بوتين يهنئ السيسي بعيد ميلاده: من أعماق قلبي أتمنى لك الصحة والنجاح في خدمة الشعب    الشركات اللبنانية تستثمر 854 مليون دولار في مصر بنهاية فبراير 2025    ارتفاعات وشيكة في أسعار الذهب.. اشتري قبل فوات الأوان    أمين مجلس الجامعات الأجنبية: استكمال القرارات الجمهورية ل 11 فرعا و10 طلبات قيد الدراسة    الإخوان على القوائم السوداء في أمريكا رسميًا: ولاية تكساس تصنف الجماعة منظمة إرهابية    وزير الخارجية يبحث مع نظيره الأنجولي سبل تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية    جوائز الكاف 2025، تعرف على طريقة اختيار الأفضل في أفريقيا    بعثة زيسكو الزامبي تصل القاهرة الخميس لمواجهة الزمالك    عمرو عثمان: أكثر من 13717 نشاطا توعويا لمكافحة الإدمان بمحافظات الجمهورية    الطقس غدا.. ارتفاع درجات الحرارة وظاهرة خطيرة صباحاً والعظمى بالقاهرة 29    الفنان محمد صبحي يغادر المستشفى بعد تعافيه ويعود إلى منزله    عمرو مصطفى يطمئن على تامر حسني: ربنا يشفيك ويعدي الوجع بسرعة    معرض رمسيس وذهب الفراعنة في طوكيو.. الأعلى للثقافة: دليل على تقدير اليابان لحضارتنا    فيلم بنات الباشا المقتبس عن رواية دار الشروق يُضيء شاشة مهرجان القاهرة السينمائي    وزير الصحة: دول منظمة D-8 تعتمد إعلان القاهرة لتعزيز التعاون الصحي المشترك    حقيقة عودة كهربا إلى الأهلي في يناير    اسعار كرتونه البيض للمستهلك اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    روسيا: أوكرانيا تستخدم صواريخ أتاكمز الأمريكية طويلة المدى مجددا    شقيق إبستين: كان لدى جيفري معلومات قذرة عن ترامب    أول رد فعل من مصطفى محمد على تصريحات حسام حسن    إزالة تعديات وإسترداد أراضي أملاك دولة بمساحة 5 قيراط و12 سهما فى الأقصر    ضمن مشروع تطوير شامل، أنظمة إطفاء صديقة للبيئة في مطار القاهرة    انطلاق فعاليات المؤتمر السنوي العاشر لأدب الطفل تحت عنوان "روايات النشء واليافعين" بدار الكتب    الأهلي يحصل على موافقة أمنية لحضور 30 ألف مشجع في مواجهة شبيبة القبائل    وصفات طبيعية لعلاج آلام البطن للأطفال، حلول آمنة وفعّالة من البيت    رئيس الأركان يعود إلى أرض الوطن عقب مشاركته بمعرض دبى الدولى للطيران 2025    أسطورة ليفربول يكشف مفاجأة عن عقد محمد صلاح مع الريدز    ارتفاع عدد مصابي انقلاب سيارة ميكروباص فى قنا إلى 18 شخصا بينهم أطفال    قصور ومكتبات الأقصر تحتفل بافتتاح المتحف المصرى الكبير.. صور    جامعة قناة السويس تحتفي بأبطالها المتوجين ببطولة كأس التميز للجمهورية    الإسماعيلي يكشف حقيقة طلبه فتح القيد الاستثنائي من فيفا    المصرية للاتصالات تعلن اكتمال مشروع الكابل البحري 2Africa    بث مباشر.. بدء مراسم وضع هيكل الاحتواء لمفاعل الضبعة النووية    وزير الري يلتقي عددا من المسؤولين الفرنسيين وممثلي الشركات على هامش مؤتمر "طموح إفريقيا"    ما هو فيروس ماربورج وكيف يمكن الوقاية منه؟    