«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



للسلفية .. وجوه كثيرة
نشر في أخبار اليوم يوم 15 - 04 - 2011

السلفية ليست تياراً واحداً بل فرق متعددة ووجوه كثيرة.. ظهرت فجأة تهدد مستقبل »مصر الديمقراطية« بتحالفاتها السياسية، وتثير الرعب في نفوس المصريين بفتاوي متشددة.. يطرحون أنفسهم ويتقدمون الصفوف ليكونوا أول من يحصد ثمار 52 يناير دون ان يذرفوا دمعة واحدة علي »أرواح شهدائها«.
ظهور السلفية واشتباكها سياسياً فرض تساؤلات كثيرة حول دورهم في تهديد الدولة المدنية وطرح تساؤلا: هل يتم استخدام هذه الدعوة من دول عربية لتكون فزاعة للمصريين عموما والأقباط خصوصا، وما حقيقة التمويل الذي حصلت عليه طوال 03 عاما وهل يصل فعلا ل 64 مليار دولار؟!.. اتهامات كثيرة تعرضت لها، وقائمة طويلة من الفتاوي اصدرتها السلفية ومازالت، نثرت بذور الخوف في الشارع لإحساس البعض انه يمكن لهذا التيار ان يحكم مصر بنفسه أو من خلال وكلاء ينوبون عنهم.. بينما يعتقد الكثيرون ان حماية الثورة التي قام بها الشجعان واجب حتي لا يقفز عليها الانتهازيون.
د. جابر عصفور المثقف والناقد الكبير يري ان التيار السلفي يحتكر فهم الدين والحديث باسمه ويحذر في مقاله من دوره في محاربة الدولة المدنية وخطورة الدعوة لإلغاء الوطن وإنكار قيمته الوطنية. في حين يستعرض الأديب والروائي الكبير جمال الغيطاني في مقاله »الصوفية وروح مصر« في رحلة يقوم بها بين مدن مصر المختلفة باحثا عن تلك الروح بين الأديرة والأضرحة ومعابد مصر الفرعونية.
»أخبار اليوم« تواصل فتح ملف السلفية من خلال ثلاثة حوارات أجرتها بين القاهرة والاسكندرية التي تمثل معقلا لهذا التيار مع د. ياسر برهامي أحد أقطاب هذا الفكر، والمتحدث الإعلامي باسمه الشيخ عبدالمنعم الشحات.. وفي المقابل يطرح د. أسامة القوصي رؤيته الخاصة التي تتناقض مع »تيار الإسكندرية«
عبدالمنعم الشحات مهندس إعلام الجماعة: لن نقبل التراجع عن أفكارنا تحت القصف الإعلامي
الأمن لجأ في مواجهتنا لسياسة الضربات المتقطعة.. وصادر أموال الإخوان واعتقل الجماعة الإسلامية
مسئولية الدعاية للجماعة السلفية تقع علي عاتق المهندس عبدالمنعم الشحات أحد كبار هذا التيار علما وحضوراً.. وهو يدرك صعوبة الترويج لتيار ليس له قيادة موحدة.
ولكن مهندس إعلام السلفية يحدد الكيان الذي يتحدث باسمه ويحصره بشكل أساسي في الإسكندرية ثم فروعه خارجها.. هذا الكيان هو الوحيد المنظم داخل تيار السلفية ويطلق عليه المتحدث الإعلامي.. الجمعية السلفية تحت التأسيس وهناك توافق بين الجمعية والتيارات الاخري في القضايا الاصلية باستثناء تيار واحد نسميه »الجامية« وهو تيار نشاز في اطروحاته السياسية لأنه يبالغ في طاعة ولي الأمر فيصل لدرجة من الغلو في هذا الامر تجعله لا يطالب بتغيير الحاكم مهما بلغت درجة ظلمه، ويمثل هذا التيار اسامة القوصي.
أنت تحمل هذا التيار مسئولية تشويه صورتكم في الوقت الذي يري كثيرون انكم احجمتم عن المشاركة في المظاهرات ضد النظام؟
- هذا أحد مظاهر الالتباس الإعلامي حيث تبنت الدعوة السلفية البعد عن العنف والاعلام الآن يحاكمنا ماذا لم تخرجوا في المظاهرات؟!
