الداعية قدوة، ونحن الآن فى حاجة ماسة إلى الداعية القدوة.
وقال إن المساجد من أفضل الوسائل لتلقى الخطاب الدينى، خاصة فى خطب الجمعة فى القرى والمدن، كما أكد على أن ينتقى الخطيب الموضوعات الملائمة للعصر، وكذلك مراعاة الفئات المتلقية لهذه الخطبة.
الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف:
القوافل الدعوية للأزهر والأوقاف سد خانة !
" تحدث بشجاعة معروفة عنه، ولم يخش فى الله لومة لائم، أو يتعصب عن غير حق للمؤسسة الدينية الرسمية التابعة للدولة، مؤكدا أن ما وصلنا إليه الآن ناتج عن تقصير من الأزهر والأوقاف، بل وصف القوافل الدعوية التى تخرج إلى المحافظات كإحدى وسائل محاربة التشدد بأنها «سد خانة».. ومشددًا فى الوقت ذاته على أن المؤسسة الدينية قادرة على تجديد الخطاب الدينى بشروط. عن الشيخ صبرى عبادة وكيل وزارة الأوقاف نتحدث ونمضى معه لنستطلع رؤيته حول القضية التى يشملها هذا الملف وعنها قال الشيخ عبادة ل «أكتوبر»:
"
كلمة «التجديد» لم تطلق على الخطاب الدينى ولكنها تعنى الدين.. وذلك استنادا على حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل 100 سنة من يجدد لها دينها».. وعليه فإن تجديد الخطاب الدينى ليس بدعة أو اختلافا، إنما هو معجزة من معجزات هذا الدين الإسلامى الحنيف.
وعن المعنىِّ بهذا التجديد قال وكيل وزارة الأوقاف إنه مسئولية ويقع على كل مسلم، وواجب عليه أن يجدد من حياته الدينية بما يواكب به المجتمع والتطور الزمنى للإنسان..
وتجديد الخطاب الدينى تنادى به المؤسسة الدينية منذ ما يقرب من 10 سنوات، نظرا لوجود التيارات المتشددة التى أخذت الدين إلى طريق لم يكن فى يوم من الأيام من سبل نشر الدعوة.. إنما الطريق والسبيل الواضح الذى لا شك فيه ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم «إنما أنا رحمة مهداة».. وبالتالى فكان واجبًا على كل المؤسسات أن تعمل جاهدة على تجديد الخطاب الدينى لمناهضة الفكر المتشدد ثم وضع الدين الإسلامى فى قالبه الصحيح بما يتناسب وقضايا العصر.. لكن لم نر أثرا ملموسا على أرض الواقع، مما أدى بالرئيس عبد الفتاح السيسى إلى الخروج عن هدوئه وقال عبارات مفادها أن الأمر خطير.
السبيل
وعن عوامل التجديد والسبل التى يجب سلكها قال: هناك عدة عوامل أولها التحرك السريع والانتشار فى ربوع الوطن، وأن تكون هناك قيادات دينية تعرف تماما معنى التجديد وكيفية توصيل هذه الفكرة إلى المواطن، لأن الأرض ليست خصبة والتيار الدينى المتشدد معاند وشرس ولبس ثوب العنف وعدم الحوار.. وعليه يجب علىالقائمين على المؤسسة الدينية ممثلة فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء وضع خطة بعد تقصى الحقائق ورصد المشكلات ورفع السلبيات.. وشدد على أن هذا التجديد لن يتم إلا من خلال دعاة يؤمنون بهذه القضية.
وأوضح عبادة أن إغفال القضية أدى بنا إلى ما نراه الآن من ظهور شباب وعناصر يسعون خلف التيارات المتشددة التى لا تعرف عن الدين إلا القشور، وتدهور الاقتصاد، وعدم الانتماء للوطن، وانتشار العنف والتطرف والكراهية الشديدة للآخر، بسبب مفاهيم مغلوطة بثت فى كتب التراث دون تنقيح، والتمادى فى هذه السلبية سيؤدى إلى انتشار الفكر المتشدد بصورة كبيرة تأكل الأخضر واليابس.. فعليه يجب تضافر قوى المجتمع من أجل أن نبين أن لدينا قاسمًا مشتركًا بيننا وبين المخالفين فى الرأى وأننا لدينا الحق أن نحيا معًا فى أمن وأمان.
