كان الرئيس الصيني شي جين بينج حريصا علي ابلاغ الرئيس السيسي بإعجابه بما يتم في مصر، وعنوان لقاء القمة التي جمعت الرئيسين : الايدي المتصافحة وتوافق المصالح . الرئيس الصيني ايضا يتابع جهود الرئيس المصري، في نشر قيم التسامح والتعايش السلمي، مؤكدا ان تعاون الدولتين يمكن ان يفعل الكثير في المنطقة، بين اكبر حضارتين في العالم . كان اللقاء رقم " 10 " الذي يجمع الرئيسين، والزيارة السادسة للرئيس السيسي الي الصين، لحرص مصر علي الانفتاح شرقا وغربا، ورغبتها في الاستفادة من التجرية الصينية . الصين تتقدم بخطي ثابتة لتنتزع المكانة الدولية رقم واحد في صدارة العالم، وتعتبر "الحزام والطريق" مبادرة للتنمية السلمية والتعاون الاقتصادي وليست تحالفاً عسكرياً. المبادرة أصبحت أمم متحدة جديدة، بعد أن وقعت اتفاقيتها 123 دولة و29 منظمة دولية، وفي الاجتماعات الحالية يحضر 40 رئيس دولة و140 شخصية عالمية مرموقة في مختلف المجالات. مصر حاضرة في المنتدي، منذ أعلن عنه الرئيس الصيني "شي جين بينج" عام 2013، داعياً دول العالم إلي التشارك في المنتدي وتقاسم التنمية والازدهار، والرئيس السيسي زار الصين ست مرات، وكان حريصاً علي أن تشارك مصر في موكب الكبار. المبادرة تستهدف خلق خطوط دولية للتجارة في العالم، تربط الصين بالدول الإفريقية والأسيوية والأوربية، وتنفي تماماً أنها تكون نادياً صينياً، ولكن تنمية منفتحة وشاملة ومشتركة، ولا تفرق بين الدول. قناة السويس في قلب المبادرة، والفريق مهاب مميش وكبار مساعديه، وصل بكين قبل قدوم الرئيس بعدة أيام، وكذلك الفريق كامل الوزير وزير النقل ووزير الاتصالات عمرو طلعت والفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، وتحول مقر إقامة الرئيس إلي خلية عمل، للاتفاق علي مشروعات كثيرة في مختلف المجالات. مصر أكثر الدول التي تهيأت لتكون في قلب المبادرة، خصوصاً محور قناة السويس، الذي تعتبره الصين أهم مركز لوجيستي واقتصادي، يسهم بفاعلية في تطوير حركة التجارة الدولية. المعجزة الصينية تنتقل إلي مصر، خصوصاً وأن الدولتين تتشابهان في سرعة الإنجاز، وتعد ناطحة السحاب المسماة "البراج الأيقوني" في العاصمة الادارية، الأعلي ارتفاعاً في إفريقيا "385 مترا"، وهي معجزة إنشائية بكل المقاييس، بجانب الأبراج الأخري في المنطقة الاستثمارية، التي تجعلها أكبر مركز في العالم للتجارة والاستثمار. الصينيون يرفعون مع مصر شعار المصالح المتبادلة، وحرص الرئيس الصيني علي توجيه دعوة احتفالية لرئيس مصر لحضور المنتدي، يؤكد فيها اهتمام بلاده بتطوير علاقاتها الاستراتيجية مع مصر، في كافة المجالات، في ظل دورها المحوري كركيزة أساسية لاستقرار منطقة الشرق الأوسط، ووجه له الرئيس السيسي الدعوة لزيارة مصر في التوقيت الذي يختاره . والصين تستعد لإطلاق معجزات أخري في مصر، مثل القطار السريع، الذي يربط العاصمة الإدارية الجديدة، بالمدن الجديدة الأخري حول القاهرة. مجمع الطاقة الشمسية في أسوان، ثمرة التعاون المصري الصيني، بجانب إنشاء أول محطة لإنتاج الكهرباء بالفحم النظيف، ومحطة توليد كهرباء بجبل عتاقة بالسويس، وهي الأولي من نوعها في إفريقيا والشرق الأوسط، ومشروعات مشتركة كثيرة في مجال الكهرباء والطاقة. مصر مهيأة تماماً لدخول عالم الكبار، لأنها جهزت نفسها بمشروعات البنية الأساسية الجاذبة للاستثمار، وتدخل في شراكات اقتصادية مع مختلف دول الشرق والغرب، وتسعي إلي تحقيق أقصي استفادة ممكنة، من المبادرات الدولية. العالم يتغير، والصين قادمة بقوة، وتبني شبكات للتجارة الدولية، تنهي أسطورة ورثة الاستعمار القديم، وتربط العالم بمسارات طرق الحرير، ومصر حاضرة بقوة، لا تغلق حول نفسها الأبواب وإنما تنفتح علي الجميع.