والثابت انه علي مدي 04 عاما لم تحقق المظاهرات أدني ضغط علي السلطة السياسية، واذا وصل عدد المتظاهرين لأرقام كبيرة كان الامن المركزي يتعامل معها، ونحن نؤيد المظاهرات التي تحقق ضغطا وتؤتي اهدافها بدون فتنة اما ان يقول البعض ان عدم مشاركتنا كانت بهدف »طاعة ولي الأمر« فهذا الكلام بعيد تماما عن السلفيين، فالمنهج السلفي يعتمد علي الاصلاح والتقويم للحاكم والمحكوم ولكن البعض استخدم هذه الجزئية وغالي في مفهومها إلي الدرجة التي جعلته منهجا مستسلما وخاضعا، بل ويصرح أصحاب هذه الرؤية انهم لن يفتوا بعكس الفتوي الرسمية ويتراجعوا عن الفتاوي اذا تعارضت مع الآراء الرسمية واعتقد ان هؤلاءلا يثق أحد فيهم.
هناك انتقادات في الشارع للسلفية التي لم تشتغل بالسياسة طوال تاريخها؟
- هل هذه انتقادات الشارع ام ستديوهات التحليل.. أعتقد انه استفسار أكثر منه »مؤاخذة وانتقاد« من حق الاعلام والشارع ان يسأل، دائما اشعر ان هناك من يتحدث عنا دون ان يرانا، فالاعلام يقول ان الشعب يخشي من السلفية، وعندما اسير في الشارع لا استشعر هذا الخوف، نحن لا نعيش في كوكب اخر.
للخوف شواهد ومظاهر.. يوميا نسمع فتاوي مرعبة للمواطن العادي ومن يعملون بالابداع مثل التمثيل مثلا؟
- لو حصرنا الكلام في فئة معينة ستجد نسبة الخوف عالية جدا، اما عموم الشعب فلا تشغله هذه المسألة »التمثيل«.
التمثيل مجرد مثال.. هناك خوف علي الدين المعتدل، الاسلام الوسطي؟
- دعنا نعيد تعريف الاسلام الوسطي.. كل انسان يقيس الامور بمعاييره الخاصة ولا نستطيع ان نجعل معايير فئة معينة هي التي تحكم علي الشعب كله، هذا ليس محاولة لنفي ان السلفية قد تتبني فتاوي غير منتشرة.. ونحتاج بعض ضوابط للتعامل مع قضايا مثل الحوار والاصلاح، فلا ينبغي ممارسة ضغوط علي فئة أو فريق ليغير رؤيته دون اقتناع،.. اذا تجاوز البعض وقال »ضريح هُدم« واذا رجعنا لآخر ضريح هدم سنعرف ان وزير الاوقاف السابق هدمه لصالح احد رجال الاعمال في المنوفية منذ ستة اشهر، لم يتحرك احد ولم يبك عليه احد.. لذلك نحن لن نقبل التراجع عن افكارنا تحت القصف الاعلامي.
ما رسائل السلفية لطمأنة الناس اذن؟
- الدعوة السلفية لم ولن تفرض رأيها علي احد لا في مسألة الاضرحة ولا غيرها.
ما الشاهد أو الضمانة ليصدقكم الشارع؟
- وما الذي يضمن عدم تطبيق العلمانية المتوحشة التي تطبق في فرنسا وتمنع المحجبات؟
هنا الشارع هو الضامن وهو الذي يحمي اختياره ولكن كيف نثق انكم ستفعلون ما تقولون؟
لماذا يطالب السلفيون بدلائل ليطمئن الرأي العام اكثر من الالتزام بالقول ويسانده الفعل بينما هناك تيارات اخري لم يطلب منها ضمانات.. هناك من الاسلاميين من تبني العنف وحاول السلفيون ردهم عن ممارسته وماذا الاعلام يسألهم ما هي الضمانة ألا تعودوا للعنف من جديد؟!
