خياران لا ثالث لهما: إما أن هذا المتحدث الرسمي باسم السفارة المصرية (ضياء حماد) في تل أبيب يمارس دجلا سياسيا ونفاقا دبلوماسيا علي الملأ ، وإما أنه لم يشعر بما حدث قبل أيام من جراء القصف الهمجي والمبتذل لستة من أبطال مصر داخل حدودنا مع الصهاينة، وبالتالي هو أشبه ما يكون في غيبوبة. انظروا ما قاله يوم الثلاثاء الماضي وهو يحاضر في كلية الإدارة الصهيونية أمام 200 طالب، و بحضور ممثلي 23 دولة. قلت أيها الرجل: (لقد أتيت إليكم هاهنا لأعلن لكم أن العلاقات بين مصر وإسرائيل علي ما يرام، وأنه لا يوجد ما يعكر صفو هذه العلاقة) ياااااه فف علاقة لا يعكر صفوها شئ! اللهم لا تعليق،اللهم إني صائم. وقلت أيها المتحدث باسم سفارة مصر العظيمة:( ان الدور الذي تلعبه السفارة المصرية في إسرائيل إنها واحدة من ضمن سفارتين عربيتين في تل أبيب، وهذا يعد تحديا كبيرا) التحدي لمن يا أيها المتحدث المصري الموقر؟ وقلت (ونسعي لنكون جسراً والقيام بعملنا، وعلينا علي الأقل ألا نكون منحازين للعرب) أي انحياز هذا يامولانا الدبلوماسي؟ هل أنت غير مصري وغير عربي؟! وأضفت يا ممثل دولة وحكومة مصر :(يجب علينا في مصر أن نفهم إسرائيل) لذلك نطلب من قيادات بالحكومة المصرية أن تأتي لإسرائيل حتي تري الصورة كاملة) وشددت علي (أن الجهل ونقص المعلومات جزء من المشكلة، وعلينا أن نوضح لهم مدي كون إسرائيل دولة حديثة ومتطورة. صح النوم أيها المتحدث باسم سفارة مصر العظيمة ، أحتي اليوم لم نفهم اسرائيلك؟ لا سامحك الله أيها الفيلسوف والمنظر المعظم، جهلّتنا وشخصت أننا المشكلة، وأن مهمة سعادتك الصعبة والمضنية جدا هي أن توضح لنا حداثة اسرائيلك وتطورها الذي يذهلك. انتظرحتي تأتيكم قيادات الحكومة المصرية- حسب طلبك السامي- لكي تفهم وتستوعب وتلم بالعبقرية الصهيونية، وتترك هنا أبناء مصر الغاضبين أمام سفارتكم ، بل وتترك كل شئ لتطلع علي عظمة أعظم دولة في العالم! ألم يوجعك نزف دماء الشهداء الستة في شهر رمضان ويوخز ضميرك الشخصي لا الدبلوماسي، ويجبرك علي الصمت حتي؟! إنها لمفارقة أن يطالبون عندكم بطرد السفير وأنت تتحدث اليهم بكل هذه (الحنية)! نفسي الأمارة بالشعر: لا تلتقطوني ودعوني في قاع الجُب !فالجب أمان ! لاتلقوا بالحبل إليّ، فأنا لن أصعد يا سادة ! فالأفق لديكم مقبرة ، وأفاعي الجب لديّ أرق وسادة قولوا لأبي : إن ابنك حي ، اعطوه قميصي وعليه دمي ! ألقوا بين يديه : قلمي أملي ألمي قولوا لأبي : إن ابنك قد صارصديقاً للذئب ! فالذئب يعلمه كي لا يأكله ذئب الذئب تجلي بالحب، والجب يدثره لم يألفه من قبلْ! قولوا لأبي :إن ابنك سوف يحول ماء الجب إلي نهر عذب وسموم القاع ستصبح رحمة! قولوا لأبي : إن اللحظة قد حانت لتدق رؤوس شياطين الكلمة !! قولوا لأبي.. إن ابنك يرفض أن يصّعد. ورسالتك الأخري ستعيد إليه سيرتَه الأولي قولوا لأبي : أن (زليخة) صارت ألفاً لكن أبداً ليست إِلفاً ! قولوا لأبي: إن ابنك لم يقصص رؤياه لايعرف إلا (إياه) يا أباه ابنك قد دثره ( شيء ما) !!