المظاهرات التي انتشرت في ربوع مصر تندد بالفتنة الطائفية ومن يرجون لها من أصحاب المصلحة في خراب مصر أو بقاء النظام القديم. وقبل ذلك المشهد الإنساني والحضاري الفريد للمسلمين وهم يقفون دروعاً بشرية أمام الكنائس ليلة عيد الميلاد المجيد بعد حادث كنيسة القديسين. وأخيراً وبالأمس توقف المتظاهرون المسيحيون امام ماسبيرو عن ترديد الهتافات أثناء صلاة الجمعة وقبل ذلك التلاحم الإنساني والوطني بين المسلمين والمسيحيين في ثورة التحرير.. كل ذلك يؤكد ان مصر بخير وستظل هكذا طالما جمع هذا التآلف قلوب المصريين. أما ما يحدث من عمليات فتنة طائفية هنا وهناك فما هي إلا محاولة للفت الانتباه أو لاشاعة الفوضي أو هدم الدولة المصرية أو لزرع الفرقة بين الشعب الثائر أو كمحاولة قذرة لتنفيذ أجندة خارجية أساسها الأفكار الصهيونية الأمريكية بتقسيم الدول العربية. لكن مصر.. ليست تلك الدولة الهشة ولا شعبها متناحر علي أساس عقائدي أو مذهبي بل المسلم والمسيحي أشقاء بحكم الأرض والميلاد والتاريخ. والملفت للنظر في تلك الأحداث الطائفية الدموية أن مرتكبيها مع اختلاف أهدافهم ما هم إلا مجموعة من الجهلة الأميين الذين يسهل قيادتهم واللعب بأفكارهم وعقولهم واذكاء أرواحهم بالقتل ورفض الآخر سواء كان مسيحياً أو مسلماً. الجديد في أحداث الفتنة الطائفية التي تلت الثورة انها انتقلت من وطنها الأصلي صعيد مصر الي القاهرة الكبري.. إذن فالملعب انتقل من المناطق النائية البعيدة عن الأنظار والأضواء الي المناطق القريبة من الضوء والقنوات الفضائية والصحف وكأن المخططين لتلك الأحداث يقصدون إعطاء اشارات للداخل والخارج ان هناك أحداث فتنة في مصر. وعلي العكس سيظل الصعيد هادئا لأن شعبه الطيب أدرك مآسي الفتنة الطائفية وويلاتها ومدي ما عانوا ويعانون من جرائم الثأر أيضاً وبالتالي فان من يحاولون تمزيق مصر واهمون وسيردون الي نحورهم وستبقي بلادنا الي قيام الساعة واحدة موحدة بتلاحم مسلميها ومسيحييها ضد كل محاولات الفرقة.. أفيقوا يرحمكم الله.