تحول "الكوفي شوب" من مجرد قهوة افرنجي لشرب الشاي والقهوة والشيشة وقضاء الوقت مع الاصحاب والرفقاء.. إلي مكان للمذاكرة ومراجعة الدروس مع الزملاء والزميلات. مع دخول امتحانات التيرم الأول بالجامعات شهدت محلات الكوفي شوب اقبالا كبيرا من الطلاب والطالبات الباحثين عن مكان مختلف عن المنزل والحجرات المغلقة. "الجمهورية" ذهبت إليهم وحاورتهم. البعض يؤكد انه تعود علي المذاكرة في "الكوفي شوب" منذ بداية العام الدراسي.. والبعض الاخر يفضل التوجه إليها ايام الامتحانات فقط لمواجهة القلق والتوتر بالتواجد بين مجموعة الزملاء والاصدقاء. في احد الكافيهات بشارع المساحة بالدقي جلست مجموعة كبيرة من الطلاب من كليات مختلفة يذاكرون مع بعضهم البعض وهم يستمعون إلي الموسيقي الهادئة.. الكثير منهم طلاب بكليات مثل الطب والهندسة أعربوا عن تفضيلهم المذاكرة في هذا الجو. أكدوا أن هذا الجو يساعدهم ويشجعهم علي المذاكرة والتحصيل خاصة أنهم يشرحون لبعضهم الأجزاء الغامضة مشيرين إلي أن افضل الأوقات للمذاكرة في "الكوفي شوب" في الصباح. فرصة للتحصيل والتركيز قال أديب محمد قبلان "سوري" باعدادي طب بشري قصر العيني إن هذه أول مرة يذاكر فيها في "كوفي شوب" خاصة انها أول سنة له في الكلية مشيرا إلي أن جو المذاكرة في المنزل يدفعه إلي النوم أما كونه وسط جمع كبير من الطلاب فيبعث في نفسه الطمأنينة ويعتبر تشجيعا له. اضاف انه يركز في المادة التي يذاكرها بغض النظر عن وجود اصوات حوله حيث يأتي منذ التاسعة صباحا وتكون المذاكرة رائعة في هذا الوقت مما يحفزه علي التحصيل الجيد. يوضح أن مذاكرته في هذا المكان تزيد 4 أو 5 أضعاف علي مذاكرته في المنزل التي لا تتعدي ساعتين ورغم أن ذلك شيد جديد عليه ولكنه يساعده علي الاستيعاب. قال أحمد عادل بالفرقة الثانية بكلية التجارة "انجليزي" بجامعة القاهرة ان المذاكرة في المنزل مع عدد كبير من الاصدقاء صعبة لذلك فإن أنسب مكان للمذاكرة هو "الكوفي شوب" حيث نقوم بمساعدة بعضنا البعض في شرح الأجزاء الغامضة والصعبة وهي ذات فائدة كبيرة ولكن ليس معناه أننا نقضي معظم الوقت فيه وإنما يستكمل كل منا مذاكرته بمفرده في المنزل. اشار إلي أنه يذهب "للكوفي شوب" منذ الثامنة صباحا ويستمر حتي الثانية عشرة ظهرا مؤكدا ان هذا الوقت مناسب جدا حيث لا يوجد عدد كبير من الناس. موسيقي هادئة اضاف ان صاحب "الكوفي شوب" والعاملين معه يعلمون ان اكثر الزبائن من الطلاب الذين يريدون المذاكرة لذلك فإنهم يقومون بتشغيل موسيقي هادئة إلا أن البعض يطلب منه أن يخفض الصوت ويستجيب مراعاة لهم. البعد عن الإغراءات أما آية عامر بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم اللغة الانجليزية بجامعة القاهرة فقالت ان المذاكرة في "الكوفي شوب" افضل من البيت لأنك تكون وسط الاصدقاء ونقوم بتشجيع بعضنا أما إذا جلست بالمنزل فإن هناك كثيرا من الاغراءات التي تشغلني عن المذاكرة مثل التليفزيون أو الكمبيوتر مما يضيع الوقت بعكس وجودي مع الزملاء. قال مصطفي برعي بالفرقة الرابعة بكلية الهندسة إن الطلاب الموجودين "بالكوفي شوب" من كليات مختلفة والجو يساعد كثيرا علي المذاكرة مشيرا إلي أنه في البداية يشعر بأن الأمور صعبة أما بعد ذلك مع التعود تجد المذاكرة والاستيعاب أفضل. قالت مني برعي بالفرقة الثالثة كلية التجارة بأكتوبر إنها لا تجد التشجيع الكافي في المنزل للمذاكرة لأنه لا يوجد أحد ينصحها ولا تعرف كيف تذاكر وحدها لذلك فإنها تنتهز الفرصة للمذاكرة مع الاصدقاء أو أقاربها في "الكوفي شوب" مؤكدة أن الجميع متعاونون ولا يضيع الوقت في أي أحاديث جانبيه لأننا نريد الفائدة. بداية الدراسة أكدت مريم طارق رابعة تجارة "إدارة اعمال" انها تعودت علي المذاكرة في "الكوفي