مقتل 6 عناصر شديدى الخطورة وضبط مخدرات ب105 ملايين جنيه فى ضربة أمنية    مصرع 3 شباب في تصادم مروع بالشرقية    الصحة تغلق 11 مركزًا غير مرخص لعلاج الإدمان بحدائق الأهرام    تعرف على أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    حزب الجبهة: متابعة الرئيس للانتخابات تعكس حرص الدولة على الشفافية    السياحة العالمية تستعد لانتعاشة تاريخية: 2.1 تريليون دولار إيرادات متوقعة في 2025    هشام يكن: أطالب حسام حسن بضم عبد الله السعيد.. وغير مقتنع بمحمد هاني ظهير أيمن    إقبال واسع على قافلة جامعة قنا الطبية بالوحدة الصحية بسفاجا    بريطانيا تطلق استراتيجية جديدة لصحة الرجال ومواجهة الانتحار والإدمان    حريق هائل يلتهم أكثر من 170 مبنى جنوب غرب اليابان وإجلاء 180 شخصا    صيانة عاجلة لقضبان السكة الحديد بشبرا الخيمة بعد تداول فيديوهات تُظهر تلفًا    مهرجان مراكش السينمائى يكشف عن أعضاء لجنة تحكيم الدورة ال 22    جيمس يشارك لأول مرة هذا الموسم ويقود ليكرز للفوز أمام جاز    ندوات تدريبية لتصحيح المفاهيم وحل المشكلات السلوكية للطلاب بمدارس سيناء    أبناء القبائل: دعم كامل لقواتنا المسلحة    «اليعسوب» يعرض لأول مرة في الشرق الأوسط ضمن مهرجان القاهرة السينمائي.. اليوم    إطلاق أول برنامج دولي معتمد لتأهيل مسؤولي التسويق العقاري في مصر    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    شهر جمادي الثاني وسر تسميته بهذا الاسم.. تعرف عليه    آسر نجل الراحل محمد صبري: أعشق الزمالك.. وأتمنى أن أرى شقيقتي رولا أفضل مذيعة    حبس المتهمين في واقعة إصابة طبيب بطلق ناري في قنا    داعية: حديث "اغتنم خمسًا قبل خمس" رسالة ربانية لإدارة العمر والوقت(فيديو)    مواقيت الصلاه اليوم الثلاثاء 18نوفمبر 2025 فى المنيا....اعرف صلاتك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطرق الثلاثة للوصول إلى حقيقة عذاب القبر
نشر في أكتوبر يوم 14 - 09 - 2014


فى الجزء الأول
من حوارنا مع د. محمد كمال الدين إمام العالم الفقيه سألنا الرجل وأجاب عن مسائل وقضايا تشغل الأمة وعامة المسلمين ويتماس فيها الدينى بالدنيوى والغيب بالشهادة وفى هذا الجزء الثانى نتطرق إلى تفاصيل تتعلق بالقضايا التى شغلت المجتمع المصرى بشكل خاص أو فُرض عليه الانشغال بها فى مسائل الدين والدنيا.. وإلى التفاصيل.
* هل يمكن فى الإسلام أن تنسب جماعة نفسها لصحيح الدين وسُنّة الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) وتنفى عن باقى المسلمين ذلك؟
** هذه اصطلاحات لا تعبر عن الإسلام باعتبار أنها تمثل الإسلام وحدها وكل جماعة من هذه الجماعات فيها الصواب وفيها الخطأ وعندما تحول أفكارها من حقائق ثقافية ومن جدل فقهى، وحوار فكرى إلى حوار بالبندقية والسلاح تبتعد تمامًا عن الإسلام!!
* بمعنى أنها تخرج من رحابته.
** تبتعد بقدر إيغالها فى الدم وإيذاء الناس، والحكم بالخروج من الإسلام حكم صعب.
* لم أقل خروجًا ولكن قصدت رحابة الإسلام أى خيمته الكبيرة؟
** وأنا أقصد الخروج على قيم الإسلام وآداب الإسلام وأحكامه، وهذا بالتأكيد ليس تحقيقًا للنموذج الذى فرضه علينا الإسلام ويتعلق بحماية المقاصد الخمسة للشريعة وهى مقاصد إنسانية.
* فى الدين ما هى المرجعية التى عاد إليها المسلم فى عصور الإسلام الأولى وما هى المرجعية التى ينبغى أن يعود إليها الآن؟
** هناك مرجعية المصادر، وهناك مرجعية المؤسسات، مرجعية المصادر هى القرآن والسُنّة يقول النبى (( صلي الله عليه وسلم )): «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى»، هذان المصدران الأولان والأساسيان اللذان نستمد منهما أحكام الشريعة الإسلامية، أما مرجعية المؤسسات فقد أوردناها من قبل.
