حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرًا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 31 ديسمبر    هجوم أوكراني بطائرات مسيرة على موسكو    الاختبارات الإلكترونية لبرنامج الدبلوماسية الشبابية تجذب آلاف الشباب المصري    وخلق الله بريجيت باردو    محكمة تونسية تؤيد حكم سجن النائبة عبير موسى عامين    وزارة الرياضة تواصل نجاح تجربة التصويت الإلكتروني في الأندية الرياضية    بداية تحول حقيقي، تقرير صادم عن سعر الذهب والفضة عام 2026    ولفرهامبتون يحصد النقطة الثالثة من أرض مانشستر يونايتد    ذخيرة حية وإنزال برمائي.. الصين توسع مناوراتها حول تايوان    مصرع طفل دهسه قطار الفيوم الواسطي أثناء عبوره مزلقان قرية العامرية    طقس رأس السنة.. «الأرصاد» تحذر من هذه الظواهر    قوات التحالف تنشر مشاهد استهداف أسلحة وعربات قتالية في اليمن وتفند بيان الإمارات (فيديو)    محافظ القاهرة: معرض مستلزمات الأسرة مستمر لأسبوع للسيطرة على الأسعار    "25يناير."كابوس السيسي الذي لا ينتهي .. طروحات عن معادلة للتغيير و إعلان مبادئ "الثوري المصري" يستبق ذكرى الثورة    رئيس جامعة قنا يوضح أسباب حصر استقبال الحالات العادية في 3 أيام بالمستشفى الجامعي    د.حماد عبدالله يكتب: نافذة على الضمير !!    زيلينسكي يناقش مع ترامب تواجد قوات أمريكية في أوكرانيا    «قاطعوهم يرحمكم الله».. رئيس تحرير اليوم السابع يدعو لتوسيع مقاطعة «شياطين السوشيال ميديا»    خالد الصاوي: لا يمكن أن أحكم على فيلم الست ولكن ثقتي كبيرة فيهم    مصدر بالزمالك: سداد مستحقات اللاعبين أولوية وليس فتح القيد    شادي محمد: توروب رفض التعاقد مع حامد حمدان    نتائج الجولة 19 من الدوري الإنجليزي الممتاز.. تعادلات مثيرة وسقوط مفاجئ    "البوابة نيوز" ينضم لمبادرة الشركة المتحدة لوقف تغطية مناسبات من يطلق عليهم مشاهير السوشيال ميديا والتيك توكرز    استشهاد فلسطيني إثر إطلاق الاحتلال الإسرائيلي الرصاص على مركبة جنوب نابلس    الأمم المتحدة تحذر من أن أفغانستان ستظل من أكبر الأزمات الإنسانية خلال 2026    قيس سعيّد يمدد حالة الطوارئ في تونس حتى نهاية يناير 2026    نتنياهو يزعم بوجود قضايا لم تنجز بعد في الشرق الأوسط    من موقع الحادث.. هنا عند ترعة المريوطية بدأت الحكاية وانتهت ببطولة    دعم صحفي واسع لمبادرة المتحدة بوقف تغطية مشاهير السوشيال ميديا والتيك توك    تموين القاهرة: نتبنى مبادرات لتوفير منتجات عالية الجودة بأسعار مخفضة    التنمية المحلية: تقليص إجراءات طلبات التصالح من 15 إلى 8 خطوات    المحامى محمد رشوان: هناك بصيص أمل فى قضية رمضان صبحى    رضوى الشربيني عن قرار المتحدة بمقاطعة مشاهير اللايفات: انتصار للمجتهدين ضد صناع الضجيج    طرح البرومو الأول للدراما الكورية "In Our Radiant Season" (فيديو)    الخميس.. صالون فضاءات أم الدنيا يناقش «دوائر التيه» للشاعر محمد سلامة زهر    لهذا السبب... إلهام الفضالة تتصدر تريند جوجل    ظهور نادر يحسم الشائعات... دي كابريو وفيتوريا في مشهد حب علني بلوس أنجلوس    بسبب الفكة، هل يتم زيادة أسعار تذاكر المترو؟ رئيس الهيئة يجيب (فيديو)    د هاني أبو العلا يكتب: .. وهل المرجو من البعثات العلمية هو تعلم التوقيع بالانجليزية    غدًا.. محاكمة 3 طالبات في الاعتداء على الطالبة كارما داخل مدرسة    حلويات منزلية بسيطة بدون مجهود تناسب احتفالات رأس السنة    الحالة «ج» للتأمين توفيق: تواجد ميدانى للقيادات ومتابعة تنفيذ الخطط الأمنية    أمين البحوث الإسلامية يلتقي نائب محافظ المنوفية لبحث تعزيز التعاون الدعوي والمجتمعي    ملامح الثورة الصحية فى 2026    هل تبطل الصلاة بسبب خطأ فى تشكيل القرآن؟ الشيخ عويضة عثمان يجيب    هل يجب خلع الساعة والخاتم أثناء الوضوء؟.. أمين الفتوى يجيب    جامعة عين شمس تستضيف لجنة منبثقة من قطاع طب الأسنان بالمجلس الأعلى للجامعات    خالد الجندى: القبر محطة من محطات ما بعد الحياة الدنيا    خالد الجندي: القبر مرحلة في الطريق لا نهاية الرحلة    حقيقة تبكير صرف معاشات يناير 2026 بسبب إجازة البنوك    الأهلي يواجه المقاولون العرب.. معركة حاسمة في كأس عاصمة مصر    رئيس جامعة قناة السويس يهنئ السيسي بالعام الميلادي الجديد    رئيس جامعة العريش يتابع سير امتحانات الفصل الدراسي الأول بمختلف الكليات    الصحة: تقديم 22.8 مليون خدمة طبية بالشرقية وإقامة وتطوير المنشآت بأكثر من ملياري جنيه خلال 2025    الزراعة: تحصين 1.35 مليون طائر خلال نوفمبر.. ورفع جاهزية القطعان مع بداية الشتاء    معهد الأورام يستقبل وفدا من هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لدعم المرضى    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 30-12-2025 في محافظة الأقصر    نسور قرطاج أمام اختبار لا يقبل الخطأ.. تفاصيل مواجهة تونس وتنزانيا الحاسمة في كأس أمم إفريقيا 2025    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عودة صراعات جماعات الإسلام الدعوي وانتقالها الي الملعب السياسي

مابين رؤية السلفيين الجدد واتباعهم للمتصوفة باعتبارهم تيارا مبتدعا وأساسه الفكري والعقائدي يشوبه الكثير من الأخطاء العقائدية مثل الطواف بالأضرحة والنذور لغير الله وإقامة الموالد‏..‏
وبين نظرة الطرق الصوفية للجماعات السلفية وأنصار السنة المحمدية وأتباع الجمعية الشرعية علي أنهم لايدركون حقيقة الإسلام وروحانياته جاءت ثورة‏25‏ من يناير لتعيد الصراع وتغطيه بثوب جديد وتفتح الباب علي مصراعيه أمام التيار السلفي ليصبح علي قمة الساحة الدعوية لفرض مناهجه ورؤيته علي الواقع المصري ويصطدم بالطرق الصوفية التي يعتبرها العدو الأول والأخطر علي الإسلام‏.‏ تلك المعركة القديمة أخذت شكلا جديدا بين جماعات الإسلام الدعوي في ظل الارتباك الذي يسود الدولة وعدم قدرتها علي تطبيق القانون في تنظيم الخلافات بين هذه الجماعات التي لم تترسخ لدي العديد من أنصارها وفي قطاعات واسعة منها ثقافة الاختلاف وقبول الآخر وإدارة التنوع إضافة إلي ارتباط بعضها بالخارج لكسب التنافس وجذب مؤيدين جدد ولو بإثارة مشكلات فقهية مازالت محل جدل ونقاش‏.‏
الأهرام المسائي سألت خبراء السياسة عن أسباب تجدد الصراع القديم بين هذه الجماعات وكيفية السيطرة عليه لمنع وصوله إلي نفق مظلم يصعب تدارك أبعاده فيما بعد‏.‏
