تستعد جماعة الإخوان المسلمين لإعلان اسم مرشدها الجديد خلال الساعات القليلة المقبلة، وذلك بعد وصول نتيجة استطلاع رأى مجلس الشورى العالمى، وهو ما ينذر بانفجار جديد داخل الجماعة عقب إعلان نتيجة انتخابات مكتب الإرشاد التى حسمت لصالح التيار المحافظ أمس الأول، والتى وصفها البعض ب«الباطلة». ومن المنتظر أن يكون المرشد القادم محسوبا على التيار القطبى من بين محمد بديع، أو رشاد البيومى. وقال عضو بمجلس شورى الجماعة إن إعلان اسم المرشد الجديد فى ظل هذه الأجواء المحتقنة، سينتج عنه انفجار لا تحمد عقباه داخل صفوف الإخوان. وأوضحت مصادر بالجماعة أن توابع انتخابات المكتب لم تنته بعد، مشيرة إلى تحرك مجموعة من قيادات الجماعة فى محاولة لاحتواء الموقف. وتنوى تلك المجموعة التقدم بمذكرة لمحمد مهدى عاكف مرشد الجماعة تقضى ببطلان إجراءات الانتخابات، «ومن ثم فإن إعادتها تصبح فرض عين على عاكف وأعضاء المكتب الجدد». وكشفت المصادر أن بعض قيادات الإخوان التقوا أمس بشخصيات قانونية منهم قضاة سابقون، ليقفوا على رأيهم فى الإجراءات التى سبقت الانتخابات، منهم المستشار طارق البشرى الذى علق على تلك الإجراءات وقال ل«الشروق» أمس: «من الناحية القانونية القرار الذى يصدر عن جماعة أو مجلس بالتمرير بين أعضائه وبغير اجتماعهم لا يعتبر صحيحا إلا إذا كانوا مجتمعين، فإذا شذ واحد منهم وجب إبطال القرار بغض النظر عن النتائج». وهو ما أكد عليه المستشار محمود الخضيرى نائب رئيس محكمة النقض السابق قائلا: «إن التمرير له شروط وأول شروطه الإجماع ولو اعترض عليه أحد الأعضاء تصبح القرارات التى اتخذت باطلة». وقال المستشار فتحى لاشين، المعروف بقاضى الإخوان، ل«الشروق» إن الرأى القانونى الذى استقر عليه البشرى والخضيرى يكفى ولا يستطيع أحد أن يختلف معهما، وهو ما دعا بعض أعضاء بمجلس شورى الجماعة لمطالبة عاكف بتشكيل «محكمة نقض» تضم فى عضويتها شخصيات قانونية من خارج الجماعة لتلقى الطعون والبت فيها. وقال مصدر آخر إن العديد من الشخصيات الإسلامية المستقلة حاولت الاتصال بعاكف لحضه على اتخاذ موقف يعيد الاعتبار لكل من محمد حبيب وعبدالمنعم أبوالفتوح، وعرضوا عليه تعيينهم فى المجلس الجديد. وقال المصدر إن الصادم فيما حدث هو التجاهل المتعمد الذى حدث مع أبوالفتوح، حيث لم تعرض عليه بطاقة الانتخابات بالتمرير أو بغيرها من الوسائل ولم يعلم بأن هناك انتخابات إلا من وسائل الإعلام، وهو ما أعُتبر تجاهلا لتاريخه وتضحياته. من ناحية أخرى، زار وفد من نواب الجماعة بمجلس الشعب أمس الأول محمد حبيب فى منزله بالمنيل وعرضوا عليه لقاء عاكف ومشاركته فى إعلان نتيجة الانتخابات، أو استقباله فى منزله، وهو ما رفضه حبيب، متهما عاكف بمخالفة اللوائح وتجاوز أعراف الجماعة التى داس عليها بقدميه، بحسب ما نقلته مصادر مطلعة. ونقلت نفس المصادر أن حبيب قال لهذا الوفد «أكثر ما آلمنى أن عاكف باعنى». كما زار حبيب فى نفس اليوم كل من محمد بديع ولاشين أبوشنب ليعاتبوه ويذكروه بأن المسلم لا يسعى لمنصب. يأتى هذا فى الوقت الذى اجتمع فيه عدد من أعضاء مكتب الإرشاد الجدد بمقر الجماعة بالمنيل واحتفوا بنجاحهم بوليمة «كباب وكفتة» دعاهم إليها أمين التنظيم محمود عزت ومحمد مرسى.