إشادة غينية بجهود شركة مصر للطيران في نقل حجاج كوناكري    أحلى بطيخ ممكن تاكله والناس بسأل عليه بالاسم.. بطيخ بلطيم.. فيديو    بايدن يدعو نتنياهو إلى وضع سلامة المدنيين بقطاع غزة في الاعتبار    الشوبكى: الهدف من بيان «شاس الإسرائيلى» مواجهة الأحزاب المتشددة    تعادل سلبي بين الجزائر وغينيا بالشوط الأول في تصفيات المونديال    تصل ل47 درجة مئوية، درجات الحرارة غدا الجمعة 7-6-2024 في مصر    المحكمة العليا السعودية: غدا الجمعة هو غرة شهر ذي الحجة والوقوف بعرفة السبت 15 يونيو    رحمة أحمد: شخصية "مربوحة" وش السعد وسبب شهرتي (فيديو)    الشوبكى: الهدف من بيان «شاس الإسرائيلى» مواجهة الأحزاب المتشددة    وفاة المخرج المسرحي محمد لبيب    تفاصيل إصابة لاعبي الكاراتية بمركز شباب مساكن إسكو    ميلان يعثر على خليفة جيرو    رئيس غرفة القليوبية: تحسن اقتصاد مصر واقعا ملموسا    وجدي زين الدين: خطاب الرئيس السيسي لتشكيل الحكومة الجديدة يحمل توجيهات لبناء الإنسان    موعد صلاة عيد الأضحى 2024.. بالقاهرة والمحافظات    «يقول الشيء وعكسه ويروي قصصًا من خياله».. ماذا قالت اللجنة الطبية عن القوى العقلية ل«سفاح التجمع»؟    حزب مصر أكتوبر يجتمع بأمانة الغربية بشأن خطة عمل الفترة المقبلة    البابا تواضروس يكشف عن الموقف الذي سقط فيه مرسي من نظره    رغم غيابه عن المعسكر.. مرموش يساند منتخب مصر أمام بوركينا من استاد القاهرة    جمال شقرة يرد على اتهامات إسرائيل للإعلام: كيف سنعادى السامية ونحن ساميون أيضا؟    توقعات برج الجوزاء في الأسبوع الثاني من شهر يونيو 2024 (التفاصيل)    أحمد فايق: الثانوية العامة مرحلة فى حياتنا علينا الاجتهاد والنتيجة على ربنا    دار الإفتاء تعلن «أول أيام عيد الأضحى 2024» الأحد 16 يونيو    عمرو الورداني: إعداد الزوجة للطعام فضل منها وليس واجبا    جامعة أسيوط تشارك في المؤتمر ال32 للجمعية الأوروبية لجراحي الصدر بإسبانيا    هانى تمام ب"لعلهم يفقهون": لا تجوز الأضحية من مال الزكاة على الإطلاق    خبير تربوى يوجه نصائح قبل امتحانات الثانوية العامة ويحذر من السوشيال ميديا    خبير علاقات دولية: جهود مصر مستمرة في دعم القضية الفلسطينية (فيديو)    القباج وجندي تناقشان آلية إنشاء صندوق «حماية وتأمين المصريين بالخارج»    رئيس جامعة الأزهر يبحث مع وزير الشئون الدينية الصيني سبل التعاون العلمي    التشيك: فتح تحقيق بعد مقتل 4 أشخاص وإصابة 27 جراء تصادم قطارين    اعتماد مخططات مدينتى أجا والجمالية بالدقهلية    الفريق أول محمد زكى يلتقى منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى    رئيس هيئة الدواء يستقبل وزير الصحة الناميبى    على من يكون الحج فريضة كما أمرنا الدين؟    