الدكتور وحيد عبد المجيد مدير مركز الأهرام للطباعة والنشر والتوزيع أكد أن الصراع الحالي بين الطرق الصوفية والجماعات السلفية يرجع لصراع قديم بدأ يظهر علي الساحة بسبب تحرك السلفيين بشكل مكثف في الحياة العامة بعد ثورة‏25‏ من يناير وكذلك دخولهم الساحة السياسية وموقفهم المعادي لأضرحة الطرق الصوفية وخصوصا بعد قيام شباب السلفيين بشن حملة علي المواقع الالكترونية وإعلان موقفهم الرافض لزيارة القبور والأضرحة بشكل علني‏.‏
وأضاف د‏.‏وحيد أن اللحظة الحالية التي تمر بها البلاد تساعد علي الحراك والتنافس بين هذه الجماعات‏,‏ مؤكدا أن استمرار الصراع بينهما يتوقف علي عودة هيبة الدولة‏.‏ وعن الصراع السياسي بين الطرفين‏,‏ قال لاتوجد مشاريع وبرامج واضحة حددتها هذه الجماعات في الأحزاب التي أعلنت عنها‏,‏ بالإضافة إلي أنه لايوجد واحد من شيوخها الكبار علي رأس قيادة هذه الأحزاب وأنه في حالة التنافس السياسي بينها في الانتخابات البرلمانية المقبلة وفي ظل غياب القيادات من الطرفين في الأحزاب المعلن عنها فإن كليهما سيقوم بدعم مرشحين مستقلين من خارجهما أو من داخل جماعاتهما‏.‏
أما الدكتور عمار علي حسن الخبير في الحركات الإسلامية فقال إن فكرة الاختلاف والانشطار بين الصوفية والجماعات السلفية ترجع إلي التأويلات والمصالح في الأهواء السياسية مؤكدا أن مشهد الصراع الذي يحدث الآن ليس بجديد وأنه مشهد متكرر منذ العصر الأموي نتيجة مسألة العقيدة التي تتمثل في تأويل النص الأساسي وتفسيره وأن الخلاف الحالي يتكرر بين الحين والآخر وأنه بدأ منذ زمن طويل مع صعود التيار الوهابي في السعودية والذي انتقل منها إلي مصر مع ظهور التنظيمات السلفية الدعوية التي منها جماعة أنصار السنة المحمدية وأن حدة الصراع ازدادت مع ظهور السلفية غير المنظمة التي وجهت انتقادات حادة للصوفيين والتي طالبت بمحاربتهم وتصفية الإسلام من الشوائب باعتبارهم أصل بدع‏,‏ وأضاف أن هذه المسألة العدائية من جانب السلفية المصرية بدأت تتوالي وتتزايد بعد ظهور كتاب شطحات الصوفية لعبد الرحمن الوكيل‏,‏ مشيرا إلي أن مسألة العداء للصوفية انتقلت من جمعية أنصار السنة المحمدية إلي الجمعية الشرعية والتيار السلفي المنظم‏.‏
وأضاف دكتور عمار أن حدة الصراع ازدادت اشتعالا بعد قيام المشاهير من السلفيين الجدد أمثال محمد حسين يعقوب ومحمد حسان باستخدام القنوات الفضائية لإطلاق قذائفهم ضد الصوفية وأن بعضهم أصدر فتاوي بتكفير الصوفية في حين أكد البعض الآخر من السلفية علي تقسيمهم‏.‏
وأكد عمار أن الصراع وصل إلي طريق مفتوح بين الطرفين بعد ثورة‏25‏ من يناير وذلك بسبب شعور التيار السلفي وأتباعه بالتمكن والسيطرة وعدم ملاحقته من جانب الدولة وسعيه إلي استهداف الطرق الصوفية من جديد استهدافا حول المسارات الإسلامية وليس استهدافا سياسيا‏.‏
وقال أن هذا الصراع سيدخلنا في نفق مظلم قد لا تنتهي أبعاده بسبب أقتحام السلفيين للحياة السياسية وإقرارهم بعودة الخلافة الإسلامية بالإضافة إلي هجوم السلفية علي عدد من الأضرحة استنادا إلي أن الصلاة في مساجد بها أضرحة غير جائزة ومخالفة للشرع وتعتبر نوعا من الشرك‏.‏
وأكد د‏.‏عمار أن الحرب بين الطرفين بعد ثورة‏25‏ من يناير تعتبر من أشرس المعارك التي يناضل بها الطرفان بكل أسلحتهما ففي حين ترفض الطرق الصوفية أي مساس بالأضرحة بإعتبارها رمزا لا يمكن المساس به‏,‏ تبيح السلفية هدم الأضرحة‏.‏
