الأحد?:? كلما شاهدت هؤلاء الذين? ?ينصبون من أنفسهم ساسة ومحللين وخبراء ومستشارين ومنظرين? ..? وكلما قرأت لمن? ?يظنون أنهم أهل البصر البصيرة،? ?وينظرون إلينا نظر المغشي عليه كأننا عميان،? ?وهم الفلاسفة والمنظرون،? ?ونحن دونهم صم بكم عمي لا نعقل شيئا ولا نهتدي?..? وكلما سمعت ممن? ?يتوهمون أن مثلهم لم تلد النساء في مشارق الأرض ومغاربها،? ?كلما تنتابهم هذه الحالة وهم? ?يشخصون الواقع ويدعون أنهم? ?يفتتون اللحظة الراهنة،? ?وبالتالي تنتابنا هذه الحالة،? ?فإذا بي أستدعي الي الخاطر تلك الصورة التي رسمها الشاعر? (?ابو سودون?) ?المولود سنة? ?810? ?ه? ?وهو? ?يقول?: ? الأرض أرض والسماء سماء ? ?والماء ماء والهواء هواء والصيف صيف والشتاء شتاء ? ?والنار قالوا إنها حمراء كل الرجال علي العموم مذكر ? ?أما النساء فكلهن نساء الميم? ?غير الجيم جاء مصحفا وإذا كتبت الحاء فهي الحاء و الماء قيل بأنه? ?يروي الظما واللحم والخبز السمين? ?غذاء فما نراه الآن ما هو إلا ثرثرة وتهتهة?.. ?دوران حول اللحظة ودوار بنا?.. ?تخويف وتخوين?.. ?واتهامات وتهويمات?..?وتضخيم للأشياء الصغيرة علي طريقة الإعلانات الساذجة عن تضخيم الأعضاء الجسدية?(!!) ?في? (?تلك القنوات الفضائحية?) ?كما? ?يصفها عالم الفولكلور? ?د.أحمد مرسي،? ?لا أحد? ?يحلل ويحقق ويحدق ويدقق،? ?ويقدم إضاءة جادة وحادة،? ?تسهم في إنارة الطريق الذي? ?يتسع للجميع،? ?وهم? ?يضيقونه لهم فقط?..? ? ?ضجيج ولا طحن،? ?ولا طحين? ?يحصل عليه الوطن،? ?ويتقوي به المواطن البسيط? ?،? ?الذي لا? ?يملك إلا الحلم علي حد توصيف الشاعر محمود درويش?:? عندما تفرغ? ?أكياس الطحين? ? يصبح البدر رغيفا في عيوني?!? ?? فلا أقسم بالوطن،? ?ومواطن وما وطن،? ?أن مصر ستظل? (?أيقونة?) ?إنسانية جميلة،? ?رائعة ومروعة،? ?وتشمخ مجرة عظيمة ندور في فلكها آمنين،? ?وستبتلع في ثقوبها السوداء كل من? ?يريدها بسوء،? ?وكل من? ?يفكر في أن? ?يوقف ثوانيها? ?،? ?أو? ?يعطل حركتها وحراكها وأمانيها?. ? لعلها مصادفة في تزامن الإحساس إذ? ?يتهادي صوت أم كلثوم برائعة حافظ إبراهبم? ( ?مصر تتحدث عن نفسها?):? وقف الخلق? ?ينظرون جميعا كيف أبني قواعد المجد وحدي وبناة الأهرام في سالف العصر? ? كفوني الكلام عند التحدي? ? أنا تاج العلاء في مفرق الشرق? ? ودراته فرائد عقدي وتمتدي? ?يدي الي رحيق الكتب في مكتبتي? ?،? ?وأنا أمكث ساعات،? ?بحثا عن جوهر الشخصية المصرية،? ?مثلما أقرأ? ?جبين مصر مازجا بين كتاب التدوين وكتاب التكوين،? ?كإشارات وبشارات تطمئن القلب الكسير،? ?وبذكر مصر أيضا تطمئن القلوب لكن أية قلوب?...!? يتجلي صوت الحديث الشريف? (?خير أجناد الأرض جند مصر?) ?ليثير ثقافة الأسئلة لماذا نغلق معني الحديث علي الشأن العسكري والقتالي،? ?إن المعني أكثر اتساعا ليشمل العقول المصرية في كل زمان ومكان،? ?وفي كل مجال?. ?ولنا وقفة حول هذه التجليات?. ?وهي تجليات تتغشانا ونحتاج إليها في هذه الآونة الحيري،? ?واللحظات الحرجة،? ?التي لابد أن تكون لها نقطة أخيرة في السطر?.? كفانا?.. ?جلدا للذات?!? الجمعة?:? كفي جلدا للذات?.. ?فقد تجاوز الجلد كل الحدود،? ?وصار مرتعا خصبا للمتربصين بنا? ?هنا وهناك?. ?كفي جلدا للذات المصرية والعروبية،? ?فلا نحن أقزام ولاهم عمالقة،? ?