ظاهرة مثيرة للجدل.. وبلا شك تعد سمة جديدة على عالم الانتخابات بشكل عام.. ولكنها فى الزمالك ظاهرة تقليدية جدا وتعد من السمات التى تحسم أى معركة انتخابية فى ميت عقبة خلال الأعوام الاثنى عشر الماضية وتحديدا فى آخر ثلاثة اجتماعات للجمعية العمومية. كان الجميع يتوقع انهيار تأثير هذه الظاهرة مع خوض ممدوح عباس لسباق الرئاسة على اعتبار أنه صاحب «هاتف مغلق» ولا يجتمع إلا نادرا مع الأعضاء وقتما يشاء.. وهو نفسه سعى إلى كسر هذه الظاهرة فى انتخابات يوليو 2008 الملغاة، الظاهرة عادت لتفرض نفسها من جديد فى انتخابات مايو 2009 التى تعد الأشرس والأعنف بعد عودة مرتضى منصور وكمال درويش إلى الصورة عقب ابتعادهما فى الانتخابات الملغاة. الظاهرة هى «أصوات المقاهى والكوفى شوب» ووجود المرشحين من أجل الحصول على تلك الأصوات والسعى وراء ضمان أكبر عدد من التأييد فى سباق الوصول إلى مقاعد مجلس الإدارة الجديد. صراع المقاهى والكوفى شوب اشتعل بشدة فى الأيام الأخيرة بعد محاولات قوائم بعينها ضرب تكتلات لمرشحين آخرين فى أماكن نفوذهم، بل إنها أصبحت هدفا للجاسوسية ووجود أكثر من جاسوس تابع لقوائم بعينها مهمته رصد كل ما يدور ونقله عبر المحمول خاصة فى الاجتماعات الودية. وهناك فئتان لهذه الظاهرة فى انتخابات الزمالك، الفئة الأولى وهى تضم مقاهى وكوفى شوب تعد مراكز انتخابية يدار منها الحملات لمرشحين بأعينهم وخلاله يعقدون اجتماعاتهم مع أنصارهم بشكل علنى ويخططون لمعاركهم وحملاتهم. والفئة الثانية تضم مقاهى وكوفى شوب لها تجمع كبير من الزوار ممن يملكون عضويات عاملة فى نادى الزمالك وموجودين بشكل دائم فيها واكتسبوا أهميتهم لدى المرشحين من خلال الوجود المستمر وصناعتهم أرضية ونفوذا لهم فى النادى. واصبح لهذة الظاهرة نفوذها فى الآونة الأخيرة وبات جميع المرشحين يذهبون إلى المقاهى والكوفى شوبات من أجل كسب تأييدهم فى السباق. الدكتور فى بنت السلطان الدكتور كمال درويش مرشح الرئاسة أول من منح الظاهرة بريقها منذ أن أصبح رئيسا للنادى عام 1996، ومعروف عن درويش وجوده فى كوفى شوب شهير يدعى «بنت السلطان» مجاور لنادى الصيد، ويعد هو المركز الانتخابى لدرويش الذى يلتقى خلاله أعضاء قائمته وأنصاره يخططون للانتخابات. وفى قائمة درويش يوجد الدكتور إسماعيل سليم مرشح العضوية الذى يدير حملته الانتخابية من كوفى شوب يدعى «النور» فى منطقة إمبابة ويوجد أنصاره فى المقابل بكوفى شوب آخر يدعى «الفرسان». أما المندوه الحسينى مرشح العضوية القوى داخل قائمة درويش فهو يلعب على عدة كوفى شوبات شهيرة فى انتخابات الزمالك ويجتمع فيها مع أنصاره منها كوفى شوب مجاور لمقر لنادى الزمالك، بالإضافة إلى آخر يدعى «روستيك» مجاور لفندق سياج بالهرم وهو المقر الذى شهد أول جلسة مصالحة بين الثلاثى الكبير درويش وسليم والمندوه الحسينى. سوكر تجمع قائمة المستشار فى قائمة مرتضى منصور لا يتحرك المستشار مرشح الرئاسة بين الكوفى شوب أو المطاعم أو المقاهى ويدير حملته من فيلته من عرابى ولكن أنصاره لهم العديد من التحركات فى مقاهٍ مختلفة فى إمبابة وميت عقبة والمهندسين وغيرها. وفى قائمة مرشح الرئاسة هناك مرشحون يعتمدون على نفس الأداة فى حملاتهم الدعائية، أبرز هؤلاء على الإطلاق هو إبراهيم يوسف مرشح العضوية والرجل الكبير فى القائمة يدير حملته من كوفى شوب مملوك لشقيقه إسماعيل يوسف المدير الفنى للفريق الكروى الأول بنادى الجونة يدعى «سوكر» وهو المعقل الانتخابى الأول لإبراهيم يوسف واستفاد منه العديد من المرشحين فى القائمة البيضاء التى كان ينتمى إليها إبراهيم يوسف قبل انضمامه إلى قائمة مرتضى منصور وفى مقدمة هؤلاء مصطفى عبدالخالق وصبرى حسن وإبراهيم عبدالله. ويوجد فى القائمة أيضا خالد لطيف مرشح العضوية الذى يدير حملته من كوفى شوب شهير آخر فى شارع جامعة الدول العربية ولكنه يبتعد بنحو 500 متر عن مقر النادى ويجتمع به مع أنصاره. فيما نجح اللواء ضياء عبدالهادى مرشح العضوية من اختراق العديد من المقاهى الشعبية المعروفة بتأثيرها فى الانتخابات بمنطقة إمبابة. مقر نيلي في المعادى لقائمة عباس ممدوح عباس لم يكن يعرف فى يوم من الأيام أنه من رواد الكوفى شوب أو المقاهى الشعبية على الاطلاق، ولكن مع دخول مرتضى منصور اللعبة وتصاعد درجة المنافسة على مقعد رئيس النادى بدأ يتجاهل ما تعلمه فى الماضى، وعباس يدرس أوضاعه الانتخابية من كوفى شوب نيلى فى منطقة المعادى بات يتردد عليه باستمرار فى الآونة الأخيرة وتحديدا بعد غلق باب الترشيح وتحديده لقائمته. فى الوقت الذى يعتمد عدد من أنصاره على مقاهى وكوفى شوبات تتولى إدارة حملتهما الانتخابية، وهناك مقهى «عثمانو» فى منطقة عرابى يعد معقلا انتخابيا لكل من أحمد جلال إبراهيم وهانى العتال وكلاهما كان يعتمد على المقهى فى انتخابات يوليو 2008 الملغاة وبات من الأماكن المعروف أنها تدين لهما بالولاء. وللمهندس رءوف جاسر مرشح العضوية والرجل الكبير فى القائمة العديد من الأماكن المماثلة التى يتردد عليها ويدير من خلالها حملته الانتخابية فى منطقة ميت عقبة ونفس التحركات يسير عليها اللواء صبرى سراج مرشح العضوية وحليف جاسر الأول فى الانتخابات. أمام حازم إمام فهو يتردد فقط ولا يملك مقهى أو كوفى شوب بعينه يدير من خلاله حملته الانتخابية ويعتمد فى المقام الأول على نجوميته كلاعب كرة بين جماهير الدرجة الثالثة عند تردده على المقاهى والكوفى شوبات برفقة أعضاء قائمته.