اغضبها مشهد الجدار العازل أمام سفارة إسرائيل بالجيزة واعتبرته اضافة للقبح والتشوية لكل القيم الجمالية، وطالبت بإعادة الاعتبار للرصيف المصري كجزء من إعادة الاعتبار للمواطن المصري، وقالت أن الاخطاء الجسيمة في حق العمران وقيم الجمال مازالت تحدث، وكثير من المباني التراثية يجري هدمها والبناء علي أرضها، واعتبرت القضبان الحديدية حول الحدائق والجزر الوسطي بالشوارع هي نوع من ممارسة القهر للمواطن دون تقديم بديل ملائم!. الدكتورة سهير حواس استاذة العمارة ونائب رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري، وصاحبة أشهر موسوعة عن القاهرة الخديوية، وابنة استاذ العمارة الكبير الراحل د. زكي حواس تحدثت ل»عقارات اليوم« عن فكرة الجدران العازلة التي شوهت القاهرة.. وقالت: في أحد اهم كباري العاصمة وهو كوبري الجامعة وأمام ميدان نهضة مصر كان يجب ان يتم التعامل مع تأمين منطقة سفارة اسرائيل بأسلوب معماري مختلف، لان الجدار الذي تم تنفيذه علي عجل وخلال 84 ساعة فقط اهدر حقوق سكان الادوار المنخفضة وحرمهم من الرؤية، وهي نفس النظرة التي تبحث عن الاسهل وليس الانسب، والتي جعلت كل حدائق الشوارع والميادين محاطه بالاسوار الحديدية.. وحتي الجزر الوسطي في الشوارع تم زرع جدران حديدية عازلة عليها تمنع الناس من المرور دون توفير أي بديل!. وتضيف قائلة: كوبري الجامعة اصلا تم تشويهه بزرع اكشاك امنية عليه دون مراعاة أي معايير للتنسيق لان وضع كشك في الشارع له أصول، كذلك المتاريس التي يتم وضعها، في بعض المناطق سواء حديدية أو اسمنتيه هي غاية في القبح ايضا رغم ان مراعاة المعايير الفنية السليمة قد تكون أقل تكلفة وأكثر جمالا. حتي الارصفة اصبحت ايضا جدرانا »مرورية« يصعب استعمالها، وتصر اجهزة المحليات علي تعليتها حتي لا تسمح للسيارات بالصعود فوقها.. ولكنها اصبحت لا تسمح ايضا للمشاه باستعمالها!.. والسؤال هو أين يذهب الناس؟.. والغريب ان لدينا دليل للطرق والارصفة ينص علي انه يجب الا يزيد ارتفاع الرصيف عن 51سم. كما يضع شروط لمواصفات »بردورة« الرصيف سابقة التجهيز وكيف تكون مقاومة للصدمات، ولكن ما يحدث انه يتم الاستعانة بمقاول لا يعرف هذه الشروط ويقوم بصب خرسانة سيئة تجعل الرصيف مليئا بالاخطاء. وخطر علي حياة الناس وفي نفس الوقت يهدد المال العام!. وترفض د. سهير فكرة نقل الباعة الجائلين الذين انتشروا في ميدان التحرير الي شوارع وسط البلد قائله لا يمكن ان نسمح باهانة القاهرة الخديوية بهذا الشكل، إنها أجمل ما نملكه من مباني تراثية في قلب العاصمة. ونحن نحاول تجديد شبابها واحياء تاريخها ولا يعقل ان تصبح كل ارصفتها محتله بالباعة وغير متاحة للمشاه والمترددين علي وسط المدينة.. وقد اجرينا دراسة كاملة عن باعة ميدان التحرير سوف نعلن عنها قريبا. بها حصر وتصنيف كامل لهؤلاء الباعة ومشاكلهم واسباب زيادة انتشارهم، بالمنطقة وتوصلت الدراسة لعدة نتائج لعلاج الظاهرة دون الاضرار بالطابع العمراني لوسط المدينة وحق الناس في الانتفاع بها.