ولا نحن ضعاف ولا هم جبابرة،? ?فكلنا في الحياة سواء? ?،? ?أو? ?يفترض ذلك?.? كفي جلدا للذات وكفاكم? ?يا من تنعون امتنا كل? ?يوم? ?،? ?مع انكم تموتون في اليوم ألف مرة في سبيل ارضاء من? ?يوظفونكم لخدمة اغراضهم المؤقتة،? ?فان كنتم لا تدرون? ?فتلك مصيبة وان كنتم تدرون فالمصيبة أعظم،? ?لمصلحة من كل هذا التهجم علي الكبار? - ?والكبير دائما? ?يعاني?- ?لصالح من كل هذه البهدلة? (?الاعلامية? ) ?والتضليل والضلال؟? ? افعلوا شيئا وكفاكم ثرثرة? ?،? ?كبر مقتا أن تقولوا مالا تفعلون،? ?قدموا فعلا،? ?اطرحوا رؤية،? ?اشعلوا شمعة? ?بدلا من الوقوف بكاء علي الأطلال،? ?فأنتم تسيرون في طريق تعبنا من السير فيه،? ?وتعرضون علينا صورا شاهدناها من قبل آلاف المرات?.? من? ?يحب مصريته وعروبيته عليه ان? ?يتوقف عن الثرثرة السياسية? ?،? ?وعن اراقة الدماء الاجتماعية،? ?واهدار القيم النبيلة،? ?والتشكيك في التكوين،? ?بالمحاولات التي? ?يستمرئها البعض في الداخل والخارج للنيل من مصر?: ?اسما ورسما وصوتا وسمتا،? ?وهم? ?يرطمون رؤوسهم في احجار الهرم? ?،? ?فهل الهرم هو الذي? ?ينخدش ؟?.? شيء من الخجل?.. ?فما تفعله المراكز البحثية في الخارج من جراء التهجم والتهكم علي ذاتنا أكبر مما تتصورون? ?،? ?انهم? ?يستثمرون ذ بسوء? - ?كل ما تقولونه،? ?ويرصدون كل صغيرة وكبيرة ويجعلون? (?من الحبة قبة?).? انه لكثير جدا? ?،? ?وممل أيضا،? ?وممقوت كذلك،? ?أن تظلوا في دائرة مغلقة? (?وكأنك? ?يا أبو زيد ما? ?غزيت?). ?اقول ذلك? .. ?وانا واحد من الذين? ?يرون المشهد بتفاصيله في عيون الآخرين? ?،? ?وتفزعني الآلة الاعلامية التي توظف كل شيء لاستراتيجيات طويلة الأمد?.. ?فهل فينا من? ?يمد البصيرة قبل البصر؟?.? ان الذين كتبوا? ?عن مصر? .. ?كثر،? ?والكتابات التاريخية عنها?.. ?لا حصر لها،? ?والبحوث الأكاديمية?.. ?عميقة جدا،? ?وشهادات المؤرخين قديما وحديثا لا حدود لها،? ?وتحليلات الباحثين الاجتماعية والنفسية والثقافية سعت إلي الإحاطة علما ما استطاعت الي ذلك سبيلا،? ?رفوف المكتبات العالمية مليئة بالدراسات والمؤلفات عن الشخصية المصرية مكانا وزمانا وإنسانا،? ?كل ذلك متاح لمن أراد أن? ?يذكر أو أراد مزيدا عن مصر بما فيها ومن فيها،? ?،? ?فليقرأ? ?شواهدها ومشاهدها بعيون محايدة،? ?وقطعا سيقع في? ?غرامها إذا دخل منطقة الجاذبية في أجوائها وفضائها،? ?وهبط في مجالها الحضاري،? ?وستنكسر لديه كل الدعوات المحبطة التي تشي بأن مصر دولة آيلة للسقوط؟ إنه المستحيل بعينه?.? لأنها? ?صحافة? ?الملايين الاربعاء?:? من شفرات صحافة? (?أخبار اليوم?) ?الاختصار والاختزال ومساءلة الواقع والشارع بالأسلوب التلغرافي،? ?وقد حق? ?لأستاذنا الراحل أنيس منصور أن? ?يصف أخبار اليوم بقوله?:( ?إنها منصة لإطلاق الصواريخ الصحفية?)? هي صحافة الملايين،? ?وصحافة الجماهير،? ?وصحافة كل الناس،? ?تقدم أكبر قدر ممكن من المعلومات والتحليلات في أقل حجم ممكن من? ?السطور والصفحات،? ?كثافة للحظة الفائقة الحساسية،? ?والحدث الضخم مهما كان،? ?تستطيع هذه المدرسة العريقة أن تكثفه في كبسولات مشحونة بالدلالات ومسكونة بالزخم الصحفي،? ? و?( ?أخبار الأدب?) ?ابنة من بنات أخبار اليوم? ?،? ?تشكل أيقونة? ?ثقافية،? ?تؤكد أن الثقافة مرتكز أساسي? ?