الرئيس ينتصر للصحافة والإعلام    وزارة التعليم تحدد اسعار الكتب المدرسية لطلاب المدارس الخاصة    الهيئة الوطنية للانتخابات تعلن نتيجة انتخابات مجلس الشيوخ مساء غد    محافظ الأقصر يبحث رفع كفاءة الوحدات الصحية واستكمال المشروعات الطبية مع وفد الصحة    قيادات تعليم السويس تودّع المدير السابق بممر شرفي تكريمًا لجهوده    تُخالف النِسب المُقررة دستوريا .. ميزانيات الصحة والتعليم تكشف ادعاءات وزارة "مالية" السيسي !    مدبولي يترأس الوفد المصري المشارك في أعمال اللجنة المصرية الأردنية المشتركة    تعاون مصري- إيفواري في مجالي الصناعة والنقل وبحث إقامة مناطق لوجستية مشتركة    يسري الشرقاوي: القطاع الخاص آمن بمبادرة التيسيرات الضريبية    محافظ كفرالشيخ يعتمد تحديث المخطط التفصيلي لمدينة سيدي سالم وتعديل قيود الارتفاع    الكويت ترحب بإعلان أستراليا عزمها الاعتراف بفلسطين ودراسة نيوزيلندا لهذه الخطوة    منة الله محمد تنافس على برونزية الكونغ فو بدورة الألعاب العالمية بالصين    موعد مباراة ريال مدريد وتيرول والقنوات الناقلة    "مكان التواجد والانصراف".. الإسماعيلي يعلن تعليمات حضور الجمعية العمومية    موجة شديدة الحرارة.. الأرصاد تحذر من حالة الطقس غدًا الثلاثاء    محافظ المنيا يوجّه بوقف العمل خلال ساعات الذروة    محافظة الإسكندرية توجه إرشادات للمصطافين لعبور الطريق بعد حادث الشاطبى    ضبط 1429 نسخة من الكتب الدراسية الخارجية بدون ترخيص    نفرتيتى.. النزاع على الملكة الوحيدة    الإعلام من المطبعة إلى المنصة    برعاية وزارة الرياضة.. تكريم شيري عادل في مهرجان إبداع بدورته الخامسة    عاصم عبد القادر: مؤتمر دار الإفتاء يناقش تأثير الذكاء الاصطناعي على الفتوى    في ذكرى رحيله.. نور الشريف أيقونة الفن المصري الذي ترك إرثًا خالدًا في السينما والدراما    عمرو يوسف ودينا الشربينى وأبطال درويش يحتفلون بالعرض الخاص    مذيعة القاهرة الإخبارية لمسئول بالوكالة الذرية: العلاقات لا تبنى على دم الشهداء    أنا مريضة ينفع آخد فلوس من وراء أهلي؟.. عضو بمركز الأزهر تجيب    هل يشعر الموتى بالأحياء؟.. أمين الفتوى يجيب    4 تفسيرات للآية «وأما بنعمة ربك فحدث».. رمضان عبدالمعز يوضح    أجمل عبارات تهنئة بالمولد النبوي الشريف للأهل والأصدقاء    وكيل صحة سيناء يتابع تقديم الخدمات الطبية للمترددين على مستشفى العريش    «بمكون ميجيش في بالك».. أسرار «فيجيتار» المصانع في المطبخ (المكونات والطريقة)    وصفات حلويات المولد النبوي الشريف السهلة بدون فرن    «الحرارة تتخطى 40 درجة».. تحذيرات من موجة حر شديدة واستثنائية تضرب فرنسا وإسبانيا    مهاجم مانشستر يونايتد الجديد: إبراهيموفيتش قدوتي وأتمنى مقابلته يومًا ما    جدول مواقيت الصلوات الخمسة غدا الثلاثاء 12 أغسطس في المنيا والمحافظات    مجلس صيانة الدستور الإيراني: نزع سلاح حزب الله حلم واهم    رد حاسم من كهرباء الإسماعيلية على مفاوضاتهم مع محمود كهربا (خاص)    الشباب والرياضة و"مكافحة الإدمان" يعلنان الكشف المبكر عن تعاطى المخدرات    القولون العصبي وأورام القولون- 3 أعراض للتفريق بينهما    إقبال كثيف على شواطئ الإسكندرية مع ارتفاع الحرارة ورفع الرايات التحذيرية    تفسير رؤية الدجاج في المنام.. الدلالات النفسية    روسيا تعزز قاعدتها وتزيد عدد قواتها في القامشلي شمال شرقي سوريا    بدء تداول أسهم