في أول ظهور إعلامي له بعد زيارته الرسمية إلى العاصمة الأميركية واشنطن، أدلى أحمد الشرع، نائب رئيس الوزراء السوري الأسبق، بتصريحات لافتة خلال مقابلة مع قناة العربية، كشف فيها عن ملامح المرحلة السياسية المقبلة والعلاقات المتشابكة بين دمشقوواشنطن وتل أبيب. نتائج الزيارة إلى واشنطن أكد الشرع أن زيارته الأخيرة إلى واشنطن كانت 'مثمرة وإيجابية'، موضحاً أنها ركّزت على مناقشة الملفات الأمنية والاقتصادية، إلى جانب إعادة تقييم العلاقات السورية – الأميركية في ضوء التطورات الإقليمية الأخيرة. وأشار إلى أن اللقاءات التي أجراها مع مسؤولين في وزارة الخارجية والكونجرس الأميركيين كانت 'صريحة وواضحة'، وتركزت على أهمية إيجاد آلية مشتركة لضمان استقرار المنطقة وإنهاء العزلة السياسية المفروضة على دمشق منذ أكثر من عقد. مفاوضات أمنية مع إسرائيل وفي ما يتعلق بالملف الإسرائيلي، قال الشرع إن المفاوضات غير المباشرة بين دمشق وتل أبيب 'دخلت مراحلها النهائية'، متوقعاً أن تسفر خلال الأيام المقبلة عن اتفاق أمني بإشراف الأممالمتحدة. وأوضح أن هذا الاتفاق سيركز على ضمان احترام المجال الجوي السوري ووقف أي عمليات عسكرية، مقابل التزام سوري بعدم السماح لأي نشاط يهدد الحدود الشمالية لإسرائيل. وأضاف أن الهدف من هذه الخطوات هو 'إعادة بناء الثقة وتهيئة الأرضية لحوار سياسي أوسع مع إسرائيل العقوبات الأميركية وقانون قيصر وفي حديثه عن العقوبات، دعا الشرع الإدارة الأميركية إلى رفع العقوبات المفروضة على سوريا بموجب قانون قيصر، مشيراً إلى أن تلك الإجراءات 'لم تعد تحقق أهدافها السياسية، بل أضرت بالمواطن السوري بشكل مباشر'. وأضاف أن استمرار العقوبات يعيق عملية إعادة الإعمار ويُبطئ أي جهود لتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي، مؤكداً أن رفعها سيكون 'الخطوة الأولى نحو الاستقرار الفعلي في المنطقة'. توجه جديد في السياسة السورية التصريحات التي أطلقها الشرع اعتُبرت من قبل مراقبين نقلت عنهم قناة العربية بمثابة مؤشرات على تحول تدريجي في النهج الدبلوماسي السوري، إذ لم تقتصر على الدفاع عن الموقف الرسمي لدمشق، بل حملت لغة أكثر انفتاحاً تجاه إسرائيل بشكل كبير. ويرى محللون أن هذا التحول يعكس إدراكاً متزايداً لدى القيادة السورية بضرورة الانخراط في ترتيبات إقليمية جديدة مع إسرائيل. ردود فعل ومراقبة دولية من جهة أخرى، لم تصدر بعد ردود رسمية من الجانب الأميركي أو الإسرائيلي حول تصريحات الشرع، غير أن مصادر دبلوماسية في واشنطن وصفت المباحثات بأنها 'جادة ولكن مشروطة' من قبل واشنطن. أما في دمشق، حذر برلمانيون من 'أي تنازلات تمس السيادة الوطنية'.