وزير المالية للمواطنين: عايزين نعدي المرحلة الصعبة ونخرج من عنق الزجاجة (فيديو)    دبلوماسى سابق: زيارة الرئيس السيسى إلى بكين تظهر مكانة العلاقات المصرية الصينية    ماكرون يستقبل بايدن في زيارة دولة لفرنسا يونيو القادم    مدرب ليفربول الجديد يحدد أول صفقة    نقابة المهندسين بالإسكندرية تُسلم 276 تأشيرة للفائزين بقرعة الحج وتعقد ندوة لشرح المناسك    أخبار مصر اليوم: نتيجة الشهادة الإعدادية 2024 بالقاهرة.. إغلاق الزيارة بالمتحف المصري الكبير 10 أيام.. وموجة حارة تضرب البلاد    السكة الحديد: إيقاف بعض القطارات غدا الجمعة    أول صور من حفل زفاف ياسمين رئيس بالقلعة    جيش الاحتلال: سلاح الجو قصف مبنيين عسكريين لحزب الله جنوبى لبنان    تشعر بالاكتئاب دائمًا؟- قد تكون من مواليد هذه الأبراج    5 نصائح من هيئة الدواء لمرضى التصلب المتعدد    أستاذ اقتصاديات صحة: أزمة نقص الأدوية ستحل حينما يتم موازنة سعر الدواء    «أزهر مطروح» يعلن نتائج المرحلة الثانية لمسابقة الأزهري الصغير    وفاة ضحية ثانية.. حكم جديد من جنايات الإسكندرية ضد "طبيب العامرية"| تفاصيل    نتنياهو يعرب عن خيبة أمله من إعلان إدارة بايدن عدم دعم معاقبة الجنائية الدولية    القمح الليلة ليلة عيده.. "تعزيز الأعمال الزراعية" يحتفي بنجاحه في أسيوط    نجم مانشستر سيتي يسهل عملية رحيله إلى برشلونة    القاهرة الإخبارية.. هنا عاصمة الخبر والتميز العربي    فردوس عبد الحميد: والدي كان معارض على دخولي التمثيل وتوقع فشلي    رئيس جامعة أسيوط يستقبل مساعد وزير قطاع الأعمال العام لبحث سبل التعاون المشترك    أسعار تذاكر قطارات النوم.. في عيد الأضحى 2024    رسميا.. تحديد موعد عيد الأضحى 2024 في مصر والسعودية في هذا التوقيت    من يشعل النار في أوروبا؟.. حرائق ضخمة وأعمال تخريب تجتاح القارة العجوز    رد فعل مفاجئ من زوجة رمضان صبحي بعد أزمته الأخيرة.. ماذا فعلت؟    رئيس هيئة الدواء: نساند «سلامة الغذاء» لتوفير منتجات صحية آمنة    احتفالًا باليوم العالمي.. نقيب التمريض تشارك فى مؤتمر علمي بجامعة بدر    محلل سياسي: الصين تتفق مع مصر في ضرورة الضغط لإنهاء حرب غزة    بريطانيا: نشعر بقلق من مقترحات إسرائيل بفرض قيود على أموال الفلسطينيين    رئيس جامعة كفر الشيخ يترأس لجنة اختيار عميد «طب الفم والأسنان»    رفع 61 حالة إشغال بالسوق السياحي في أسوان (تفاصيل)    «السياحة» توافق على مقترح إقامة قاعة جديدة للتحنيط في متحف الحضارة    هل يجوز الجمع بين العقيقة والأضحية؟.. الإفتاء تحسم الجدل    «بيت الزكاة والصدقات»: صرف 500 جنيه إضافية مع الإعانة الشهرية لمستحقي الدعم الشهري لشهر يونيو    «عيوب الأضحية».. الأزهر للفتوى يوضح علامات يجب خلو الأضاحي منها    للعاملين بالخارج.. 