شركتي «أرابيا إنفستمنتس» في البورصة المصرية    اللجنة الفنية في اتحاد الكرة تناقش الإعداد لكأس العرب    محمد إيهاب: نسعى لإخراج البطولة العربية للناشئين والناشئات لكرة السلة في أفضل صورة    فيبا تضع مباراتي مصر ضمن أبرز 10 مواجهات في مجموعات الأفروباسكت    الرئيس الفرنسي: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا    نشرة «المصري اليوم» من الإسكندرية: قرار قضائي عاجل بشأن «ابنة مبارك».. وحبس المتهمين في واقعة ركل «فتاة الكورنيش»    وزير الزراعة و3 محافظين يفتتحون مؤتمرا علميا لاستعراض أحدث تقنيات المكافحة الحيوية للآفات.. استراتيجية لتطوير برامج المكافحة المتكاملة.. وتحفيز القطاع الخاص على الإستثمار في التقنيات الخضراء    أمين الفتوى: الحلال ينير العقل ويبارك الحياة والحرام يفسد المعنى قبل المادة    وزير الري يؤكد أهمية أعمال صيانة وتطوير منظومة المراقبة والتشغيل بالسد العالي    جريمة أخلاقية بطلها مدرس.. ماذا حدث في مدرسة الطالبية؟    سحب 950 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكترونى خلال 24 ساعة    الأمم المتحدة: قتل إسرائيل للصحفيين "انتهاك خطير" للقانون الدولي    الصحة: 40 مليون خدمة مجانية في 26 يومًا ضمن «100 يوم صحة»    بعد تعنيفه لمدير مدرسة.. محافظ المنيا: توجيهاتي كانت في الأساس للصالح العام    نائب ترامب: لن نستمر في تحمل العبء المالي الأكبر في دعم أوكرانيا    بقوة 6.1 درجة.. مقتل شخص وإصابة 29 آخرين في زلزال غرب تركيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطرق الثلاثة للوصول إلى حقيقة عذاب القبر
نشر في أكتوبر يوم 14 - 09 - 2014


فى الجزء الأول
من حوارنا مع د. محمد كمال الدين إمام العالم الفقيه سألنا الرجل وأجاب عن مسائل وقضايا تشغل الأمة وعامة المسلمين ويتماس فيها الدينى بالدنيوى والغيب بالشهادة وفى هذا الجزء الثانى نتطرق إلى تفاصيل تتعلق بالقضايا التى شغلت المجتمع المصرى بشكل خاص أو فُرض عليه الانشغال بها فى مسائل الدين والدنيا.. وإلى التفاصيل.
* هل يمكن فى الإسلام أن تنسب جماعة نفسها لصحيح الدين وسُنّة الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) وتنفى عن باقى المسلمين ذلك؟
** هذه اصطلاحات لا تعبر عن الإسلام باعتبار أنها تمثل الإسلام وحدها وكل جماعة من هذه الجماعات فيها الصواب وفيها الخطأ وعندما تحول أفكارها من حقائق ثقافية ومن جدل فقهى، وحوار فكرى إلى حوار بالبندقية والسلاح تبتعد تمامًا عن الإسلام!!
* بمعنى أنها تخرج من رحابته.
** تبتعد بقدر إيغالها فى الدم وإيذاء الناس، والحكم بالخروج من الإسلام حكم صعب.
* لم أقل خروجًا ولكن قصدت رحابة الإسلام أى خيمته الكبيرة؟
** وأنا أقصد الخروج على قيم الإسلام وآداب الإسلام وأحكامه، وهذا بالتأكيد ليس تحقيقًا للنموذج الذى فرضه علينا الإسلام ويتعلق بحماية المقاصد الخمسة للشريعة وهى مقاصد إنسانية.
* فى الدين ما هى المرجعية التى عاد إليها المسلم فى عصور الإسلام الأولى وما هى المرجعية التى ينبغى أن يعود إليها الآن؟
** هناك مرجعية المصادر، وهناك مرجعية المؤسسات، مرجعية المصادر هى القرآن والسُنّة يقول النبى (( صلي الله عليه وسلم )): «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى»، هذان المصدران الأولان والأساسيان اللذان نستمد منهما أحكام الشريعة الإسلامية، أما مرجعية المؤسسات فقد أوردناها من قبل.
