إعادة تعيين قائد شرطة جامعة كاليفورنيا بعد هجوم على طلاب مناصرين للفلسطينيين    من حضر مراسم تأبين الرئيس الإيراني في طهران من الوفود الدبلوماسية العربية والدولية؟    رحيل نجم الزمالك عن الفريق: يتقاضى 900 ألف دولار سنويا    اللعب للزمالك.. تريزيجيه يحسم الجدل: لن ألعب في مصر إلا للأهلي (فيديو)    نشرة «المصري اليوم» الصباحية..قلق في الأهلي بسبب إصابة نجم الفريق قبل مواجهة الترجي.. سعر الدولار أمام الجنيه المصري اليوم قبل ساعات من اجتماع البنك المركزي.. الأرصاد تحذر من طقس اليوم الخميس 23 مايو 2024    شاب يطعن شقيقته بخنجر خلال بث مباشر على "الانستجرام"    ناقد رياضي: الأهلي قادر على تجاوز الترجي لهذا السبب    أول دولة أوروبية تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو.. ما هي؟    موعد مباراة الزمالك وفيوتشر اليوم في الدوري المصري والقنوات الناقلة    سيارة الشعب.. انخفاض أسعار بي واي دي F3 حتى 80 ألف جنيها    برقم الجلوس والاسم، نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 محافظة بورسعيد    والد إحدى ضحايا «معدية أبو غالب»: «روان كانت أحن قلب وعمرها ما قالت لي لأ» (فيديو)    سر اللعنة في المقبرة.. أبرز أحداث الحلقة الأخيرة من مسلسل "البيت بيتي 2"    وأذن في الناس بالحج، رفع كسوة الكعبة المشرفة استعدادا للركن الأعظم (صور)    أسعار الفراخ والبيض في الشرقية اليوم الخميس 23 مايو 2024    إحدى الناجيات من حادث «معدية أبو غالب» تروي تفاصيل جديدة عن المتسبب في الكارثة (فيديو)    ارتفاع عدد الشهداء في جنين إلى 11 بعد استشهاد طفل فلسطيني    رئيس الزمالك: شيكابالا قائد وأسطورة ونحضر لما بعد اعتزاله    هل يجوز للرجل أداء الحج عن أخته المريضة؟.. «الإفتاء» تجيب    الإعلان الأوروبى الثلاثى.. ضربة جديدة للأوهام الصهيونية    محافظ بورسعيد يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنسبة نجاح 85.1%    ضبط دقيق بلدي مدعم "بماكينة طحين" قبل تدويرها في كفر الشيخ    والدة سائق سيارة حادث غرق معدية أبو غالب: ابني دافع عن شرف البنات    بالأسم فقط.. نتيجة الصف الخامس الابتدائي الترم الثاني 2024 (الرابط والموعد والخطوات)    قبل ساعات من اجتماع «المركزي».. سعر الذهب والسبائك اليوم بالصاغة بعد الارتفاع الأخير    المطرب اللبناني ريان يعلن إصابته بالسرطان (فيديو)    الزمالك يُعلن بشرى سارة لجماهيره بشأن مصير جوميز (فيديو)    4 أعمال تعادل ثواب الحج والعمرة.. بينها بر الوالدين وجلسة الضحى    أمين الفتوى: هذا ما يجب فعله يوم عيد الأضحى    تسجيل ثاني حالة إصابة بأنفلونزا الطيور بين البشر في الولايات المتحدة    البابا تواضروس يستقبل مسؤول دائرة بالڤاتيكان    سي إن إن: تغيير مصر شروط وقف إطلاق النار في غزة فاجأ المفاوضين    بالأرقام.. ننشر أسماء الفائزين بعضوية اتحاد الغرف السياحية | صور    مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23 مايو في محافظات مصر    ماهي مناسك الحج في يوم النحر؟    