وعن جهود القائمين على تجديد الخطاب الدينى قال الشيخ عبادة: يجب أن نكون أكثر صراحة مع أنفسنا أكثر من أى وقت مضى، لأن تهاون هؤلاء أدى إلى انتشار الفكر المتشدد، ودفعنا إلى ما نحن فيه وما تعانى منه البلاد من تفجير هنا وآخر هناك.. حتى إن القوافل الدعوية التى تخرج ليس لديها فكرة أو منهجية أو إيمان صادق بخطورة الأمر حتى بدا الأمر كأنه «تسديد خانة».. وأن يصدر للشارع من خلال الإعلام أن هناك جهودًا تبذل فى هذا الجانب، كما أن الدورات التدريبية التى تعقد للأئمة والدعاة «روتينية» ولا تؤتى بثمار جديدة لكن لابد من تغيير جذرى فى طريقة مواجهة هذا الخطر.
الأزهر يستطيع
وحول إمكانية الأزهر كمؤسسة فى تجديد الخطاب الدينى والقضاء علىالأفكار المغلوطة ومواجهة التشدد قال: الأزهر كمؤسسة تستطيع أن تقود الخطاب الدينى، وأن تنقل مصر إلى مرحلة عظمى، وتخلصنا من هذا الكابوس، لكن هذا يتطلب وجود وعى وتكاتف بين كل القائمين على هذه العملية.. وتوسعة المجال لكل من لديه علم وإيمان بخطورة الأمر وعدم اقتصار الأمر على شخص أو اثنين ممن يتصدرون المشهد ليس إلا من أجل الشو الإعلامى. واختتم كلامه مؤكدا أن ما فعله الرئيس عبد الفتاح السيسى بزيارته الكاتدرائية لتهنئة الإخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد، رغم ما نعلمه جميعا بأنه كان فى رحلة خارجية إلى دولة الكويت الشقيقة، إنما هو نموذج حى لتجديد الخطاب الدينى.
السب والشتائم وتصفية الخصوم.. أدوات إعلام الإفراط والتفريط وهدم التراث
بعد ثورة 25 يناير 2011 انفجرت ماسورة القنوات الفضائية التى تتحدث فى الدين وتكاد تضيعه ما بين الإفراط والتفريط.. وبدت المسألة كالحرب بين من يدعون أنهم يدافعون عن الدين ونقيضهم الذين يدعون أنهم يدافعون عن إصلاح الخطاب الدينى وحمل لواء تنقية التراث والمدنية والليبرالية إلى آخره.. وكلا الطرفين أخرجا أسوأ ما فى المجتمع وركزا على السب والشتم وحرب الضيوف أكثر مما ركزا على لغة الحوار وفهم العلماء واجتهاد المجتهدين فى القضية.. وأمام شاشات الفضائيات ومعاركها احتار المتلقى من يصدق؟! ومن يكذب؟! وكيف ينتقى السمين من الغث الذى يقذف فى وجهه ليل نهار والذى وصفه الشيخ خالد الجندى الداعية الإسلامى ورئيس قناة أزهرى سابقًا بأنه إعلام الإفراط والتفريط حيث عانى من الإفراط، وعانى أيضًا من التفريط فى المدرسة التى تتبناها القنوات الأخرى، موضحًا أنه بسبب هؤلاء يضيع الخطاب الإعلامى الدينى فى ظل غيبة من الأزهر وهنا تكمن المشكلة الأساسية.
وأضاف الجندى أن القنوات الدينية المتخلفة أخرجت خطابا دينيا متشددا ويكفر الآخر ويخوض معارك كثيرة فى تكفير المجتمع ورموزه وعلى النقيض فالخطاب الدينى الذى يقدمه بعض الإعلاميين أمثال إسلام البحيرى وإبراهيم عيسى يخلط ما بين كلام صحيح وآخر مغلوط وهو ما يؤدى إلى فهم الأمور بشكل خاطئ بسبب تداخل الحق والباطل. وأضاف الجندى أن اتخاذ هذه المدرسة لأسلوب السبب والشتم لرموز الفكر الدينى وكان أحدهم واضحًا عندما أكد أنه لا ينتوى تنقية التراث الدينى بل نسفه وقد وصف التراث بأنه عفن وفاسد.
وشدد على ضرورة إنشاء قناة للأزهر الشريف لأنها ستقوم بدور إعداد الكوادر اللازمة للخطاب الدينى وتفريغ العديد من النجوم لينتشروا فى القنوات المختلفة على درجة من الفهم والتنوير.
