شهد سوق المال خلال الأسابيع الماضية عددا من الأزمات أدت إلي هبوط حاد في سوق المال، مما أصاب معظم المستثمرين والعاملين في سوق المال بحالة من الاحباط والتشاؤم من المستقبل، لدرجة أن المناخ العام للبورصة أصبح في حالة إلي ما يشبه العلاج النفسي، لدرجة أن بعض السماسرة هددوا بالاعتصام داخل غرفة التداول في البورصة إذا لم يتم تنفيذ اصلاحات ملموسة في السوق، إلي جانب الحصول علي عدد من حقوقهم كعاملين في القطاع. وسارع رئيس البورصة محمد عمران إلي مقابلة سماسرة شركات السمسرة يوم الأربعاء الماضي للتعرف علي مشاكلهم ووجهة نظرهم في حل الأزمة الحالية التي تواجه السوق، وذلك قبل ساعات قليلة من لقائه مع أعضاء شعبة الأوراق المالية باتحاد الغرف التجارية. ونقل عمران إلي ممثلي شركات الوساطة المالية مخاوف منفذي العمليات بشأن أوضاعهم المالية والوظيفية في ظل الاستغناء عن بعض العاملين. وكشف عمران أن مجلس إدارة البورصة أقر آلية جديدة لنظام التداول في بورصة النيل وهو ما سيتم عرضه علي هيئة الرقابة المالية قريبا. وأكد أن البورصة ستدعم شركات السمسرة بتخفيض رسوم اشتراكات شاشات المنفذين نحو 33٪، واعفاء المنفذين من رسوم تجديد بطاقات دخول مقصورة التداول. ويري المحلل الفني بشركة الشروق لتداول الأوراق المالية أحمد شرابي أن هناك عوامل أدت إلي انخفاض حجم التداول في سوق المال مثل تقلص الدور الإعلامي للمتخصصين في البورصة، ويتمثل ذلك في انخفاض عدد البرامج التليفزيونية والصفحات المتخصصة في الاقتصاد والبورصة في الصحف، واحجام العديد من المحللين عن الظهور الإعلامي، في نفس الوقت ظهر عدد من غير المتخصصين الذين يتحدثون في هذا المجال، وبالطبع يكون حديثهم معظمه سلبيا.. إلي جانب هجرة عدد من العاملين في قطاع البورصة للسوق وعملهم في مجالات أخري بعدما فقدوا الاحساس بالأمان من الخسائر المتتالية. وأشار شرابي إلي أن اليأس والتشاؤم أصابا المتعاملين في سوق المال بسبب الأحداث السياسية المتتالية. وأشار إلي أن الحل الوحيد المقبول هو عودة المتخصصين للظهور الإعلامي لشرح حالة السوق وتوضيح جوانبه السلبية والايجابية، فيما يشبه العلاج النفسي لكسر حالة التشاؤم التي انتشرت مؤخرا. ويعلق عضو الجمعية المصرية للمحللين الفنيين أحمد جلال علي ذلك، مؤكدا أهمية عقد اجتماعات شهرية بين رئيس البورصة، وشركات السمسرة والعاملين في القطاع، للحصول علي مشورتهم في حل المشاكل التي يتعرض لها السوق. وأضاف ان البورصة تحتاج إلي تغيير أسلوب إدارتها، مؤكدا أهمية احترام علم التحليل الفني حتي تكون توقعات السوق أكثر دقة، مشيرا إلي أهمية إشراف الجمعية المصرية للتحليل الفني علي اعطاء العاملين في السوق ترخيص مزاولة المهنة، والزام الشركات بأن يكون لديها محلل معتمد من الجمعية المصرية، لأنه حتي الآن لا يتم التعامل مع الهبوط الشديد الذي يشهده السوق بشكل علمي.