5 مميزات لخدمة الحوالات الفورية من البنك الأهلي    رياض محرز يرد على استبعاده من قائمة الجزائر في تصفيات كأس العالم 2026    الصحة: تقدم 4 آلاف خدمة طبية مجانية في مجال طب نفس المسنين    مطروح: توقيع بروتوكول تعاون مع المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية    مصدر مقرب من حسين الشحات يكشف ل في الجول خطوة اللاعب بعد حُكم الشيبي    "مفيش ممنوع".. لطيفة تكشف تفاصيل أول 4 كليبات بنظام الذكاء الاصطناعي Ai بالعالم العربي    فيلم بنقدر ظروفك يحقق أقل إيراد يومي.. هل خسر أحمد الفيشاوي جماهيره؟    اهتمام متزايد بموعد إجازة عيد الأضحى 2024 على محرك جوجل    "هقول كلام هيزعل".. شوبير يفجر مفاجأة عن رحيل حارس الأهلي    وضع حجر أساس إنشاء مبنى جديد لهيئة قضايا الدولة ببنها    الحبس عام لنجم مسلسل «حضرة المتهم أبيّ» بتهمة تعاطي المخدرات    «التضامن»: طفرة غير مسبوقة في دعم ورعاية ذوي الإعاقة نتيجة للإرادة السياسية الداعمة (تفاصيل)    ما حكم صيام العشر الأوائل من شهر ذى الحجة؟ دار الافتاء تجيب    سول: كوريا الشمالية أطلقت نحو 10 صواريخ باليستية قصيرة المدى    منتخب كولومبيا يبدأ الاستعداد لكوبا أمريكا ب10 لاعبين    فرق الدفاع المدنى الفلسطينى تكافح للسيطرة على حريق كبير فى البيرة بالضفة الغربية    الدفاع المدني بغزة: الاحتلال دمر مئات المنازل في مخيم جباليا شمال القطاع    مع بداية امتحانات الدبلومات.. عقوبات الغش تصل للحبس    الأونروا يدعو إلى تشكيل لجنة تحقيق مستقلة لبحث الهجمات الإسرائيلية على موظفي الوكالة    رئيس هيئة الرعاية الصحية يجري جولة تفقدية داخل مدينة الدواء.. صور    الصحة: القوافل الطبية قدمت خدماتها العلاجية ل 145 ألف مواطن بالمحافظات خلال شهر    هل يعود علي معلول قبل مباراة السوبر؟.. تطورات إصابته وتجديد عقده مع الأهلي    نقابة الأطباء البيطريين: لا مساس بإعانات الأعضاء    الإفتاء توضح حكم التأخر في توزيع التركة بخلاف رغبة بعض الورثة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مهدى عاكف فى أول حوار صحفى بعد أزمة الانسحاب : هناك شىء غامض وسر فى مكتب الإرشاد.. ومصمم على معرفته
نشر في المصري اليوم يوم 23 - 10 - 2009

على الرغم من أن محمد مهدى عاكف، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، كان قد أعلن قبل فترة أن ولايته تنتهى فى يناير المقبل، ولا يريد الاستمرار، فإن أحداثاً وقعت فى مكتب الإرشاد دفعته إلى اتخاذ قرار بالانسحاب، وهو الوصف الذى يفضله على «الاستقالة»، والسبب المعلن هو الخلاف حول تصعيد عصام العريان إلى مكتب الإرشاد.
يقول مرشد الإخوان - فى حواره مع «المصرى اليوم» - إنه سيعود ليكون واحداً من «الإخوان».. ويكشف للمرة الأولى عن صفقة عقدت مع «مسؤول كبير» لم يسمه تم بمقتضاها ترشيح 150 إخوانياً لانتخابات مجلس الشعب.. ويلمح إلى أن تدخلات إسرائيلية أمريكية أوقفت فوز الجماعة ب50 مقعداً إضافياً.. ويبدى عاكف استعداده للدخول فى أى اتفاقات جديدة.
وفى هذا الحوار، يحدد عاكف موقفه من ترشح جمال مبارك لرئاسة الجمهورية، ويرد على مطالب الأستاذ محمد حسنين هيكل للجماعة بمراجعة أفكارها.. وإلى نص الحوار.
