محمود محمد علي سائق تاكسي كل مصدر رزقه ورزق أسرته من أجرة البنديرة بالتاكسي الذي يقوده طوال اليوم بشوارع القاهرة الكبري، ولكنه فجأة تعرض لكارثة قلبت حياته رأساً علي عقب.. ورغم ذلك لم يخلع ملابسه ووقف يتظاهر أمام مجلس الوزراء أو سلك طريق الاعتصامات والاضراب عن الطعام حتي يجبر المسئولين علي مساعدته في عودة ضالته وقرر ان يقوم بهذه المهمة بنفسه التي دفعته لاقتحام عش الدبابير بنفسه متحدياً تراخي بعض افراد الشرطة في القيام بواجبهم وبلطجة الهاربين من السجون والخارجين علي القوانين متحملاً كل الصعاب من اجل اعادة لقمة عيشه هو وأولاده. تبدأ قصة محمد أو أبوأحمد كما يناديه كل معارفه عندما استيقظ مبكراً لتناول افطاره مع اسرته الصغيرة ثم يقبل اطفاله قبل ان يغادر المنزل وهو يردد بعض الآيات والأدعية ليحميه خالقه من الشرور. ولكنه خرج ليلاقيه قدره المحتوم.. انطلق بتاكسيه الأبيض الذي اشتراه بالقسط منذ 7 شهور لم يكن قد سدد سوي قسطين.. تنقل به في عدة شوارع بأحياء القاهرة ليتوقف أمام زبون مهندم يرتدي ملابس انيقة بعد ان اشار اليه.. اقترب الزبون برأسه وهو يخبر أبوأحمد أنه يرغب في الذهاب معه الي ميدان الجيزة ليشتري شبكة خطوبته من صائغ هناك ليعود به إلي ميدان باب الشعرية وكله بحسابه هكذا أنهي الزبون كلامه الي السائق أبوأحمد الذي وافق علي التوصيلة المميزة وطوال الطريق امتد بينهما الحوار بتساؤلات الزبون عن أخبار التاكسي وأحواله في مثل هذه الظروف. أخيراً وصل التاكسي الي ميدان الجيزة ليشير الزبون الي محل مجوهرات توقف أمامه السائق الذي أصر الزبون علي اصطحابه معه عند انتقاء الذهب والاتفاق مع الصائع لعدم وجود خبرة لديه ووافق السائق حيث تمت الصفقة التي لم تكن سوي طعم للسائق المسكين حيث اشتري الزبون دبلتين ومحبس دفع قيمتها اكثر من 0002 جنيه ليعود الاثنان الي التاكسي مرة أخري طبقاً للاتفاق ولكن الزبون الذي اراد التعبير عن شكره للسائق بدعوته لشرب كوب شاي من قهوة علي الطريق علي مقهي قرب نفق الملك الصالح في طريقها إلي باب الشعرية. دقائق قليلة أعقبت انتهاء السائق من شرب الشاي حيث غاب عن الوعي تماماً بعد أن شعر بدوخة شديدة استمرت هذه الحالة مع السائق لمدة 3 أيام بعدما استرد وعيه ليكتشف غياب الزبون وايضاً السيارة التاكسي عندما افاق ليجد نفسه علي رصيف موقف الميكروباص بميدان الجيزة.. لم يكن امامه سوي ان يتحامل علي نفسه ويشير لتاكسي لينقله إلي منزله بمنطقة الخصوص . طوال الفترة التي اعقبت ما تعرض له لم يهدأ السائق أبوأحمد ظل يبحث في كل مكان ربما يعثر علي سيارته حتي جاءه فجأة مكالمة هاتفية من ادارة الوكيل الخاص بسيارته يسألونه عن سيارته فأخبرهم بما حدث ليعطوه رقم تليفون فاعل مجهول يعرف مكان سيارته بعدما اتصل ذلك الفاعل بهم في التوكيل. بعد محادثة من الفاعل المجهول عرف مكان سيارته بمنطقة كفر منصور وتحديداً عزبة الكوادي حيث عثر فاعل الخير علي استمارات حيازة السيارة ملقاة بالقرب من المشرحة التي يديرها المدعو »شحتة« واعوانه لتغيير معالم السيارات المسروقة او تفكيكها قطع غيار وقتها توقع فاعل الخير بما يحدث لسيارة أبوأحمد بعدما تم التخلص من أوراقها وهو ما أخبره به فاعل الخير.. وفي ذلك الوقت أسرع صاحب السيارة ليبلغ رئيس مباحث أشمون بما حدث وأبلغه بمحضر السرقة المحررة للسيارة ولم تفلح عملية كعب الداير داخل مديرية الأمن في الوصول الي السيارة مما دفعه للدخول الي عش الدبابير برجليه ليبدأ مفاوضات مع أصحاب مشرحة السيارات المسروقة كان فيها بعض أهالي العزبة وسطاء لاعادة السيارة مقابل مبلغ يدفعه ولكنه اكتشف وقبل فوات الاوان ان المفاوضات والوعود لم تكن سوي كميناً للتخلص منه ونجح في الافلات منهم بأعجوبة ولكن أبوأحمد رفض الاستسلام وأصر علي مواصلة رحلة اعادة السيارة.