فى محاولة لاحتواء الأزمة التى أعقبت تقدم محمد مهدى عاكف مرشد جماعة الإخوان المسلمين باستقالته، زار وفد من قيادات وكوادر الجماعة عاكف فى منزله بالتجمع الخامس بالقاهرة الجديدة مساء أمس الأول فى محاولة لإقناعه بالعدول عن قراره، وذلك لتجنب حدوث انقسامات وانشقاقات خطيرة فى صفوف الجماعة. وقالت مصادر إخوانية مطلعة ل«الشروق» فضلت عدم ذكر اسمها إن الوفد طالب عاكف بعدم الإعلان رسميا عن قراره بالاستقالة وأن يستمر بشكل أو بآخر فى الوجود بمكتب الإرشاد حتى ولو على فترات متباعدة لحين انتهاء ولايته فى يناير المقبل، وذلك حفاظا على كيان الجماعة ولتفويت الفرصة على المتربصين بالإخوان سواء فى الحكومة أو فى وسائل الإعلام لتشويه سمعة الجماعة. وعرض الوفد على عاكف رفض معظم قيادات الإخوان قرار استقالته بمن فيهم نائبه الثانى خيرت الشاطر والمجموعة المحبوسة معه على ذمة القضية العسكرية، ووعدوه بالتدخل للوصول إلى حل لأزمة تصعيد عصام العريان لمكتب الإرشاد بصورة ترضى جميع الأطراف على قاعدة (لا غالب ولا مغلوب). ألا أن المصادر ذاتها كشفت إصرار فريق د. محمود عزت أمين تنظيم الجماعة ود.محمد مرسى مسئول اللجنة السياسية، على رفض تصعيد العريان، مستندين على دعم خيرت الشاطر لموقفهما، مؤكدة أن النائب الثانى للمرشد هو الحائل الأساسى لوصول العريان لمكتب الإرشاد. ومع إصرار عاكف على موقفه اقترح عليه الوفد أن يعلن أنه فى إجازة «لتستريح أعصابه»، وانتهت الزيارة بالاتفاق على أن يدلى عاكف بتصريح مقتضب لموقع الجماعة الرسمى «إخوان أون لاين» نشر فى الساعة السابعة مساء الأحد، أكد فيه مرشد الجماعة أنه فوجئ مثل كل المتابعين بالأخبار التى تتردد فى بعض وسائل الإعلام حول تقدمه باستقالته من قيادة الجماعة، مشيرا إلى أنه كان بمكتبه يمارس مهام عمله وعقد عدة لقاءات، وأن بعض وسائل الإعلام تحاول افتعال مواقف هامشية لصرف النظر عن قضايا أكثر أهمية، مثل اعتقال الإخوان، وترويع أسرهم، وفضح ممارسات النظام ضد معارضيه. ورفض المرشد فى نفس التصريح الرد على قرار الاستقالة، وقال «إن أمور الجماعة موكولة لأعضائها، وهم وحدهم المنوط بهم ترتيب شأنها الداخلى، أما مسئولية الإعلام فهى أن يتابع أداء الجماعة فى الشارع السياسى، وأن يرصد ما يتم من تجاوزات بحق الإخوان، لأنه من غير المعقول أن يتحول خبر القبض على الإخوان إلى مجرد رصد دونما تحقيقات ومانشيتات تنتقد الظلم البيِّن الواقع علينا بحجم مثيلاتها التى تملأ الصحف منذ سنوات عن انشقاقات وانقسامات واستقالات فى صفوف الإخوان». وحصلت الشروق على نص رسالة منسوبة إلى المرشد وموجهة إلى أعضاء الجماعة جاء فيها أن هذه آخر رسالة له فى هذا الموقع وأنه يفوض أخاه محمد حبيب للقيام بمهامه وأن وصيته الأخيرة للجماعة هى: «لا تهابوا التغيير فإن فيه بركة وأياكم والإلف فإنه يقضى على المثل العليا». كما استشهدت المصادر بأن موقع الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح عضو مكتب الإرشاد نشر خبرا مساء الأحد جاء فيه «طالب فضيلة المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين الأستاذ محمد مهدى عاكف بتقديم تاريخ انتهاء ولايته على أن يكون اليوم السبت 18 أكتوبر هو آخر يوم لتحميله مسئولية مكتب الإرشاد». وأوضح الدكتور محمد البلتاجى عضو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين أن عاكف لم يقدم استقالته ولم يعلنها ولم يناقش مكتب الإرشاد هذا الأمر من الأساس، وأن ما حدث هو أن اجتماعا ساخنا ناقش قضايا ساخنة تم التنصت عليه بشكل أو بآخر ونقل مبتورا عن نهايته إلى وسائل الإعلام. علما بأن هناك اختلافات فى وجهات النظر بشأن بعض القضايا مثل أزمة العريان الأخيرة، لكنه أكد أن عاكف فوض نائبه الأول ببعض المهام، وأن المرشد يباشر أعماله ومنها اللقاء مع أعضاء جبهة «ضد التوريث» وحضر صباح أمس إلى المكتب على حد رواية د. البلتاجى. وفيما قلل صبرى عرفة عضو مكتب الإرشاد من أهمية تصعيد العريان لمكتب الإرشاد فى الفترة المقبلة، وذلك لزيادة عدد أعضاء المكتب الحاليين عما نصت عليه اللائحة، أكدت مصادر بالجماعة أن هناك قرارا يدرس باستمرار الأعضاء الخمسة الجدد الذين تم تصعيدهم فى الانتخابات التكميلية التى جرت العام الماضى فى مكتب الإرشاد القادم دون انتخابات، وهو ما يعنى بالتبعية استمرار العريان عضوا فى حال اتخاذ قرار بتصعيده دون انتخابات أيضا.