مصدر ينفي إعلان الحكومة الجديدة خلال ساعات: مشاورات التشكيل الوزاري مستمرة    التحويلات بين المدارس للعام الدراسي القادم 2024-2025.. اعرف الموعد والأوراق المطلوبة    محافظ الغربية يقود حملة لرفع الإشغالات على الطرق والمحاور الرئيسية    أسعار الذهب في مصر اليوم.. عيار 21 يسجل 3130 جنيها للجرام    محافظ الشرقية يفاجئ العاملين بالوحدة المحلية بالصالحية القديمة    مصر للطيران تسير غدا 8 رحلات جوية لنقل حجاج بيت الله الحرام إلى أرض الوطن    وزير الأوقاف يشهد انطلاق توزيع الدفعة الأولى من لحوم الأضاحي بالقاهرة    الرئيس الروسى: تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة مع فيتنام من أولوياتنا    جوتيريش يدعو إلى مساعدة اللاجئين ودعم حقوقهم الإنسانية حول العالم    الاتحاد الأوروبى يوافق على حزمة جديدة من العقوبات ضد روسيا    استشهاد 35 فلسطينيا خلال 24 ساعة في غزة    بعد أزمة "الأحمال".. الكويت تنشر جداول "قطع الكهرباء"    تشكيل الزمالك المتوقع أمام فاركو.. صبحي يعود لحراسة المرمى وظهير أيسر جديد    محمد صبحى يحتفل بعقيقة ابنه تميم بحضور حسام عاشور.. صور    تركي آل الشيح ينعي علاء العطار مشجع الزمالك ويدعو أسرته لأداء مناسك العمرة    بدء عودة حجاج الجمعيات الأهلية إلى أرض الوطن غدا    إصابة 7 مواطنين فى حادث انقلاب سيارة ميكروباص بالفيوم    محافظ القاهرة: نجحنا فى توفير السلع الغذائية خلال إجازة العيد    السبت.. 19 طالبا وطالبة يخوضون سباق الثانوية العامة داخل مستشفى 57357    القبض على تشكيل عصابي تخصص في سرقة ماكينات ري الأراضي الزراعية في الشرقية    حرمان 39 ألف طالب فلسطيني من امتحانات الثانوية العامة في غزة    فيلم اللعب مع العيال يقترب من 16 مليون جنيه إيرادات فى 8 أيام عرض    تركي آل شيخ متفائل بعودة عمرو دياب إلى السينما.. ويعلن عن مفاجأة مع المصمم العالمى إيلى صعب    الصحة الفلسطينية: ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة ل37431 شهيدا    12 فريق للتوعية وتقديم خدمات المبادرات الرئاسية في عيد الأضحى بمطروح    20 يونيو 2024.. أسعار الخضروات والفاكهة بسوق العبور للجملة اليوم    الكنيسة الأرثوذكسية تحتفل اليوم بتذكار رئيس الملائكة جبرائيل    عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى    ماذا قال أحمد عز ل يسرا قبل إنطلاق أول عروض مسرحية ملك والشاطر؟    مصرع شابين صعقا بالكهرباء داخل مزرعة بالمنيا    التعليم العالي: تنظيم زيارة للطلاب الوافدين لمستشفى سرطان الأطفال 57357    أول تحرك لنادي فيوتشر بعد إيقاف قيده بسبب "الصحراوي"    بيان مهم من الداخلية بشأن الحجاج المصريين المفقودين بالسعودية    تقرير: واشنطن لا ترى طريقا واضحا لإنهاء الحرب في غزة    الإسكان: 5.7 مليار جنيه استثمارات سوهاج الجديدة.. وجار تنفيذ 1356 شقة بالمدينة    بعد