■ لماذا أنت متمسك برأيك فى الرحيل من منصبك كمرشد لجماعة الإخوان المسلمين؟
- اتخذت هذا القرار منذ أن تم ترشيحى، حيث قلت لمكتب الإرشاد أرجو ألا تنتخبوا أحداً فوق السبعين، لكنهم رفضوا وانتخبونى وعمرى 76 عاماً، وعندئذ قلت عندما سأصل إلى سن الثمانين سأترك المنصب، ولكنهم انتخبونى فأكملت وحتى اليوم أواجه ضغوطاً شديدة أن أستمر ولا يصح أن يستمر أحد ما فى مكانه لمدة طويلة.
■ ولكن لماذا لا تستمر فى منصبك طالما كنت قادراً على العطاء؟
- أحد الإخوان سألنى هل السن تعوق القيادة، خاصة أننى رئيس لجماعة مؤسسية ولا أعمل وحدى ولدى مجموعة ضخمة جداً.. أجيب أن المبدأ عندى هو التغيير والاعتماد على الشباب.
■ إذا رأت الجماعة ألا تقدم استقالتك الآن، لماذا لا تستمر؟
- من شدة الضغوط وعدت ألا أتحدث فى هذا الموضوع الآن.
■ هل ستنتهى فترة انتخابك فى يناير؟
- نعم.. ولدى وجهة نظر فى هذا الموضوع وهو التغيير وثقافة الشعب المصرى، وهو موضوع خطير وأرى بحكم الواقع أن لا أحد يحب التغيير وكبر السن يقتل المثل العليا والإبداع، ولذلك قبل أن أغادر أصررت على أن يوضع فى اللائحة ألا يجوز لأحد من أعضاء مكتب الإرشاد أن يبقى فيه أكثر من 8 سنوات بعد أن كانت المدة مفتوحة ومثال ذلك منصب المرشد، وأنا صاحب التعديل فى لائحة 94، وكنت وقتها فى النمسا، وقلت إنه يجب أن يكون تولى المرشد لفترة محددة، وهذه ثقافتى ورغبتى ووافق مجلس شورى الجماعة على اقتراحى، وأنتم تعرفون الظروف الأمنية التى نعيشها.
■ هناك كثيرون يرون أن الضربات الأمنية أضعفت الجماعة؟
- لا لم تضعف الجماعة، ولكن قللت من نشاطها، فالجماعة متماسكة، وقد نجحنا فى تكوين صف أول وثانٍ وثالث ولكن نشاطنا تقلص لأنه من غير المعقول أن نأتى ب320 عضواً بدلاً من ال320 المعتقلين.
■ ما الهدف من الضربات الأمنية؟
- أن يضعفوا الجماعة ويشتتوها ولا تستطيع الحركة، ومن يفعلون ذلك لا عقل أو وعى لديهم، ومثال ذلك تم تزوير انتخابات المحليات ولم ينجح لنا أحد فيها، رغم أنه كان لنا فيها 10 آلاف مرشح.
■ هناك من يلقى مسؤولية الصدام مع الدولة عليك شخصياً، وتحديداً تصريحاتك التى يعتبرها البعض عنيفة؟
- معروف عنى أننى لست رجلاً عنيفاً.. ولكننى صاحب حق، وما أعلنته من قبل فى وجه عبدالناصر والسادات لن أنكره فى عهد مبارك وهو الحق.
■ ولكنكم جماعة سياسية؟
- ربما أنا لست أديباً أو خطيباً أو كاتباً يتخير الألفاظ وربما أحياناً أكتب بياناً بلغة حادة، وبعد ذلك أطلب من أحد مساعدى أن يقرأه وأستشيره وأطلب منه أن يستبعد الكلام الحاد طالما المفهوم واضح.