انطلاق فعاليات الملتقى السنوي لمدراء الالتزام في المصارف العربية بشرم الشيخ    غرامة تصل إلى 10 ملايين جنيه في قانون الملكية الفكرية.. تعرف عليها    «تنمية المشروعات»: تطوير البنية الأساسية ب105 ملايين جنيه بالإسكندرية    ياسمين رئيس بطلة الجزء الثاني ل مسلسل صوت وصورة بدلًا من حنان مطاوع    ماذا قال الشيخ الشعراوي عن العشر من ذي الحجة؟.. «اكتمل فيها الإسلام»    لاعب الإسماعيلي: هناك مفاوضات من سالزبورج للتعاقد معي وأحلم بالاحتراف    هيئة الدواء تستعرض تجربتها الرائدة في مجال النشرات الإلكترونية    "مكنتش مصدق".. إبراهيم سعيد يكشف حقيقة طرده من النادي الأهلي وما فعله الأمن (فيديو)    " ثقافة سوهاج" يناقش تعزيز الهوية في الجمهورية الجديدة    المشدد من 7 إلى 10 سنوات للمتهمين بتزوير توكيل لقنصلية مصر بفرنسا    نمو الناتج الصناعي الإسباني بواقع 0.8% في أبريل    فحص 889 حالة خلال قافلة طبية بقرية الفرجاني بمركز بني مزار في المنيا    زغلول صيام يكتب: عندما نصنع من «الحبة قبة» في لقاء مصر وبوركينا فاسو!    إسبانيا تبدي رغبتها في الانضمام لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام «العدل الدولية»    أبوالغيط يتسلم أوراق اعتماد مندوب الصومال الجديد لدى جامعة الدول العربية    «تموين القاهرة» تضبط أكثر من 11 طن دواجن ولحوم و أسماك «مجهولة المصدر»    رئيس وزراء الهند للسيسي: نتطلع للعمل معكم لتحقيق مستويات غير مسبوقة في العلاقات    كيفية تنظيف مكيف الهواء في المنزل لضمان أداء فعّال وصحة أفضل    توزيع درجات منهج الفيزياء للصف الثالث الثانوي 2024.. إليك أسئلة مهمة    نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية يتابع سير العمل بمشروعات مدينة أخميم الجديدة    البرلمان العربي: مسيرات الأعلام واقتحام المسجد الأقصى اعتداء سافر على الوضع التاريخي لمدينة القدس    مواعيد مباريات اليوم الخميس 6-6-2024 والقنوات الناقلة    مصر تتعاون مع مدغشقر في مجال الصناعات الدوائية.. و«الصحة»: نسعى لتبادل الخبرات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



خارج دائرة الضوء
نشر في الأهرام اليومي يوم 21 - 05 - 2010

‏الرياضة عموما وكرة القدم تحديدا سلاح هائل في معركة حوض النيل السياسية‏!‏ **‏ أنا لا أعرف سببا واحدا لمرض التجاهل الذي تملك منا‏...‏ لا أعلم مبررا واحدا يفسر لماذا لا نأخذ بما يطرح من اقتراحات حلولا لمشكلاتنا‏...‏
لا أدري هل التجاهل عن عمد أم جهل وأيهما كارثة‏...‏
لا أعرف ولا أعلم ولا أدري إلي متي ستطول هذه الحالة التي تملكت منا وباتت خطرا علينا والذي حدث ويحدث وسيحدث في حوض النيل يوضح هذا ويؤكد ذلك‏!.‏
الوطن يواجه حاليا واحدا من أخطر التحديات في تاريخ مصر المحروسة‏...‏
مياه النيل التي تجري وتنساب من الجنوب إلي الشمال من سنين يصعب حصدها ويصعب تذكر مشكلة واحدة علي المياه حدثت فيها‏...‏
مياه النيل والنيل نفسه والدول التي خرج منها ويمر فيها بل وكل أفريقيا‏..‏ كل هذه الحدوتة خرجنا منها ونحن لسنين طويلة الجسد والعقل والفكر لأفريقيا كلها‏..‏ خرجنا بخاطرنا وتركنا غيرنا يضع أقدامه مكان كل خطوة ننسحب فيها من أفريقيا‏..‏
ومرة ثانية أتساءل وأقول إنني لا أعرف سببا واحدا منطقيا يفسر للمصريين لماذا خرجنا من أفريقيا؟ لماذا تخلينا عن دورنا السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي؟‏.‏ لماذا تركنا أهم سوق بالنسبة لنا؟‏.‏ كيف خرجنا من القارة بأكملها وحتي لو كانت هناك أسباب فلا أعذار الدنيا تبرر خروجنا وابتعادنا عن دول حوض النيل تحديدا لأن ما بيننا أهم من كل علاقات الدنيا ومستحيل ترك حوض النيل لغيرنا يعبث فيه ومستحيل تدمير ما كان قائما من علاقات مع هذه الدول ومستحيل ترك الجفاء يغمر كل المساحات ومستحيل أن نقطع كل الخطوط ومستحيل أن نهمل ما كانوا يعتمدون علينا فيه ومستحيل أن نترك الجمل بما حمل لعدونا‏...‏