وزير الرياضة: نتمنى بطولة السوبر الأفريقي بين قطبي الكرة المصرية    الداخلية السعودية تمنع دخول مكة المكرمة لمن يحمل تأشيرة زيارة بأنواعها    محمد الغباري: مصر فرضت إرادتها على إسرائيل في حرب أكتوبر    محلل سياسي فلسطيني: إسرائيل لن تفلح في إضعاف الدور المصري بحملاتها    محمد الغباري ل"الشاهد": اليهود زاحموا العرب في أرضهم    بسبب التجاعيد.. هيفاء وهبي تتصدر التريند بعد صورها في "كان" (صور)    ماذا حدث؟.. شوبير يشن هجومًا حادًا على اتحاد الكرة لهذا السبب    22 فنانًا من 11 دولة يلتقون على ضفاف النيل بالأقصر.. فيديو وصور    مراسم تتويج أتالانتا بلقب الدوري الأوروبي لأول مرة فى تاريخه.. فيديو    بقانون يخصخص مستشفيات ويتجاهل الكادر .. مراقبون: الانقلاب يتجه لتصفية القطاع الصحي الحكومي    حظك اليوم وتوقعات برجك 23 مايو 2024.. تحذيرات ل «الثور والجدي»    احذر التعرض للحرارة الشديدة ليلا.. تهدد صحة قلبك    «الصحة» تكشف عن 7 خطوات تساعدك في الوقاية من الإمساك.. اتبعها    أستاذ طب نفسي: لو عندك اضطراب في النوم لا تشرب حاجة بني    هيئة الدواء: نراعي البعد الاجتماعي والاقتصادي للمواطنين عند رفع أسعار الأدوية    عمرو سليمان: الأسرة كان لها تأثير عميق في تكويني الشخصي    "وطنية للبيع".. خبير اقتصادي: الشركة تمتلك 275 محطة وقيمتها ضخمة    إبراهيم عيسى يعلق على صورة زوجة محمد صلاح: "عامل نفق في عقل التيار الإسلامي"    البطريرك مار إغناطيوس يوسف الثالث يونان يلتقي الكهنة والراهبات من الكنيسة السريانية    حظك اليوم| برج الحوت الخميس 23 مايو.. «كن جدياً في علاقاتك»    محمد الغباري: العقيدة الإسرائيلية مبنية على إقامة دولة من العريش إلى الفرات    سعر السبيكة الذهب اليوم وعيار 21 الآن فى مستهل التعاملات الصباحية الاربعاء 23 مايو 2024    أدعية الحر.. رددها حتى نهاية الموجة الحارة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
لا النادي هو النادي ولا اللاعب مثل أي لاعب‏..‏ تحب وتكره فيما يخصك لكن في الكورة لا‏!‏
نشر في الأهرام اليومي يوم 04 - 06 - 2010

‏**‏ الموسم الكروي مفروض أنه ينتهي بنهاية الدوري إلا أنه عندنا دون غيرنا مستمر للآن ولعلنا نكون الدولة الوحيدة في العالم التي بها مسابقة رسمية قائمة حتي قبل بضعة أيام من انطلاق كأس العالم‏..‏ ما علينا‏!.‏ الدنيا كلها تتابع وصول المنتخبات العالمية إلي جنوب أفريقيا وتراقب آخر الاستعدادات لكل منتخب في آخر معسكر له وترصد التصريحات الصادرة عن كل مدير فني وتحلل التركيبة الشخصية لكل مدرب والتي تظهر علي كلامه‏..‏ ولكن‏!.‏