الخطاب الدينى
* جزء آخر من أزمتنا يتعلق بالخطاب الدينى.. وقبل أن نتطرق للسؤال هل تعرفّه لنا تعريفًا مختصرًا؟
** الخطاب الدينى يتضمن أمرين وسائل وخطابا (رسالة) والوسائل كثيرة، منها الجماهيرية التى تصلنا من وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية، ومنها المباشرة مثل خطبة الجمعة والعيدين والموعظة فى الكنيسة، والخطاب الدينى الحالى تنقصه الآليات وتنقصه أيضًا المضامين الجديدة التى يحملها المتكلم أو الرسالة وهى موجودة فى القرآن والسُنّة ، وعليه نحن الآن نحتاج إلى خطاب جديد ليس بمعنى أنه منسلخ عن ثقافة أمته أو ماضيها الفكرى والثقافى والهوية ولكن خطابا يعبر عن المصالح الآنية للأمة والمجتمع، والمشكلات الحقيقية الموجودة فيه، لنقل المشكلة الاقتصادية فيكون على الخطاب الدينى أن يدعو إلى العمل والتماسك والبذل والعطاء وكل هذا يمثل خطابا دينيًا جديدا لأنه يمس الواقع الاجتماعى المتجدد فى مشاكله.
الخطاب المتشدد
* وفى المقابل هناك الخطاب المتشدد التفكيرى ماذا نفعل؟!
** علينا أن نقلص من المستمع لهذا الخطاب، وعندما يكون هناك إعلام مريض لابد أن تحمى نفسك بالوقاية بحائط الصد وهى هنا الثقافة الإسلامية الرشيدة المتمثلة فى قيم الإسلام الصحيحة التى يجب أن يتنبه لها رجال الإعلام، وعندما تريد أن تحصل على فريق دينى يجدد هذا الخطاب لابد أن تؤهله وتحصل على أحسن العناصر،.
* ولمن نلجأ لإيجاد هذا النوع من الكوادر هل نلجأ للأزهر مثلًا؟
** نعم على رأسها الأزهر ونطلب اختيارات لأنه ليس كل من على الساحة لديه هذا الخطاب، وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وصرحاء ونختار أفضل العناصر.
* هل يجرى لهم اختبارات مثلا؟
** يتم اختيارهم بإتقان لأن هذا مهم ويحتاج الخطيب لعنصر الثقة من الجماهير، الذى يكتسبه من قدرته على الأداء فخطاب المسجد يتعامل مع الجماهير العريضة والبسيطة.
توحيد الخطبة
* وهل أنت مع توحيد الخطبة؟
** أنا ضد توحيد الخطبة لأن هذا لا يراعى الزمان والمكان والظروف، فمحافظة معينة مثلًا حدث فيها كارثة أو وباء أو مشكلة فى الزراعة أو غيرها فلا ينبغى أن يكون هناك خطاب موحد ولكن منهج موحد والفارق كبير بينهما.
* والخلط بين الدين والسياسة الذى يمارسه بعض الخطباء؟
** M? ? ? چ چ چ چ ? ? L سورة الجن -M? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? L سورة النور - فالمسجد يجب أن يكون لمراقبة حركة المجتمع ويعطى الرؤية الإسلامية الصحيحة لحركته، محايدًا لا ينحاز إلا للإسلام وقيمه ومصادره وليس لفريق أو حزب، وعندما تتحول المساجد من كونها دعوة عامة إلى دعوة خاصة نفتقد وتفتقر للمنهج الصحيح فى الخطاب الدينى.
* ويعتمد بعض الخطباء إما على قصص الوعظ المغرقة فى العاطفة أو الخطاب الذى لا يبشر إلا بالعذاب ولا تخرج الخطبة عن هذا تقريبًا؟
** خطبة الجمعة ينبغى ألا تدخل مجالات تخويف وترهيب الناس فالتشدد ليس مطلوبًا كما يقول رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) (إن الدين متين فأوغل فيه برفق فلن يشاد الدين أحدا إلا غلبه)، وعلى الخطيب أن يكون حريصًا على عدم الغلو أو التشدد لأنه حاجز بين الدين والناس، وخطيب المسجد الذى يلجأ إلى هذا اللون من الأحاديث لا يحظى ببراعة الاستهلال فى الوصول إلى عقل المتلقى وتفهيم الإسلام، والبعد عن الأساس الواقعى بحيث لا يحس المستقبل أنه فى واد والواعظ فى واد آخر.
