«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الطرق الثلاثة للوصول إلى حقيقة عذاب القبر
نشر في أكتوبر يوم 14 - 09 - 2014


فى الجزء الأول
من حوارنا مع د. محمد كمال الدين إمام العالم الفقيه سألنا الرجل وأجاب عن مسائل وقضايا تشغل الأمة وعامة المسلمين ويتماس فيها الدينى بالدنيوى والغيب بالشهادة وفى هذا الجزء الثانى نتطرق إلى تفاصيل تتعلق بالقضايا التى شغلت المجتمع المصرى بشكل خاص أو فُرض عليه الانشغال بها فى مسائل الدين والدنيا.. وإلى التفاصيل.
* هل يمكن فى الإسلام أن تنسب جماعة نفسها لصحيح الدين وسُنّة الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) وتنفى عن باقى المسلمين ذلك؟
** هذه اصطلاحات لا تعبر عن الإسلام باعتبار أنها تمثل الإسلام وحدها وكل جماعة من هذه الجماعات فيها الصواب وفيها الخطأ وعندما تحول أفكارها من حقائق ثقافية ومن جدل فقهى، وحوار فكرى إلى حوار بالبندقية والسلاح تبتعد تمامًا عن الإسلام!!
* بمعنى أنها تخرج من رحابته.
** تبتعد بقدر إيغالها فى الدم وإيذاء الناس، والحكم بالخروج من الإسلام حكم صعب.
* لم أقل خروجًا ولكن قصدت رحابة الإسلام أى خيمته الكبيرة؟
** وأنا أقصد الخروج على قيم الإسلام وآداب الإسلام وأحكامه، وهذا بالتأكيد ليس تحقيقًا للنموذج الذى فرضه علينا الإسلام ويتعلق بحماية المقاصد الخمسة للشريعة وهى مقاصد إنسانية.
* فى الدين ما هى المرجعية التى عاد إليها المسلم فى عصور الإسلام الأولى وما هى المرجعية التى ينبغى أن يعود إليها الآن؟
** هناك مرجعية المصادر، وهناك مرجعية المؤسسات، مرجعية المصادر هى القرآن والسُنّة يقول النبى (( صلي الله عليه وسلم )): «تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدى أبدا كتاب الله وسنتى»، هذان المصدران الأولان والأساسيان اللذان نستمد منهما أحكام الشريعة الإسلامية، أما مرجعية المؤسسات فقد أوردناها من قبل.
الخطاب الدينى
* جزء آخر من أزمتنا يتعلق بالخطاب الدينى.. وقبل أن نتطرق للسؤال هل تعرفّه لنا تعريفًا مختصرًا؟
** الخطاب الدينى يتضمن أمرين وسائل وخطابا (رسالة) والوسائل كثيرة، منها الجماهيرية التى تصلنا من وسائل الإعلام مقروءة أو مسموعة أو مرئية، ومنها المباشرة مثل خطبة الجمعة والعيدين والموعظة فى الكنيسة، والخطاب الدينى الحالى تنقصه الآليات وتنقصه أيضًا المضامين الجديدة التى يحملها المتكلم أو الرسالة وهى موجودة فى القرآن والسُنّة ، وعليه نحن الآن نحتاج إلى خطاب جديد ليس بمعنى أنه منسلخ عن ثقافة أمته أو ماضيها الفكرى والثقافى والهوية ولكن خطابا يعبر عن المصالح الآنية للأمة والمجتمع، والمشكلات الحقيقية الموجودة فيه، لنقل المشكلة الاقتصادية فيكون على الخطاب الدينى أن يدعو إلى العمل والتماسك والبذل والعطاء وكل هذا يمثل خطابا دينيًا جديدا لأنه يمس الواقع الاجتماعى المتجدد فى مشاكله.
الخطاب المتشدد
* وفى المقابل هناك الخطاب المتشدد التفكيرى ماذا نفعل؟!