الدنيا في واد ونحن في آخر لأن كأس مصر المسابقة الكروية الرسمية مازالت قائمة ومبارياتها تقام والمستوي أسوأ من السيئ بكثير وهذا طبيعي ومنطقي نتيجة ضغط المباريات في نهاية موسم هو أصلا مضغوط من بدايته ونسأل الله أن ينتهي دون المزيد من الإصابات‏..‏ قولوا حضراتكم يارب‏!.‏
وأنا أتفرج علي الكورة وأقرأ ما يكتب من تصريحات عنها‏..‏ وجدت نفسي أتحدث مع نفسي عن حتمية وجود تقويم شامل كامل للموسم بعد نهايته لأجل موسم قادم أفضل ولأجل أن يكون القادم أفضل لابد أن نعرف من المنقضي ما لنا وما علينا والإيجابي نؤكده والسلبي نصححه‏...‏
ملاحظة‏:‏ هذا التقويم أهم مسئوليات اتحاد الكرة ولابد من القيام به وإعلان نتائجه وتنفيذ ما جاء فيه‏...‏
قلت أيضا لنفسي‏:‏ بعيدا عن الأحداث الفنية التي بالتأكيد سيشملها التقويم‏..‏ هناك أمور كثيرة وقعت وتقع وأظنها ستقع‏..‏ لا أحد يلتفت لها أو يقف أمامها رغم ما تمثله من أهمية وإن شئنا الدقة خطورة‏...‏
وجدت نفسي أسأل نفسي‏:‏ إن كنت مسئولا عن آخرين في العمل‏..‏ أي عمل‏..‏ هل من حقك أن تحب وتكره؟‏.‏
في كرة القدم التي تحتل المرتبة الأهم لدي أغلبية الشعب عندنا‏..‏ هل مسموح للمدرب أو المدير الفني أن يحب ويكره في إدارته وتعامله مع فريقه ولاعبيه؟‏.‏ هل من حقه أن يترك لمشاعره حق تقرير مصير لاعبين؟‏.‏ أسلوب التقويم والتفضيل بين اللاعبين‏..‏ قائم علي معايير ومقنن بعلم أم أن الأساس فيه خفة ظل وموهبة نفاق وأستاذية أسافين أو ثقل دم واعتزاز بكرامة وتمسك بمبدأ‏...‏
وجدت هذه التساؤلات مطروحة علي نفسي‏..‏ ووجدت أنها بالغة الأهمية ووجدت أنه لا أحد يتكلم عنها لأنه أصلا لا أحد يفكر فيها‏..‏
سألت نفسي‏:‏ مبدأ تفويض السلطات المعمول به في كل الدنيا في كل المجالات‏..‏ هل هو عندنا في كرة القدم تفويض مطلق علي بياض من الإدارة للمدير الفني أن يفعل ما يشاء في لاعبيه أم أن هذا التفويض محكوم بقيود ومحظور فيه علي المدرب أو المدير أن يحب ويكره في عمله وأن مشاعره يحتفظ بها لعلاقاته الاجتماعية أما العمل فلا مجال فيه لتغليب مشاعر علي عقل‏..‏ والمدير الفني معاملته واحدة للجميع ودرجة اهتمامه واحدة للجميع والأفضلية في التشكيل للمستوي والجهد والعطاء والسلوك وطبيعة المباراة‏...‏
قلت لنفسي‏:‏ الأجانب في عملهم وإلي حد كبير يبعدون مشاعرهم عن قراراتهم وإن حدث غير هذا ويكون ذلك حالات فردية وإن حدثت فورا الإدارة الأكبر تتدخل وفورا تصلح‏...‏
في نهاية حواري مع نفسي اكتشفت أننا خلطنا الأمور في الكثير من المجالات‏..‏ عن جهل أم عمد الله أعلم والمشكلة أننا نأخذ من أي نظام بضعة بنود ونغفل أغلبيتها‏..‏ والنتيجة تعالوا نتعرف عليها من خلال هذه النقاط‏:‏