اليساريون الذين تبنوا العنف في بعض مراحلهم التاريخية هل قاموا بمراجعة فضلا عن سؤالهم ما ضمان عدم عودتكم للعنف.
اليسار لم يعد قوة مؤثرة ولكن المسيطرين علي الشارع هم الاسلاميون.. والتخوف منكم وليس من غيركم؟
اذا كان الاسلاميون هم القوة الاكبر في الشارع اذن هم ليسوا فزاعة للناس ولا ينزعج منهم الشارع، قطاع كبير ممن يذهبون لمساجد الاسلاميين ويستمعون لبرامجهم وفضائياتهم لا ينفذ ما يسمع.
علي مدار 03 عاما مارستم نشاطكم الدعوي وتلقيتم تبرعات يحصيها البعض ب 64 مليار دولار خلال ثلاثة عقود في حين الضربات الامنية كانت متلاحقة للاخوان والجماعة الاسلامية؟
كنا نخضع لمراقبة امنية مشددة فمن المستحيل ان تصلنا المليارات وهم لا يدرون عنها شيئا؟ البعض احيانا يكذب ولا يتجمل فيبدو الكذب في غاية الوضوح، اما المواجهة الامنية فكان الأمن يختار ما يناسب كل تيار ديني حسب نشاطه فمن يحمل السلاح اتبعوا معه الضرب في سويداء القلب والمواجهة العسكرية الشاملة واعتقال لكل من يمت له بصلة.
تيار الاخوان كان يتم التركيز معه في فترة الانتخابات بالمحاكمات ومصادرة الاموال اما السلفية فتمارس معه سياسة الضربات المتقطعة المتوالية مثل المنع من الخطابة أو الاعتقال لعدة ايام لا تتعدي اسبوعا وضم المساجد للاوقاف.
هل تتفقون علي الفتاوي داخل تيار السلفية؟
- الدعوة السلفية ذاتها ليس فيها اتفاق علي الفتاوي لانها مدرسة تأخذ من كل المدارس الفقهية وهذا يحسب لها لتنوع مصادر الاجتهاد وعدم الانغلاق علي مدرسة واحدة، ولكن هناك اتفاقا علي المسائل التي يبني عليها عمل موحد.. هل ستشترك في العملية السياسية أم لا؟ لابد من اتفاق درجة المشاركة تحتاج ايضا اتفاقا، لكن في المسجد الواحد تجد أكثر من هيئة للصلاة، هذا يتمها علي طريقة الامام مالك والآخر علي أبوحنيفة.
لدينا اختلافات تنوع حسب المصطلح الفقهي يجب استثماره وهناك اختلاف تضاد لكنه لا يصطدم بالنصوص وهذا يجب احتماله دون انزعاج وثالث صادم بالنصوص وهذا يجب انكاره.
كيف تري مساحات الاتفاق والاختلاف بين السلفية وغيرها من التيارات الاسلامية الاخري؟
- الاخوان والسلفية هما الفريقان الاكبر والفرق بين الاثنين ان السلفيين يتعاملون مع الواقع كما هو دون ان نجعل من الواقع نموذجا شرعيا مثاليا اي اننا نراه ونعمل علي اصلاحه مع عدم اغفال القيود الواقعية لنقل الدين للأجيال القادمة »بدون رتوش« اما الاخوان فينقلون الواقع للجيل باعتباره »الاسلام« وهذا في رأينا تشويه للدين.
ألا تري ان السلفية اصبحت تمثل »إسلاموفوبيا« في الغرب«؟
الخارج له مصالح استراتيجية، وفي تصورهم ان السلفيين لايرضون بالحلول الوسط، وهذا صحيح، وغير صحيح في الوقت نفسه فنحن لا نتعامل مع الحل الوسط بأنه الحل النهائي ولكننا نقبله إذا كان هو الحل المتاح، مثلا اكثر ما يزعج الغرب هو اتفاقية كامب ديفيد وموقف الاسلاميين منها، ولكن هل معني معارضتنا للاتفاقية المطالبة بالغائها ومصر الآن لا تستطيع ذلك، والسلفيون يرون ان الاتفاقية خطأ وما نفعله الان المطالبة بتقليل اثارها السيئة والسلبية قدر الامكان الامر الثاني ان العالم حتي الان لايدري ماهي تطلعات السلفيين،وقد يعتقد البعض اننا نريد إحداث انقلاب برلماني بأن ننجح بادارة ناجحة للعملية الانتخابية الحصول علي اغلبية برلمانية ثم نطبق منهجا لم يتم التوافق عليه، وهذا نوع من أنواع الانقلاب ونحن لانسعي للانقلاب بل تنقية المجال السياسي وان نفرض علي الساسة ان تكون لعبة نظيفة وان يقتنع الجميع بالشريعة كمرجعية دون ضرورة الاخذ بفهم السلفيين لهذه المرجعية.