وأشار الجندى إلى أنه قد قام بهذه التجربة من خلال إنشاء قناة أزهرى والتى صدرت عددا من النجوم للمجتمع مؤكدًا أنه لولا هذه التجربة ما كنا نجد على الساحة الدكتور العالم سعد الدين الهلالى والشيخ رمضان عبد المعز وغيرهما من النجوم الموجودين على الساحة الآن. مضيفًا أن هؤلاء النجوم تم إعدادهم على مدار 3 سنوات حتى يجد الإعلام ما يطلبه للحديث فيما يخص الخطاب الدينى المعتدل. ويتمنى أن تكون قناة الأزهر هى التى تبدأ بهذه الخطوة.
من جانبه أكد د. عبد الله زلطة رئيس قسم الإعلام بجامعة بنها أن القضية فى الأصل هى قضية تراث دينى يحتاج إلى التنقيح فمنذ مئات السنين لم يقترب منه أحد ولم يجرؤ أحد أن يفتح هذا الملف الشائك.
وطالب زلطة بضرورة وضع استراتيجية شاملة يضعها الأزهر الشريف ويشارك بها خبراء وأساتذه من جامعة الأزهر والأوقاف والإعلام ومن مختلف المجالات.
كما طالب بضرورة أن يبادر الأزهر بالرد على مايثار فى البرامج الدينية من اختلافات للمنهج الوسطى وقضايا فقهية يناقشها غير متخصصين.. ومن فهمه للإصلاح إلى دور الإعلام أكد رئيس قسم الإعلام بجامعة بنها أن هناك تقاعسا شديدا من قبل الدول العربية بسبب عدم وجود قناة تليفزيونية تبث للآخر تعاليم الإسلام الصحيح خاصة فى اوروبا وأمريكا وأسيا وأصحاب العقائد السماوية الأخرى معربا عن دهشته أن التجار العرب الذين وصلوا إلى الدول الأخرى مثل أندونيسيا واستطاعوا إقناع الآلاف بل الملايين بالدخول فى الدين الإسلامى ونحن الآن لا نملك قناة تليفزيونية تبث تعاليم الدين الإسلامى الصحيح بعيدًا عن التشدد والتكفير خاصة فى ظل ظهور بعض الجماعات التكفيرية والمتشددة التى تتحدث فى الإسلام وهى ليست لها صلة بالإسلام مثل عصابات داعش الإرهابية مؤكدًا أن هذه الجماعات تشوه صورة الإسلام. وأنهى زلطة بضرورة إنشاء قناة دينية خاصة بالأزهر الشريف تدعمها الدولة وبعض رجال الأعمال والمجتمع المدنى وتحتوى على برامج دينية تجذب المشاهدين وتكون محل اهتمام المجتمع والعالم فيما تبث من أفكار وفتاوى هذا فضلًا عن استخدام وسائل التواصل الاجتماعى مشيرًا إلى ان هذه الوسائل أصبحت تجذب الملايين من الشباب حول العالم.
الأسوأ
قال د. عبد الصبور فاضل عميد كلية الإعلام بجامعة الأزهر مبديا انزعاجه ل «أكتوبر» أن الخطاب الدينى الإعلامى فى الواقع يتجدد إلى الأسوأ وقد رأينا على شاشات الفضائيات والصحف دعوات للإلحاد واستضافة الملحدين وهذا يمثل خطورة على الإعلام وعلى الدين. وتابع فاضل: ولقد رأينا على الشاشات من يفتى ويتحدث فى الدين وليس من أهل الفتوى والدين. وعن تجديد الخطاب الدينى فى وسائل الإعلام شدد فاضل على ضرورة أن تستغل وسائل الإعلام استغلالا جيدًا لتكريس مفهوم دينى يعمق الانتماء لدى الشباب لدينهم ووطنهم وحكوماتهم ومؤسساتهم مشيرًا إلى ما حدث فى بعض الفضائيات والتى يطلق عليها القنوات الدينية فضلًا عما يحدث الآن هو إساءة إلى الدين والمجتمع ولا ينطبق عليه خطاب دينى وهو تبديد للدين ولجهود علماء الأمة.
د. الشحات الجندى عضو مجمع البحوث الإسلامية:
المسلم مأمور بالتزام الجماعة ولا يعبأ بمخالفة من يقولون إنهم علماء
" كيف تتعامل المؤسسة الدينية مع هذه القضية بالغة الأهمية والخطورة؟! من أين تبدأ وإلى أين تمضى؟! د. الشحات الجندى المفكر الإسلامى وعضو مجمع البحوث الإسلامية يجيب عن السؤالين وغيرهما من الأسئلة المتعلقة بالقضية بادئًا بتعريف الخطاب الدينى بأنه إعلام المسلم بحقيقة أصول الإسلام فى ضوء صحيح القرآن والسنة، وما أجمع عليه السلف الصالح، بما يصح إيمان المسلم ويبرهن على قدرة وصلاحية الإسلام لكل زمان ومكان.