خرجنا من أفريقيا دون أن نعرف سببا ودون أن يكون عندنا منهج ونسينا أفريقيا ونستنا أفريقيا إلي أن جمعتنا وأفريقيا أحداث أظنها سوف تتصدر نشرات الأخبار في كل العالم لفترة طويلة مقبلة‏...‏
الخلاف الموجود تحت السطح من سنين أطل برأسه مؤكدا أنها ليست خلافات وجهات نظر إنما هي أزمة في طريقها لأن تكون مستحكمة وأظنها ستكون لأن خمس من دول الحوض أثيوبيا ورواندا وتنزانيا وأوغندا وكينيا انشقت وفكرت واجتمعت وقررت في غياب مصر‏..‏ هذه الدول تنفذ أجندة لها وراءها الصهاينة الذين لم يتركوا دولة أفريقية إلا واخترقوها في كل المجالات‏..‏ مقدمين كل المعونات والاستشارات‏..‏ متحكمين في كل مناطق إصدار القرارات‏..‏ باختصار تملكوا من أفريقيا عموما ودول الحوض تحديدا بعد أن خرجنا من الملعب والمدرجات ولا عدنا نلعب ولا حتي نتفرج‏!.‏ بكل أسف تلك هي الحقيقة وهذه هي الأدلة أضعها أمام حضراتكم من خلال هذه النقاط‏:‏
‏1‏ من ست سنوات تقريبا كتبت في هذا المكان عن هذه القضية تحت عنوان‏:‏ أمن مصر القومي يبدأ من المعادي‏!..‏ والعنوان له قصة ووراءه حكاية‏...‏
منتخب مصر الكروي للشباب علي ما أتذكر يلعب في بطولة رسمية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا وعند عزف السلام الوطني المصري فوجئ الجميع بتصرف لا يخطر علي البال‏!.‏ الجماهير الإثيوبية الموجودة في المدرجات وقفت وأعطت ظهرها للملعب وأنزلت الجزء السفلي من ملابسها وتعرت تماما‏!.‏ السلوك المشين من جماهير لم يصدر عنها يوما أي خروج عن التقاليد والأعراف الرياضية‏..‏ هذا السلوك الصدمة لم نتوقف أمامه ولم ندرسه ولم نبحثه ولم نره نذير خطر‏..‏ باختصار لم نر شيئا لأن ما حدث لم يلفت لا نظرنا ولا انتباهنا ولو أننا كلفنا خاطرنا واهتممنا وحق الوطن علينا يلزمنا بهذا لو تحركنا لعرفنا أنه تحت الرماد نار موقدة ستطل في وقت أقرب مما نتصور علينا‏..‏ لكننا لم نفعل وأغفلنا ما حدث من جماهير إثيوبيا والذي حدث إشارة إلي أنها علي غير سلوكها وعادتها‏..‏ غاضبة كارهة‏!.‏ نسينا الموضوع وكأنه لم يحدث وفاتت المسألة التي كانت مؤشرا واضحا علي أن المنطقة دخلها من يعبث فيها ويدمر كل علاقاتنا التاريخية بها ويخلع جذورنا منها‏...‏
‏2‏ وقتها وبعد أن سألت واستفسرت وقرأت وراجعت‏..‏ وجدت أن الصهاينة دخلوا بثقلهم في دول حوض نهر النيل تحديدا وأنهم استخدموا كل الوسائل لتحقيق هدفهم الذي ظهرت ملامحه في تلك الليلة‏!.‏ اكتشفت أنهم دخلوا لهم من أهم الأبواب تأثيرا‏..‏ من الرياضة وكرة القدم تحديدا وأنهم أرسلوا مدربين وأدوات وملابس وبدأوا من نقطة الضعف لدي البشر من الأطفال الصغار‏..‏ وأنشأوا لهم مدارس كروية والكرة لغة عالمية ومحور اهتمام شعبي ورسمي في أي مكان علي ظهر الكرة الأرضية‏..‏ ومن يهتم بأطفالي يملك عقلي قبل قلبي ويفيض امتناني وتقديري له وارتباطي معه‏..‏ والحكاية لم تتوقف علي الكرة إنما امتدت للصحة والغذاء والأطفال الصغار وأهاليهم الذين يحلمون بأن يكونوا نجوما في سماء الكرة‏..