■ ولكن ما يحدث فى الجماعة الآن بسبب انشقاقات داخلية وليس بسبب الأمن.. ما حجم الخلاف؟
- الخلاف بدأ بعد وفاة محمد هلال، رحمه الله، وطلبت عمل إجراءات لتصعيد عصام العريان، لأن «الدور عليه» حسب تفسيرى للائحة، ولكن مكتب الإرشاد كله فسر اللائحة بأسلوب مختلف وإصرارى كان من منطلقين.. المنطلق الأول هو أن هذه رؤية المرشد وتفسيره ولابد أن يحترم، والمنطلق الثانى هو أن ذلك حق من وجهة نظرى، ولكنهم رفضوا، والأمر انتهى وأنا أحبهم واحترمهم وطلبت منهم فى خطابى الأخير أن يساعدونى فى فترة عملى.
■ هل معنى ذلك أنك انسحبت ولم تستقل؟
- بالفعل أنا انسحبت.
■ لكنك قلت وأنت تنسحب: «أنا ماشى ومش راجع تانى» وهذه استقالة شفهية؟
- لم أقل ذلك، وكانت «ساعة نرفزة» وخرجت بعدما أنهيت عملى فى المكتب وذهبت إلى المزرعة وقد جاء مكتب الإرشاد إلى منزلى عن بكرة أبيه فى اليوم التالى، وكان محمد حبيب فى أسيوط وقد قلت لهم وجهة نظرى ولا تزال لدى.
■ وإن لم يحدث؟
- أنا موجود.
■ هل ستذهب إلى المكتب مرة أخرى؟
- أنا أذهب إلى المكتب يومياً، واستقبل وفوداً من الجزائر وباكستان والصومال وتركيا.
■ أنت من الرعيل الأول الذى تربى على أن الجماعة أقوى من الدولة بينما الجيل الثانى لديه أفكار منفتحة ويعتبرهم «الكبار» فى الجماعة خطراً عليها.. ما رأيك؟
- أنا لا أخاف من الدولة، ولكن هناك مبدأ وهو أننى لن أسمح أبداً بصراع بينى وبين السلطة وما أصاب الإخوان فى الفترة الأخيرة لا يصدقه عقل، وأعلن بأعلى صوتى لن أسمح بسفك الدماء فى مصر وسنصبر ونحتسب ذلك عند الله حفاظاً على مصر وأمنها، لأن من سيفرح فى ذلك الصهاينة والأمريكيون الذين لا هم لهم إلا إسالة دماء المسلمين.. قل لى من يقتل من فى أفغانستان.. مسلمون ضد مسلمين، وهذه مصيبة وكذلك فى الصومال، وأنا غير قادر على الحركة، ولو استطعت ما تواجدت فى مصر يوماً واحداً.
■ هاجمت أمانة السياسات وقلت إن القرارات الظالمة لا تخرج إلا منهم؟
- نعم.. لجنة السياسات تعتبر نفسها الحكومة، وإن لم أعترض على الظلم والفساد لا أؤتمن على قيادة هذه الأمة، ولجنة السياسات هى التى تغير بها الدستور، والمادة 76 تم تعديلها لصالح جمال مبارك، وتم تعديل 37 مادة من الدستور أيضاً، ووجود المحاكم العسكرية تم فى عهد جمال مبارك.
■ هو جمال مبارك له عهد؟
- نعم هو الذى يفعل كل شىء الآن.
■ ولكن الرئيس مبارك مازال يحكم؟
- لا الرئيس ولا جمال يحكمان.. الذى يحكم أنت وأنا نعرفه وهو الأمن، الذى يتدخل حتى فى تصحيح أوراق ودرجات إخواننا فى المدارس الثانوية والإسلامية.. الأمن أصبح يتدخل فى كل شىء.
■ هل الدكتور محمد حبيب هو الذى يدير الأمور الآن، وهناك من يقول إن هناك مرشداً سرياً وآخر إعلامياً؟
- عندما أصبحت مرشداً قلت إن كل عضو فى مكتب الإرشاد معه اختصاصات مرشد الإخوان كاملة وكل قرارات الأعضاء أراجعها.
■ كم عدد الإخوان فى مصر؟
- لا أعرف.. والأمن يعرف عددنا بالضبط، ولكننى لا أعلم كم عددنا بالضبط لا فى داخل مصر أو خارجها، وفى مجلس الشورى عددهم يتراوح بين 95 و105 أفراد ومعظمهم لا أعرفهم.