"
يعنى ذلك أن تجديد الخطاب الدينى وهو عمل مطلوب من المتفقهين فى الدين واجب على الأقل فى كل عصر أو على رأس كل 100 عام، كما أخبر بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ولذلك فإن المؤسسة الدينية ممثلة فى الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف ودار الإفتاء وعليها واجب القيام بهذا التجديد بما لدى علمائها من معرفة بالدين الإسلامى ودراية بمنهج الإسلام الوسطى الذى يرفض التشدد والتطرف ويؤسس للعقيدة والشريعة الإسلامية السمحاء التى تواكب كل عصر وتقدم الحلول للمعضلات والمشاكل التى يعانى منها المسلم فى كل زمان ومكان.
وتتطلب الظروف التى يمر بها المجتمع المصرى والأمة الإسلامية والعربية ضرورة أن يسير هذا التجديد نحو تصحيح المفاهيم الخاطئة وبيان خطرها على المجتمع وفى ذات الوقت بيان صحيح الدين والتأكيد على انتقاء الخصوصية بين الدين والوطن، والانتماء للدين والمجتمع والدولة، والحفاظ على وحدة الوطن وعدم إثارة الفتن والقضاء عليها فى مهدها.
وعن ضرورة تجديد الخطاب الدينى وخطورة إغفال هذا الجانب قال د. الجندى إن الحالة الراهنة تتطلب الإسراع بتجديده خاصة فى ظل نهوض خطاب دينى متشدد ومتطرف أضرّ بالأمة ضررًا بالغا، وأدى إلى فوضى الفتاوى وممارسات إرهابية من جماعات استخدمت الدين لحسابها وقيامها بتفسيرات خاطئة بغرض القفز على السلطة وتكفير الأمة وتخريب الأوطان وتقسيم المجتمعات العربية على نحو ما نشاهده على الساحة هنا وهناك وهو ما يقتضى أن يتصدى الخطاب الدينى لهذه الأعمال التى تنسب إلى الدين من قبل هذه الجماعات والدين منها براء. وكذلك ضرورة التصدى لخطاباتهم المغلوطة التى تستهدف الشباب بخداعهم.
وعن وجود علاقة بين الخطاب الدينى وانتشار العنف والتطرف قال عضو مجمع البحوث الإسلامية، إن صعود تيار إسلامى متشدد فى الآونة الأخيرة وسيطرته على السلطة أخرج هذه الممارسات المرفوضة ولذلك ما تقوم به المؤسسة الدينية وسعيها الجاد بتجديد الخطاب الدينى على محاور متعددة أمر ينبغى تأييده ومد يد العون له من أجل تقويم السلوكيات الخاطئة لدى كثير من المسلمين بسبب ذلك الخطاب الدينى المتطرف الذى خلفه الإخوان والسلفيون، لافتا إلى أن هذا يقتضى أن تمضى مؤسسة الأزهر بقوة وفاعلية نحو استكمال تجديد الخطاب الدينى وبيان المجالات والوسائل التى يتم بها هذا التجديد وأن نتعاون معه.
تنسيق
كما شدد د. الجندى على ضرورة وجود تنسيق بين الأزهر الشريف والمؤسسات المعنية مثل وزارات الثقافة والتربية والتعليم والإعلام، وكذلك التعاون مع الكنيسة المصرية بعطائها فى خدمة الوطن.
وعن جهود المؤسسة الدينية وخطواتها نحو تجديد الخطاب الدينى أوضح أن الآليات التى لجأ إليها الأزهر تتمثل فى تنقية وإصلاح المناهج التعليمية بالمعاهد الأزهرية، وكذلك تشديد وزارة الأوقاف على عدم صعود المنابر إلا من أبناء الأزهر وأئمة الأوقاف من المؤمنين بالمنهج الوسطى، وأيضا السعى إلى وقف الفتاوى التى تصدر عن غير المتخصصين وأكد ضرورة أن يكون للأزهر قناة فضائية خاصة به لتوصيل المنهج الوسطى من منابعه الصحيحة، يتم من خلالها الرد على الدعوات المشبوهة المسيئة للدين. ولفت إلى تنسيق الأزهر مع وزارة الخارجية بالعمل فى الدول الأوروبية التى لا تعرف عن الإسلام إلا التشدد، والسعى نحو تصحيح هذه الصورة المغلوطة، وكذلك بعض الدول الأسيوية.