ياسر برهامي يحمل الإعلام مسئولية تشويه السلفية: من شارگوا في الحياة السياسية قبل الثورة تنازلوا عن ثوابت الدين
الدكتور ياسر برهامي طبيب أطفال لكن شهرته لا تنبع من ريادة طبية وإنما تجاوزت سمعته مدينة الاسكندرية حيث يعيش في خارج حدود مصر لآرائه الفقهية التي خطفت القلوب والابصار في »بر مصر« ووصلت اصداؤها للغرب.
كثيرون أطلقوا علي فتاويه وصف التشدد والتطرف وبلغ الأمر ان يراه البعض اخطر رجل علي مصر.. ذهبنا إليه وطرحنا عليه مخاوف الكثيرين من السلفية ونقلنا إليه الاتهامات فكان هذا الحوار
رغم تاريخ الدعوة السلفية إلا أنها لم تكن حاضرة في المشهد السياسي إلا بعد الثورة حيث فوجئنا بآرائها وصخب حول هذا الحضور.. نريد تفسيراً؟
لم نكن خارج الملعب السياسي لأن السياسة في رأينا هي جزء من الدين (الذي يشمل جميع مجالات الحياة) فكانت لنا مواقفنا في كل القضايا السياسية التي تهم العالم الاسلامي من افغانستان مروراً بالعراق وانتهاء بفلسطين وغزة ولكن كان لدينا عزوف عن المشاركة في اللعبة السياسية مثل ملايين المصريين (الذين نزلوا في استفتاء التعديلات الدستورية الأخيرة، لاسباب كثيرة أهمها ان هذه المشاركة مشروطة بأن يتنازل الاسلاميون عن ثوابت دينية أقرها القرآن والسنة وأهل العلم وكان المسيطرون علي الإعلام والملعب السياسي من ليبراليين وعلمانيين يختبرون الإسلاميين في دينهم فيضطرون لقبول أمور والموافقة علي أشياء خارج النص الديني .
أذن أنتم ترفضون الديقراطية وتتهمون التيارات الإسلامية التي شاركت في العملية السياسية مثل الانتخابات البرلمانية بالتفريط؟
الديمقراطية أخذت من الشريعة الاسلامية مبدأ ان الأمة هي صاحبة الحق في تعيين الحاكم وعزله وأنه بمثابة وكيل أو أجير لها وليس صاحب حق إلهي فهو قابل للنصح والتصحيح والعزل، ولكن الديمقراطية أضافت: أن التشريع حق للبشر ولو خالف القرآن والسنة وهو ما نراه مصادرة لنصوص الشريعة حيث قال تعالي »لا يشرك في حكمة أحدا«، وكان الإسلاميون يمتحنون في هذا الجزء المخالف للشريعة من رموز اعلام وساسة ليعرفوا إلي أي مدي يمكن ان يقبل الاسلاميون الديمقراطية حتي لو جاءت صناديق الاقتراع بالغاء الشريعة، فكان »الاخوان المسلمون« يضطرون للموافقة علي ذلك لتمكنوا من المشاركة السياسية ولا يتم اقصاؤهم، وهو موقف غير سوي وغير مقبول لدينا، لان تعظيم المسلمين للشريعة اعظم من تعظيم الدساتير، كما إن الدستور يجب ان يعبر عن إرادة الامة ولو جاءت صناديق الاقتراع بما يخالف ذلك فهي باطلة.. ولا ننسي ما كان يقوله احد رموز النظام السابق، الشرع يحرم ونحن لا نجرم.
