أجرى الحوار - هاني عسل : تحول النقد الرياضي في مصر في السنوات الأخيرة إلى سبب رئيسي من أهم أسباب مشكلات الرياضة في بلادنا ، وبخاصة مشكلات كرة القدم ، بل إن كثيرين يعتبرونه السبب رقم 1 لما تشهده الكرة المصرية من مشكلات وأزمات وأحيانا "فضائح". واحتراما منا لهذه المهنة الشريفة ، رأينا ألا نناقش أي قضية تتعلق بالنقد الرياضي إلا مع أهل هذه المهنة ، واخترنا واحدا لا يختلف اثنان على موهبته وكفاءته وخبراته. في الطابق السابع من مبنى جريدة الأهرام العريق في شارع الجلاء ، كان لنا هذا الحوار الذي استمر أكثر من ساعة مع الكاتب الصحفي الكبير والناقد الرياضي حسن المستكاوي رئيس القسم الرياضي بالأهرام. في البداية أردت أن تكون البداية بسؤال تصادمي فسألته : الناس عندما تقرأ لأي ناقد رياضي تتساءل دائما : من هذا الذي يكتب هذا المقال أو ذاك؟ كيف أصبح ناقدا ؟ ما هي مؤهلاته وخبراته حتى يشغل هذا المنصب؟ ما هي علاقته بالرياضة؟ فأنا أريد أن أعرف الشيء نفسه عنك! - المستكاوي "بانفعال" : أنا أولا إنسان رياضي مارست - بحكم تربيتي - كل اللعبات الرياضية تقريبا منذ أن كنت عضوا صغيرا في نادي المعادي ، لعبت كل شيء بما فيها البيسبول ، كنت بطلا ، أعرف معنى التدريب والفوز والخسارة ، أعرف قوانين ونجوم كل لعبة مارستها. - كنت بطلا في أي لعبة؟ - المستكاوي : في السباحة القصيرة ، كنت من أبطال الجمهورية في السباحة القصيرة وتحديدا في سباق مائة متر حرة ، وأيضا في سباقات ألعاب القوى. - وكرة القدم؟ - المستكاوي : مارست كرة القدم بشكل عادي في النادي نفسه ، ولعبت في منتخب جامعة القاهرة وقتها حتى سن الحادية والعشرين من عمري ، وكان مدربي أحمد رفعت ، وكان من زملائي في الملعب حسن حمدي وسمير حسن ومحمود رشدي. - ولماذا لم تواصل ممارسة كرة القدم بعد ذلك؟ - المستكاوي : تركت كرة القدم بسبب التعليم ، في هذه السن يجب على اللاعب أن يختار بين التعليم أو الاحتراف ، وأنا اخترت التعليم.
مرتضى منصور - هذا عن الخلفية الرياضية العملية ، ولكن والدك الناقد الرياضي الكبير الراحل نجيب المستكاوي بالتأكيد كان سببا رئيسيا في دخولك عالم الصحافة الرياضية؟ - المستكاوي : بالتأكيد ، أنا من بيت رياضي ، منذ صغر سني وأنا أقرأ لوالدي ما كان يكتبه في الأهرام ، كنت أستمتع بما يكتبه فعلا ، وأنا أيضا أعتبر أن أهم شيء في الناقد الرياضي أن يكتب وهو يستمتع ، وأهم شيء في الرياضة نفسها هو فكرة الاستمتاع ، العالم كله ينظر إلى الرياضة على أنها نشاط جميل. - ولكن هل تعتقد أنه يجب على الناقد الرياضي أن يكون قد مارس الرياضة مثلك؟ المستكاوي : لا ، ليس شرطا ، فكما قلنا إن الرياضة نشاط ممتع ، أو يجب أن يكون كذلك ، والناقد الرياضي نفسه يجب عليه أن يشعر هو الآخر بالاستمتاع وهو يشاهد سباقا في ألعاب القوى مثلا أو مباراة في الرجبي ، هذا أساسي ، النقد ليس مهنة مرتبطة بكرة القدم فقط ، لابد للناقد والرياضي أيضا أن يكون مدركا لمفهوم الرياضة ، وأن يعرف أنه لكي يفوز أحد بسباق أو ببطولة أو بمباراة فلابد أن يكون هو الأفضل. - لدينا نقاد يعتبرون أن مشاركة مصر في كأس العالم مثلا معناه أننا لابد وأن نفوز بالبطولة ، وإلا... المستكاوي : لأ طبعا هذا خطأ ، عايز تكسب ، لازم تكسب وإنت جدير بالمكسب. - وكيف جاءت البداية في الأهرام إذن؟ - المستكاوي : بدأت التمرين في الأهرام منذ عام 1975 ، وعند التعيين قالوا لي "ممنوع تعيين أحد له أقارب في الجريدة" ، فعملت لفترة في جريدة "الكورة والملاعب" مع الراحل حمدي النحاس ، ووقتها احترت : هل أكتب بإسم حسن المستكاوي ، أم حسن نجيب ، فاخترت الأول. - إذن استفدت من اسم نجيب المستكاوي؟ - المستكاوي : استفدت من الإسم طبعا ، ولكن الإسم يجعل عليك مسئولية أكبر ، لأنه من السهل أن تحمل اسم والدك فيأتي الناي ليقولوا "ده ما ينفعش ، بس ده بيكتب عشان ابن فلان" ، ولهذا سافرت إلى دولة قطر وعملت في مجلة "الصقر" الرياضية ، وعملت أيضا في جريدة الشرق الأوسط السعودية ، كل هذا لكي أثبت نفسي بعيدا عن اسم والدي ، وأنت تعرف جيدا قيمة اسم "الصقر" في تاريخ الصحافة الرياضية العربية. span Class=