■ ماذا ستفعلون فىالانتخابات البرلمانية المقبلة؟
- لا أدرى.. وقد قلت مائة مرة من قبل إن قضية مهمة مثل الانتخابات لا أقول رأيى فيها وحدى، بل اسأل جميع إخواننا وأجعلهم يقررون، خاصة أن لدى 25 مكتباً إدارياً وأستطلع رأى كل مكتب، ثم رأى الأغلبية، وأسألهم: هل ندخل أم لا كما فعلت فى المحليات من قبل، حيث دعوت كل المكاتب وكانوا وقتها 18 مكتباً وقالوا: ندخل.. ومن رفضوا كانوا 7، وفوجئت بعد ذلك أنهم من أنشط الناس بعد دخولنا.
■ يرى البعض أن النظام ينوى عدم إدخال أى إخوانى فى البرلمان المقبل؟
- «هنعمل إيه».. سنبذل قصارى جهدنا كما يقول بعض الإخوان والله المستعان.
■ هل الحكومة محقة فى عدم دخول الإخوان؟
- قلت لكم إن الشورى فريضة وخلق.. وإذا كنتم تعتقدون أن مجلس الشعب يؤدى دوره بأمانة، فأنا أعتبر أن المجلس لا يوجد به سوى 88 عضواً أعضاء الجماعة، وأعطى لك تقريراً بأعمالهم كل شهر، فستجد أنه شىء مفرح وأنا أرتاح له وأطمئن، وأداؤهم البرلمانى رائع، ولكن السؤال من يواجهون؟ فالجماعة لها سياستها وتوجهاتها وكل شخص فى مكانه يسعى لتحقيق طاقته قدر إمكانياته، وأنا لا استدعيهم وأقول لهم ماذا يفعلون، ولكنهم يفعلون هم بأنفسهم، ويدافعون عن توجهاتهم وآرائهم، وإذا احتاجوا استشارتنا فى بعض القضايا التى لها علاقة بسياستنا يقومون بعرضها علينا ونبلغهم رأينا فيها، ولا نتدخل فى أعمالهم أو أنشطتهم.
■ تاريخ الإخوان يقول إنهم كلما تعرضوا لمواجهات وتضييق أمنى من الدولة كانوا أكثر مرونة فى قبول الصفقات؟
- نحن الآن فى قمة الشدة ولم يعرض علينا أحد أى صفقة.
■ أنتم فى طريقكم إلى صفقة؟
- شد حيلك وورينى صفقات.
■ نحن مقبلون على انتخابات 2011؟
- أنا أسألك: أين هى الصفقات.. أنا لا أقدم وهم من يعرضون.. ولا توجد عروض حالياً، ويا ليتهم يعرضونها سراً حتى وأنا موجود.
■ ما توقعاتك بخصوص ترشيح جمال مبارك للرئاسة؟
- لو كان عندهم عقل.. وأنا أتكلم بشكل عقلانى لا يرشحونه، لأن كل القوى السياسية رفضته بلا استثناء حتى الذين معه والشارع يرفضه، وأتمنى أن تكون هناك حرية وديمقراطية وانتخابات صحيحة، وبالتالى أهلاً وسهلاً به إذا اختاره الشعب رغم رفضى له.
■ هل كان سيصدر قرار باعتقالك؟
- لا أعرف.. وكثير من الصحف كتبت وحرضت على ذلك، وقالت «إشمعنى المرشد»، وكل ذلك لا يؤثر واعتقالى مثل عدم اعتقالى.
■ ماذا ستفعل بعد خروجك من منصب المرشد؟
- سأعيش حياتى وأذهب إلى مزرعتى، وسأكون فرداً عادياً من الإخوان، لأن مهمة الأخ العادى فى الصف مثل مهمة وواجبات المرشد تماماً، وأرفض أن يتم انتخابى عضواً فى مكتب الإرشاد.
■ هل الجماعة مطالبة الآن بمراجعة أفكارها؟
- من يرى فى فكر الإخوان خطأ فأهلاً وسهلاً به ويقوله لنا ونراجعه.