وقال د. الجندى إن الأهم من ذلك هو استمرارية هذه الوسائل وتفعيلها وإضافة وسائل أخرى إليها بغرض إعلام الناس بأن صحيح الإسلام يتمثل فى الحوار والإقناع والتسامح وقبول الآخر والتعايش المشترك وعدم تكفير من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله.
القوافل
وعن رأيه فى القوافل الدعوية التى تطلقها وزارة الأوقاف والأزهر الشريف قال: القوافل التى ينظمها الأزهر والأوقاف على مستوى المحافظات هو عمل محمود ومطلوب وسيؤتى بثماره وأن تحقيق نتائج من وراء هذا يتطلب بعض الوقت وذلك بسبب وجود تراكمات من الخطاب الدينى المتشدد والمتطرف من قبل بعض الجماعات التى لا تعرف منهج الإسلام الصحيح الذى أراده الله تعالى بأن يكون سبيلًا لجمع الكلمة ووحدة الصف والحفاظ على الوطن والتعاون فيما ينفع الأمة وليس فيما يضرها وتبنى المنهج الوسطى الذى لا إفراط فيه ولا تفريط.
وفى إجابته عن سؤال: كيف يميز الشخص البسيط من بين ما يتلقاه عن العلماء الذين ينتمون إلى الأزهر ويتصدرون المشهد فى الفضائيات، والإعلام وآرائهم التى تثير جدلًا واسعًا، قال الجندى: على المسلم إذا كانت هناك آراء متعددة لا يستطيع من خلالها التمييز بين الغث والسمين وبين الصحيح والخطأ فعليه أن يلجأ إلى ما تقوله المؤسسة الدينية وليس إلى أى فرد مهما كان ادعاؤه العلم لأن المسلم مأمور بالتزام الجماعة وأنه عن الاختلاف ينبغى أن يكون فى زمرة الأغلبية ما دام الرأى الذى قالت به الأغلبية صادرًا عن جهة مختصة كالأزهر، ولا يعبأ بمخالفة الأخرين ممن يقولون بأنهم علماء لأن الله وحده أعلم بالنوايا والمقاصد، والحديث الشريف يقول «عليكم بالجماعة ومن شذّ شذّ إلى النار» وبقوله صلى الله عليه وسلم «لا تجتمع أمتى على ضلاله».
القيادات الكنسية توافق وترحب بالدعوة
جمود الخطاب أحد أسباب ظاهرة الإلحاد" الخطاب الدينى المسيحى أيضًا يحتاج إلى تجديد.. هذا ما اتفقت عليه القيادات الكنسية من الطوائف المسيحية الثلاث المنتمية للكنائس المصرية «الأرثوذوكس والكاثوليك والبروتستانت».. كما اتفق الجميع على أهمية وضوح منهج العمل والرؤية لهذا التجديد.
"
القس د. إكرام لمعى أحد قيادات الكنيسة البروتستانتية واستاذ مقارنة الأديان بكليات اللاهوت وصف دعوة القيادة السياسية إلى تجديد الخطاب الدينى بأنها دعوة جيدة جداً خصوصاً عندما تأتى من رأس الدولة، مشيراً إلى انه يجب على كل المؤسسات الدينيه فى الدولة ان تبدأ دراسة كيفية تجديد هذا الخطاب.
واضاف لمعى ان الرئيس فى خطابة لم يقل فقط تجديد الخطاب الدينى ولكنه قال نحن نحتاج إلى ثورة دينيه، وهو يقصد بذلك ثورة «تجديدية» للخطاب الدينى، وتفسيرى لهذا الكلام انه لن يحدث تجديد للخطاب الدينى الا إذا تعاملنا مع النص الدينى بطريقة مختلفة.
مراحل التجديد
ومن أجل هذا فإنه لتجديد الخطاب الدينى – والكلام مازال للقس لمعى يجب أن نتناول النص الدينى الموحى به على 3 مراحل، الاولى يمكن ان نطلق عليها «رحلة إلى النص» بمعنى أن نرجع إلى الظروف التى أنزل فيها هذا النص، وتساوى أسباب النزول فى الإسلام، والخلفية التاريخية فى المسيحية، ثم بعد ذلك نأتى للمرحلة الثانية وهى دراسة لغة النص والدروس المستفادة منه، وهذه الدروس تنقسم إلى قسمين الأول خاص بالبشر الذين كانوا يعيشون اثناء نزول النص والبيئه المحيطه بهم، والقسم الثانى لكل البشر فى كل العصور والاجيال وتعتبر مبادئ عامة وهى التى يطلق عليها فى الاسلام «مقاصد الشريعة» وفى المسيحية «مبادئ عامة فوق الزمان والمكان»، اما المرحلة الثالثة والاخيرة وهى كيفية تطبيق مقاصد الشريعة أو المبادئ العامة فى الحضارة التى نعيشها والزمن الذى نعاصره.