الخطاب الدينى
* جزء آخر من أزمتنا يتعلق بالخطاب الدينى.. وقبل أن نتطرق للسؤال هل تعرفّه لنا تعريفًا مختصرًا؟
** الخطاب الدينى يتضمن أمرين وسائل وخطابا (رسالة) والوسائل كثيرة، منها الجماهيرية التى تصلنا من وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية، ومنها المباشرة مثل خطبة الجمعة والعيدين والموعظة فى الكنيسة، والخطاب الدينى الحالى تنقصه الآليات وتنقصه أيضًا المضامين الجديدة التى يحملها المتكلم أو الرسالة وهى موجودة فى القرآن والسُنّة ، وعليه نحن الآن نحتاج إلى خطاب جديد ليس بمعنى أنه منسلخ عن ثقافة أمته أو ماضيها الفكرى والثقافى والهوية ولكن خطابا يعبر عن المصالح الآنية للأمة والمجتمع، والمشكلات الحقيقية الموجودة فيه، لنقل المشكلة الاقتصادية فيكون على الخطاب الدينى أن يدعو إلى العمل والتماسك والبذل والعطاء وكل هذا يمثل خطابا دينيًا جديدا لأنه يمس الواقع الاجتماعى المتجدد فى مشاكله.
الخطاب المتشدد
* وفى المقابل هناك الخطاب المتشدد التفكيرى ماذا نفعل؟!
** علينا أن نقلص من المستمع لهذا الخطاب، وعندما يكون هناك إعلام مريض لابد أن تحمى نفسك بالوقاية بحائط الصد وهى هنا الثقافة الإسلامية الرشيدة المتمثلة فى قيم الإسلام الصحيحة التى يجب أن يتنبه لها رجال الإعلام، وعندما تريد أن تحصل على فريق دينى يجدد هذا الخطاب لابد أن تؤهله وتحصل على أحسن العناصر،.
* ولمن نلجأ لإيجاد هذا النوع من الكوادر هل نلجأ للأزهر مثلًا؟
** نعم على رأسها الأزهر ونطلب اختيارات لأنه ليس كل من على الساحة لديه هذا الخطاب، وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وصرحاء ونختار أفضل العناصر.
* هل يجرى لهم اختبارات مثلا؟
** يتم اختيارهم بإتقان لأن هذا مهم ويحتاج الخطيب لعنصر الثقة من الجماهير، الذى يكتسبه من قدرته على الأداء فخطاب المسجد يتعامل مع الجماهير العريضة والبسيطة.
توحيد الخطبة
* وهل أنت مع توحيد الخطبة؟
** أنا ضد توحيد الخطبة لأن هذا لا يراعى الزمان والمكان والظروف، فمحافظة معينة مثلًا حدث فيها كارثة أو وباء أو مشكلة فى الزراعة أو غيرها فلا ينبغى أن يكون هناك خطاب موحد ولكن منهج موحد والفارق كبير بينهما.
* والخلط بين الدين والسياسة الذى يمارسه بعض الخطباء؟
** M? ? ? چ چ چ چ ? ? L سورة الجن -M? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? L سورة النور - فالمسجد يجب أن يكون لمراقبة حركة المجتمع ويعطى الرؤية الإسلامية الصحيحة لحركته، محايدًا لا ينحاز إلا للإسلام وقيمه ومصادره وليس لفريق أو حزب، وعندما تتحول المساجد من كونها دعوة عامة إلى دعوة خاصة نفتقد وتفتقر للمنهج الصحيح فى الخطاب الدينى.
* ويعتمد بعض الخطباء إما على قصص الوعظ المغرقة فى العاطفة أو الخطاب الذى لا يبشر إلا بالعذاب ولا تخرج الخطبة عن هذا تقريبًا؟
** خطبة الجمعة ينبغى ألا تدخل مجالات تخويف وترهيب الناس فالتشدد ليس مطلوبًا كما يقول رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) (إن الدين متين فأوغل فيه برفق فلن يشاد الدين أحدا إلا غلبه)، وعلى الخطيب أن يكون حريصًا على عدم الغلو أو التشدد لأنه حاجز بين الدين والناس، وخطيب المسجد الذى يلجأ إلى هذا اللون من الأحاديث لا يحظى ببراعة الاستهلال فى الوصول إلى عقل المتلقى وتفهيم الإسلام، والبعد عن الأساس الواقعى بحيث لا يحس المستقبل أنه فى واد والواعظ فى واد آخر.