شوب" منذ بداية العام الدراسي حيث تقوم بتلخيص الدروس والمراجع مع الاصدقاء بعد انتهاء المحاضرات وتكون فرصتها أفضل قبل بدء الامتحانات بشهر حيث تأتي منذ الصباح الباكر للمذاكرة والمراجعة.. الهروب من الملل قال ابراهيم رأفت بالفرقة الأولي بكلية الهندسة بالأكاديمية البحرية انه يأتي مع زميله للمذاكرة في "الكوفي شوب" لأن هناك مواد معينة تحتاج ان نراجعها معا مثل مادة العلاقات الصناعية والتي تبتعد بعض الشيء عن دراسة الهندسة تتعلق أكثر بالمستقبل بعد التخرج مشيرا إلي أن المذاكرة بمفرده تصيبه بالملل لذلك فإنه يفضل الذهاب "للكوفي شوب" حيث الموسيقي الهادئة والجمع الكبير من الطلاب. قال عبدالرحمن طه بالفرقة الأولي بكلية الهندسة "مدني" إنه يرتاح كثيرا للمذاكرة في هذا المكان مع زميله لأنهما يحتاجان بعضهما البعض خاصة في فترة الامتحانات التي يسود فيها القلق والتوتر مؤكدا انه لا مجال لتضييع الوقت لأن كلاً منا يذاكر وإذا استوقفته جزئية غامضة فالآخر يساعده في فهمها خاصة أن الكليات العملية تحتاج مجهوداً أكبر ونحن نقضي أكثر الوقت هنا. أوضحت نوال محمد بالفرقة الأول بكلية التجارة "انجليزي" جامعة حلوان انها جاءت هي وزميلتها "للكوفي شوب" بعد أن أنهت أولي امتحاناتها لذلك فهي تأتي في وقت الراحة بين امتحان وآخر تقضي ساعتين أو ثلاث في مذاكرة المادة التالية وأيضا للترفيه بعض الشيء وكسر جو الملل. اشارت يمني طارق بالفرقة الأولي بكلية التجارة إلي أنها لا تجد الجو الهادئ في المنزل حيث الزيارات المتكررة والضوضاء لذلك فإنها تفضيل المذاكرة في "الكوفي شوب" للتغيير وبعيدا عن جو المنزل. أكد محمد مصطفي بالفرقة الرابعة بكلية السياحة والفنادق بأكتوبر أن التجمع في المنزل مع الاصدقاء مستحيل لكثرة العدد بينما الجو مهيأ في "الكوفي شوب" لاستقبال أكبر عدد ولتحفيز بعضنا البعض مشيرا إلي ان قضاء الوقت في المنزل كثيرا ما يضيع في تناول الطعام ومشاهدة التليفزيون وغيره أما وجودك "بالكوفي شوب" فيجعل كل تركيزك بالمذاكرة لأن المكان محدود. من جانبهم أبدي خبراء التعليم استياءهم من انتشار ظاهرة جلوس الطلاب علي المقاهي للمذاكرة مؤكدين أن ما يفعله الطلاب بهذه الطريقة نوع من الاستهتار واللامبالاة ولابد للأسرة من الرقابة والمتابعة للأبناء. اشتكي أولياء الأمور من اتباع أبنائهم طرقاً غريبة أثناء المذاكرة مثل استعمال التليفونات لساعات طويلة تصل إلي حد استرجاع الدروس أو الجلوس أمام الكمبيوتر أو الخروج للمذاكرة مع الزملاء أو الاستماع للأغاني مما يؤثر علي فهمهم واستيعابهم. أوضح د.محمد حامد عبدالعال وكيل كلية التربية لشئون الدراسات العليا والبحوث بجامعة عين شمس ضرورة تركيز الطالب في هذه الفترة علي المراجعة للمواد المختلفة لذلك ينبغي الابتعاد عن أي شيء يشغله وعليه أن يذاكر في جو مناسب وهادئ وبعيداً عن التوتر والقلق. طالب الطلاب بعدم الاستهتار سواء باللعب علي الكمبيوتر أو مشاهدة التليفزيون أو سماع الكاسيت أثناء المذاكرة لأن ذلك يشتت انتباههم ويضعف تركيزهم وينعكس علي درجاتهم في الامتحان وأيضاً في استرجاع المعلومات بورقة الأسئلة. أبدي دهشته من التجمعات الكبيرة للطلاب وجلوسهم علي الكافتيريات والمقاهي في هذه الفترة الحرجة للمذاكرة في جو من الضجيج والهرج والمرج متسائلاً كيف لهؤلاء الطلاب أن يحصلوا علي التميز أو النجاح في ظل هذه اللامبالاة؟! أكد ضرورة أن يضع الطالب لنفسه جدولاً للمذاكرة وأن ينظم وقته بين الراحة والمذاكرة وأن يستعمل كافة الجوارح في المذاكرة فعليه أن يقرأ بصوت مسموع ثم يكتب ما استوعبه بالورقة والقلم لكي تثبت المعلومات في ذهنه وأن يضع لنفسه نقاطاً أساسية وفرعية لكل موضوع وأن يربط الأحداث بأشياء تفكره وتساعده علي استرجاع المعلومات.