انتهاء عيد الأضحى 2024.. أسعار الحديد والأسمن اليوم الخميس 20 يونيو    سنتكوم: دمرنا زورقين ومحطة تحكم أرضية ومركز قيادة للحوثيين    محمد صديق المنشاوى.. قصة حياة المقرئ الشهير مع القرآن الكريم    دراسة علمية في الجزائر حول الفكر التنويري للخشت    عاجل - "الإفتاء" تحسم الجدل.. هل يجوز أداء العمرة بعد الحج مباشرة؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 20-6-2024    طواف الوداع: حكمه وأحكامه عند فقهاء المذاهب الإسلامية    الإفتاء توضح حكم هبة ثواب الصدقة للوالدين بعد موتهما    الأهلي يحسم مصير مشاركة عمر كمال أمام الداخلية اليوم    "البديل سيكون من أمريكا الجنوبية".. اتحاد الكرة يتحرك لاختيار حكام مباراة الأهلي والزمالك    عاجل - تحذير خطير من "الدواء" بشأن تناول مستحضر حيوي شهير: جارِ سحبه من السوق    ثلاثة أخطاء يجب تجنبها عند تجميد لحوم الأضحية    كيفية الشعور بالانتعاش في الطقس الحار.. بالتزامن مع أول أيام الصيف    مبدأ قضائي باختصاص القضاء الإداري بنظر دعاوى التعويض عن الأخطاء    تعرف على خريطة الكنائس الشرقيّة الكاثوليكية    الآلاف في رحاب «السيد البدوى» احتفالًا بعيد الأضحى    التخزين الخامس خلال أيام.. خبير يفجر مفاجأة بشأن سد النهضة    هل يسمع الموتى من يزورهم أو يسلِّم عليهم؟ دار الإفتاء تجيب    يورو 2024| صربيا مع سلوفينيا وصراع النقاط مازال قائمًا .. والثأر حاضرًا بين الإنجليز والدنمارك    خاص.. موقف الزمالك من خوض مباراة الأهلي بالدوري    "تاتو" هيفاء وهبي وميرهان حسين تستعرض جمالها.. 10 لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    تحت سمع وبصر النيابة العامة…تعذيب وصعق بالكهرباء في سجن برج العرب    حظك اليوم| برج السرطان الخميس 20 يونيو.. «ركز على عالمك الداخلي»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزمة‏ تذاكر الكرة عندنا فقط
نشر في الأهرام اليومي يوم 26 - 02 - 2010

رحمة الله علي اللعبة اليتيمة‏..‏ أرجوك أيها الاتحاد الحدوتة ليست إقالة مدرب‏!‏ أفهم أن تكون هناك أزمة وسوق سوداء في سلعة عندما يكون المطلوب أضعاف أضعاف المعروض‏. أتفهم أن تحدث أزمة علي تذاكر مباراة أو مباريات مثلما حدث في كأس الأمم‏2006‏ عندما كانت مصر كلها تريد الذهاب للاستاد‏. لكن ما لا أفهمه ولا أجد تبريرا له أن تصبح أي مباراة كروية للمنتخب المصري‏..‏ هنا أو هناك‏..‏ مصحوبة بأزمة في حدوتة التذاكر‏...‏
حدث هذا في مباراة مصر والجزائر بالسودان‏..‏ وتكرر ذلك في أنجولا ولا أعرف لماذا‏..‏ والأغرب أنه واقع الآن علي مباراة مصر وإنجلترا يوم‏3‏ مارس باستاد ويمبلي‏!.‏
الأخ مجدي مصطفي مصري هولندي لديه شركة سياحية هنا وفي هولندا وجدته يتصل بي ويقول لي إنه نظم رحلة من هولندا لتشجيع المنتخب في لندن ويريد‏300‏ تذكرة‏.‏
قلت له‏:‏ ما المانع وأين المشكلة؟‏.‏
