د عونا نتكلم بهدوء ونتحاور ولو لمرة واحدة, دعونا نلقي بأسلحة العناد والكبر والمصالح الشخصية, والبحث عن بطولات في وسط الثورة, هل نسيتم الأعداء المتربصون بنا من الشرق والغرب, ألم نفكر كيف خرج مسجون ليمان طرة ووصل الي بيته في غزة خلال6 ساعات, كم عميلا وكم إرهابيا ياتري دخلوا الي حدودنا في هذه الأيام؟ ألم تخفكم الحرائق وتروعكم المناظر التي تشاهدونها.. ألم تنهمر منكم الدموع وأنتم تشاهدون القاصي والداني يسل سكينا باردا ويطعن طعنة في قلب مصر المذبوح في الميادين والشوارع, ألم تنتفض مشاعركم لبقع الدماء وجثث الموتي, الشهيد عبدالمنعم رياض في ميدانه المجاور للتحرير يستحلفكم بربكم جميعا ليس هذا مكان ولا توقيت الدماء, لا تهدروا القليل الباقي من كرامة التاريخ والأرض, أنتم أحفاد حضارة ال7 آلاف سنة, أجدادكم لم يفعلوا ربع ما فعلتموه أبدا, أحمد عرابي وسعد زغلول وغيرهما نادوا بالحرية النظيفة بلا دماء, لم تنزلق أقدامهم ولم تزل في وحل الفوضي, لم يشعلوا الحرائق ولكن كانوا يطفئونها بلا تخل عن مطالبهم, لم يتركوا الأبواب والميادين مخترقة للجواسيس والمخربين, هل تذكرون كيف داس المستعمر علي الوثائق والتاريخ العراقي؟! وكيف احترقت الحضارة البابلية؟ أنتم ترتكبون نفس الخطأ وتقولون لهم تفضلوا احرقوا الحضارة الفرعونية والوثائق المصرية والمباني وكل شيء. يا سادة الوطن وأبناءه.. ياشباب التحرير والمهندسين, تعلموا الدرس قبل فوات الأوان, القضية ليست التغيير فهذا قادم لا محالة, وأنتمرجاله ومهندسيه الذين نفخر بهم الآن. القضية تتلخص في وطن عظيم فشلنا جميعا في الحفاظ عليه, فالفاسدون نهبوه ونحن تركناهم, والآخرون يدمرونه ونحن نتركهم الآن, والمستعمر يجدها فرصة عظيمة لتحقيق أهدافه علي طبق من ذهب, بعد أن كانت مستحيلة, ألم تفكروا لحظة واحدة في كم المؤتمرات الصحفية والتصريحات التي يعقدها ويطلقها قادة العالم ودوله بداية من الأمريكي أوباما الي الآخرين. يا كل الحكماء.. يا كل الشباب الوطني.. يا كل المناضلين في الشارع وفي الأحزاب.. يا كل الشرفاء.. يا من حركتم الخيول والجمال والحمير واللصوص والمجرمين محملين بصناديق الحجارة وقنابل المولوتوف ظنا منكم أن ذلك سوف ينهي المعركة ألم تقدروا تبعات هذا الموقف, وحجم المصابين والقتلي والخراب والدمار الذي يتزايد لحظة بعد أخري.. كيف تنام العيون, وترتاح الضمائر بعد كل هذا الدمار.. يا عجبا لأرواحكم كيف تقوي علي هذا العذاب وتتحمل هذه المآسي, ياعجبا لصبركم كيف تقضون الأيام وأنتم تتلذذون بالمناظر. كلنا متهمون.. مدانون.. صانعون لهذه الفتنة, عاجزون عن المواجهة فاشلون في المعالجات, أنانيون نبحث عن أنفسنا ولا نتذكر هذا البلد إلا أمام كاميرات التصوير وشاشات الفضائيات نشهر بمصر وننتهك عرضها, ثم ندعي أننا نحبها ونزيد بأننا مستعدون للموت من أجلها.. أي موت هذا وأي تضحيات تلك التي نقصدها.. ألستم معي أننا جميعا نحب هذا الوطن علي طريقة فرعون وعاد وثمود الذين هلكوا أنفسهم وأهلكوا ملكهم ياسادة كفانا قتلي وجرحي وصراخا وضجيجا وفرجة أمام العالم كله, لماذا لانتحجاور الآن؟ فأطفالنا تداهمهم الكوابيس بالليل والنهار, المرضي يموتون بلا علاج, والبلطجية يعيثون في الأرض فسادا, والناس يبحثون عن لقمة العيش ولا يجدونها بحثا عن رغيف يسدون به رمق الجوع.. الي متي ننتظر؟ ويظن بعضنا أنه ببعيد عن المأساة, الذين يعيشون الآن في الأماكن المعزولة, لا تظنوا أنكم بعيدون, مدوا أيديكم لإنقاذ مصر تحدثوا الي الكبار والصغار, فالطوفان عندما يأتي لا يفرق بين العشوائيات أو القصور.. ولا الكبير أو الصغير. وأخيرا هل تمدون أيديكم لوقف النزيف؟ المسئولية الآن في رقبة الجميع, المسئولين والشعب العاشق لمصر حتي وان كان مظلوما. والشباب الراغب في التغيير وله كل التقدير والمعارضة التي تغرد خارج السرب, ويبقي الأمل في جيشنا الوطني أن يحمينا من الخطر.