‏ شعروا بكم الاهتمام الصهيوني بهم فنيا في الملعب وقبله صحيا وغذائيا خارج الملعب‏..‏ فكيف لا يحبونهم وكيف لا يسمعون كلامهم وكيف لا يكرهوننا والذين وهبوا لهم الحلم الصهاينة الذين لا يطيقوننا‏!.‏ الصهاينة وضعوا أيديهم علي الإعلام المحلي المؤثر بقوة رهيبة علي الرأي العام وكان سهلا جدا أن يعبئوا الجماهير ضدنا في تلك البطولة الأفريقية إلي أن حدث ما حدث في تلك الليلة التي أعلنت وجودهم وأكدت غيابنا‏!.‏
‏3‏ في أعقاب هذه الواقعة التي لم تستوقف أحدا هنا وتجاهلها الجميع وكأنها لم تحدث كتبت عن الفراغ الذي تركناه خلفنا في أفريقيا وتركنا الصهاينة يحتلونه ويقطعون كل خطوط الرجعة علينا بتجسيد الكراهية لنا في عقل ووجدان كل أفريقي‏...‏
كتبت عن الرياضة والكرة تحديدا وكيف أنه بالإمكان أن تختصر مسافات طويلة في طريق العودة إلي قارتنا وأهلنا وناسنا واجتهدت وقدمت اقتراحا محددا خرجت منه بالعنوان الذي قلت فيه من ست سنوات إن أمن مصر القومي يبدأ من المعادي‏..‏ إشارة إلي المركز الأوليمبي الموجود في المعادي والذي يمكن أن يكون له دور هائل في خلق علاقات وطيدة من خلال الكرة وغير الكرة باستضافة منتخبات دول الحوض في الأوقات التي تناسبهم لإقامة معسكرات تدريب في المركز الأوليمبي القادر علي استيعاب أكثر من منتخب في وقت واحد بما يسمح بمباريات احتكاك بين هذه المنتخبات والفرق المصرية‏..‏ والفكرة التي طرحتها قبل ست سنوات والكل تجاهلها لم تأت من فراغ إنما من تجربة حدثت بالفعل يوم تلقيت مكالمة تليفونية من أخي وصديقي الإعلامي السوداني الكبير الأستاذ كمال حامد وأخبرني فيها بأن المنتخب السوداني يريد معسكرا في أقرب فرصة لظروف طارئة حالت دون توفير هذا المعسكر وطلب الأستاذ كمال حامد محاولة حل هذه المشكلة‏...‏
‏4‏ أذكر وقتها أنني قلت له في نفس المكالمة‏..‏ ليست هناك مشكلات والمنتخب السوداني بإمكانه أن يحضر في أي لحظة وسيجد معسكره جاهزا في المركز الأوليمبي وسألته عن الموعد الذي يناسب المنتخب وأخبرني به وأكدت له أن الموضوع منته‏...‏
انتهت المكالمة واتصلت بعدها بالدكتور علي الدين هلال وزير الشباب في هذه الفترة وسردت له ما حدث ووجدته مرحبا بالمنتخب السوداني باعتبار استضافته في معسكر المركز الأوليمبي حقا له علي بلده مصر وأقل واجب ضيافة يمكن تقديمه‏..‏ وحضر المنتخب السوداني وقضي معسكره وغادر ليواجه التزاما دوليا‏...‏
هذه الواقعة تركت في الشارع الرياضي السوداني تأثيرا طيبا للغاية رغم أن ما حدث جزء من حق الشعبين المصري والسوداني علي بعضهما وأنه واجب أصيل علي أي طرف تجاه الطرف الآخر وأنه تعبير صادق وحقيقي عن عاداتنا وتقاليدنا في مصر وفي السودان‏...‏
من ست سنوات أوضحت أن التغلغل الصهيوني بدأت ملامحه تظهر وأن الرياضة يمكن أن يكون لها دور في طريق العودة لأفريقيا وشرحت خطورة ترك الصهاينة يعبثون وحدهم في دول حوض النيل تحديدا‏..‏ كتبت هذا ولم أجد ردا أو تعقيبا أو حتي سؤالا من أي مسئول في أي جهة وكأن الذي قلته كلام فارغ لا يستوجب الوقوف أمامه‏...‏
‏5‏ فاتت الأيام والشهور والسنوات وأحد لم يهتم ويوم‏31‏ يوليو‏2009‏ كتبت مرة ثانية في هذه القضية تحت عنوان‏:‏ مازلت أؤكد أن أمن مصر القومي يبدأ من المعادي‏..‏ وتحت هذا العنوان قلت‏:‏