■ الأستاذ هيكل قال: لابد أن تراجعوا أفكاركم؟
- هيكل.. أستاذ وكاتب قدير وصاحب تاريخ، ولكنه لا يعرف شيئاً عن الإخوان، وهو زميل وصديق عبدالناصر، وأنا أحترمه كثيراً وأقدر كل الناس كل فى مجاله، ولكن أكرر أنه لا يعرف شيئاً عن الإخوان.
■ الأستاذ هيكل قال إنكم تعتمدون على السعودية فى تمويلكم، وهو ليس أول فرد يتحدث عن علاقتكم وارتباطكم الوثيق بالسعودية؟
- «ليه السعودية سايبانا ننقتل ونندبح».. وهل مازالت تمولنا رغم هذه المشاكل.. نحن نمول نشاطنا من جيوبنا، وأقسم بالله العظيم أننا لا نقبل مليماً واحداً من خارج مصر حتى وإن كان من العرب.
■ هل مازال يوسف ندا مفوضاً للعلاقات السياسية الدولية فى الجماعة؟
- يا أخى الكريم، أنا أفوّض كل فرد من الجماعة حتى أصغرهم.
■ سألتك «المصرى اليوم» السؤال نفسه من قبل وكانت إجابتك إذا أراد؟
- نعم.. قلت إذا أراد لأنه كان محاصراً.
■ ما نوعية التفويض؟
- أعتبره تفويضاً عنى أو ممثلاً شخصياً لى.. فهو رجل مستواه راق جداً، وتعاملاته على المستوى العالمى تعاملات تستحق الاحترام، وهو من الشخصيات القليلة التى إذا جلست معها كان الحوار معها عظيماً، وبصماته على الساحة العربية بصمات قديرة.
■ ولكنه كتب عدة مقالات اعتبرها بعض الإخوان تمس ثوابتكم، خاصة عن الشيعة؟
- ما كتبه عن الشيعة هو ما تربينا عليه وأنا أيدته فيه، ولا شأن لنا بالمذهب نفسه ولكن شأننا بالسياسة.. أليست إيران دولة صاحبة سياسة ولكنها مسلمة والشيعة يؤمنون بما نؤمن وبأن الله واحد، وأن محمد رسول الله، وأن القرآن هو قرآن.. فهم مسلمون، والخلاف المذهبى لا شأن لنا به ويتحدث عنه الفقهاء.. أما الخلاف السياسى فمسموح به ومهمتى أن أقول هذا يجوز أو لا يجوز.
■ هل مصر فى حالة صعبة؟
- إنها تموت وتنهار هى والمنطقة العربية والإسلامية وكل هذه الأشياء مزعجة جداً حيث لا قيمة لنا على الساحة العربية.
■ هل تم عرض صفقة عليك من قبل؟
- حدث عام 2005 حيث زارنى أحد المسؤولين الكبار وكان هناك حديث عن سفر الرئيس مبارك إلى أمريكا، وقال أرجو ألا تقوموا بأى شوشرة على زيارة الرئيس هناك وأبديت استعداداً وجاء للقائى مرتين وطلبت فى إحداهما أن يحضر اللقاء معنا نوابى وبالفعل تم اللقاء وكتبنا فيه بنوداً كثيرة واتفقنا عليها ثم ذهب والتزم بما اتفقنا وقبل انتخابات 2005 كان هناك عدد من الإخوان فى السجن وعلى رأسهم عصام العريان وكانوا يريدون الانتخابات لهم وطلبوا ألا يكون هناك زخم فيها وقلت وأنا أيضاً أريد ذلك وقمت بترشيح 150 شخصاً، وأوفيت بما وعدت به فى اللقاء الذى تم بينى وبين الأمن واتفقنا أن تسير الأمور بشكل عادى وبدأ الإخوان المرشحون يعقدون الندوات وينظمون المسيرات فى الشوارع وجميع من فى السجون أفرج عنهم وفوجئت باكتساحهم فى المرحلتين الأولى والثانية وفى المرحلة الثالثة قال لى شخص ما إن شارون اتصل بجورج بوش وأن الأخير اتصل بمبارك فأبلغونى أنه لن ينجح أحد فى المرحلة الثالثة على الرغم من أننا كنا نتوقع أن ينجح 50 مرشحاً وتحديداً فى المنصورة والشرقية وهما من معاقل الإخوان وتم ذبحنا فى المرحلة الثالثة.