‏1‏ أخذنا مثلا من الاحتراف الكروي الشكل وأهدرنا دم المضمون ولذلك نحن الدولة الوحيدة ربما في العالم التي لا تعرف يقينا القرار الصحيح في أي مشكلة لوائحية‏!.‏ لاعب انتقل إعارة في الفترة الشتوية ليلعب في ناد خارجي ولأي سبب أنهي النادي المعار له اللاعب هذا الانتقال والموسم لم ينته‏..‏ فهل يجوز لهذا اللاعب أن يعود لناديه الأصلي أو أي ناد ويلعب‏..‏ أي أنه لعب في الإعارة الشتوية المفتوحة في يناير بناد فهل يجوز له بعد أن لعب له أن يلعب في ناد آخر أو حتي ناديه الأصلي‏..‏ أي يلعب في فترة إعارة واحدة في ناديين مختلفين؟‏.‏
المؤكد أن اللوائح المنظمة واضحة والمؤكد أن فيها ما يفصل في مشكلة مثل هذه والفصل بنصوص موضوعة لا تقبل وجهات نظر أو اجتهادا‏...‏
مسألة أظن أنها واضحة ومنطقية وعلمية وعملية ومع هذا‏...‏
هذا المنطقي العلمي العملي الواضح صنعنا منه أزمة يتناولها الإعلام يوميا وليس ليوم أو يومين إنما أسابيع نتحدث عن مشكلة هي أصلا لا وجود لها لأن اللوائح واضحة ولا لبس فيها أو حتي اجتهاد لأن النصوص تلغي الاجتهادات واللاعب مستحيل أن يلعب لجهتين في فترة انتقال واحدة‏...‏
‏2‏ أخذنا عنهم مثلا مبدأ تفويض السلطة والنادي يفوض المدير الفني في إدارة الفريق الكروي‏..‏ هذا الجزء أخذناه وبعض الأندية تطبقه وأغلبها لا يعلم أصلا بحكاية السلطات حتي يعرف مبدأ تفويضها‏!.‏
هذه الأندية لم تأخذ الجزء الآخر المكمل لمبدأ تفويض السلطات‏..‏ لم تأخذ ما يجب القيام به إذا ما تجاوز المدير الفني وإذا ما كان المدير الفني يحب ويكره‏!.‏
الأندية القليلة التي عرفت تفويض السلطات أخذت جزءا وطبقته ولم تأخذ الباقي‏..‏ ربما لأن هناك أمورا يصعب اقتباسها وتنفيذها كما هي هنا وربما يكون الأمر راجعا إلي حقيقة أن ما عندنا وقائم لا علاقة له من قريب أو بعيد بالموجود في الخارج‏..‏ لا النادي هو النادي من ناحية النظام الأساسي واللوائح ولا اللاعب هو اللاعب من ناحية السلوك والثقافة والصحة والنظام والالتزام ولا الاحتراف هو الاحتراف في العقود وبنودها وحقوق اللاعب وحقوق النادي والمسابقة وانتظامها والمواعيد ودقتها والجماهير وحدودها‏..‏ وحدوتة الجماهير هذه تحتاج إلي مجلدات لأن طبيعة الأندية وفقا لقانونها جعلتها تخضع للابتزاز الانتخابي وتعمل ألف حساب للضغط الجماهيري وكله علي حساب النظام والالتزام وما يجب أن يكون‏!.‏
معني الكلام أن الأندية المعقود كل الآمال عليها في نهضة كرة القدم لا تستطيع القيام برسالتها‏..‏ لماذا؟‏.‏
‏3‏ لأن قانون الرياضة ولوائحه لا يتماشي مع الواقع الذي تغير جذريا عنه وقت أن وضع هذا القانون من ثلث قرن‏!.‏ مثال بسيط أضربه من نظام الانتخابات في الأندية الرياضية وهو قائم علي أساس أن هذه الأندية اجتماعية أولا ورياضية بينما الواقع الموجود حاليا يشير إلي أن النادي أصبح هو المسئول الأول عن قطاع الممارسة في مصر بعد اختفاء الرياضة من المدرسة التي كانت زمان فيها ممارسة للرياضة والممارسة هي التي تكشف عن المواهب التي تدخل في فرق المدرسة الرياضية المختلفة وتندرج في قطاع البطولة المدرسي الذي كان القاعدة الحقيقية لإمداد الأندية والاتحادات الرياضية بالمتميزين رياضيا في مختلف اللعبات‏...‏