هل يجب ان تأتي صناديق الاقتراع بما تريدو لكي تكون مقبولة لديكم؟
لا ولكن يجب أن تكون مقبولة لدي الشرع، فالتشريع حق لله وإذا سلمت ان هذا من شرع الله فلا ينبغي ان تسأل عن موقفي أو ماذا سأفعل إذا جاءت صناديق الاقتراع بعكس ذلك!!
ولكن الاخوان كانوا يشتبكون ويعلنون موقفهم؟
الاخوان كانوا يضطرون لقبول ما يعترضون عليه فمثلاً هم أعلنوا موافقتهم علي »جواز ولاية غير المسلم« - أي إمكانية ان يكون رئيس الدولة غير مسلم - رغم انهم صدموا من قبل رفضهم لذلك ايضاً السؤال المطروح عليهم هل سيقبلون أدب الزندقة والالحاد الذي يتم فيه سب الرسول والتجرؤ علي الله.. ما أريد ان اقوله إن الاسلاميين كان يتم الضغط عليهم فيضطرون للقبول رغبة في المشاركة.
عندما كانت قيادات الجماعة الاسلامية خلف السجون والاخوان يتم اعتقالهم والتضييق عليهم عاشت الدعوة السلفية حالة من الرفاهة والتوافق مع النظام علي مدي 03 عاماً؟
هذا الكلام غير صحيح، انا شخصياً تم اعتقالي ثلاث مرات عام 7891، وفي التسعينات وعام 2002 فلم نعش رفاهة في حضن النظام بل تم تحديد اقامتي وتم منعي من السفر إلي أي بلد في العالم منذ عام 3991 وحدث ذلك لكثير من مشايخ السلفية، فالدولة لديها موازنات للضغط علينا وعلي غيرنا من التيارات الدينية فتسمح لنا بمساحة، بينما تمنح آخرين مساحة أخري حسب مصلحتها.
هل كان صمت السلفية عن معارضة النظام والدعوة للخروج عليه بمثابة صفقة لاستمرار مساجدكم ونشاطكم دون مضايقات أمنية أو إدارية؟
أي أطياف السلفية تقصد، فريق أسامة القوصي ولطفي عامر الذي كان ينادي بمبارك أميراً للمؤمنين ويرون أنه أخطأ لأنه لم يأمربقتلي أنا وعبود الزمر باعتبارنا من الخوارج، أما الكتلة الاساسية في »سلفية الاسكندرية« فهي تدعو للخروج علي الحاكم، وهذه هي أزمتنا الاساسية مع النظام والتي بسببها تم اعتقالنا.
وأذكر أنني امضيت في الزنزانة رقم 91 في انتظار التحقيق إلا أنهم كانوا حريصين علي ان اسمع صرخات التعذيب علي مدي أربعة أيام حتي أعترف مع اول سؤال وكانوا يقولون لي صراحة: أعلنوا أن الرئيس »ولي الامر« ليتم الافراج عنا وتلميعنا في المحطات التليفزيونية والفضائية إلا أننا كنا نرفض ونراه رئيسا لجمهورية أو حاكما لدولة أما ولي الامر فهو من يقيم الدين، وكانت القضية الاساسية هي إعطاء شرعية دينية للرئيس؟
ألم تتضمن التحقيقات اتهامات بتمويل خارجي للدعوة؟
سألني أحد الضباط قائلاً: حصلتم عام 2991 علي تمويل قدره (71 ألف جنيه) جنيه من إحدي دول الخليج لكنكم رددتم المبلغ، وطلب مني أن أحكي له تفاصيل القصة، فقلت اننا نرفض تلقي دعم أو تمويل بينما آخرون ممن يملكون أو اسسوا جمعيات رسمية يقبلونه.