وشدد لمعى انه لن يحدث تجديد سواء فى الفكر الدينى أو الخطاب الدينى الا من خلال التناول الحديث للنص، واضاف هذا فقط هو ما يستطيع ان يقف امام كل الدعاوى التى تعيدنا للعصور السابقة وترغمنا على تفسير النص كما فسره الاقدمون.
وناشد لمعى المؤسسات الدينيه المسيحية والاسلاميه الانتقال من الحرف إلى المعنى والمقصد والهدف من وراء الحرف، وليس تطبيق الحرف بدون تجديد الفكر ومراعاة الزمن المعاصر والظروف التى تحيط به..
وأضاف لمعى قائلًا إنه بلا شك فإن الخطاب الدينى المسيحى يحتاج إلى تجديد، لأننا مازلنا نطبق تفسيرات قديمة رغم اختلاف العصر والمكان، والدليل على ذلك ان هناك اختلافا فى تفسير نصوص للكتاب المقدس بين الطوائف المسيحية بعضها وبعض، وأحيانا يصل الاختلاف إلى داخل الطائفة الواحدة، وهذا ينم على تأثير الزمان والمكان فى تفسير الكتاب المقدس، وبما اننا نعيش متغيرات متسارعة على المستويين المحلى والعالمى، فبالتالى نحتاج إلى تفسير يناسب العصر ويعالج مشاكله..
وأكد لمعى انه على المستوى العام فإننا نحتاج إلى خطاب دينى متسامح مع الاخر، ومتعاون معه لبناء الوطن والوقوف صفاً واحداً ضد كل من يسىء تفسير الآيات الدينية بما يؤدى إلى العنف وكراهية الآخر.
قبول الآخر
من جهته وصف الأب رفيق جريش المتحدث الاعلامى بأسم الكنيسة الكاثوليكيه دعوة الرئيس السيسى بأنها دعوة محترمة، واضاف هذه الدعوة سبق وطلبها المثقفون والمفكرون من قبل وحتى الرئيس نفسه طلبها العام الماضى فى احتفال «حفظة القرآن»، ويبدو ان التجديد كان بطيئاً، لذلك اعاد التأكيد على تجديد الطلب وهو امر جيد.
وأكد جريش إلى ان الخطاب الدينى على الجانب المسيحى يجب عليه ان يتجدد، ويبتعد عن التعصب والانغلاق سواء فى اتجاه الطوائف الأخرى داخل المسيحية او تجاه الإسلام.
واضاف جريش على ان أهم خطوة فى عملية تجديد الخطاب الدينى سواء المسيحى أو الإسلامى هو التحدث باللغة التى يفهمها الشباب اليوم للتواصل معهم، مشدداً على انه يجب الا يكون الخطاب الدينى إقصائيًا، وان يكون خطابًا لقبول الأخر واحترام آرائه.
مشيرًا إلى ان الخطاب الدينى هو احد الحلول للقضاء على مشكله الالحاد التى ظهرت مؤخراً، ولكنه اضاف انه ليس كل الحلول..
وكشف القمص صليب متى ساويرس عضو المجلس الملى أن الكنيسة حددت فى كل قداس يومى قراءات خاصة من الكتاب المقدس تدور حول فضيلة معينه مثل المحبة والوفاء والاخلاص والقناعة وغيرها من الفضائل، مشدداً على انه يجب على كل واعظ يعتلى منبر الكنيسه بدءاً من الاب البطريرك مرورا بالأساقفة والكهنة إلى الشمامسة أن يكون الخطاب الدينى(العظة) الذى يلقيه فى اطار الفضيلة التى حددتها القراءات الكنسية فى هذا اليوم ولا يخرج عن هذا الاطار.
المنبر الكنسى
واكد صليب على ان المنبر الكنسى هو للتعليم الدينى المسيحى فقط وليس لغيره، وشدد على انه حتى الاعلانات التى تحدد مواعيد الخدمة فى الكنيسة او اى انشطه اخرى لا تلقى من المنبر الكنسى وانما تعلق خارج الكنيسه، فلا يمكن أن يستخدم منبر الكنيسه الا فى الاطار الدينى الذى تحدده القراءات الكنسيه يومياً من خلال كتاب «القطمارس» الموجود فى جميع الكنائس الارثوذكسية المصرية داخل وخارج مصر.