‏4‏ النادي زمان يأخذ اللاعب مكتشفا وجاهزا من دوري المدارس والنادي الآن عليه أن يكتشف هو المواهب وهذا لن يكون إلا إذا دخل كل الأطفال في محيط هذا النادي وداخل هذا النادي في رياضة الممارسة وهذا معناه أن يكون موجودا ملاعب تستوعب آلاف الأطفال والملاعب غير موجودة والموجود قليل ولذلك من يمارس الرياضة عدد قليل من الأطفال والأغلبية لا تلعب رياضة وضاعت علينا المواهب الموجودة في أغلب أطفالنا وأصبحنا نعتمد علي مواهب الأعداد القليلة التي تلعب وطبيعي أن تكون هذه المواهب قليلة ومنطقي أن تكون عدمانة لأن كل ألف طفل‏..‏ من يلعب منهم الرياضة طفل واحد وربما أقل وال‏999‏ طفلا لا يلعبون وضاعت المواهب الموجودة بينهم ونعتمد حاليا علي المواهب الموجودة في الواحد بالألف‏..‏ أي في الطفل الواحد الذي يلعب ومقابله‏999‏ لا يمارسون أي نشاط رياضي‏!.‏
‏5‏ النادي أصلا متورط في مستنقع لا ذنب له فيه بسبب موت الرياضة في المدرسة وليت الأمور انتهت عند هذا الحد لكن الكارثة اكتملت بتفصيلات القانون الذي يحكم الرياضة وكلها ضد الرياضة وأولها نظام الانتخابات الرياضية الذي بسببه دخلت الأندية المحاكم وما من انتخابات تتم إلا وعشرات الدعاوي ترفع وتقام وبدلا من تفرغ النادي للقيام بمهمته الثقيلة تجاه قطاع البطولة وإمداد الاتحادات الرياضية باللاعبين الأفضل علي مستوي مصر وهي مهمة لم تكن أبدا مهمة النادي‏..‏ بدلا من التفرغ لذلك وجدت الأندية نفسها في ساحات المحاكم وكله علي حساب الاستقرار والخاسر قطاع البطولة‏!.‏
‏6‏ نظام الانتخابات في الأندية الرياضية أعطي للقطاع الاجتماعي داخل النادي حق اختيار مجلس الإدارة لأربع سنوات‏..‏ وهذا الأمر يمكن قبوله فيما لو أن النادي هيئة اجتماعية رياضية ومستحيل الأخذ به بعدما أصبح النادي الهيئة الرياضية الوحيدة المسئولة عن إمداد الاتحادات الرياضية باللاعبين الصالحين للمنتخبات الوطنية‏!.‏
الذي ينتخب في النادي جمعيته العمومية‏..‏ الأب والأم والأبناء فوق سن معينة‏..‏ والأغلبية الكاسحة من الجمعية العمومية لا يعنيها قطاع البطولة في شيء وهي تنتخب مجلس الإدارة وفقا لأسس اجتماعية قائمة علي العلاقات وعلي الخدمات الاجتماعية وعلي المطعم وربما علي المصالح الشخصية‏..‏ أما رياضة البطولة واكتشاف المواهب ورعايتها وإمداد المنتخبات الوطنية بأفضل اللاعبين فهذا أمر غير وارد وأظنه انعكس سلبا علي رياضة البطولة‏..‏ وهذه واحدة‏!.‏
