گلنا شرگاء في البلد ولا يستطيع فريق إزاحة الآخر الأزهر تعرض للظلم ويجب أن يتصدر المشهد لقيادة الحركة الإسلامية الإعلام يتعامل معنا بانتقائية ليرسم لنا صورة مغلوطة علي مدي 06 عاما تعيش التيارات الإسلامية شبه عزلة اختيارية أحيانا، وإجبارية في معظم الأحيان.. الآن أصبحت مصر تتسع للجميع، لم يعد مقبولا ان يسعي فريق لإزاحة الآخر أو تشويه صورته من خلال حملات منظمة لتخويف المجتمع من »فزاعات« يتم صناعتها لشل حركة الوطن.. مازالت الأخبار تتناثر هنا وهناك حول فتاوي غريبة ومواقف أكثر غرابة لتيارات دينية يتم تضخيم دورها وكأنها »خطفت البلد« بالفعل.. التشكيك والتخوين هو سيد الموقف، ومازلنا في حاجة للجلوس علي مائدة حوار لنعيد اكتشاف أنفسنا من جديد ويتعرف بعضنا علي البعض الآخر دون إقصاء لأحد.. جلسنا إلي عدد من رموز الحركة الإسلامية في مصر من المنتمين للتيار السلفي..وطرحنا عليهم كثيرا من التساؤلات، والمخاوف التي تتزايد في الشارع من »فزاعة جديدة« اسمها السلفيون فجاءت ردودهم مفاجئة.. بأنهم يرفضون مسمي »السلفيين« وأنهم يفضلون وصفهم بأبناء الحركة الإسلامية .. وأكدوا علي ان الإعلام يتلقف بعض المقولات الشاذة لأسماء تدعي انتسابها للحركة الإسلامية وتروجها لتشويه صورتنا أمام الرأي العام، وكشفوا عن تباينات موجودة في »الجسم السلفي« وأنهم لا يقبلون أن ينتسب لهذا التيار »كل من أطلق لحيته« ليفتي عن جهل.. ووجهوا انتقادات لاذعة للإعلام الذي يتعامل معهم بصورة انتقائية للتشهير بأفكارهم واستعداء المجتمع عليهم وطالبوا الأقلام الشريفة بإنصافهم ورفع المظالم عنهم. في البداية تحدث السيد فرج عن مفهوم السلفية المطروح في الإعلام حاليا موضحا أن هذا المفهوم كان يطلق في عهد مبارك علي المجموعات الإسلامية الموجودة علي الساحة رغم انها ليست متفردة بالمنهج السلفي وكانت هذه المجموعات تفضل ان تظل تحت مسميات مختلفة حتي لا تتعرض لقمع النظام إذا ما توحدت تحت قيادة واحدة فكان هناك أنصار السنة والتبليغ والدعوة والجمعية الشرعية وكل فريق وضع لنفسه تصورا ودورا ولكن الفترة القادمة ستختلف مع اختلاف الظروف وسيبرز المنهج السلفي كقاعدة عامة هدفها الالتزام بكتاب الله وسنة رسوله. هنا التقط أحمد حسن بديع أطراف الحوار مشيرا إلي أن الإطار العام لجسم السلفية مليء بالتباينات فمثلا كان هناك قطاع بعيد تماما عن الثورة واعتنق مبدأ تحريم الخروج علي الحاكم الظالم ولكن علي النقيض كان هناك مشاركون من السلفيين في الثورة وللأسف الصحافة والإعلام تعاملا مع جزء ولم يتعاملا مع السلفية ككل فهل يعرف الكثيرون أن هناك مدرستين للسلفية في مصر هما مدرسة القاهرة ومدرسة الإسكندرية وكل له روافده ولكن الإعلام يختار النماذج الشاذة ويلقي عليها الضوء ويقال إنهم يعبرون عن التيار السلفي وليس آراءهم الشخصية وهذا يعد من مظاهر الظلم التي تتعرض لها السلفية. ويقول أحمد حسن: التيار الإسلامي في مصر تعرض لظلم فلو لاقي ما لاقاه من مظالم في بلد آخر لتم التبرك بنا في الشوارع وبعد سقوط النظام أصبحنا مستهدفين بالتقاط الأخطاء الفردية مثل حادث قطع الاذن الذي صوروه للرأي العام بأنه »إقامة حد« والقصة لم تكن كذلك علي الاطلاق في الوقت الذي لا نستطيع فيه الدفاع عن قضيتنا بسبب الضغوط التي نعيشها منذ 06 عاما بين السجن والمطاردات والتشويه. ظلم إعلامي ومن