■ هل يوجد بينكم وبين الأمن اتصالات؟
- لا يوجد أى تفاهم بيننا وفى الماضى وكانت هناك بعض القيادات الأمنية تتحدث معنا ولكن الآن لا يوجد أحد.
■ ما رأيكم فى الإدارة الأمريكية الجديدة؟
- هى كالإدارة السابقة بل هى أشد علينا من إدارة بوش، وبوش كان «.......» ونعرف ذلك، ولكن أوباما يلقى علينا السلام ولا نتوقع ماذا يفعل.
وأذكر أن صحفية جاءتنى من صحيفة «النيوزويك»، وقالت: أوباما سيأتى إلى القاهرة ماذا تريد أن تقول له؟.. قلت أريد أن أهنئه بالرئاسة، وأقول له لقد ورثت عن أسلافك العديد من الكوارث التى ورثها عمن قبلك، ولهذا أريد أن أسأله ماذا أنت فاعل فى أفغانستان والعراق وفلسطين وأريد منه جوابا،ً ولكن ليس الآن وهذا ما أريد أن أقوله لأوباما.
ولكننى أعرف أن أوباما يرأس دولة مؤسسية محكوم بها، وأريد أن يقيم العدل والحرية كما يقول للأفراد.
■ ولكن هناك بادرة حسن نية من الإدارة الأمريكية الجديدة وهى رفع اسم يوسف ندا، مفوض العلاقات السياسية الدولية فى الجماعة، من القوائم السوداء التى تدعم الإرهاب.
- لم يحدث.. الذى رفع اسم يوسف ندا ليسوا الأمريكيين.. وهم الذين رفضوا عندما طلب المجلس الأوروبى، الذى أصر على رفع اسمه وتم الرفع.
■ ماذا عن «هوجة» ترشيح أسماء للرئاسة فى بعض الصحف؟
- هذا كلام فارغ، والناس فاضية والصحافة فاضية، ونحن فى دولة استبدادية، ولا نعلم ماذا سيكون غداً.
■ ماذا عن الأسماء المطروحة؟
- لا أعلم، ولم أقرأها ولا أشغل نفسى بها، وأنا أقرأ ما يفيدنى، لأننى لدى عبء ثقيل والصحافة تشتمنى أكثر ما تكتب عنى، وأنا لا أقرأ عنها تماماً.
■ لكن هناك صحافة تدافع عنك؟
- قليل جداً.. ولم يدافع عنى سوى الدكتور ضياء رشوان، وقليل جداً فهمى هويدى.
■ هل الفترة المقبلة ستكون بها إعادة تنظيم للجماعة طبقاً لضربات الأمن؟
- الجماعة راسخة بتنظيماتها، ولدينا أقسام ولجان، وكل يعمل فى دائرة عمله، وإذا تم القبض على مكتب إدارى يتم إنشاء مكتب آخر جديد، فأنا لا أواجه الضربات لأننى لا أريد أن أحيلها إلى دماء فى الشارع حتى أجعل الصهاينة والأمريكان وأحبابهم فى النظام يفرحون، فهذا لن يكون وسأصبر وأحتسب حماية لمصر ولا يهم 300 أو 500 فى السجن.
■ لكن هؤلاء قيادات؟
فى وقت من الأوقات كان فى السجن 1000 من الإخوان، ولم يؤثر ذلك فينا، وعندما نفكر فى السياسة، وما يجب أن يكون لا يأخذ منا سوى جهد بسيط ونحن نفكر أكثر فيما يجب أن يكون.
■ هل أحمد رائف من الإخوان ولماذا يهاجمك؟
- لم يكن يوماً من الأيام من الإخوان ولا أدرى لماذا يهاجمنى ويوسف ندا شرح ذلك الموضوع.