وقال انه من الواجب علي الكبار من الطرفين أن يتدخلوا في هذا التوقيت لوأد الفتنة وذلك لأن المسار الصوفي أهم المسارات المهمة في تاريخ الإسلام باعتباره قام بنشر الإسلام في أوروبا وأمريكا‏,‏ وأضاف أنه يجب أن تستوعب جميع تيارات الإسلام الدعوي ما أحدثته ثورة‏25‏ من يناير وأن تتقارب فيما بينها بالإضافة إلي أنه يجب علي الجماعات السلفية أن تقوم بدراسة التصوف ومساعدة المشيخة العامة للطرق الصوفية في تنقية التيار الصوفي من الشوائب في مقابل احترام المتصوفة للفكر السلفي‏.‏
وأعتبر د‏.‏عمار أن الصراع مستمر بين جماعات الإسلام الدعوي حتي تنتهي الدولة من حالة الارتباك ويدخل القانون في تنظيم العلاقة بين هذه الأطراف‏,‏ وأضاف أن دخول هذه الجماعات المعترك السياسي سيجعلهم أكثر تقاربا لأن الذي سيحكم المسألة بينهما عند تشكيلهم للأحزاب ليست المصالح السياسية بل مواجهة الأطراف الأكثر عداءا‏,‏ مؤكدا أن إطفاء الصراع بين الطرفين لن يتم بين يوم وليلة لوجود تراكم من البوار السياسي والخلاف في المسألة الاسلامية دام لأكثر من‏20‏ عاما‏.‏
بينما وصف علي بكر الباحث في شئون الحركات الإسلامية العداء السلفي‏/‏ الصوفي بأنه عداء قوي عقائدي وأن أصل الخلاف بينهما يرجع إلي رؤية السلفية وأتباعها إلي أن الطرق الصوفية عبارة عن تيار مبتدع وأن أساسه الفكري والعقائدي يشوبه الكثير من الأخطاء العقائدية مثل الطواف بالأضرحة والذبح والنذور لغير الله‏,‏ وإقامة الموالد ومافيها من رقص وغناء‏,‏ مشيرا إلي أن كل هذه الأمور حسب رؤية التيار السلفي وأتباعه لا أساس لها في الإسلام‏,‏ في حين أن الصوفية تنظر إلي السلفية علي أساس أنهم متشددون وجهلاء ولايدركون حقيقة الإسلام وروحانياته‏.‏
وقال بكر إن الخلاف تجدد بعد ثورة‏25‏ من يناير بسبب إطلاق الحريات والتي جعلت التيار السلفي يوجد بقوة علي الساحة الدعوية وذلك عقب سقوط القيود التي كانت مفروضة عليه من قبل الأمن المصري‏.‏
وأضاف أن ظهور التيار السلفي من جديد علي الساحة ومحاولاته لفرض مفاهيمه ورؤيته علي الواقع المصري سيؤدي إلي صدام قوي مع الطرق الصوفية التي تري أن الجماعات السلفية وأتباعها العدو الأول والخطر الأكبر علي الإسلام‏,‏ بالإضافة إلي أن كلا من التيارين يحاول أن يثبت وجوده علي الساحة وأنه قوة مؤثرة في الشارع المصري‏.‏
وأكد بكر أن المستجدات التي طرأت علي الفكر السلفي مثل المشاركة السياسية التي كانت محظورة علي التيار من قبل بالإضافة إلي رغبة التيار السلفي في أن يجد له مكانا علي الساحة السياسية بمشاركته في التصويت علي التعديلات الدستورية ورغبته في المشاركة البرلمانية المقبلة ستؤدي إلي ظهور نوعين من المرشحين أحدهما سلفي والآخر صوفي بالإضافة إلي ظهور مرشح ليس من الطرفين يحاول أن يحصل علي تأييد التيار السلفي وآخر يحاول الحصول علي تأييد التيار الصوفي مما يؤدي اشتعال الصراع فيما بينهما خصوصا أن بعض الأحزاب السياسية القديمة أو الجديدة ستحاول كسب تيار بعينه دون الآخر‏.‏