قال‏:‏ اتصلت بالاتحاد الإنجليزي فأخبرني بأن اتحاد الكرة المصري عنده تذاكر ويمكن شراؤها عن طريقه وعلي الإنترنت تذاكر تباع‏.‏
قلت‏:‏ أين المشكلة؟‏.‏
قال‏:‏ اتحاد الكرة المصري أخبرنا بأن المسألة صعبة ولا توجد تذاكر ومشكلة الشراء من علي الإنترنت أن الكمبيوتر يبيعها في أماكن متناثرة وأنا أريد ال‏300‏ تذكرة في مدرج واحد‏.‏
قلت له‏:‏ أنا لا أعرف شيئا ولا أدري ماذا أقول لك‏!.‏
هو فيه إيه؟‏.‏
‏..........................................................‏
‏**‏ في حياتنا عموما‏..‏ اليوم الذي نعيشه امتداد لأمس رحل وتمهيد لغد ننتظره وينتظرنا‏..‏ والذي حدث في الأمس واستمر لليوم تأثيره كامل علي ما هو في الغد وهنا تظهر الفوارق بين البشر بل وبين الشعوب في القدرة علي استيعاب الخبرات والمقدرة علي تراكم الخبرات وكيفية تحقيق أفضل استفادة من المخزون الهائل للخبرات‏...‏
كل حدث وأي حدث مر علينا وعشنا فيه ورحل عنا لابد وأنه ترك لنا دروسا ومؤشرات وحقائق هي في مجملها خبرة لمن يريد المعرفة والاستفادة وهي نفسها لا شيء وكأنها لم تحدث إن كانت عقولنا ملساء لا تعلق عليها خبرات‏...‏
كل هذه الأفكار دارت بذهني وأنا أراقب وأتابع ما بعد بطولة الأمم الأفريقية لكرة اليد وخسارة المنتخب المصري للقب علي أرضه ووسط جماهيره والخسارة في الرياضة وغير الرياضة واردة وإن حدثت فعلينا أن نعرف الأسباب من أقصر الطرق لا أن نلتف حولها بهدف عدم الوصول إليها‏...‏
مطلوب الآن أقصي درجات التريث والهدوء وعدم الانفعال حتي نضع أيدينا علي الأسباب‏...‏
مطلوب ألا نكون رد فعل لخسارة بقرارات انفعالية تغير الشكل ولا تقترب من المضمون واعتقادي بل يقيني أن ما حدث نتاج أخطاء وخطايا وتراكمات سلبية وليس نتاج عدم توفيق في مباراة من مدرب أو لاعبين‏...‏
مطلوب من اتحاد كرة اليد ألا يشغل نفسه بقرارات سريعة للرأي العام مثل تلك التقارير المطلوبة في‏48‏ ساعة لأن التسرع يتعامل مع قشور المشكلة وسطحها وليس مع الجذور المدفونة غير المرئية‏.‏
مطلوب من اتحاد كرة اليد أن يبحث الأسباب التي أدت لخلافاته هو مع نفسه والتي انعكست علي قراراته وأثرت علي منتخباته‏...‏
مطلوب أن نجلس في الاتحاد أسرة واحدة تجمعها مصلحة واحدة ومجتمعة علي هدف واحد‏..‏ والمصارحة ولا شيء سواها نقطة الانطلاق لأجل تدارك الأخطاء التي وقعت ومراجعة القرارات التي صدرت‏.‏
المصارحة مطلوبة لأنه ولا أعظم مدربي العالم بإمكانه أن ينجح في مهمته والإدارة مختلفة معه وبعيدة عنه‏..‏ مستحيل أن ننتظر نجاحا من مدرب والإدارة علي خصومة معه‏..‏ مستحيل أن نتوقع استقرارا لمنتخب والحب غائب والتربص سائد‏...‏
أريد القول في النهاية إن المشكلة ليست في مدرب يستقيل أو يقال حتي لا نتصور أن القرار الذي سيصدر بعد أيام هو غاية المراد من رب العباد‏...‏
‏..........................................................‏
