يرى العراقيون أن الانتخابات التشريعية لاتزال في مرحلة المخاض، ولا ترتقي إلي طموحات بناء بلد متطور حديث. وانطلقت صباح اليوم الثلاثاء انتخابات الدورة السادسة للبرلمان، بعد أكثر من 22 عاما من التغيير. ويرى كثير من المواطنين أن نتائج الانتخابات التشريعية لن تعكس أسس الديمقراطية الحديثة حيث يصر عرابوها على استبدال نتائج الانتخابات فور إعلانها ب"التوافقية والمحاصصاتية" وتوزيع المناصب بين طوائف المجتمع العراقي، دون سند قانوني ودستوري . وقال سمير سامي /58 عاما/ ويعمل بالتدريس، عقب الإدلاء بصوته في أحد مراكز الاقتراع ببغداد ، لوكالة الأنباء الألمانية ( د ب أ) :" نعم أدليت بصوتي، لكنني على قناعة تامة بأن نتائج الانتخابات ستوضع جانبا لتبدأ بعدها مفاوضات اقتسام المناصب وفق آلية توافقية بعيدة عن منطق الديمقراطية وما تفرزه نتائج الانتخابات من فائزين وخاسرين". وأضاف: "هذه القناعة تجدها عند جميع الناخبين، لكن بالمقابل قرار مقاطعة الانتخابات ليس حلا وعلينا دعم الانتخابات من أجل تصحيح المسارات وإجبار السياسيين على تبني قناعات الناخبين بمستقبل آمن للأجيال". وذكر وليد سعدون /24 عاما/،خريج جامعة :" ذهبت إلى مركز الاقتراع لتحقيق حلمي في أن يكون لي دور في رسم سياسة التغيير ببلدنا والاستعانة بجيل جديد من المرشحين الشباب، نأمل أن يكونوا بمستوى المسؤولية وإزاحة الأسماء التي تسيدت على المشهد السياسي منذ العام 2003". وأضاف: "نطمح إلى اختيار الأفضل ونعمل على دعم تطلعاتنا وعدم مصادرة طموحاتنا وصولا إلى تحقيق قاعدة التداول السلمي للسلطة بعيدا عن الطائفية والمحاصصة". وترى الطالبة الجامعية وسن أحمد/22 عاما/ أن " الانتخاب ممارسة حضارية مهمة لإثبات الذات والتعبير عن دوري في طرح قناعتي بالمرشح واختيار الأكثر قربا لقناعتي إضافة إلى مؤهلاته الدراسية وبما يمكنه من وضع بصمة حقيقية في العملية السياسية المقبلة". وقالت :" علينا- نحن الشباب- أن نعمل بقوة لدعم الديمقراطية في المجتمع لأن المستقبل لنا وكلما تقدم بنا العمر ستنضج خياراتنا وألا نصاب بالخيبة جراء حصول أصحاب المال والشعارات الزائفة على مقاعد البرلمان... علينا أن نؤمن أن المستقبل للشباب الواعي المتفتح". وقال علي البديري/64 عاما/متقاعد ل ( د ب أ) :" أنا من المقاطعين لهذه الانتخابات لأننا سئمنا نتائجها بعد أن كنت في الدورات السابقة من المهتمين باصطحاب أفراد عائلتي إلى المراكز الانتخابية للتصويت لصالح مرشحين، وقد اتضح فيما بعد إننا كنا جسرا لوصول أشخاص أسهموا بدفع العملية السياسية نحو طريق الفساد والطائفية المقيتة". وتابع :"مازالت الأحزاب الكبيرة تسيطر على المشهد السياسي والانتخابي ومن الصعب إزاحتهم كونهم أسسوا أمبراطوريات مالية ضخمة من جراء صفقات الفساد المالي وبالتالي من الصعب إزاحتهم من المشهد السياسي". فيما يرى أسعد الجبوري /57 عاما /صاحب متجر صغير :" اعتقد أن قائمة رئيس الحكومة العراقية محمد شياع السوداني هي أكثر القوائم إقناعا كونه استطاع أن يرسم ملامح وضع جديد في البناء والاستقرار وإبعاد العراق عن الصراعات الإقليمية وشبح الحرب وبالتالي علينا دعمه للمرحلة المقبلة وهذه القناعة وضعتها في صندوق الاقتراع بكل ثقة". وقال أبو محسن الربيعي /48عاما/، موظف حكومي:" أنا لم أشارك بالتصويت لقناعات ترسخت لدي منذ سنوات من أنه لاجدوى من المشاركة في الانتخابات مادام الفائز بنتائجها بفارق كبير من الأصوات لا يسند إليه تشكيل الحكومة فيما يقوم الخاسرون والفاشلون بتصدر المشهد وإبعاد الفائز بقوة عن حقه التشريعي بتشكيل حكومة استجابة لأصوات الناخبين". وأضاف :"من غير المعقول أن ندعم هكذا تصرفات يجب احترام نتائج الانتخابات وفسح المجال للفائز أن يختار من يشاء للتحالف معه من القوى الأخرى لتشكيل الحكومة ، ويذهب الآخرون إلى المعارضة في البرلمان وبالتالي تتحقق أهداف الديمقراطية لدعم سياسة البلد ". وتبقى هموم وتطلعات العراقيين لبناء دولة قوية مقتدرة خدميا واقتصاديا وسياسيا معلقة على نتائج الانتخابات التشريعية السادسة في ظل استقرار أمني واضح ومخاوف من المتغيرات التي تشهدها المنطقة بين الحين والآخر.