عذاب القبر
* هذا ينقلنا إلى الإعلاميين والصحفيين الذين يشغلون المجتمع بين الفينة والأخرى بقضايا مثل عذاب القبر أو ما يدّعونه من تنقية للتراث كيف ترى هذا؟!
** وقديما قالوا: إذا كان المستمع مجنونا فلابد أن يكون المتحدث عاقلا، والآن أصبح العكس فصار المتحدث مجنونا والمجتمع عاقلا.. والسؤال: هل قضية عذاب القبر مهمة حتى ينشغل بها المسلمون الآن ؟!.. أم هى تشويش مقصود ليدخل الناس فى قضايا ليست من قضاياهم الحيوية.
والأمر الثانى: كيف نستطيع أن نصل إلى وجود عذاب القبر من عدمه؟!.. الإجابة: ليس أمامنا إلا طرق ثلاثة الأول: الحس والتجربة، والثانى: العقل، والثالث: النص.. ولا يمكن أن يكون الحس طريقا لمعرفة عذاب القبر لأنه لم يسبق أن مات إنسانا ثم عاد إلى الحياة ليحكى لنا عن عذاب القبر، وبناء عليه يكون الجدل حول الحس جدلًا بيزنطيًا، واللجوء إلى العقل يجعلنا نقبل كل الاحتمالات، مثل أن نقبل رأى المعتزلة الذين يقولون بعدم وجود عذاب القبر، ونقبل الآخرين الذين يقولون بوجوده فلا يحسم العقل المسألة.
ويبقى النص، والنص الذى يتحدث عن عذاب القبر وارد فى أحاديث نبوية موجودة فى كتب الصحاح ولكنها أحاديث أحاد يعنى ظنية الثبوت وليست قطيعة وما هو ظنى الثبوت لا يوصف المسلم الذى يختلف فيه لا بإيمان ولا بكفر.
* لنشرح مصطلح « ظنى الثبوت» للقارئ؟.
** ظنى الثبوت الذى يقبل الاختلاف فى الرأى حوله.. وبالتالى من يقول بعذاب القبر له ذلك والذى لا يقول به لا ينبغى أن يحولها إلى قضية عامة يطرحها فى وسائل الإعلام لأنه بذلك يخرق المنهج الصحيح فى التعامل مع الأفكار الإسلامية الرئيسية كما لا ينبغى أن نفرضها على إيمانهم.
السنة الشفهية
* وماذا عن السنة الشفهية أو السيرة ؟.
** قبل أن ندخل فى مناقشة السيرة نسأل الذين يتحدثون عن صحيح البخارى.. هل يتحدثون عن عدم عصمة البخارى؟.. إذا كانوا يتحدثون فى ذلك فنحن نقر أن لا أحد معصوم بعد رسول الله (( صلي الله عليه وسلم ))، ولا يوجد فى المسلمين من قال إن صحيح البخارى معصوم لا فى متنه ولا علله، وهناك استدراكات عليه فى شروحه لابن حجر، واستدراكات عند الإمام مسلم فى صحيحه، أما إذا كانوا يتكلمون عن الأحاديث الصحاح للبخارى، فهى تبلغ بدون المكررات 6 آلاف حديث، والسؤال: كم عدد الأحاديث التى يعترضون عليها، واحد، اثنان، ثلاثة،: فلتجعلوها ثلاثين فهل هذا يجعلنا نلبّس على المسلمين فنقول إن كتاب البخارى ليس صحيحا وننكر صحة ومجهود البخارى فى الاختيار من بين أكثر من5700 حديث؟ إن من يفعل هذا شخص لا يريد أن تؤخذ السنة كجزء من المصادر الإسلامية، كما كان المستشرقون يفعلون فيقولون إن السنة لم تدون إلا فى القرون الثانى والثالث والرابع، أو يقولون إن لدينا شك فى الرواة والمحدثين مع أن الثقافة العربية شفاهية منذ العصر الجاهلى وحتى عصر التدوين الذى بدأ أواخر القرن الثانى الهجرى،والأمر أنهم يدخلون بنا فى مأزق، لأنهم جزء من الذين يريدون أن ينشروا الارتياب فى الإسلام عن طريق الارتياب فى مصادره.
