ليس هناك أخطر من قضية »الشغب الشماريخي« في الملاعب حتي يتصدي اليها الجميع، والا ضاعت مسابقة الدوري، او تحولت الي »أم الفضايح« أمام العالم! لا يعد من الأخلاق ان يتفرج الكل علي ما يجري في المدرجات من مهاترات وازمات دون ان يتحرك المسئولون لايقاف هذه المهازل.. وما يدعو للاستغراب ان الموقف لا يتحسن وانما يزداد سوءا وتدهورا.. والشرطة المدنية والعسكرية مسئولان بالدرجة الاولي، وينبغي ان يساعدهما اتحاد الكرة وادارات الاندية والا فمرحبا بفوضي اكبر واوسع انتشارا.. ولعل مسألة التنسيق بين هذه الاطراف المعنية بخطط الأمن ليس من المعضلات التي تجعل المرء ينتظر المصيبة تلو الاخري، وهو يردد من قلبه- قبل اية مباراة- العبارة التي تقول: »يا رب.. اجعل المستخبي لطيف«. اذا كان الزمالك لم يحقق الفوز ببطولة في العام الذي يحتفل فيه بمئويته، فهذا ليس معيارا او تقييما لمسيرته المشرفة.. ومع ذلك اذا كانت مسألة »الربط« مهمة عند عشاق النادي، فيمكنهم ان يقولوا ويفخروا بان ناديهم اكمل عامه المائة في نفس السنة التي فجر فيها الشباب ثورتهم. من الظواهر الايجابية في الساحة الكروية ان يبادر الاهلي والاتحاد السكندري والمصري بانشاء شركات لتمويل اللعبة التي اصابها نظام »الاغتراف« الفاشل، بدلا من انتظار »البلي« الذي اطاح بالعديد من الاندية الجماهيرية، وسيطيح بالباقي منها اذا لم تسرع بوضع اسس الاستثمار الحقيقية.. ولعل الجمعيات العمومية لكل ناد هي المسئولة عن اختيار طريقها الاقتصادي بعيدا عن المجلس القومي للرياضة، بما يعني ان انتظار القانون الجديد ليس في محله. الكلام عن ميدالية في دورة لندن الاوليمبية العام المقبل مجرد »تهريج وضحك علي الدقون« لان المستويات المحلية هزيلة ومتواضعة واذا كان »السادة الافاضل« المسئولون في الاتحادات يسيرون علي نفس الطريق »الاعوج« بتصريحاتهم »المسكنة« حتي يسافروا ثم »يحلها ألف حلال« بعد العودة فعلي هؤلاء ان يكونوا »شجعان« ويعلنوا من الان اسباب الفشل. اذا ترك اتحاد الكرة مسئولية التنسيق الكاملة بين المنتخبين، الاول والاوليمبي، لفتحي نصير وبرادلي وهاني رمزي فقط دون تدخل من احد.. فستكون النتائج ايجابية.. اما اذا دخل احدهم »بمناخيره« فكل عام وانتم بخير. الانفلات الامني مقدور عليه مهما كانت خطورته.. اما الانفلات الاخلاقي فلا يقدر عليه احد.. ولا مؤاخذة!