وشدد صليب على ضرورة ان يتم إلقاء النصوص الدينيه بطريقة تتماشى مع الثقافات الحاضرة والعصر الذى نعيشه بحيث يرتبط الانسان المسيحى ليس فقط بنصوص محفوظة من الكتاب المقدس، ولكن تترجم عمليا فى حياته العمليه مثل الامانه والاخلاص وحب الوطن والتسامح والمحبة لجميع الناس وقبول الآخر.
فقهاء وعلماء يضعون الشروط والمتطلبات والوسائل خريطة إصلاح وتجديد الخطاب الدينى
"فقه جديد يناسب العصر الذى نعيش فيه.. والإسلام يحترم الآخر ولا يفرض نفسه عنوة حتى يتبين للآخرين سماحة الإسلام الذى ربما يعتنقونه، وإذا لم يفعلوا ذلك احترموه.. والتجديد لا يعنى تغيير الثوابت من القرآن الكريم والسُنّة النبوية وإنما يشمل إعادة النظر فى المتغيرات.. هذا ما يطالب به فقهاء وعلماء الإسلام لتجديد الخطاب الدينى ويحيلون القضية برمتها إلى مجمع البحوث الإسلامية والأزهر الشريف.
"
د. صابر عبد الدايم عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يوضح أن الخطاب الدينى يعتمد على مصادر التشريع الأصلية وهى القرآن الكريم والسُنّة النبوية والإجماع والقياس، وهذه المصادر تتطلب من الخطباء والدعاة والمتحدثين فى الإعلام أن يكونوا حفاظًا للقرآن الكريم ومسلحين بقواعد التفسير وعلوم القرآن والآيات المتشابهات فى القرآن، وألا يقتصر قراءة الآية القرآنية بعيدًا عن سياقها ونظائرها فى القرآن الكريم، مع أن يكون الداعية أو المتحدث فى أى مناسبة دينية أو فى خطبة منبرية متسلحًا بثقافة لغوية عميقة ودقيقة لأن سر إعجاز القرآن فى لغته وتراكيبه ودلالاته، ويتبع ذلك أن يقرأ الواعظ أو المتحدث فى المذاهب الإسلامية الثمانية آراء الفقهاء والعلماء جميعًا، حتى إذا أبدى رأيًا لا يفتى وهو ناقص الرؤية والتكوين.
ونحن نؤمن - والكلام للدكتور عبدالدايم- بأن آراء الفقهاء كلها صحيحة وليس عندهم رأى خطأ.. ولكن اختلاف الآراء ناشئ من اختلاف المعنى فى الآيات القرآنية حسب الإعراب وحسب الدلالة التى توصى بها الألفاظ فى سياق الآية.
وإلى جانب ذلك يجب أن يتثقف الداعية والخطيب والمتحدث ثقافة واسعة فى مجال علم الاقتصاد وعلم التربية وعلم الاجتماع وكل العلوم الحديثة خاصة الإعجاز العلمى للقرآن الكريم والسُنّة النبوية الشريفة، وأن يربط بين مظاهر الحياة الحديثة ومشكلاتها وبين المعانى والتوجيهات فى القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة وآراء الفقهاء والعلماء، وطرح القضايا وما يناظرها فى ضوء القياس والتفكير العلمى.
وبذلك يكون الخطاب الدينى جديدا فى نفسه والمطلوب مِنْ مَنْ يقدم الخطاب الدينى أن يجدد نفسه ومعلوماته وثقافته وأن يتسلح بالثقافة التراثية الأصيلة بجانب الثقافة الحديثة.
الوسائل
ويواصل د. صابر عبد الدايم حديثه أن التجديد يحتاج إلى الوسائل التقليدية والوسائل الحديثة، وثقافة بعض الخطباء وثقافة قاصرة لأنهم لا يقرأون كثيرًا ولا يثقفون أنفسهم.
لذلك يرى د. عبد الدايم أن خطباء المساجد مقصرون فى هذا المجال، لأن الخطيب لا يقوم بأداء دروسه على الوجه الأكمل وبصورة علمية مقنعة، وبعض الآراء المغلوطة توقع الشباب فى بلبلة وحيرة وبعضهم يظن خطأ أن هذا هو الدين الصحيح.
