أطلقت الأمانة العامة للصحة النفسية السبت 10 أكتوبر، حملة التوعية بالمرض النفسي، والتي تستمر لمدة عامين متواصلين تحت رعاية غير مشروطة من شركة سانوفي. وتهدف الحملة، إلى زيادة الاهتمام بالصحة النفسية وإزالة الوصمة المتعلقة بالمرض النفسي ورفع الحرج الاجتماعي المحيط بالمرضى، حيث ترتبط درجة قياس رقي الشعوب وحضارتها باحترامها ورعايتها للفئات الأضعف في المجتمع، وفئة المرضى النفسيين، تحتاج دوما لأن تكون عضو فعالا في المجتمع، كما أن تهميش المريض النفسي ورفضه واعتبار مرضه وصمة عار تميزه عن غيره من البشر، لا يمثل إيذاء شخصي ونفسي له فقط، بل هو اعتداء على حق إنسان لا ذنب له في ما أصيب به من مرض، ولا يزال عبء الاضطرابات النفسية في ازدياد وله آثار كبيرة على صحة الناس وعواقب ضخمة على حياتهم الاجتماعية والاقتصادية في جميع بلدان العالم. وفي إطار الجهود الدولية والمحلية المبذولة لمكافحة التأثيرات المهينة المصاحبة للأمراض النفسية، مازال المرضى النفسيون يعانون باستمرار من تلك الإهانات بالإضافة إلى الاضطهاد والإساءة والسخرية وما يتبعه من تأثير سلبي على المريض، والذي يتعاظم في الدول النامية كما هو الحال في الشرق الأوسط ولا سيما في مصر. ويأتي الهدف العام من إطلاق هذه الحملة في سبيل تعزيز السلامة النفسية، والوقاية من الاضطرابات النفسية، وتوفير الرعاية للمريض المصري وتحسين فرص تعافيه، وخفض معدلات الوفاة والعجز، وكذلك إزالة الوصمة المتعلقة بالمرض. من جانبه، أوضح الأمين العام للصحة النفسية وعلاج الإدمان د. هشام رامي أنه رغم أهمية التوعية الصحية عموما في المجتمع المصري، والتي غالبا ما تحظى باهتمام ومتابعة جموع المصريين بكافة طبقاتهم، إلا أن هذه التوعية برغم تغطيتها لمعظم التخصصات الطبية كانت نادرة فيما يخص الصحة النفسية، مما دفع الأمانة العامة للصحة النفسية بصفتها الجهة الحكومية المسئولة عن وضع خطط وإستراتيجيات الصحة النفسية في مصر، لوضع خطتها الإستراتيجية الخمسية 2015 - 2020، للتوعية بالمرض النفسي كجزء هام من تلك الخطة، وذلك لإزالة الوصمة الخاصة بالمرض النفسي مما يزيد من فرص طلب العلاج المبكر، وتأهيل المريض وإعادة دمجه بالمجتمع، وتحسين مستوى خدمات الصحية النفسية المقدمة من المؤسسات المعنية. وأشار إلى رفع الحملة مستوى الوعي والمعرفة بالأمراض والاضطرابات النفسية والاجتماعية، وذلك من خلال توعية الحالات التي تعاني من الاضطرابات والمشاكل النفسية، حتى يستطيع المجتمع المحلي التعرف على المرض أو المشكلة النفسية في حال حدوثها، والتوجه إلى الجهة المناسبة لطلب المساعدة، وعدم البحث عن جهات غير مهنية لعلاج هذه المشكلة ونقصد بذلك المشعوذين وغيرهم. ويساهم تقليل الوصمة التي يعانيها المريض النفسي في مجتمعه، في زيادة فرص الشفاء والاندماج بالمجتمع، حيث أن شريحة واسعة في المجتمع في مختلف الطبقات تتعامل مع المريض النفسي على أنه إنسان مجنون، عدواني، لا يستطيع القيام بأي شيء، وهذه أخطاء شائعة تعمل الحملة على تصحيحها. وبدأ مدير عام شركة سانوفي مصر والسودان، "الكسي مويرن" حديثه بأن الصحة النفسية تشكل جزء لا يتجزأ من قدرة الفرد على أن يعيش حياة رغدة، بما في ذلك القدرة على تكوين العلاقات والدراسة والعمل والهواية، وكذلك صنع القرارات والخيارات اليومية، لافتا إلى أن دور المؤسسات التي تعمل في المجتمع مثل سانوفي يكمن في دعم تثقيف أفراد المجتمع حول مشاعرهم والأمراض النفسية التي يعانون منها. ولفت إلى أن ذلك يأتي كجزء من مسؤولية الشركة الاجتماعية التي تهدف إلى رفع الوعي لدى المريض ودعم المتخصصين بالرعاية الصحية لتوفير احتياجات المريض. وأضاف أن سبب تبني الشركة لحملة التوعية بالمرض النفسي هو أن ما يقرب من 450 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات نفسية "طبقا لإحصائيات منظمة الصحة العالمية"، وفي البلدان النامية هي السبب الرئيسي الثاني للوفاة ، كما أن حوالي 80 ٪ من الأشخاص المتضررين من الاضطرابات النفسية الشديدة في هذه البلدان لا يتلقون أي علاج. جدير بالذكر أن المصابين باضطرابات نفسية يعانون من ارتفاع ضخم في معدلات العجز والوفاة، حيث تزداد احتمالات الوفاة المبكرة بين المصابين بالاكتئاب الشديد والفصام بنسبة من 40% إلى 60% ، كما أن رغبتهم في الانتحار تزداد، حتى أن الانتحار أصبح في المرتبة الثانية بين أكثر أسباب الوفاة شيوعا بين الشباب في جميع أنحاء العالم.