■ لماذا لا ترد عليه؟
- ولماذا أرد عليه.. ياما ناس شتمونى وأنا لا أرد.. وأنا لم أقابل أحمد رائف إلا مرة واحدة، وقال عنى إننى أوقفت الصفقة مع الحكومة بأن طلبت أن يأتى حسنى مبارك إلى مكتبى، وهذا كلام غير معقول.
■ ماذا لو ظل الوضع كما هو قائم؟
- قلت من قبل مثل هذه الأمور أستشير فيها كل المكاتب الإدارية، وبعد ذلك أجمع آراءها، وأصدر قراراً لأن المبدأ العام عند الإخوان المسلمين أن يشاركوا فى كل الانتخابات بداية من مجلس الشعب وحتى الانتخابات الطلابية، والكلام واضح جداً أما القرار يكون فى وقته.
■ ماذا عن التنظيم الدولى؟
- أعلن بأعلى صوتى بأن من يؤمن بفكر الإخوان المكتوب فهو من الإخوان المسلمين، وعليه أن يخدم الوطن الذى يعيش فيه، بمنهج الإخوان المسلمين والتنظيم العالمى كلمة لا أحد يقولها، لكن هل محرم على المسلمين أن يكون لهم تنظيم عالمى؟!
■ أنتم تقولون إنه لا يوجد تنظيم عالمى؟
- نحن نحاول حتى نوفق، و«ميمسكوش علينا حاجة».. هناك تنسيق عام بين القوى الإسلامية الموجودة، التى غالبيتها من الإخوان المسلمين.
■ ما علاقتك بحزب الوسط؟
- لا علاقة لى بحزب الوسط، ولا أريد أن أتكلم عنه، ولا آتى بكلمة عنه لأننى لست صاحبه، ولا أعلم عنه شيئاً، وتحدثوا إلى صاحبه.
■ هل تبارك حركة «مايحكمش»؟
- نعم.. وكنت سأذهب إلى اجتماعهم، ولكننى كنت قد نسيت موعداً لى مع نواب الإخوان ولم أذهب إلى اجتماع «مايحكمش»، ولدينا ممثلون لنا عندهم.
■ من المرشد القادم؟
- لا أعلم ولا أريد أن أعلم ولا أريد أن يكون لى رأى فى الموضوع.
■ متى ستجلس مع مكتب الإرشاد؟
- لا أدرى.. وأنا أعجب أن هذا الموضوع- يقصد تصعيد عصام العريان- الذى لا يستحق أن أتكلم فيه يأخذ هذا الزخم. عصام العريان إنسان نبيل نزيه مبارك، وتصريحاته رائعة وله عندى قدر كبير.
■ عدم تصعيد العريان معناه أن هناك صراعاً داخل مكتب الإرشاد؟.
- لا...
■ معنى ذلك أن البعض من أعضاء المكتب ضده؟
- هذا ليس صراعاً وهذا معناه أن هناك «ناس لا ترتاح معه».
■ ولكن هناك إجماعاً ضده.. هل تعتبر ذلك ظاهرة صحية؟
- هذه ظاهرة صحية جداً ووضعت على ذلك علامة استفهام ولم أفسرها حتى الآن.
■ هل هناك احتمال أن يكون قد حدث اختراق أمنى للجماعة؟
- «فيه حد بيقولى المكتب مخترق شتمته» لا أحب مطلقاً أن يقول لى أحد ذلك كما كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يقول لا تذكروا أصحابى بسوء أمامى، والأمن يفعل كل شىء، وعندما يفعل ذلك ألا يعرف أنه فى صالح الإخوان وضده.
■ هناك من يعتبر أن فكر عصام العريان فكر تنويرى يضر الجماعة؟
- لا.. لأن فكره مطابق لفكر محمد عاكف، وكل من يقول ذلك فهو مخطئ.
■ هل هناك سر لا تعرفه؟
- نعم ولست فى عجلة أن أعرفه وهناك شىء غامض.
■ إذا علمت بسر ما حدث فى مكتب الإرشاد هل ستعلنه؟
- إذا كان واجب الإعلان، سأعلنه وإذا كان لا يستحق لن أعلنه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.