عذاب القبر
* هذا ينقلنا إلى الإعلاميين والصحفيين الذين يشغلون المجتمع بين الفينة والأخرى بقضايا مثل عذاب القبر أو ما يدّعونه من تنقية للتراث كيف ترى هذا؟!
** وقديما قالوا: إذا كان المستمع مجنونا فلابد أن يكون المتحدث عاقلا، والآن أصبح العكس فصار المتحدث مجنونا والمجتمع عاقلا.. والسؤال: هل قضية عذاب القبر مهمة حتى ينشغل بها المسلمون الآن ؟!.. أم هى تشويش مقصود ليدخل الناس فى قضايا ليست من قضاياهم الحيوية.
والأمر الثانى: كيف نستطيع أن نصل إلى وجود عذاب القبر من عدمه؟!.. الإجابة: ليس أمامنا إلا طرق ثلاثة الأول: الحس والتجربة، والثانى: العقل، والثالث: النص.. ولا يمكن أن يكون الحس طريقا لمعرفة عذاب القبر لأنه لم يسبق أن مات إنسانا ثم عاد إلى الحياة ليحكى لنا عن عذاب القبر، وبناء عليه يكون الجدل حول الحس جدلًا بيزنطيًا، واللجوء إلى العقل يجعلنا نقبل كل الاحتمالات، مثل أن نقبل رأى المعتزلة الذين يقولون بعدم وجود عذاب القبر، ونقبل الآخرين الذين يقولون بوجوده فلا يحسم العقل المسألة.
ويبقى النص، والنص الذى يتحدث عن عذاب القبر وارد فى أحاديث نبوية موجودة فى كتب الصحاح ولكنها أحاديث أحاد يعنى ظنية الثبوت وليست قطيعة وما هو ظنى الثبوت لا يوصف المسلم الذى يختلف فيه لا بإيمان ولا بكفر.
* لنشرح مصطلح « ظنى الثبوت» للقارئ؟.
** ظنى الثبوت الذى يقبل الاختلاف فى الرأى حوله.. وبالتالى من يقول بعذاب القبر له ذلك والذى لا يقول به لا ينبغى أن يحولها إلى قضية عامة يطرحها فى وسائل الإعلام لأنه بذلك يخرق المنهج الصحيح فى التعامل مع الأفكار الإسلامية الرئيسية كما لا ينبغى أن نفرضها على إيمانهم.
السنة الشفهية
* وماذا عن السنة الشفهية أو السيرة ؟.
** قبل أن ندخل فى مناقشة السيرة نسأل الذين يتحدثون عن صحيح البخارى.. هل يتحدثون عن عدم عصمة البخارى؟.. إذا كانوا يتحدثون فى ذلك فنحن نقر أن لا أحد معصوم بعد رسول الله (( صلي الله عليه وسلم ))، ولا يوجد فى المسلمين من قال إن صحيح البخارى معصوم لا فى متنه ولا علله، وهناك استدراكات عليه فى شروحه لابن حجر، واستدراكات عند الإمام مسلم فى صحيحه، أما إذا كانوا يتكلمون عن الأحاديث الصحاح للبخارى، فهى تبلغ بدون المكررات 6 آلاف حديث، والسؤال: كم عدد الأحاديث التى يعترضون عليها، واحد، اثنان، ثلاثة،: فلتجعلوها ثلاثين فهل هذا يجعلنا نلبّس على المسلمين فنقول إن كتاب البخارى ليس صحيحا وننكر صحة ومجهود البخارى فى الاختيار من بين أكثر من5700 حديث؟ إن من يفعل هذا شخص لا يريد أن تؤخذ السنة كجزء من المصادر الإسلامية، كما كان المستشرقون يفعلون فيقولون إن السنة لم تدون إلا فى القرون الثانى والثالث والرابع، أو يقولون إن لدينا شك فى الرواة والمحدثين مع أن الثقافة العربية شفاهية منذ العصر الجاهلى وحتى عصر التدوين الذى بدأ أواخر القرن الثانى الهجرى،والأمر أنهم يدخلون بنا فى مأزق، لأنهم جزء من الذين يريدون أن ينشروا الارتياب فى الإسلام عن طريق الارتياب فى مصادره.