‏**‏ في مصر رياضة اسمها السباحة التوقيعية وحظ هذه الرياضة أنها وجدت إنسانة آمنت بها وحاربت بكل ما تحمله الكلمة من معني لأجلها بل يمكن القول إنها وهبت عمرها لها إلي أن أصبحت هذه الرياضة واقعا وحقيقة في مصر وأصبح لمصر منتخب أظنه الأول أفريقيا وبعده تجيء جنوب أفريقيا‏..‏ وفجأة‏!‏
رحلت السيدة صوفي ثروت التي أعطت عمرها لهذه الرياضة ورحمة من الله لها بقدر ما أعطت من عمرها لهذه الرياضة ورحمة الله علي الباليه المائي من بعدها‏!.‏
نعم‏..‏ هذه الرياضة في طريقها للاختفاء‏..‏ لأنها أولا من فصيلة اللعبات المنسية وتجاهل هذه اللعبات هو الأصل وهو الأساس في بلدنا وإن جاءت سيرتها في خبر كل سنة تعيش فرحانة سنة‏...‏ والبعيد عن العين بعيد عن القلب وعن الاهتمام وعن الدعم وعن الرعاية‏...‏
أعلم أن اتحاد السباحة عنده ما يكفيه لأن الميزانية محدودة والأنشطة كثيرة والمصاريف باهظة والعين بصيرة واليد قصيرة والذي تحتاجه الكرة في الأندية يحرم علي اللعبات الأخري‏...‏
أدرك أن الفراغ الذي تركته الراحلة صوفي ثروت جعل الباليه المائي يتيما وغلبان وملطشة‏..‏ ولكن‏!.‏
يقيني أن السيد حسن صقر رئيس المجلس القومي للرياضة لن يقبل برحيل رياضة هي موجودة فعلا‏...‏
‏..........................................................‏
‏**‏ ضاقت الدنيا في محافظة حلوان المفتوحة علي ظهير صحراوي له أول وصعب أن تجد له آخر‏..‏ فلم تجد إلا ناديا مشهرا وقائما من سنين لتخصيصه أرضا لجمعية إسكان موظفي المحافظة‏...‏
النادي اسمه منشية ناصر الرياضي بحدائق حلوان ومشهر تحت رقم‏233‏ لسنة‏1977‏ أي من‏33‏ سنة وهو مشهر والشهر دليل وجود يستحيل علي مخلوق إنكاره ومؤيد بقرار المجلس المحلي لحي حلوان والمعادي رقم‏100‏ لسنة‏1977‏ وعليه‏...‏
إدارة أملاك حلوان قامت في‏7‏ يونيو‏1976‏ برفع الأرض المقام عليها النادي وحددتها علي خريطة تم قيدها في الإدارة برقم‏3/4140‏ سجل رقم‏3804‏
وفي‏8‏ أغسطس‏1977‏ إدارة أملاك حلوان أرسلت إلي التخطيط العمراني بالمحافظة كتابها الصادر برقم‏6416‏ المثبت به مساحة وحدود الأرض المقام عليها النادي ومرفق بالكتاب خريطة برقم‏797..‏ وهذا الكتاب تم قيده بالتخطيط العمراني برقم‏1976‏ بتاريخ‏8‏ أغسطس‏1977.‏
تم إنشاء النادي وتمت عمليات توصيل المياه والكهرباء وكل ما حدث من إجراءات وقعت بمعرفة وعلم حي حلوان والتخطيط العمراني والإسكان ومرفق المياه ومرفق الكهرباء وموجود إيصالات شيكات وأصول خطابات متبادلة مع هذه الجهات وكلها تؤكد أنه ما من جهة حكومية رسمية لها علاقة بتخصيص الأراضي أو رخص الإنشاء أو المرافق إلا وتعرف أن في حدائق حلوان ناديا تم شهره في الحكومة وإنشاؤه بمعرفة وإشراف الحكومة‏...‏