منذ سنوات وتحت عنوان أمن مصر القومي يبدأ من المعادي‏..‏ طرحت قضية بالغة الخطورة شكلها رياضي ومضمونها سياسي والذي دفعني للكتابة فيها واقعة غريبة حدثت في بطولة أفريقيا للشباب‏..‏ وشرحت ما كان قد حدث في إثيوبيا‏!.‏
وقلت‏:‏ الذي حدث أمر لم يحدث من قبل في أي ملعب بالقارة الأفريقية السمراء التي تربطها بمصر علاقات صحيح أنها قديمة لكنها كانت وثيقة ووطيدة لما فيها من حب وود وتقدير للدور الذي قامت به مصر تجاه قارتها الأفريقية‏!.‏
وسألت‏:‏ إن كان الأمر هكذا فكيف حدث ما حدث؟‏.‏
وأجبت‏:‏ غفونا عن قارتنا فترة خلالها تسلل الصهاينة لها بالمشروعات والاستثمارات والمعونات وتحديدا حوض النيل وتركيزا علي حوض النيل إلي أن أفقنا علي واقعة المدرجات التي كشفت التغلغل الصهيوني في قارتنا والذي اتخذ من الرياضة وتحديدا كرة القدم مدخلا له بتقديم المساعدات الفنية والأدوات وإنشاء الأكاديميات الكروية للناشئين وكل ما له علاقة بكرة القدم باعتبارها أقصر الطرق إلي قلوب الناس ومن يمتلك قلوب جماهير الكرة تملك عقولهم وسيطر علي سلوكهم ومن تمكن من الشارع والرأي العام امتلك كل شيء وأي شيء‏!.‏
وأيضا قلت ما قلته من سنوات عن أنه في المعادي يوجد مركز رياضي أوليمبي به إمكانات هائلة وبه ملاعب لكل اللعبات بما فيها ملعب كرة وبه فندق كبير يجعل من هذا المركز الأوليمبي مكانا رائعا للمعسكرات التدريبية لأنه إلي جانب الإقامة وملعب التدريب هناك أكثر من صالة جيمانزيوم علي أعلي مستوي للإعداد البدني ملحقا بها حمامات بخار وساونا‏..‏ باختصار عندنا قلعة رياضية جاهزة لاستضافة أي منتخبات أفريقية تحتاج إلي فترات إعداد أو لعب مباريات احتكاك‏.‏
وذكرت في كلامي ما ذكرته من سنوات بحتمية استغلال المركز الأوليمبي بالمعادي لأجل استضافة المنتخبات الأفريقية في كل المراحل السنية‏..‏ لأن هذه الاستضافة أقل ما تقدمه مصر من معاونة للدول الأفريقية‏..‏ ولأن هذا الإجراء مدخل لإعادة العلاقات إلي سابق عهدها حتي وإن كان للساسة هناك رأي آخر‏..‏ لأن رأيهم سيحتفظون به لأنفسهم أمام الرأي العام الذي للكرة تأثير هائل عليه في هذه الدول‏.‏
‏6‏ اختتمت المقال الذي كتبته في يوليو‏2009‏ بهذه السطور‏:‏
الذي قلته من سنوات لم يهتم أحد به حتي اليوم وليس هذا بمستغرب لأنه لا حياة لمن تنادي‏!.‏ الذي قلته من سنوات مازال صالحا وقائما حتي اليوم‏..‏ فهل يسمعنا أحد؟‏.‏
‏7‏ عشرة أشهر مرت علي هذا الكلام وقبلها خمس سنوات وأحد لم يسمع وأحد لم يهتم وأحد لم يرد وسط مناخ تجاهل رهيب لا أحد فيه يلتفت لمثل هذا الكلام الفارغ الذي يتحدث عن وطن ومصالحه‏...‏
عشرة أشهر وأحد لم يهتم إلي أن أفقنا جميعا علي كرة الثلج التي كبرت وتكبر وتكبر في كل لحظة وأقصد خلافات دول الحوض التي وصلت إلي أن تجتمع أربع دول متضررة وتقرر اللعب في معاهدة حوض النيل الموقعة سنة‏1929‏ واللعب في وثيقة دولية يدخلنا في دوامة لا أول لها ولا آخر‏...‏
‏8‏ أول رد فعل صهيوني علي ما حدث في اجتماع عنتيبي الانفصالي عبرت عنه صحيفة يديعوت أحرونوت التي طفحت بما يدور في عقولهم وتختزنه صدورهم وقالت إن المياه الهادئة لن تكون هادئة ونذر الحرب قادمة في حوض النيل‏!.‏