** علينا أن نقلص من المستمع لهذا الخطاب، وعندما يكون هناك إعلام مريض لابد أن تحمى نفسك بالوقاية بحائط الصد وهى هنا الثقافة الإسلامية الرشيدة المتمثلة فى قيم الإسلام الصحيحة التى يجب أن يتنبه لها رجال الإعلام، وعندما تريد أن تحصل على فريق دينى يجدد هذا الخطاب لابد أن تؤهله وتحصل على أحسن العناصر،.
* ولمن نلجأ لإيجاد هذا النوع من الكوادر هل نلجأ للأزهر مثلًا؟
** نعم على رأسها الأزهر ونطلب اختيارات لأنه ليس كل من على الساحة لديه هذا الخطاب، وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وصرحاء ونختار أفضل العناصر.
* هل يجرى لهم اختبارات مثلا؟
** يتم اختيارهم بإتقان لأن هذا مهم ويحتاج الخطيب لعنصر الثقة من الجماهير، الذى يكتسبه من قدرته على الأداء فخطاب المسجد يتعامل مع الجماهير العريضة والبسيطة.
توحيد الخطبة
* وهل أنت مع توحيد الخطبة؟
** أنا ضد توحيد الخطبة لأن هذا لا يراعى الزمان والمكان والظروف، فمحافظة معينة مثلًا حدث فيها كارثة أو وباء أو مشكلة فى الزراعة أو غيرها فلا ينبغى أن يكون هناك خطاب موحد ولكن منهج موحد والفارق كبير بينهما.
* والخلط بين الدين والسياسة الذى يمارسه بعض الخطباء؟
** M? ? ? چ چ چ چ ? ? L سورة الجن -M? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? ? L سورة النور - فالمسجد يجب أن يكون لمراقبة حركة المجتمع ويعطى الرؤية الإسلامية الصحيحة لحركته، محايدًا لا ينحاز إلا للإسلام وقيمه ومصادره وليس لفريق أو حزب، وعندما تتحول المساجد من كونها دعوة عامة إلى دعوة خاصة نفتقد وتفتقر للمنهج الصحيح فى الخطاب الدينى.
* ويعتمد بعض الخطباء إما على قصص الوعظ المغرقة فى العاطفة أو الخطاب الذى لا يبشر إلا بالعذاب ولا تخرج الخطبة عن هذا تقريبًا؟
** خطبة الجمعة ينبغى ألا تدخل مجالات تخويف وترهيب الناس فالتشدد ليس مطلوبًا كما يقول رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) (إن الدين متين فأوغل فيه برفق فلن يشاد الدين أحدا إلا غلبه)، وعلى الخطيب أن يكون حريصًا على عدم الغلو أو التشدد لأنه حاجز بين الدين والناس، وخطيب المسجد الذى يلجأ إلى هذا اللون من الأحاديث لا يحظى ببراعة الاستهلال فى الوصول إلى عقل المتلقى وتفهيم الإسلام، والبعد عن الأساس الواقعى بحيث لا يحس المستقبل أنه فى واد والواعظ فى واد آخر.
عذاب القبر
* هذا ينقلنا إلى الإعلاميين والصحفيين الذين يشغلون المجتمع بين الفينة والأخرى بقضايا مثل عذاب القبر أو ما يدّعونه من تنقية للتراث كيف ترى هذا؟!
** وقديما قالوا: إذا كان المستمع مجنونا فلابد أن يكون المتحدث عاقلا، والآن أصبح العكس فصار المتحدث مجنونا والمجتمع عاقلا.. والسؤال: هل قضية عذاب القبر مهمة حتى ينشغل بها المسلمون الآن ؟!.. أم هى تشويش مقصود ليدخل الناس فى قضايا ليست من قضاياهم الحيوية.