هل تعدد وكثرة التيارات داخل الدعوة السلفية بمثابة عبء وشوه الصورة لي الرأي العام؟
الاخوان أيضاً يشهدون انقسامات، وهي بالتأكيد تسبب ضعفاً ولكن الاختلاف هو طبيعة الحال وهو امر نقبله، اما تشويه الصورة فسببه الاساسي هي تلك المساحة الكبيرة التي حصل عليها فريق من السلفية الذين ينادون الرئيس بولي الأمر ويعلنون السمع له والطاعة، وللسيد حبيب العادلي حفظه الله، ومازال هؤلاء يتم تصديرهم للإعلام باعتبارهم ممثلي السلفية حتي هذه اللحظة، اما نحن فلم نعقد صفقة مع الحاكم ولم نسكت عليه لنحصل علي مساحة ولو استطاعت الدولة لصادرت كل المساجد، وحتي لو حدث ذلك - في عنفوان الدولة البوليسية - لكان شكل النظام قبيحا لأنه يغلق المساجد وهذا لم يمنع الضغوط المختلفة التي مورست ضدنا فلم نستطع انشاء جمعية أو ممارسة أي نشاط.
انت متهم بنشر ثقافة الكراهية بفتاوي لقتال اليهود والنصاري، ودفع الاقباط للجزية؟
هذه الفتاوي نابعة من ايماني بالقرآن في قوله تعالي: قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر.. ولكنه ليس الحل الوحيد فهناك حلول أخري طبقها الرسول صلي الله عليه وسلم حيث تعامل مع اليهود ووقع معهم عهداً دون دفع جزية، وهناك إجماع من أهل العلم علي ما أقول فهذه النصوص ثابتة ولا يمكن اخفاؤها.
هل الوقت مناسب لعرض هذه القراءة وهذا التفسير لمثل هذه النصوص؟
لا ولكن هناك من يبرز هذه الاراء لغرض في نفسه، وما افعله أنني أشرح النصوص ولا أذهب لهذه الآراء عمداً لإشعال فتنة.
هل تعتقدون أن الجزية أمر مازال قائماً وقابلاً للتطبيق؟
نعم، لكنها ليست الخيار الوحيد المتاح حيث توجد نصوص أخري ولكني أؤكد علي مرجعية الشريعة فإذا كانت مقبولة فيجب ان نصدق بالآية وهل أنا قادر علي تطبيقها أم عاجز فاختار بدائل أخري للتعامل مع الاخر.
ولكنكم ترون ان الاقباط ليس من حقهم تولي الوظائف العامة (وزارة مثلا)؟
ولماذا لا يقال هذا الكلام لدول ينص دستورها ان يكون رئيس الدولة كاثوليكي المذهب أو لليونان الذي ينص ان يكون رئيسها ارثوذكسيا أو لإسرائيل التي تحافظ علي هويتها اليهودية.
أليس من حق مواطن مصري ايا كانت ديانته ان يتولي منصباً كبيراً طالما كان كفؤا؟
اجمع العلماء أنه لا ولاية لكافر فشروط الخليفة والامام ان يكون مسلما.
الا تشعر بتخوفات ظهرت في الاتحاد الأوروبي مثالا بسبب ظهوركم بقوة في المشهد؟
نعم نتيجة للصورة المشوهة التي ينقلها الإعلام.
ولكن ما دوركم في صناعة هذه الصورة؟
السلفيون كانوا مقيدين ومحاصرين ولايسمح لهم بالظهور علي الفضائيات أو الصحف.
الان يقال »نار الاخوان ولا جنة السلفيين فمن يرفضون الاخوان اصبحوا الآن يستوعبونهم بسبب رسالتكم المتشددة؟
هذه المقولة ظهرت بسبب تشويه الإعلام لصورتنا.
هل يمكن أن تحدث وحدة صف بين السلفيين؟
من الصعب ان يتفق البشر ولكن يمكن الاقتراب مع استمرار الاختلاف حيث قال الله »ولا يزالون مختلفين« ولكن يجب تضييق دائرة الخلاف.
هل سيدخل السلفيون الانتخابات البرلمانية ؟
سوف نشارك كدعوة ولن نتبني حزبا معينا ولكن سنرشح الانسب من الإخوان أو السلفيين أو المستقلين فنرشح الاصلح ولكن لن تتحول لحزب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.