* وكيف تكون السنة الشفهية مصدرًا أساسيًا من مصادر الدين الإسلامى؟.
** هناك ما يصح يقينا من السنة الشفوية مثل حديث رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )): إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.. هو حديث شفوى يصل إلى درجة القطعى، وما يصدر عن الإنسان عموما ينقسم إلى أفعال وأقوال وتقريرات، وأحاديث الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) فيها التقرير، فعندما قال رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) لجنود المسلمين قبل غزوة الخندق: لا يصلين أحد منكم العصر إلا فى بنى قريظة، صلى بعض الجنود العصر فى ميعاده المفروض، وقد فسر حديث رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) بأنه حث على الإسراع حتى يصلوا قبل بداية المعركة، وبعضهم أخَّر الصلاة ولما سمع الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) ذلك لم يعقب وأقر هذا وذاك.
* احتمل كلام الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) التأويل، فهل هذا مما يعزز السنة أم يخصم منها؟
** ليس هنا ما يعزز أو يخصم، ولكن النقطة الأساسية أنه عندما ينهار ركن واحد من أركان الرأى لا يبقى الرأى،وهذا ما يريدونه، وقد ثبت يقينا أن هناك سنة شفوية.. ويكون عليك أن تسلم بها طبقا لأنك مؤمن بالسنة، ومن ينكر يدخل نفسه فى مأزق وعليه أن يكون صادقا فى 3 أمور ويوضحها لنا. الأول: هل يؤمن بحجية الحديث؟.. فإذا قال إنه لا يؤمن بها فقد خالف الكتاب ولا داعى لمناقشته، والثانى: هل هو يعمل بهذه السنة؟. إذا كان يعمل بها لماذا يدخل معنا فى معركة بشأنها؟.. أثبتها أو لم يثبتها هو لا يعمل بها.. وقد كتبت مقالا منشورا قلت فيه لمنكرى السنة كونوا شجعانا وقولوا لنا أين مكان السنة فى حياتكم اليومية؟، وإذا كنت لا تصلى ولا تصوم ولا تلتزم بأى منها.. لماذا تتحدث فى الموضوع.. أم تريد أن تجعل الآخرين مثلك لا يصلون ولا يصومون ولا يفهمون؟.
الأمر الثالث: أن السنة القولية ثبتت بيقين، وما كان قطعيا فى ثبوته نصا فهو قطعى فى ثبوته عقلا ويسمى علماء المنطق هذا ب «الثالث المرفوع».
* أعطنا مثالا:
** عندما يقول الله تعالى فى آية قرآنية: «فلها نصف ما ترك».. والنصف ثابت معروف فى العقل وهو أيضا ثابت فى الشرع لا يمكن أن يتعارض فيتحول النصف الذى فى العقل إلى الربع فى الشرع.
* القرآنيون الذين انطلقوا من رواق ابن خلدون وزعيمهم أحمد صبحى منصور أشاعوا أن هناك فى السنة الشفهية أحكاما تتعارض مع ما ورد فى القرآن وأهل السنة يأخذون بها ويرفضون ماهو فى القرآن.
** من قالوا إن الأحكام تتعارض بين السنة والقرآن لم يقدموا آية واحدة وحديثًا واحدًا يتعارضان، وعليهم أن يقدموا حديثًا واحدًا فقط، اتفق على صحته علماء الحديث ويقولون إنه يتعارض مع القرآن لكن حينما يلجأون إلى الموضوعات من الأحاديث والضعيف منها ويستشهدوا به فمن الطبيعى أن يختلف مع القرآن، وقائل هذا الحديث فاسد مثلهم.
* ومن نعتمد أو نحتكم إليه؟!
** نحتكم للعلم.
* العلم ليس متوفرًا للجميع أقصد كيف نتفق أو ما هى المعايير الحاكمة فى تقرير صحة الأحاديث؟
** الإسناد وصحة المتن.
* لكن البخارى ومسلم وغيرهما قبلوا بأحاديث وتركوا أخرى؟
** الشروط التى وضعها البخارى فى جمعه للحديث غير الشروط التى وضعها غيره، وفى كتب الأحاديث المعتمدة هناك حديث زائد عند أحدها وغير موجود فى آخر، لكن معظم الأحاديث الواردة فى البخارى موجودة فى مسلم ببعض الاختلافات البسيطة فى الصياغة، وهناك المتفق عليه أى الموجود بنصه فى الكتابين.