والأمر الثانى: كيف نستطيع أن نصل إلى وجود عذاب القبر من عدمه؟!.. الإجابة: ليس أمامنا إلا طرق ثلاثة الأول: الحس والتجربة، والثانى: العقل، والثالث: النص.. ولا يمكن أن يكون الحس طريقا لمعرفة عذاب القبر لأنه لم يسبق أن مات إنسانا ثم عاد إلى الحياة ليحكى لنا عن عذاب القبر، وبناء عليه يكون الجدل حول الحس جدلًا بيزنطيًا، واللجوء إلى العقل يجعلنا نقبل كل الاحتمالات، مثل أن نقبل رأى المعتزلة الذين يقولون بعدم وجود عذاب القبر، ونقبل الآخرين الذين يقولون بوجوده فلا يحسم العقل المسألة.
ويبقى النص، والنص الذى يتحدث عن عذاب القبر وارد فى أحاديث نبوية موجودة فى كتب الصحاح ولكنها أحاديث أحاد يعنى ظنية الثبوت وليست قطيعة وما هو ظنى الثبوت لا يوصف المسلم الذى يختلف فيه لا بإيمان ولا بكفر.
* لنشرح مصطلح « ظنى الثبوت» للقارئ؟.
** ظنى الثبوت الذى يقبل الاختلاف فى الرأى حوله.. وبالتالى من يقول بعذاب القبر له ذلك والذى لا يقول به لا ينبغى أن يحولها إلى قضية عامة يطرحها فى وسائل الإعلام لأنه بذلك يخرق المنهج الصحيح فى التعامل مع الأفكار الإسلامية الرئيسية كما لا ينبغى أن نفرضها على إيمانهم.
السنة الشفهية
* وماذا عن السنة الشفهية أو السيرة ؟.
** قبل أن ندخل فى مناقشة السيرة نسأل الذين يتحدثون عن صحيح البخارى.. هل يتحدثون عن عدم عصمة البخارى؟.. إذا كانوا يتحدثون فى ذلك فنحن نقر أن لا أحد معصوم بعد رسول الله (( صلي الله عليه وسلم ))، ولا يوجد فى المسلمين من قال إن صحيح البخارى معصوم لا فى متنه ولا علله، وهناك استدراكات عليه فى شروحه لابن حجر، واستدراكات عند الإمام مسلم فى صحيحه، أما إذا كانوا يتكلمون عن الأحاديث الصحاح للبخارى، فهى تبلغ بدون المكررات 6 آلاف حديث، والسؤال: كم عدد الأحاديث التى يعترضون عليها، واحد، اثنان، ثلاثة،: فلتجعلوها ثلاثين فهل هذا يجعلنا نلبّس على المسلمين فنقول إن كتاب البخارى ليس صحيحا وننكر صحة ومجهود البخارى فى الاختيار من بين أكثر من5700 حديث؟ إن من يفعل هذا شخص لا يريد أن تؤخذ السنة كجزء من المصادر الإسلامية، كما كان المستشرقون يفعلون فيقولون إن السنة لم تدون إلا فى القرون الثانى والثالث والرابع، أو يقولون إن لدينا شك فى الرواة والمحدثين مع أن الثقافة العربية شفاهية منذ العصر الجاهلى وحتى عصر التدوين الذى بدأ أواخر القرن الثانى الهجرى،والأمر أنهم يدخلون بنا فى مأزق، لأنهم جزء من الذين يريدون أن ينشروا الارتياب فى الإسلام عن طريق الارتياب فى مصادره.
* وكيف تكون السنة الشفهية مصدرًا أساسيًا من مصادر الدين الإسلامى؟.
** هناك ما يصح يقينا من السنة الشفوية مثل حديث رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )): إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى.. هو حديث شفوى يصل إلى درجة القطعى، وما يصدر عن الإنسان عموما ينقسم إلى أفعال وأقوال وتقريرات، وأحاديث الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) فيها التقرير، فعندما قال رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) لجنود المسلمين قبل غزوة الخندق: لا يصلين أحد منكم العصر إلا فى بنى قريظة، صلى بعض الجنود العصر فى ميعاده المفروض، وقد فسر حديث رسول الله (( صلي الله عليه وسلم )) بأنه حث على الإسراع حتى يصلوا قبل بداية المعركة، وبعضهم أخَّر الصلاة ولما سمع الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) ذلك لم يعقب وأقر هذا وذاك.
