ساعات وينقضي عام مثقل بالأحداث المحزن فيها اكثر من المفرح، عام لم اشهد مثله طوال حياتي بدأت احداثه مع الدقائق الاولي لبزوغ فجره بحرق كنيسة القديسين والله يعلم ماذا ستنتهي به دقائقه القادمة. الاحداث متوالية لا تنتهي حتي اننا لا ندري مسبقا ماذا ستحمل لنا الساعات فمع كل ساعة حدث جديد غير متوقع لخلق مزيد من التوتر والاختلاف يزكيه اعلام خرج عن السيطرة لديه خطة ينفذها بكل دقة لخلق الفرقة بين أبناء الوطن واشعال الفتن، والنتيجة نراها بأعينا دماء وخراب وضياع للوطن وتراثه وصوره مشوشة قاتمة السواد امام العالم بان شعب الحضارات الانسانية اصبح همجيا. بقلب دام علي الوطن اعتذر لاسلافنا الذين تركوا لنا هذه الحضارة والتراث الذي ظللنا لقرون نباهي به الامم واليوم أحفادهم يحرقونه ويدمرونه لصالح اناس او فرق ملأت قلوبهم الحقد والتعطش للخراب والدماء. اي جريمة ارتكبناها في حق انفسنا جعلت العالم يبكي حضارتنا المسلوبة ويعلن باخلاص عن مساندتنا لاستعادتها، لدي يقين ان من يحرقون قلب مصر علي تراثها اشد عداوة من الاعداء انفسهم الذين حافظوا علي تراثنا واقاموا له الصروح لحفظه من العبث والسرقة. فالذي انشأ مجمع العلوم المحتل الفرنسي وواصل المحتل الانجليزي الحفاظ عليه وحمايته حتي ما نهب منه حفظ هناك في اعرق متاحفهم ومؤسساتهم العلمية وها نحن نتأمر بعدد من المأجورين الفاسدين الخونة لاحراقه ويقف المجرم امام المبني الذي تخرج منه ألسنة اللهب ليرفع يده بعلامة النصر لانه نجح في اغتيال تراث الامة وتاريخها وليطمئن من جندوه بانه انهي المهمة بنجاح. بإلم وحسرة نودع عام 1102 ونقرأ الفاتحة علي ارواح شهدائنا الذين فجروا الثورة ولا رحمة علي من احرقوا مصر ودمروها. الله متم نعمته علينا وحافظنا ولو كره الكافرون فقط علينا اليقظة واستيعاب ما يحاك ضدنا في الخفاء والعلن، لصالح مصر الشهامة والبطولة والوطنية والرباط والسماحة والحب ومساندة الضعيف ونصرة الحق، ارجو من المسئولين عن الاعلام مراعاة الله ومراقبة ما يكتب ويقال لزراعة بذور الفرقة والفتنة.