النقد
* هل تقرر أنه بات ضربا من ضروب المحال أن يتصدى أحد للبخارى بالنقد أو الاستبعاد أو غيرهما؟
** هو لا يستطيع أن يتصدى بنفسه لأنه لن يقدم شيئا جديدا إذا كان فاهمًا لقواعد السُنّة قارئًا لكتب الحديث، فمناقشة البخارى تمت على امتداد العصور من الذين عاصروه أو ممن جاءوا بعده، ولن يقدم لنا أحد جديدًا إلا جهله بالسُنّة أو كتب الحديث، وبعض الأحاديث لن نستطيع فهمها إلا باللجوء إلى علوم مثل الطب أو الطبيعة مثل بعض آيات القرآن، فكلما اتسع علم الإنسان أصبح فهمه للقرآن أجدر لأن هناك من السُنّة الكونية مالم يعرفه الأقدمون.
* ماذا عن حديث الذبابة مثلًا البعض يرى أنه مناف للذوق ؟!
** هذا الحديث دارت حوله مناقشات كثيرة ومع ذلك فالجزء الذى يضايقهم فيه هو الذبابة.. وما يقيّم الحديث فهو أن نبحثه طبيًا، وإذا ما قرر الأطباء أن هذا الحديث ليس معارضًا لقوانين الطب،فرفضك له لونًا من الجنون لأن القضية هنا تتعلق بالمتن وليس السند، فالسند صحيح على طريقة البخارى ومسلم
* من هو المجدد فى الإسلام الذى نريده وما هى وجوه التجديد؟
** المجدد فى الإسلام هو الذى يعرف مصادر الإسلام ويعرف مشكلات الناس ويوجد حلولًا إسلامية لها، ويجعل النصوص تستوعب الزمان والمكان قادرة على الوفاء بحاجات الناس بحيث تحقق لهم المصالح وتنفى عنهم المفاسد.
الدين والثقافة الدينية
* كيف نفرق ما بين الدين.. والثقافة التى تنسب إلى الدين؟
** الدين هو ما طلب منك الإسلام أن تعتقده وما ورد قطعيًا فى نصوصه.. مثل أن تؤمن بالله الواحد وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن ترفع أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة والصوم إلى آخره، أما السلوكيات الإسلامية التى لها أحكام فى كتب الفقه الإسلامية وتخضع للأفهام البشرية، فهى اجتهادية، بمعنى أنه كما فهمها أهل زمانها يمكن أن يفهمها أهل زماننا بطريقة مغايرة ويستفيدون بها أو يتركونها لغيرها.
الخروج على الحاكم
* متى يكون الخروج على الحاكم واجبًا دينيًا وماذا يقول فيها الفقه؟
** فى قضية الخروج على الحاكم أسىء فهم الفقه الإسلامى وبعض الفقهاء يرى أن هذا لا يكون إلا إذا خرج الحاكم خروجا صريحًا عن العقيدة، ولا يكون ذلك إذا كان يؤدى إلى فتنة، أو إلى الإضرار أو يشعل حربًا تؤدى إلى انقسام المسلمين ويفرقهم أمام أعدائهم يعنى هناك حالات تدعو إلى التمسك بالحاكم ونحن لا نبحث عن دين الحاكم وإنما عن قدراته كيف يستطيع أن يصد عنا العدو، ويصد غائلة الجهل والفساد فى المجتمع وهذا هو تقييمنا للحاكم.
* المصريون ثاروا على الحاكم مرتين فى 3 سنوات هل ترى أنهم كانوا على حق فى المرتين وأن الأمر كان يستحق هذا؟
** لا شك أنه كان يستحق لأن الحاكم الظالم ينبغى الخروج عليه إذا كان المسلمون يملكون القدرة على ذلك والشباب خرجوا مسالمين ليعلموا الكافة بأن هذا نهاية الطريق، والاستبداد كان موجودًا قبل 25 يناير و30 يونيو.
* وكيف يقيس المسلم هذا الظلم؟!
** يقيسه الناس وليس المفكر والعالم، لأن الناس هى التى تحس الظلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.