* احتمل كلام الرسول (( صلي الله عليه وسلم )) التأويل، فهل هذا مما يعزز السنة أم يخصم منها؟
** ليس هنا ما يعزز أو يخصم، ولكن النقطة الأساسية أنه عندما ينهار ركن واحد من أركان الرأى لا يبقى الرأى،وهذا ما يريدونه، وقد ثبت يقينا أن هناك سنة شفوية.. ويكون عليك أن تسلم بها طبقا لأنك مؤمن بالسنة، ومن ينكر يدخل نفسه فى مأزق وعليه أن يكون صادقا فى 3 أمور ويوضحها لنا. الأول: هل يؤمن بحجية الحديث؟.. فإذا قال إنه لا يؤمن بها فقد خالف الكتاب ولا داعى لمناقشته، والثانى: هل هو يعمل بهذه السنة؟. إذا كان يعمل بها لماذا يدخل معنا فى معركة بشأنها؟.. أثبتها أو لم يثبتها هو لا يعمل بها.. وقد كتبت مقالا منشورا قلت فيه لمنكرى السنة كونوا شجعانا وقولوا لنا أين مكان السنة فى حياتكم اليومية؟، وإذا كنت لا تصلى ولا تصوم ولا تلتزم بأى منها.. لماذا تتحدث فى الموضوع.. أم تريد أن تجعل الآخرين مثلك لا يصلون ولا يصومون ولا يفهمون؟.
الأمر الثالث: أن السنة القولية ثبتت بيقين، وما كان قطعيا فى ثبوته نصا فهو قطعى فى ثبوته عقلا ويسمى علماء المنطق هذا ب «الثالث المرفوع».
* أعطنا مثالا:
** عندما يقول الله تعالى فى آية قرآنية: «فلها نصف ما ترك».. والنصف ثابت معروف فى العقل وهو أيضا ثابت فى الشرع لا يمكن أن يتعارض فيتحول النصف الذى فى العقل إلى الربع فى الشرع.
* القرآنيون الذين انطلقوا من رواق ابن خلدون وزعيمهم أحمد صبحى منصور أشاعوا أن هناك فى السنة الشفهية أحكاما تتعارض مع ما ورد فى القرآن وأهل السنة يأخذون بها ويرفضون ماهو فى القرآن.
** من قالوا إن الأحكام تتعارض بين السنة والقرآن لم يقدموا آية واحدة وحديثًا واحدًا يتعارضان، وعليهم أن يقدموا حديثًا واحدًا فقط، اتفق على صحته علماء الحديث ويقولون إنه يتعارض مع القرآن لكن حينما يلجأون إلى الموضوعات من الأحاديث والضعيف منها ويستشهدوا به فمن الطبيعى أن يختلف مع القرآن، وقائل هذا الحديث فاسد مثلهم.
* ومن نعتمد أو نحتكم إليه؟!
** نحتكم للعلم.
* العلم ليس متوفرًا للجميع أقصد كيف نتفق أو ما هى المعايير الحاكمة فى تقرير صحة الأحاديث؟
** الإسناد وصحة المتن.
* لكن البخارى ومسلم وغيرهما قبلوا بأحاديث وتركوا أخرى؟
** الشروط التى وضعها البخارى فى جمعه للحديث غير الشروط التى وضعها غيره، وفى كتب الأحاديث المعتمدة هناك حديث زائد عند أحدها وغير موجود فى آخر، لكن معظم الأحاديث الواردة فى البخارى موجودة فى مسلم ببعض الاختلافات البسيطة فى الصياغة، وهناك المتفق عليه أى الموجود بنصه فى الكتابين.