والمجلس المحلي لمحافظة حلوان شاهد وفي جلسته يوم‏24‏ مارس‏2009‏ بحضور مسئولي إدارة الأملاك والإسكان بالمحافظة أصدر قراره رقم‏67‏ والذي حدد مساحة النادي ب‏23‏ ألفا و‏755‏ مترا عليها منشآت وملاعب عبارة عن مبان إدارية وحديقة أطفال وحدائق للكبار وصالة مناسبات صيفية وملعب كرة قدم قانوني مضاء وصالة جمانيزيوم وملاعب فرعية وحلقة ملاكمة وكل هذه المنشآت تمت بإعانات من الجهة الإدارية تخطت الثلاثة ملايين جنيه‏...‏
ملخص كل الأرقام والحقائق السابقة يقول إن الحكومة خصصت مساحة أرض لهذا النادي والحكومة وافقت علي شهر هذا النادي والشهر لا يتم إلا بعد ثبوت وجود أرض والحكومة هي التي أعطت تراخيص البناء وهي التي راقبت وهي التي وافقت علي المرافق وما كانت الحكومة توافق إلا بعد تأكدها من أن الأرض التي عليها النادي هي أرض النادي والسلطة الرقابية وأقصد المجلس المحلي يعرف أن هناك ناديا وأنه وأقصد المجلس هو الذي أثبت مساحة النادي‏.‏
وبعد كل هذه الموافقات وبعد‏33‏ سنة وبعد إنفاق ملايين الجنيهات وبعد وجود عشرات الآلاف في عضوية النادي‏..‏ بعد هذا كله تقرر الحكومة إزالة النادي أو أجزاء من النادي لمصلحة جمعية إسكان موظفي المحافظة‏...‏
هل ضاقت الدنيا علي الحكومة ولم تجد إلا أرض النادي لتعطيها لموظفي المحافظة لأجل بناء عمارات علي الملاعب وتنحرق الرياضة ويولع الشباب‏!‏
تريدون تخصيص أراض لموظفي المحافظة‏..‏ هذا حقكم ولا نقاش فيه والأرض أرض الحكومة والقرار قرار الحكومة وحق المحافظ أن يخصص أي أرض في أي وقت ولكن‏...‏
القانون وقرار جمهوري والمنطق والعدل والعقل والمواءمة وكل شيء وأي شيء‏..‏ تمنع الاقتراب من أرض الرياضة ومع هذا‏...‏
الحكومة ويمثلها المحافظ‏..‏ المحافظ السابق للقاهرة‏..‏ صدر عنها قرار بتخصيص أرض النادي لجمعية إسكان موظفي محافظة القاهرة‏...‏
الحكومة ويمثلها المحافظ قررت إزالة ملاعب ومنشآت النادي‏.‏
الحكومة ويمثلها المحافظ دهست حكما قضائيا نهائيا يلغي قرار الإزالة‏...‏
من ينقذ‏23‏ ألف متر ملاعب ومنشآت رياضية من الحكومة؟
عشرات الآلاف من الأطفال والشباب أي شوارع وأزقة تكفيهم وأي وسائل انحراف تغطيهم بعد إزالة النادي وملاعبه لمصلحة جمعية إسكان محافظة القاهرة؟‏..‏
الذي يملك ويخصص هو الذي يهدم ويخرب‏..‏
نشكو لمن يارب؟‏..‏
‏..........................................................‏
‏**‏قراءة جديدة في رسالة قديمة تلقي الضوء علي قضية خطيرة خطيرة خطيرة‏...‏
أما الرسالة فهي قديمة بعض الشيء وصلت لي في آخر يناير ووقتها الكل هنا مع ما يحدث هناك في أنجولا وكأس الأمم الأفريقية الكروية وانتصارات منتخب مصر وداخلها مباراة الجزائر التي كانت وحدها محورا للاهتمام‏..‏ الرسالة جاءت لي في الوقت غير المناسب لطرحها وإن كانت القضية التي تطرحها خطيرة بل في غاية الخطورة‏...‏
الرسالة موقعة باسم الأم الحيرانة وهي عضو في النادي الأهلي وتعبر عن انزعاجها من خبر نشرته الصحافة في يناير الماضي عن نية النادي الأهلي في إلغاء نشاط البطولة في ألعاب القوي والجمباز والباليه المائي والغطس باعتبارها ألعابا تكلف النادي أموالا باهظة ولا تدر أرباحا علي النادي‏..‏ وتقول الأم في رسالتها‏:‏