الثانية‏..‏ أن نظام الانتخابات الحالي القائم علي التربيطات لأجل أكبر عدد من الأصوات فتح المجال للفواتير الانتخابية المطلوب من مجلس الإدارة سدادها ومن لا يسدد سوف يدفع الثمن في الانتخابات التالية‏..‏ وطبعا فواتير الانتخابات مصالح شخصية يتم اقتطاعها من جسد المصلحة العامة‏!.‏
‏7‏ في الأندية الكروية فواتير الانتخابات شأن داخلي في النادي وليست وحدها الكارثة التي يجد مجلس الإدارة نفسه متورطا فيها إنما هناك شأن خارجي هو الجماهير‏...‏
صحيح الجماهير لا تنتخب لكن الأصح أنها باتت مع زيادة التعصب ودخول الإعلام طرفا‏..‏ باتت قوة ضغط رهيبة علي مجالس الإدارة بعدما تحولت المدرجات في كل مباراة إلي مسرح هجوم علي الإدارات فيه الشتائم والاتهامات بلا سقف لأن المسئولية معدومة في ظل سلوك الجمهرة وكل من يريد أن يشتم ويسب ويقذف ويتهم‏..‏ المدرجات حصن أمان‏!.‏ المدرجات أجبرت مجالس إدارة في أندية كثيرة علي تغيير مدربين وعلي سحب قرارات صدرت وعلي إصدار قرارات معيبة تربويا ورياضيا‏.‏ صدرت لإرضاء الجماهير وعندما نصل إلي هذا النوع من الإدارة علي الدنيا السلام وأي مستوي مرتفع ننتظره والذي يصنع القرار سلوك جمهرة في مدرجات‏!.‏
‏8‏ الأمر لم يتوقف علي الإدارات والجماهير‏..‏ والإدارة تخضع لضغط الجماهير والمصيبة أن الجماهير يحركها التعصب والفارق هائل بين التعصب والانتماء‏..‏ لأن المتعصب يقرقش الزلط لنجومه ولو حاولت الإدارة اتخاذ إجراء تربوي ضد نجم أخطأ تفاجأ بوقوف الجماهير معه‏..‏ وهنا المشكلة لأن تراجع الإدارة أمام ضغط الجماهير معناه إضفاء الشرعية علي الفوضي والتمرد وعدم الالتزام‏..‏ وغالبا في أغلب الأندية تتراجع الإدارة عن قرارها التربوي الصحيح وهناك إدارات من الأصل لا تأخذ القرار حتي لا تتراجع فيه‏..‏ والضحية النادي والفريق والمستوي‏...‏
‏9‏ التعصب الجماهيري يفعل كل هذا والمصيبة أن الإعلام مسئول تماما عن ذلك ووسط هذا المناخ المليء بالضجيج والصراخ والاتهامات والتخوين‏..‏ تراجع واختفي التيار المعتدل داخل كل ناد والذي هو أكثر الناس حبا للنادي والانتماء الشديد الصحيح للنادي هو الذي يدفعه للتمسك بالنظام والالتزام وعدم التفريط في أي قيمة أو مبدأ‏..‏ لأن التقدم والحفاظ عليه مرهون بأسس غير مسموح التفريط فيها تحت أي مسمي وبقانون لا يرحم من يخرج عليه أيا كان اسمه وحجمه ونجوميته‏...‏
‏10‏ المشكلة تزداد تعقيدا عندما تنضم أطراف جديدة إلي اللعبة‏..‏ لعبة الجماهير والإدارة والخطر يصبح داهما عندما يكون الطرف الجديد له نجوميته عند الجماهير‏..‏ لاعبا أو معلقا أو إعلاميا أو مدربا أو إداريا‏..‏ هنا الخطر‏!‏ ليه؟‏.‏
لأن هذا النجم الوافد علي المشكلة له رصيده عند الناس وعندما يلعب علي وتر التعصب أصبح الأمر بالغ الخطورة لأن المسألة خرجت من كونها قرارا لإدارة ترفضه الجماهير المتعصبة إلي لغة خطاب مباشر من نجم إلي التعصب فيه يتخاطب مع أعصاب محترقة بمفردات تعصب قادرة علي إشعال النيران الخامدة‏!.‏