النقد
* هل تقرر أنه بات ضربا من ضروب المحال أن يتصدى أحد للبخارى بالنقد أو الاستبعاد أو غيرهما؟
** هو لا يستطيع أن يتصدى بنفسه لأنه لن يقدم شيئا جديدا إذا كان فاهمًا لقواعد السُنّة قارئًا لكتب الحديث، فمناقشة البخارى تمت على امتداد العصور من الذين عاصروه أو ممن جاءوا بعده، ولن يقدم لنا أحد جديدًا إلا جهله بالسُنّة أو كتب الحديث، وبعض الأحاديث لن نستطيع فهمها إلا باللجوء إلى علوم مثل الطب أو الطبيعة مثل بعض آيات القرآن، فكلما اتسع علم الإنسان أصبح فهمه للقرآن أجدر لأن هناك من السُنّة الكونية مالم يعرفه الأقدمون.
* ماذا عن حديث الذبابة مثلًا البعض يرى أنه مناف للذوق ؟!
** هذا الحديث دارت حوله مناقشات كثيرة ومع ذلك فالجزء الذى يضايقهم فيه هو الذبابة.. وما يقيّم الحديث فهو أن نبحثه طبيًا، وإذا ما قرر الأطباء أن هذا الحديث ليس معارضًا لقوانين الطب،فرفضك له لونًا من الجنون لأن القضية هنا تتعلق بالمتن وليس السند، فالسند صحيح على طريقة البخارى ومسلم
* من هو المجدد فى الإسلام الذى نريده وما هى وجوه التجديد؟
** المجدد فى الإسلام هو الذى يعرف مصادر الإسلام ويعرف مشكلات الناس ويوجد حلولًا إسلامية لها، ويجعل النصوص تستوعب الزمان والمكان قادرة على الوفاء بحاجات الناس بحيث تحقق لهم المصالح وتنفى عنهم المفاسد.
الدين والثقافة الدينية
* كيف نفرق ما بين الدين.. والثقافة التى تنسب إلى الدين؟
** الدين هو ما طلب منك الإسلام أن تعتقده وما ورد قطعيًا فى نصوصه.. مثل أن تؤمن بالله الواحد وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وأن ترفع أركان الإسلام مثل الصلاة والزكاة والصوم إلى آخره، أما السلوكيات الإسلامية التى لها أحكام فى كتب الفقه الإسلامية وتخضع للأفهام البشرية، فهى اجتهادية، بمعنى أنه كما فهمها أهل زمانها يمكن أن يفهمها أهل زماننا بطريقة مغايرة ويستفيدون بها أو يتركونها لغيرها.
الخروج على الحاكم
* متى يكون الخروج على الحاكم واجبًا دينيًا وماذا يقول فيها الفقه؟
** فى قضية الخروج على الحاكم أسىء فهم الفقه الإسلامى وبعض الفقهاء يرى أن هذا لا يكون إلا إذا خرج الحاكم خروجا صريحًا عن العقيدة، ولا يكون ذلك إذا كان يؤدى إلى فتنة، أو إلى الإضرار أو يشعل حربًا تؤدى إلى انقسام المسلمين ويفرقهم أمام أعدائهم يعنى هناك حالات تدعو إلى التمسك بالحاكم ونحن لا نبحث عن دين الحاكم وإنما عن قدراته كيف يستطيع أن يصد عنا العدو، ويصد غائلة الجهل والفساد فى المجتمع وهذا هو تقييمنا للحاكم.
* المصريون ثاروا على الحاكم مرتين فى 3 سنوات هل ترى أنهم كانوا على حق فى المرتين وأن الأمر كان يستحق هذا؟
** لا شك أنه كان يستحق لأن الحاكم الظالم ينبغى الخروج عليه إذا كان المسلمون يملكون القدرة على ذلك والشباب خرجوا مسالمين ليعلموا الكافة بأن هذا نهاية الطريق، والاستبداد كان موجودًا قبل 25 يناير و30 يونيو.
* وكيف يقيس المسلم هذا الظلم؟!
** يقيسه الناس وليس المفكر والعالم، لأن الناس هى التى تحس الظلم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.