جانبه يري عبدالحق فؤاد أن التيارات الإسلامية والسلفيين علي وجه التحديد يعانون من ظلم إعلامي كبير خاصة مع الاتهامات التي طالتهم بركوب موجة الثورة وتغيير المواقف بالرغم من أن أغلب صناع وموجهي الرأي العام كانوا يعيشون في كنف النظام السابق ويهتفون له. ويقول عبدالحق: الإسلاميون كانوا في الصفوف الأولي لمعارضة النظام السابق ودفعوا ثمن مواقفهم غاليا ما بين سجن واعتقالات واغتيالات حتي بعدما خرجنا من السجون عانينا في رزقنا وعملنا ولهذا لا ادعي عندما أقول إن الثورة »ابنة« للجماعة الإسلامية ونتاج لعمل قمنا به طوال السنوات الماضية. ويضيف عبدالحق: نحن جزء من المجتمع ومن حقنا أن نقول رأينا بحرية طالما لم نحجر علي أحد والديمقراطية الحقيقية تفرض علي الجميع احترام الرأي والرأي الآخر فلماذا ينكرون علينا أن نفوز في الانتخابات فالديمقراطية تتيح للجميع دخول المنافسة وفي النهاية الشارع هو الفيصل وعموما نحن نقبل كل الآراء ولكننا لن نتهاون في الأمور الشرعية فالاستهزاء بالدين غير مقبول ونحن نخشي من حماس بل وجهل بعض الشباب في التعامل مع هذه الأمور. ويفند عبدالحق بعض المظالم التي يتعرض لها السلفيون حيث يقول: انا واحد من الناس تعرضت لمضايقات في عملي وتنقلاتي وبعض الأخوة خرجوا من المعتقلات في حالة صحية سيئة وأبناؤهم لم يستكملوا تعليمهم بسبب الظروف المادية الصعبة وحتي التعويضات التي قررت الحكومة منحها لهم لم تتجاوز 3 آلاف جنيها عن السنة ومن ناحية أخري مازال الإعلام يتحدث عنا بطريقة النظام القديم وكل ما نتمناه أن يسمعوا منا كما سمعوا عنا. وهنا التقط المهندس سيد عبدالفتاح المنسق العام لائتلاف الإسلام الحر أطراف الحديث راويا قصته التي تعد أحد مشاهد هذا الظلم حيث يقول: تم اعتقالي 31 عاما وتعرضت لتعذيب بشع خاصة في فترة التسعينيات وكنت شاهدا علي أشخاص خرجوا من المعتقل بأمراض مزمنة ومستقبل غامض وبعد كل هذا ركز الإعلام علي السلبيات ولم يعرض ازماتنا ومشاكلنا ويضيف: هناك مساجين سياسيين مازالوا في السجون رغم انهم قضوا نصف المدة وينطبق عليهم القانون واغلبهم تم محاكمته عسكريا ومن تهم واضحة مثل نبيل المغربي الذي ظل مسجونا طوال فترة حكم مبارك ومن قبلها ألا يستحق شخص مثله اعتذارا من الدولة. اقصاء متعمد ويلقي هاني هيكل الضوء علي نقطة مهمة متعلقة بتحويل الإسلاميين إلي فزاعة من قبل الأنظمة المتعاقبة حيث يقول: بنظرة فاحصة للستين عاما الماضية سنكتشف ان الانجليز وقفوا ضد الإسلام السياسي وعندما جاءت الثورة استبشرنا خيرا ولكن عبدالناصر انقلب علي الحركات الإسلامية وظل الحال علي ما هو عليه حتي سقوط مبارك ولكن بالربط بين الأحداث والتواريخ ستكتشف ان الاتفاق علي استبعاد الإسلام والإسلاميين هدفه عدم وصولهم للحكم لأن ذلك فيه ضررا بالغرب واليهود علي وجه التحديد وكل من له مصالح مشتركة معهم. ويضيف هاني هيكل: الهدف دائما هو ضرب الحركات الإسلامية سواء بتخويف الناس منا بمصطلحات مبهمة مثل الخلاف الدائر حول الدولة المدنية هل هي مدنية أي بعيدة عن الدين؟ ولكن من وجهة نظري ان صلاح الدولة لن يتم الا بقيامها علي اكتاف الإسلاميين ولدينا النموذج التركي كمثال علي الدولة الناجحة اقتصاديا وسياسيا كما انها دولة مدنية أما نحن فللأسف مغيبون عن الفكر الإسلامي منذ عقود طويلة. ويري هيكل أن الأزمة الفعلية الآن أن بعض مشايخ السلفية يأخذون بالفتاوي التراثية من العهد القديم وفي الوقت الذي لا يرد فيه الأزهر علي هذه الفتاوي أو يصححها خاصة أن الأزهر حاله كأغلب المؤسسات الرسمية تم السيطرة عليه من قبل أمن الدولة في حين أن الإعلام خال تماما من التوجه الإسلامي ولو انصلح حال الأزهر سينصلح حال المجتمع ككل وكل الحركات والتيارات ستلزم حدودها وستجد المرجعية الدينية السليمة، وسيقضي ذلك علي الفوضي السائدة. انتقاء مشوه ومن جانبه يطرح محمد محمود الجباس رؤية جديدة للعلاقة الشائكة بين السلفيين والإعلام حيث يقول: هناك انتقاء متعمد لكلام السلفيين ولا يتم طرح كل الآراء ووجهات النظر مثلما حدث في الخلاف الفقهي حول المشاركة في الثورة حيث ركز الإعلام علي من قالوا إن الثورة خروج علي الحاكم بينما هناك قول آخر بأن هذه الرؤية جهل لأن أعظم الجهاد هو قول كلمة حق في وجه سلطان جائر والثورة لم تحمل السلاح ولم تكفر الحاكم وبالتالي كانت تعد جهادا مشروعا شارك فيه الشعب ولكن لم يلق الضوء علي وجهة النظر هذه وتم اتهام السلفيين بأنهم لم يشاركوا في الثورة ولو تم استيفاء الموقف من آراء الأئمة الأربعة لاتضحت الصورة. ويضيف الجباس: كل ما نريده طرح الصورة كاملة وليس جزءا علي حساب جزء أو رأي علي حساب الآخر وللأسف أصبح الشعار السائد الآن »اعطني بوقا أصبح شيخا« وهذا ساعد علي رسم صورة خاطئة عن السلفية والسلفيين. منهج واسع ويري بدر محمد بدر أن السلفيين منهج واسع وليست حزبا أو جماعة أو تنظيما وهذا رد علي كل الاتهامات التي تطال السلفية بأنها غير منظمة لانها منهج يتسع لكل المسلمين. ويقول بدر: لدينا مظالم عديدة اولها اقتطاف بعض التصريحات والآراء من سياقها وتقديمه بشكل خاطيء كما حدث في تصريحات الشيخ أبواسحاق الحويني. وخلال الثورة كان هناك انقسام بين المشايخ البعض اعتبروها خروجا علي الحاكم والبعض تردد ثم نزل والبعض الآخر كان معها تماما ولكن تم التركيز علي من اعتبروها خروجا عن الحاكم بالرغم من أن مرجعيتهم كانت فقهية اعتقادا انها فتنة ولهذا يجب نسب القول لقائله فالسلفيون كانوا في الميدان وشاركوا وكان لهم دور مهم ولا يجوز ابعادهم واقصاؤهم من منظومة المجتمع. ويري بدر أن هناك مصطلحات لابد من توضيحها حتي تم الاتفاق فمثلا حتي الآن كل طائفة تفسر الدولة المدنية من منظورها الخاص ولهذا اصبحنا كأغلبية مسلمة نعاني من سطوة بعض الأقليات التي تريد فرض مصالحها علي القوانين والحياة العامة فنحن نري أن الإسلام لا يعرف الدولة الدينية وان الدولة المدنية هي الدولة التي مرجعيتها الإسلام حتي الديمقراطية لابد أن تتناسب مع مبدأ الشوري فليس من المنطقي أن تفرض علي الديمقراطية التي تناسب اهدافك وافكارك وتستنكر علي أفكاري للأسف بعض التيارات سطت علي الثورة وتعمل لأجندات خاصة واسألوا ماذا تفعل اسماء محفوظ في تركيا الآن. ومن جانبه طرح سيد عبدالفتاح فكرة تدعو للتسامح والتعايش بين كل المصريين حيث قال: اليهود مثلا متباينون ما بين أقصي اليمين وأقصي اليسار ومع ذلك متعايشون لانهم يحبون الأرض والمكان فما بالنا كمصريين لنا جذور ووطن لابد أن نتعايش معا مهما اختلفت الافكار والآراء طالما لم يصل الخلاف إلي حد العنف ونحن كتيارات إسلامية جزء أصيل من المجتمع ومن يريد ان يبني المجتمع عليه الا يهدم جزءا منه والا تسعي فئة لاخضاع الفئة الأخري لافكارها.