بصفتي واحدة من أولياء أمور اللاعبين في ألعاب القوي‏..‏ أود تسجيل اعتراضي علي هذا القرار من خلال منبركم الذي لا يسكت عن حق‏..‏ فقد تناسي أعضاء مجلس الإدارة أن النادي الأهلي ناد رياضي‏..‏ أي أنه من حق أبنائنا ممارسة اللعبة التي بدأوها منذ سنوات ومنهم من حقق بطولات محلية ومنهم من حقق بطولات عالمية ورفع فيها اسم مصر والنادي معا‏..‏ بل يود المجلس تغيير نشاط هؤلاء الأبطال إلي نشاط مجهول الهوية اسمه الرياضة للجميع وكأنهم قطع شطرنج‏..‏ مع أننا كأعضاء للأهلي أخذنا وعدا وعهدا في أحد المؤتمرات الانتخابية من الكابتن محمود الخطيب عندما سألوه عما إذا كانت هناك نية لإلغاء ألعاب القوي وجاء رده قاطعا حاسما بأنه لا توجد أي نية لإلغاء أي لعبة وأنه لا يستطيع أحد أن يأخذ مثل هذا القرار في مجلس الإدارة نفسه‏..‏ ونحن عهدنا الصدق في كلام الكابتن الخطيب‏...‏
أريد القول‏..‏ ما زال الكلام لصاحبة الرسالة‏..‏ إن هذا الإلغاء لهذه اللعبات سوف يتسبب في أضرار جسيمة بدنية ونفسية لأولادنا‏..‏ وهل بعد تمثيل أولادنا للنادي الأهلي سنين طويلة وعاشوا وأحسوا بفرحة الحصول علي بطولات وميداليات‏..‏ يتحولون إلي الجلوس علي الكراسي في الشمس وكأنهم أعضاء في جمعية اجتماعية وليس أعرق وأفضل ناد رياضي في مصر والعالم العربي‏..‏ كما أن هذا القرار الجائر سوف يضر كثيرا من المدربين والإداريين والعاملين في هذه اللعبات‏..‏ بالله عليكم لا يمكن اتخاذ قرارات مثل هذه دون دراسة ودون سماع كل الأطراف ونحن أعضاء النادي طرف وأنا هنا أتحدث بلسان أولياء الأمور واللاعبين‏...‏
انتهت الرسالة التي فتحت ملف قضية خطيرة لا أظن أنها خاصة بالنادي الأهلي وحده ويقيني أنها قائمة في كل الأندية‏..‏ وبداية أؤكد علي ما أكد عليه الكابتن الخطيب وأنه لا مخلوق في مصر بإمكانه اتخاذ مثل هذا القرار ولعل الأيام التالية لنشر ذلك الخبر الذي تحدث عن إلغاء الأهلي للعبات أثبتت عكس ذلك واللعبات مستمرة في الأهلي وغير الأهلي‏..‏ إلا أن‏!.‏
الحقائق والأرقام تقول إن ناديين في مصر هما الأهلي والزمالك يقوم كل واحد منهما برعاية فوق ال‏15‏ لعبة رياضية تشارك بقطاع البطولة في مختلف المراحل السنية وهذا بخلاف كرة القدم التي هي النشاط الأول والأهم في كل من الأهلي والزمالك‏...‏
الأرقام تقول أيضا إن مسئولية كل من الأهلي والزمالك تجاه هذه اللعبات تكاد تصل إلي الثلث أي أن الأهلي والزمالك يمثلان ثلثي مسئولية قطاع البطولة في أكثر من‏15‏ لعبة وبقية الأندية تكمل الثلث‏...‏
والأرقام تقول أيضا إنه بخلاف كرة القدم‏..‏ كل هذه اللعبات ليس لها مردود مادي ومن ثم لا تحقق أرباحا مادية‏..‏ إلا أنها في الواقع تحقق مردودها بما تقدمه من أبطال في كل اللعبات لمنتخبات مصر وهذا المردود أكبر من أي تقويم مادي ولولا الأندية وتحديدا الأهلي والزمالك لتأثرت المنتخبات الوطنية في لعبات كثيرة‏...‏