وقال بكر ان التيارات ذات النهج السلفي وغيرها من التيارات التي تؤمن بالعقيدة السلفية ستصطدم لا محالة بالفكر الصوفي الموجود والمتغلغل منذ فترة في الشارع المصري خاصة في السنوات الماضية التي شهدت فرض العديد من القيود علي هذه التيارات والتي أصبحت اليوم في حالة شوق ونهم لإعادة دعوتها والتي من أهم أسسها الفكرية تصحيح العقيدة الفكرية ونشر التوحيد بين الناس في الوقت الذي تري فيه هذه التيارات أن الطرق الصوفية تمثل العائق الأكبر في طريقها لأنها تنشر البدع والخرافات‏,‏ حيث تري هذه التيارات السلفية أن درء المفاسد مقدم علي جلب المصالح ومن هذا المنطلق أكد علي بكر أن التضييق علي الطرق الصوفية ومحاربتها هو أول طريق لنشر الإسلام الصحيح من وجهة نظر السلفية وأتباعها‏,‏ فضلا عن أن السلفية تري أنه لايمكن الاجتماع مع الصوفية في خندق واحد لذا فإن الصراع قادم لامحالة‏.‏
وقالت الدكتورة أماني مسعود أستاذة العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية إن الخلافات بين جماعات الإسلام الدعوي قد تتحول إلي كارثة إذا لم يتم ترشيد الاستخدام السياسي من طرفها‏,‏ وطالبت بضرورة فتح الحوار الفكري والعقائدي بين هذه الجماعات لتحقيق نوع من المكاسب السياسية‏.‏
وأضافت إذا لم تتفق هذه التيارات واستمرت ضيقة الأفق ولم تستطع فهم قواعد اللعبة السياسية فإنها ستدخل في نفق مظلم لاتستطيع الخروج منه‏.‏
وأكدت دكتورة أماني انه إذا لم تعلن الدولة كلمتها في هذه الخلافات ستتحول إلي دولة رخوة ضعيفة ومخترقة من جميع القوي السياسية والجماعات التي لاتعي قواعد اللعبة السياسية‏.‏
وتساءلت لماذا غيرت هذه التيارات موقفها الذي كان يري أن السياسة عمل من أعمال الشيطان وماهي أطروحاتهم في ظل الخلافات‏.‏
بينما قال الدكتور محمد العدوي أستاذ العلوم السياسية بجامعة أسيوط أن البيئة المصرية الحالية تقدم مساحة ملائمة لظهور اختلافات بين جماعات الإسلام الدعوي خاصة وأنها تعد من الفئات الأكثر انتشارا في المناطق الريفية والشعبية‏,‏ وأكد العدوي أن الصراع بين هذه الجماعات سيزداد في ظل الدور السياسي المتفاوت الذي تقوم به هذه الجماعات في هذه المرحلة بالإضافة إلي أن العمل الدعوي الذي تقوم به هدفه كسب شعبية في الشارع وتكوين أنصار وتوفير التمويل اللازم لتنفيذ أنشطتها‏,‏ وأضاف أنه مع بداية لعب هذه الجماعات دورا سياسيا كان في تأييد النظام السابق‏,‏ ومع ظهور مطالبات التغيير التي ظهرت في تصريحات بعض قيادات الجمعية الشرعية حتي وصل الأمر إلي أن أحدهم قد طالب بإهدار دم الدكتور محمد البرادعي بدعوة أنه يثير الفتنة ستكون الكفة في المرحلة الحالية أميل للجماعات التي استهدفت القيام بدور سياسي واضح وبعض المواقف الدينية التي تبدو متشددة نحو الجماعات الصوفية التي كان ينظر إليها باعتبارها من التنظيمات المؤممة والمساندة لنظام الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك حيث أن معظم قياداتها كانوا أعضاء في الحزب الوطني‏,‏ بالإضافة إلي أن السلفية وأتباعها تحاول لعب دور سياسي من خلال هدم بعض الأفكار الصوفية وكذلك توسيع نشاطها من خلال استغلال بعض المواقف أو الدعوات الدينية وهو ماظهر بوضوح عند تعديل المادة الثانية من الدستور‏.‏
وتوقع العدوي ازدياد الصراع والخلافات بين هذه الجماعات في ظل انتشار الدعاوي الديمقراطية وإتاحة حريات التنظيم وأن دورها قد ينحسر في ظل دولة قوية تتفق علي قواعد عامة لإدارة الخلافات والتنوع فيما بين رؤي هذه الجماعات‏.‏