* وكيف تكون السنة الشفهية مصدرًا أساسيًا من مصادر الدين الإسلامى؟.
** هناك ما يصح يقينا من السنة الشفوية مثل حديث رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )): إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.. هو حديث شفوى يصل إلى درجة القطعى، وما يصدر عن الإنسان عموما ينقسم إلى أفعال وأقوال وتقريرات، وأحاديث الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) فيها التقرير، فعندما قال رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) لجنود المسلمين قبل غزوة الخندق: لا يصلين أحد منكم العصر إلا فى بنى قريظة، صلى بعض الجنود العصر فى ميعاده المفروض، وقد فسر حديث رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) بأنه حث على الإسراع حتى يصلوا قبل بداية المعركة، وبعضهم أخَّر الصلاة ولما سمع الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) ذلك لم يعقب وأقر هذا وذاك.
* احتمل كلام الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) التأويل، فهل هذا مما يعزز السنة أم يخصم منها؟
** ليس هنا ما يعزز أو يخصم، ولكن النقطة الأساسية أنه عندما ينهار ركن واحد من أركان الرأى لا يبقى الرأى،وهذا ما يريدونه، وقد ثبت يقينا أن هناك سنة شفوية.. ويكون عليك أن تسلم بها طبقا لأنك مؤمن بالسنة، ومن ينكر يدخل نفسه فى مأزق وعليه أن يكون صادقا فى 3 أمور ويوضحها لنا. الأول: هل يؤمن بحجية الحديث؟.. فإذا قال إنه لا يؤمن بها فقد خالف الكتاب ولا داعى لمناقشته، والثانى: هل هو يعمل بهذه السنة؟. إذا كان يعمل بها لماذا يدخل معنا فى معركة بشأنها؟.. أثبتها أو لم يثبتها هو لا يعمل بها.. وقد كتبت مقالا منشورا قلت فيه لمنكرى السنة كونوا شجعانا وقولوا لنا أين مكان السنة فى حياتكم اليومية؟، وإذا كنت لا تصلى ولا تصوم ولا تلتزم بأى منها.. لماذا تتحدث فى الموضوع.. أم تريد أن تجعل الآخرين مثلك لا يصلون ولا يصومون ولا يفهمون؟.
الأمر الثالث: أن السنة القولية ثبتت بيقين، وما كان قطعيا فى ثبوته نصا فهو قطعى فى ثبوته عقلا ويسمى علماء المنطق هذا ب «الثالث المرفوع».
* أعطنا مثالا:
** عندما يقول الله تعالى فى آية قرآنية: «فلها نصف ما ترك».. والنصف ثابت معروف فى العقل وهو أيضا ثابت فى الشرع لا يمكن أن يتعارض فيتحول النصف الذى فى العقل إلى الربع فى الشرع.
* القرآنيون الذين انطلقوا من رواق ابن خلدون وزعيمهم أحمد صبحى منصور أشاعوا أن هناك فى السنة الشفهية أحكاما تتعارض مع ما ورد فى القرآن وأهل السنة يأخذون بها ويرفضون ماهو فى القرآن.
** من قالوا إن الأحكام تتعارض بين السنة والقرآن لم يقدموا آية واحدة وحديثًا واحدًا يتعارضان، وعليهم أن يقدموا حديثًا واحدًا فقط، اتفق على صحته علماء الحديث ويقولون إنه يتعارض مع القرآن لكن حينما يلجأون إلى الموضوعات من الأحاديث والضعيف منها ويستشهدوا به فمن الطبيعى أن يختلف مع القرآن، وقائل هذا الحديث فاسد مثلهم.
* ومن نعتمد أو نحتكم إليه؟!
** نحتكم للعلم.
* العلم ليس متوفرًا للجميع أقصد كيف نتفق أو ما هى المعايير الحاكمة فى تقرير صحة الأحاديث؟
** الإسناد وصحة المتن.
* لكن البخارى ومسلم وغيرهما قبلوا بأحاديث وتركوا أخرى؟
** الشروط التى وضعها البخارى فى جمعه للحديث غير الشروط التى وضعها غيره، وفى كتب الأحاديث المعتمدة هناك حديث زائد عند أحدها وغير موجود فى آخر، لكن معظم الأحاديث الواردة فى البخارى موجودة فى مسلم ببعض الاختلافات البسيطة فى الصياغة، وهناك المتفق عليه أى الموجود بنصه فى الكتابين.