ويمكن تجديد الخطاب الدينى بواسطة أندية الشباب والتى يجب أن يذهب إليها المتخصصون للارتقاء بجموع الشباب حسب برنامج علمى فى زمن محدد، وأن تكون هذه البرامج بالتعاون مع وزارتى الشباب والأوقاف والأزهر الشريف، ويتم فى نفس الوقت تقديم هذه البرامج فى الجامعات المصرية ومن المنابر المهمة المطالبة بتجديد الخطاب الدينى هى القنوات الفضائية والتى عليها أن تزيد مساحة البرامج الدينية، مع ملاحظة أن هناك بعض مقدمى البرامج الدينية ليسوا متخصصين ويتسببون فى تشويه صورة الإسلام والفكر الإسلامى الصحيح ومنها (قناة القاهرة والناس)، وهؤلاء لا يجدون من يرد عليهم بطريقة حوارية علمية مقنعة.
ويوضح د. عبد الدايم أن مسئولية ضبط الخطاب الدينى تقع على عاتق مجمع البحوث الإسلامية وعلماء الأزهر الشريف.. ومن هذه المسئولية مخاطبة رؤساء ومسئولى القنوات الفضائية وإيفاد العلماء المتخصصين للرد على هذه الآراء والمغالطات.
أمراض الزمن
د. عبد المنعم أبو شعيشع وكيل كلية أصول الدين بطنطا جامعة الأزهر يقول إن الخطاب الدينى يساوى الخطاب الدعوى وهى اللغة التى يخاطب بها الداعية أو الفقيه المستمعين فى المساجد وفى المحاضرات والندوات.
والخطاب الدينى اليوم يفتقد مواكبة روح العصر وروح الواقع، وبه سلبيات كثيرة وعندما نجدد الخطاب الدينى نتخلص من هذه السلبيات.. ويتطلب من الداعية أن يتفهم الواقع الذى يعيش فيه والتعرف على متطلبات وحاجات الناس..
ولابد أن يعرف الداعية أن لكل زمان أمراضه ومشكلاته.. وعلى الداعية تحديد الداء والدواء المناسب لعلاجه.. ومعنى تجديد الخطاب الدينى أن يضع الداعية بصره وقلبه وبصيرته على كل مشكلات الواقع ويعالجها بالأسلوب المناسب والوسيلة المناسبة والمنهج المناسب فى ضوء فهم الواقع.
والفقهاء يقولون إن الفتوى تتغير بتغير الزمان.. والإمام الشافعى رضى الله عنه عندما جاء من العراق إلى مصر جدد فقهه.. إذن التجديد هو من سمات الإسلام.
ويواصل د. عبد المنعم شعيشع حديثه أن التجديد فى الإسلام ليس معناه تغيير الثوابت أو تعديلها وإنما إحياؤها على ضوء الكتاب والسُنّة النبوية وإزالة البدع والخرافات عنها.
أما بالنسبة للمتغيرات فيتم تطويرها وتحديثها فى إطار القواعد الكلية والأدلة الشرعية العامة.
وينهى د. عبد المنعم شعيشع حديثه أن الكل مطالبون بالتجديد فى ظل مرجعية العلماء.. ويلزم كل قطاعات التحديد حصولهم على برامج تأهيلية من هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف.. وعلى الهيئة اختيار البرامج الشاملة لكل هؤلاء.
ويشدد د. أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلى للشئون الإسلامية على أن تجديد الخطاب الدينى أصبح ضرورة وسط الظروف التى نمر عليها، وتقديرًا للمتطلبات التى تعيشها البلاد مضيفًا أن هناك أمورا مستحدثة على الساحة الآن، حيث نلاحظ بعض الدخلاء على الدين والذين لا ينسبون إلى الأزهر يتحدثون عن الدين بصورة غير صحيحة.
وقضية التجديد نحن فى حاجة إليها طبقًا لمتغيرات العصر.. والتجديد ليس المقصود به تجديد الدين وتجديد الأصول.. إنما المقصود بالتجديد الوسائل والآليات المستحدثة فى التعريف بالإسلام، والحديث عن مبادئ وقيم وأصول الإسلام.. فالقيم ثابتة والمبادئ ثابتة والأصول ثابتة والمصادر ثابتة.
أما التغيير فهو ما يتلقاه الناس وما يدعو به الدعاة إلى الإسلام والعبارات والوسائل التى تستخدم للحديث عن الإسلام.. وهذا هو الذى نتحدث عنه، إذ لابد أن يكون الفكر الإسلامى متسقًا مع ظروف التطور العصرى ومتطلباته.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.