وأضاف أن الفترة الراهنة تمثل بيئة يمكن استغلالها لزيادة نفوذ هذه الجماعات خاصة في ظل تراجع دور الأزهر والأوقاف وارتباطهما بالخطاب الرسمي للدولة في الفترة الأخيرة‏,‏ مشيرا إلي أن خطورة الصراع بين هذه الجماعات تكمن في عدم الاتفاق علي قواعد لإدارة الاختلاف خاصة في المناطق الريفية التي قد تتحول فيها الخلافات إلي بعض المواجهات العنيفة سواء بين أنصار هذه الجماعات أو بين هذه الجماعات وجماعات الاسلام السياسي الأكثر تشددا والسبب في ذلك أن العديد من أنصار هذه الجماعات وكذلك قطاعات واسعة منها لم تترسخ لديها ثقافة الاختلاف وقبول الآخر وإدارة التنوع وإحترام الحريات‏.‏
وأكد أن خطورة الصراع قد تزداد بسبب الارتباطات الخارجية لبعض هذه الجماعات والتنافس الحالي فيما بينها لشد المؤيدين ولو بإثارة مشكلات فقهية مازالت مسار جدل ونقاش واختلاف بين فقهاء المسلمين‏.‏
الأهرام المسائي سألت بعض أطراف الصراع الدائر عن أبعاده وأسبابه وإمكانية حسمه دون ضرر لأي طرف فأكد الشيخ محمد الشهاوي رئيس المجلس الصوفي العالمي وشيخ الطريقة الشهاوية أن المسئول الأول عن الصعود السلفي هو ضعف الطرق الصوفية وتقصير مشايخها في أداء الدعوة بسبب ضعف الامكانيات وتجاهل الدولة لهم وأن سبب تجدد الخلاف بين الصوفية والسلفية هو رغبة الآخرين في هدم الأضرحة‏.‏
وأضاف الشهاوي أن الخلاف السلفي‏/‏ الصوفي يرجع أيضا إلي رغبة السلفية في تطبيق التشدد في الدين الإسلامي الذي يؤدي إلي النفوذ‏,‏ مشيرا إلي أن الطرق الصوفية تحترم أفكار الجميع وأن الالتزام قد ينهي الخلاف طالما أن معتقدات وممارسات الصوفية لاتتعارض مع الإسلام والسنة‏.‏
وأوضح أن الطرق الصوفية قد تلجأ إلي تشكيل أحزاب لتدافع عنها وعن مناهجها حتي لايقف الصوفية متفرجين علي مايدور في الساحة السياسية وذكر أن الطرق الصوفية أرسلت مذكرة إلي المجلس العسكري حددت فيها مطالبها لتحسين أوضاعها لتسوية الخلافات بين مشايخها‏.‏
وأضاف أن الطرق الصوفية ستلجأ لمواجهة السلفية في حالة خوضها العمل السياسي إلي الدفع برموزها لخوض الانتخابات البرلمانية للدفاع عن قضاياهم وأفكارهم‏.‏ وقال الشهاوي إذا لم تقف الدولة بجانبنا سيحدث خلل في العلاقة ويستمر الصراع مؤكدا أن الطرق الصوفية لن تلجأ إلي الدول الأجنبية ومنها أمريكا التي عرضت عليهم المساعدة بالتمويل والدعم‏.‏
وأكد الشهاوي أن السلفيين لن يستطيعوا المساس بأضرحة آل البيت وأنهم لن يستخدموا العنف ضدهم‏,‏ مشيرا إلي أن الصراع سيظل بينهم وبين السلفيين إذا لم تتدخل الدولة لحسمه ولكن دون الدخول في معارك تتحمل نتيجتها الدولة‏.‏
فيما حذر الشيخ محمد عبد الخالق الشبراوي شيخ الطريقة الشبراوية من المساس بأضرحة أولياء الله الصالحين‏.‏ وقال إن الطرق الصوفية علي استعداد لتنظيم مؤتمرات في جميع المحافظات بالتوازي مع مؤتمرات السلفيين لتوعية الصوفية بالتماسك ومواجهة الخطر‏.‏
وأكد الشبراوي رفض المنهج الوهابي المستورد من الوهابية السعودية‏,‏ وأضاف أن الطرق الصوفية ستقف ضد التيارات الأخري التي تحاول الاقتراب من معتقداتها‏,‏ مشيرا إلي أن أعداد الصوفية تفوق أعداد جميع التيارات الإسلامية الدعوية في الشارع المصري ولفت الشبراوي إلي أن الطرق الصوفية تتقبل التفاهم مع التيارات الدعوية الأخري بشرط الالتزام بإنهاء الخلاف‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.