من عادة أبي أن يجد شعرا لكل مناسبة.. شعر جاد وشعر هزلي.. وكان يطلب مني أن اسجل هذا الشعر لكي احفظه بعدين.. وكان أبي يردد كثيرا كلمة بعدين أي في المستقبل فيقول مثلا: المذاكرة سوف تنفعك بعدين.. وأساله فيقول: في المستقبل سوف تعرف قيمة الحياة الجادة والانضباط والاصرار علي أن تكون الاول.. وبعدين عندما تتخرج في الجامعة وتلتحق بالعمل في أي مكان سوف يكون لك مستقبل عظيم لانك واخدها جد ولانك مستقيم ولان عندك اصرار ان تكون الاول عن اقتدار. وبالمذاكرة والتعب وليس بالغش والنصب كل هذه الصفات أو السلوكيات سوف تنفعك دلوقت وبعدين.. وتسللت إلي غرفتي ومعي الكلب أقلب فيه.. واكتشف لونه والبقع السوداء في جسمه وفي رأسه وعلي جانبي البطن.. ولم اعد استمع صوتا لابي وأمي لقد انسحبا إلي غرفتهما. وفي ذلك اليوم لم أعرف كيف اصف حالتي مش عارف.. مبسوط .. سعيد هل لانني رأيت أبي هل لانه قال انه سوف يمكث معنا أسبوعا.. هل لانه أهداني الكلب.. وأنا أحب الكلاب. ولكني سيئ الحظ مع كلاب أخري كانت عندي .. أول كلب كان صغيرا وأكله الذئب.. والكلب الثاني قضت عليه احدي سيارات النقل.. والكلب الثالث مرض. ولا أعرف مرضه ولاعلاجه. ولم يكن هناك طبيب بيطري.. فاصيب باسهال شديد حتي مات.. ورغم حزني علي هذه الكلاب.. الحقيقة لم اكن حزينا تماما فقط عندما اتذكرها أو يذكرني بها أحد.