النقد
* هل تقرر أنه بات ضربا من ضروب المحال أن يتصدى أحد للبخارى بالنقد أو الاستبعاد أو غيرهما؟
** هو لا يستطيع أن يتصدى بنفسه لأنه لن يقدم شيئا جديدا إذا كان فاهمًا لقواعد السُنّة قارئًا لكتب الحديث، فمناقشة البخارى تمت على امتداد العصور من الذين عاصروه أو ممن جاءوا بعده، ولن يقدم لنا أحد جديدًا إلا جهله بالسُنّة أو كتب الحديث، وبعض الأحاديث لن نستطيع فهمها إلا باللجوء إلى علوم مثل الطب أو الطبيعة مثل بعض آيات القرآن، فكلما اتسع علم الإنسان أصبح فهمه للقرآن أجدر لأن هناك من السُنّة الكونية مالم يعرفه الأقدمون.
* ماذا عن حديث الذبابة مثلًا البعض يرى أنه مناف للذوق ؟!
** هذا الحديث دارت حوله مناقشات كثيرة ومع ذلك فالجزء الذى يضايقهم فيه هو الذبابة.. وما يقيّم الحديث فهو أن نبحثه طبيًا، وإذا ما قرر الأطباء أن هذا الحديث ليس معارضًا لقوانين الطب،فرفضك له لونًا من الجنون لأن القضية هنا تتعلق بالمتن وليس السند، فالسند صحيح على طريقة البخارى ومسلم
* من هو المجدد فى الإسلام الذى نريده وما هى وجوه التجديد؟
** المجدد فى الإسلام هو الذى يعرف مصادر الإسلام ويعرف مشكلات الناس ويوجد حلولًا إسلامية لها، ويجعل النصوص تستوعب الزمان والمكان قادرة على الوفاء بحاجات الناس بحيث تحقق لهم المصالح وتنفى عنهم المفاسد.
الدين والثقافة الدينية
* كيف نفرق ما بين الدين.. والثقافة التى تنسب إلى الدين؟
** الدين هو ما طلب منك الإسلام أن تعتقده وما ورد قطعيًا فى نصوصه.. مثل أن تؤمن بالله الواحد وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن ترفع أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة والصوم إلى آخره، أما السلوكيات الإسلامية التى لها أحكام فى كتب الفقه الإسلامية وتخضع للأفهام البشرية، فهى اجتهادية، بمعنى أنه كما فهمها أهل زمانها يمكن أن يفهمها أهل زماننا بطريقة مغايرة ويستفيدون بها أو يتركونها لغيرها.
الخروج على الحاكم
* متى يكون الخروج على الحاكم واجبًا دينيًا وماذا يقول فيها الفقه؟
** فى قضية الخروج على الحاكم أسىء فهم الفقه الإسلامى وبعض الفقهاء يرى أن هذا لا يكون إلا إذا خرج الحاكم خروجا صريحًا عن العقيدة، ولا يكون ذلك إذا كان يؤدى إلى فتنة، أو إلى الإضرار أو يشعل حربًا تؤدى إلى انقسام المسلمين ويفرقهم أمام أعدائهم يعنى هناك حالات تدعو إلى التمسك بالحاكم ونحن لا نبحث عن دين الحاكم وإنما عن قدراته كيف يستطيع أن يصد عنا العدو، ويصد غائلة الجهل والفساد فى المجتمع وهذا هو تقييمنا للحاكم.
* المصريون ثاروا على الحاكم مرتين فى 3 سنوات هل ترى أنهم كانوا على حق فى المرتين وأن الأمر كان يستحق هذا؟
** لا شك أنه كان يستحق لأن الحاكم الظالم ينبغى الخروج عليه إذا كان المسلمون يملكون القدرة على ذلك والشباب خرجوا مسالمين ليعلموا الكافة بأن هذا نهاية الطريق، والاستبداد كان موجودًا قبل 25 يناير و30 يونيو.
* وكيف يقيس المسلم هذا الظلم؟!
** يقيسه الناس وليس المفكر والعالم، لأن الناس هى التى تحس الظلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.