الخطورة هنا بالغة والمسئولية منعدمة والتعصب هنا رد فعله تعصب هناك‏..‏ والأخطر والأخطر فكرة الاحتماء بالجماهير الغاضبة وتوجيه الجماهير المتعصبة‏..‏ والسيطرة علي مشاعر جماهير والاحتماء بها معناه فوضي عارمة قادمة لا أحد إلا الله يعلم دمارها‏!‏
‏11‏ قد يتبادر للأذهان سؤال الآن‏:‏ هذا كله مسئولية من؟‏.‏
مسئولية قانون رياضي انتهي عمره وزمنه من زمان والأندية الاجتماعية الرياضية التي خرج هذا القانون لها عندها محترفون وتدير محترفين وعندها نظام انتخابات لا يناسب التطور الذي حدث ولا ينفع في هذا الزمن‏...‏
مسئولية أندية‏..‏ جمعيات عمومية ومجالس إدارة‏!.‏ جمعيات تضغط وإدارات ترضخ‏!.‏
مسئولية إعلام أغلبيته أشعلت نيران تعصب لا تنطفئ ومعها وبها أصبحت الجماهير قوة ضغط هائلة‏!.‏
مسئولية نظام كروي لم يتغير فيه حرف من‏62‏ سنة منذ بدأت أول مسابقة للدوري عام‏1948.‏
مسئولية نظام انتخابات مهلهل في الاتحادات الرياضية قائم علي المصالح الشخصية لا المصلحة العامة‏...‏
مسئولية فوضي أوقفت كل شيء وأي شيء ومعها كل واحد بإمكانه أن يفعل أي حاجة دون خوف أو حتي قلق من حساب‏...‏
مسئولية‏..‏ أظن أننا كلنا شركاء فيها إن لم يكن بالفعل‏..‏ يكون بالصمت‏!.‏
انتهت النقاط وبقيت ملاحظتان في تساؤلين‏:‏
هل نملك شجاعة صدور قرار لا أعرف من أي جهة لأجل تقويم الموسم الذي انقضي فنيا لنعرف أين نحن ممن يمارسون كرة القدم الحقيقية وحتي نعرف لابد أن نتعرف بحق علي معدل جري اللاعب المصري في المباراة وعلي معدل تمريراته الصحيحة وتمريراته الخاطئة في المباراة وعلي معدل التسديد في المباراة وعلي التحركات غير المباشرة للاعب في المباراة وعلي معدل الأخطاء وعلي كل شيء من شأنه أن ينصب علي المستوي الفني لأي مباراة‏...‏
وهل نملك مناقشة النقاط ال‏11‏ السابقة والسعي لإصلاحها بتغيير قانون الرياضة ولوائحه وتحويل الأندية إلي شركات مساهمة وتخليص الشارع الكروي من فواتير الانتخابات وضغوط الجماهير ومن كل ما هو سلبي وقائم الآن لأجل إعادة المنظومة إلي وضعها الطبيعي الموجود في كل الدنيا إلا عندنا؟‏.‏
هل نقدر وهل نبدأ؟
إلي غير رجعة أيها الشهر الغريب‏..‏ شهر مايو‏...‏
بدأت أيامك برحيل العملاق محمود السعدني‏...‏
قبل أن نصل إلي منتصفك فوجئنا برحيل الموسيقار الكبير حلمي أمين‏...‏
بعد يومين لحقه الفنان العظيم عبدالله فرغلي‏...‏
وقبل أن تغادرنا وترحل‏..‏ رحل عملاق الدراما العربية المبدع الأستاذ أسامة أنور عكاشة‏...‏
رحمة الله عليك أيها المبدع العظيم‏...‏
خالص العزاء للوطن في الفقيد الكبير‏...‏
عزاء الوطن وعزاؤنا أن الكبار لا يموتون‏...‏
الكبار باقون موجودون بأعمالهم التي تركوها لنا‏...‏
وأنت يا عم أسامة أعمالك كبيرة عظيمة خالدة‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.