معني الكلام أننا أمام موقف بالغ الخطورة وشديد الدقة فيه الدول الأفريقية المعنية تحركها الأصابع الصهيونية التي يهمها إلهاء مصر في مصيبة لا تفيق منها وهل هناك مصيبة أكبر من أن أجد من يهدد بقطع مياه النيل عن مصر؟‏.‏
‏9‏ الموقف الذي نحن فيه اليوم لا يقبل تهوينا ولا يحتمل تهويلا ولابد من التعامل معه علي قدر حجمه مع الأخذ في الاعتبار أن كل الاحتمالات واردة‏..‏ وعلينا أن نستخدم كل الطرق لأجل عودة التواصل الأفريقي ولأجل الجلوس معا ولأجل التفاهم‏..‏ وهذه أمور بالغة الصعوبة لأننا اليوم لسنا وحدنا‏..‏ صحيح أننا عشنا سنين وحدنا في أفريقيا لكن الأمر اختلف جذريا ونحن الذين تركناه يختلف ونصبح نحن خارج أفريقيا والصهاينة داخلها وهما نازلين تهدية في النفوس هناك وقرارات عنتيبي توضح‏!.‏
أتكلم هنا فيما أعرفه وأقصد الرياضة وعلينا الاستفادة منها في العودة إلي أفريقيا وكما قلت من سنين ثم من سنة إن المركز الأوليمبي بإمكانه أن يلعب دورا هائلا في استضافة منتخبات دول حوض النيل وفق خطة يعرفون منها أن الاستضافة ليست مرة لن تتكرر إنما هي بروتوكول موقع لسنوات مقبلة‏...‏
علينا أن نعرف بأن اللعب أصبح علي المكشوف ولابد أن نتحرك من خلال كرة القدم واللعبات الأخري‏..‏ والمسألة لن تبدأ من الصفر لأنه علي أرض الواقع هناك علاقات مميزة جدا لمسئولين رياضيين مصريين في القطاع الأهلي مع مسئولين أفارقة والمشكلة أنه لا أحد فكر في الاستفادة من هؤلاء المصريين‏...‏
علينا أن نستفيد من وجودنا داخل الاتحادات الرياضية الأفريقية في كل اللعبات ومن أننا في مباريات رسمية وودية أفريقية لا تنقطع في كل اللعبات وعيب أن تتوفر لنا هذه الأمور ولا نستفيد منها والقصور ليس من الرياضة المصرية إنما من الذين لم يعرفوا للآن كيف نستفيد من الرياضة في مواجهة الموقف السياسي الصعب الذي نحن حياله‏!.‏
‏10‏ الرأي العام المصري أين هو من هذه الأزمة بالغة الخطورة؟‏.‏
في حقيقة الأمر ولا هو هنا‏!.‏
لابد أن يعرف الناس الحقيقة ويعيشوا الموقف ويدركوا أن هناك تحركات علي جميع المستويات لأجل العودة إلي مائدة المفاوضات بدلا من الانفراد بالقرارات‏!.‏
لابد أن يعرف كل مصري أنها قضية مصيرية لا تقبل قسمة ولا طرحا ولا جمعا لأننا نتكلم عن المياه أي نتكلم عن الحياة وعن أزمة تهدد حياتنا‏...‏
لابد أن نأخذ المسألة مأخذ الجد ويعرف الناس في المدن والقري والنجوع والكفور أن النيل الذي يفيض بالمياه من آلاف السنين قادمة من الجنوب إلي أن تصل إلي مصر‏..‏ يعرف الناس أن هذه المياه هنالك مشكلة حولها ودول مزقوقة تريد أن تقتسمها معنا ووصل الأمر إلي التهديد بمنعها عنا‏...‏
يعرف الناس أن كل قطرة مياه نهدرها بلا حساب وبلا تقدير من اليوم سيكون لها ثمن وقد تكون أرواحنا هي الثمن‏...‏
يعرف الناس أن مصر أمامها مشكلة بحق وعلينا أن نعرفها ونعيشها ونستعد لكل احتمالاتها‏...‏
يعرف المصريون أن الوطن يواجه تحديا حقيقيا يتطلب أن نتعرف عليه ونلتف حوله‏...‏
مطلوب منا أن نجعل العالم يتذكر أننا لم ولن نكون لقمة سائغة والويل لمن يفكر في مس حق من حقوقنا‏.‏
وللحديث بقية مادام في العمر بقية
[email protected]

المزيد من مقالات ابراهيم حجازى


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.