طيب‏..‏ من يعوض الأندية ماديا عن دورها في خدمة المنتخبات الوطنية في اللعبات الرياضية المختلفة التي لا تحقق أرباحا؟
لا أحد يعوض الأندية لأجل استمرارها في رعاية اللعبات الرياضية المختلفة‏...‏
ولا أحد سيوافق الأندية علي إلغاء أي لعبات رياضية بسبب الخسائر المالية‏..‏ لأن أي إلغاء سينعكس دمارا علي المنتخبات وماذا تفعل الاتحادات الرياضية إذا ما اختفت اللعبات من خرائط الأندية وخاصة الأهلي والزمالك؟
المشكلة تزداد تعقيدا لأن الاحتراف عرف طريقه إلي لعبات كثيرة أصبح فيها اللاعب والمدرب والإداري محترفين في الوقت الذي فيه النادي نفسه غير محترف ويحكمه قانون لرياضة الهواة‏!.‏
المشكلة أن لعبة مثل الكرة اتحادها الدولي واتحادها القاري يريدان من الاتحادات الوطنية في كل دولة أن تجعل أنديتها محترفة إذا ما كانت تريد الاشتراك في بطولات المحترفين وهذا معناه أنه خلال سنة علي الأكثر لابد أن تكون الأندية الكروية محترفة‏..‏ وإن حدث هذا فما هو مصير اللعبات الأخري في هذه الأندية؟‏..‏
المشكلة أن النادي في مصر‏..‏ نادي كشكول فيه كل اللعبات ومطلوب منه أن يرعي هذه اللعبات وأن يتصرف لأجل الإنفاق عليها ومستحيل عليه أن يفكر في إلغائها كلها أو بعضها لأن الأمر سيخلق دمارا للمسابقات لأن كل لعبة لها مسابقة دوري مستحيل أن تقل عن ثلاث درجات وكل مسابقة تتطلب عددا من الأندية يضمن وجود تنافس وإن اختفي هذا العدد اختفي التنافس واختفت اللعبة‏...‏
نحن أمام قضية خطيرة لأن ما هو قادم يختلف جذريا عما فات‏..‏ والقادم احتراف لا وجود له في أنديتنا ومفروض علينا أن يكون له وجود لأجل أن نشارك في بطولات الكرة القارية والعالمية للأندية‏..‏ واحتراف أندية الكرة سيضيق الخناق علي اللعبات الأخري في هذه الأندية وتلك هي المشكلة وهي بحق مشكلة‏...‏
عندي اقتراح بحل اجتهدت فيه أقدمه للنقاش والتعديل أو الإضافة‏...‏
أقترح تطبيق الأندية المتخصصة في لعبة واحدة وهذا معمول به في بلاد كثيرة والأهلي والزمالك يصبح لكل منهما‏15‏ ناديا ل‏15‏ لعبة‏..‏ والكرة وحدها في ناد‏...‏
اسم وشعبية الناديين سوف تستفيد منهما أنديتها ال‏15‏ في ال‏15‏ لعبة‏..‏ تستفيد في إقبال الشباب عليها وتستفيد في إقبال الجماهير‏..‏ وتستفيد في قدرتها علي التسويق والإعلان نتيجة الاسم‏...‏
هذه الأندية المتخصصة في لعبة واحدة‏..‏ تحظي بدعم من الدولة لأنها لا تحقق أرباحا مالية إنما تقدم للاتحادات أبطالا في المنتخبات الوطنية‏...‏
أعود وأقول إننا في مواجهة قضية بجد ومشكلة بحق ومطلوب من المجلس القومي للرياضة أن يبدأ فورا في دراستها وبحثها لأجل الوصول إلي أفضل حلول لها‏.‏
بالتأكيد هناك حلول لا حل‏..‏ والمؤكد أنها لن تسقط علينا من السماء‏...‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]
المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.