تصدرت أخبار الانتخابات البرلمانية العراقية التي تجرى اليوم عناوين الصحف العربية ومايرافق هذة الانتخابات من ترتيبات أمنية مكثفة ربما لن تنجح تماما في مهمتها الصعبة وسط تهديدات من جهات متعددة بافساد الانتخابات مايزيد على 18 مليون عراقي يتوجهون لصناديق الاقتراع لتصطبغ أناملهم بلون البنفسج ولرسم ملامح حقبة سياسية جديدة تخرج العراق من حالة الاصطفافات الطائفية والعرقية التي ميزت المشهد السياسي خلال السنوات الاربع المنصرمة الى فضاء اوسع يقوم على تحالفات وائتلافات وفق أسس ومعايير مختلفة. وبحسب جريدة"المستقبل" اللبنانية فإن الأحبار المستعملة في الانتخابات تم تصنيعها داخل العراق بتركيبات معقدة بعد أن كانت تستورد من شركات من خارج العراق"، مشددا على ان "مادة الحبر التي يتم استخدامها حالياً لا يمكن إزالتها بسهولة" ، وكانت المرجعية الدينية في النجف قد حذرت ايضاً من تزوير الانتخابات عبر استخدام أحبار تسهل إزالتها. وعلى الرغم من المخاوف التي تعتري الكثيرين من حدوث عمليات تزوير لنتائج الانتخابات الا ان العراقيين يعولون على التغيير الذي ستحدثه الانتخابات باعتبارها احد أهم الاستحقاقات الوطنية التي تشهدها البلاد على طريق الحياة الديمقراطية وإعادة صياغة المشهد السياسي وفقا للارادة الشعبية خصوصاً انها ستعتمد نظام القائمة المفتوحة التي تتيح للناخبين اختيار ممثليهم في البرلمان الجديد الذي سينوء بحمل العديد من الملفات الحساسة التي لم تجد طريقها إلى الحل في الدورة التشريعية المنتهية. وبحسب جريدة "الشرق الاوسط" فإن توجه العراقيون اليوم سيقومون بما هو أكبر من مجرد انتخاب حكومة جديدة لإدارة دولة لا تزال تحاول جمع شتات نفسها بعد سبعة أعوام من الغزو الأميركي. وبعد أن تفرَز بطاقات الاقتراع سيكون الناخبون قد قدموا أول دليل حاسم على نوعية الديمقراطية التي يتوقع أن تضرب بجذورها في قلب الشرق الأوسط. وبغض النظر عن المرشحين في الانتخابات، سيكشف العراقيون اليوم عن ما إذا كانوا يفضلون المرشحين الإسلاميين على العلمانيين أو المرشحين الميالين لنظام الحكم الشمولي بدل الملتزمين بمبادئ الديمقراطية. إذا ما تمكن الفائزون في الانتخابات من تشكيل حكومة ينظر إليها على أنها شرعية وممثلة للشعب في وقت قصير، فستحظى إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما بفرصة أفضل في الوفاء بوعدها بالانسحاب من العراق وخفض عدد قواتها إلى 50000 جندي بحلول نهاية الصيف الحالي. أما إذا اعترض الخاسرون وتنافس الفائزون على المناصب السيادية في الإدارة الجديدة فسينزلق العراق إلى حالة الفوضى التي سادت قبل الانتخابات. يقول الرئيس العراقي جلال طالباني: «هذه انتخابات مهمة جدا، ستقرر مستقبل العملية الديمقراطية في العراق، فإما أن تتطور وإما أن تتوقف».