،? ?ومحور تأسيسي في استراتيجة دار أخبار اليوم? ?،? ?يكفي أنها الدار الوحيدة التي تخصص جريدة أسبوعية? ?للثقافة فقط،? ?بغض النظر عن مبدأ الربح والخسارة،? ?،? ?إلا أنها مسألة? ?غير واردة في منظورها الاقتصادي،? ?الذي? ?يعتبر الصحافة صناعة وصناعة ثقيلة? ?،? ?وأخبار الأدب? - ?وإن ضغطت بضع صفحات? - ?فهي تقدم المادة الصحفية بكليتها وفضاءاتها?.. ?بل وأكثر،? ?إن شاء الله?. ? قانون? (?تبينوا?)? ? ?الثلاثاء? :? التعميم والعمومية والإطلاق في إصدار الأحكام،? ?يجعل من الأمور الفردية ظواهر صوتية جماعية وهمية،? ?تنبني عليها التحليل لمجريات الحراك الاجتماعي والسياسي? ?والثقافي،? ?لتصبح بعد حين كأنها من المسلمات?.. ?هذا تشخيص وتجسيد لواحد من الأمراض المستعصية التي تستشري في الحوارات والأطروحات? ?،? ?خاصة علي شاشات الفضائيات وفي الإعلام المقروء،? ?ويصل الأمر الي التهويل والسفه وتضخيم? (?الحبة?) ?إلي(قبة?) ?سعيا متعمدا للتشويش والتشويه والضبابية التي تنتقص من الصدق والمصداقية?.? متي نكف عن? ?النظرة التعميمية البغيضة؟ متي نتخلص من داء العموميات التي تزهقنا وترهقنا،? ?وتحاصرنا وتحصرنا في كهف الانكسار وفي دوائر ضيقة والأفق واسع رحب؟ متي ننظر إلي الأمور نظرة جادة وحادة قائمة علي التحليل المبني علي البينات وقواعد البيانات والأدلة وهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين؟ وبالتالي نتمكن? ?من أن نطبق القانون الإلهي? (?تبينوا?) ?لنكف عن المصادمات والمصادفات وحمق حركة الحياة،? ?وصولا إلي اليقين? ?غير المراوغ،? ?ووصولا بالحق الي الحقيقة في كل مساراتنا،? ?فلا شئ? ?يجهض محاولاتنا وأحوالنا مثل عدم التخصيص وعدم التحديد،? ?انها الهلامية التي تغلف منظورنا فتفقدنا المقدرة علي الاستبصار،? ?فالذين? ?يتحدثون بدون الارتكاز علي حقائق موضوعية وإحصائية وبراهين دالة،? ?يفتقدون المصداقية فيجعلون من أنفسهم أوصياء،? ?يحملون توكيلات عن الناس والمجتمع،? ?وحتي السماء?.. ?ارحمونا من هذه الألاعيب?.? نفسي الأمارة? ?بالشعر?...( ?في الجُب?)? لا تلتقطوني ودعوني? ? في قاع الجُب?..? فالجب أمان? !? لاتلقوا بالحبل إليّ، ? ?فأنا لن أصعد? ?يا سادة? !? فالأفق لديكم مقبرة? ?، وأفاعي الجب لديّ? ?أرق وسادة? ? قولوا لأبي? : ?إن ابنك حي? ?، اعطوه قميصي وعليه دمي? !? ألقوا بين? ?يديه? : ?قلمي?.. ?أملي?.. ?ألمي? ..? قولوا لأبي? :? إن ابنك قد صار صديقاً? ?للذئب? !? فالذئب? ?يعلمه كي لا? ?يأكله ذئب الذئب تجلي بالحب، ? ?والجب? ?يدثره بحب ? ?لم? ?يألفه من قبلْ?!? قولوا لأبي? :?إن ابنك سوف? ? يحول ماء الجب إلي نهر عذب? ? وسموم القاع ستصبح رحمة?!? قولوا لأبي? :? إن ابنك ما سرق الشمسَ? ?إلا ? ?كي? ?يصنع فلكاً? ?في بحر العتمة? ? قولوا لأبي? :? ان ابنك? ?يستخرج من قلب الصخر نباتات تلتهم الظلمة? !!? ? ?قولوا لأبي? : ?إن اللحظة قد حانت لتدق رؤوس شياطين الكلمة? !!? ? ?قولوا لأبي? ..? إن ابنك? ?يرفض أن? ?يصّعد? .. ? ورسالتك الأخري ? ?ستعيد إليه سيرتَه الأولي قولوا لأبي? :? إن? ( ?زليخة? ) ?صارت? (?ألفاً?)? لكن أبداً? ?ليست? (?إِلفاً? !)? قولوا لأبي? :? إن ابنك لم? ?يقصص رؤياه لايعرف إلا? ( ?إياه? )? يا أبتاه? ..? ? ?ابنك قد دثره? ( ?شيء ما?) !!.