دورى مصرى مجنون جدا ذلك الذى تابعه نحو 80 مليونا منذ أغسطس 2008 وإلى مايو 2009. دورى مصرى مثير جدا ذلك الذى دام 10 أشهر كاملة دون أن يحدد بطله أو الهابطين سوى فى الصافرة الأخيرة واللجوء كذلك إلى مباراة فاصلة. دورى مصرى غريب الأطوار ذلك الذى شهد أكبر عملية كراسى موسيقية فى ترتيب فرقه ال16 طوال الأسابيع الثلاثين ولم يتحدد شكله إلا فى النهاية، وكذلك حفل بما هو خارج دائرة التوقعات. لا تملك سوى هذه الكلمات عند سرد حصاد موسم 2008 / 2009، الذى يعد الأقوى والأشرس والأفضل خلال الأعوام ال15 الماضية.. موسم لم يحدد بطله 30 أسبوعا، ولم يكتمل نصاب مودعيه سوى فى الجولة الأخيرة. قبل أن يبدأ الموسم كان الجميع يتوقع استمرار سيطرة الأهلى على اللقب وإحرازه للمرة الخامسة على التوالى فى ظل انهيار إدارى أصاب الزمالك وفقدان لكبار النجوم، وعلى رأسهم حسنى عبدربه وهانى سعيد فى الإسماعيلى. وقبل أن تنطلق صافرة البداية كان سيناريو الهبوط يتصدره بترول أسيوط كعادة فرق الصعيد وغزل المحلة بعد أن تخلص من هدافه الأول أحمد حسن دروجبا وأجبر شبابه على البقاء عكس رغبتهم وضعف صفقاته الفنية.. فيما كان المقعد الثالث محصورا بين الأوليمبى أحد الصاعدين لخلوه من النجوم السوبر أو الترسانة للشكوى الدائمة من ضعف الإمكانات المالية. كل هذه التوقعات انهارت منذ بداية الموسم وإعلان صافرة الانطلاق.. المفاجأة كانت بالجملة فى القمة والقاع، وهو ما نرويه فى المشاهد التالية: المشهد الأول: المشهد الأول كان دراميا.. الأهلى حامل اللقب يفقد 5 نقاط من هزيمته أمام المصرى وتعادل مع المقاولون.. والصدارة تذهب إلى بتروجيت بملاحقين هما الزمالك والمصرى البورسعيدى، ثم تتبدل الأوضاع فى الجولة الخامسة، حيث ينفرد بتروجيت وحيدا ويطارده مباشرة إنبى والإسماعيلى، ومن خلفهما المصرية للاتصالات.. فيما كان المتصدر الأول لسباق الهبوط اتحاد الشرطة ومن بعده طلائع الجيش. المشهد الثانى: بتروجيت والإسماعيلى فرسان القمة حتى نهاية الدور الأول، وكلاهما أنهى الدور فى المركزين الأول والثانى برصيد 30 و29 نقطة على الترتيب.. ويليهما إنبى ثالثا فيما حسم الزمالك أمره بالابتعاد التام عن دائرة القمة واكتفى بالمركز السادس.. فيما كان الترسانة والأوليمبى فى ذيل الترتيب وتاركين 5 فرق فى خطر المقعد الرابع عشر، هى غزل المحلة والمقاولون العرب واتحاد الشرطة وبترول أسيوط والمصرية للاتصالات. وقبل أن يسدل الستار عن المشهد عاد الأهلى إلى الصورة عبر 5 مباريات مؤجلة له جمع خلالها 11نقطة صعد بها إلى القمة برصيد 33 نقطة. المشهد الثالث: هو مشهد الدور الثانى بالكامل الذى شهد أكبر نزيف نقاط للأهلى من تعادلات مثيرة للجدل، أبرزها أمام بترول أسيوط وإنبى والزمالك وخسارة درامية أمام الإسماعيلى ليضطر إلى تقاسم الصدارة مع الدراويش المكافح بقوة، ويلجأ إلى حسم الدرع عبر مباراة فاصلة. فيما زاد توهج القمة على فترات مع انتصارات لافتة للحرس وبتروجيت وإنبى أصحاب المنافسة على الانضمام للمربع الذهبى.. بينما لم تحسم معركة القاع سوى فى الجولة 30 بإعلان هبوط المصرية للاتصالات والأوليمبى والترسانة فى وقت نجا كل من رشحته التوقعات للهبوط، وتحديدا غزل المحلة وبترول أسيوط. تراجع أسهم الفرق الشعبية.. والنجومية لبركات وجمال تشاء الأقدار فى الدورى الأقوى أن تبعد أفضل نجمين هذا الموسم، وهما محمد بركات وعمر جمال نجما الأهلى والإسماعيلى عن استكمال المشوار إلى النهاية والوجود فى المعركة الفاصلة.. وكل من بركات وعمر جمال يستحق أن يكون نجم الشباك الأول للموسم.. بركات كان هو ملهم انتصارات الأهلى وورقته الرابحة واهتز الفريق بشدة فى الفترات التى غاب فيها.. فيما يعد عمر جمال هو الفتى الذهبى، الذى لعبت قدماه دور البطولة فى صناعة انتصارات خيالية خاصة فى الدور الثانى، وكان لها مفعول السحر فى إعادة الفريق إلى دائرة المنافسة على لقب الموسم بعد أن كان بعيدا. المؤكد الآن أن الحسابات تغيرت تماما لما قدمه موسم 2008/ 2009.. الحسابات المتغيرة الآن تؤكد أن أسطورة الأهلى.. البطل الأوحد لم تعد متوافرة الآن بعد ظهور جيل جديد يدمن البطولة فى الإسماعيلى واكتساب 3 فرق دفعة واحدة روح البطولة وهى بتروجيت وحرس الحدود وإنبى، وكذلك إعادة الزمالك بناء نفسه وفريقه بشكل منظم. كذلك تراجعت أسهم الفرق الشعبية.. فقد ودع المسابقة هذا الموسم كل من الترسانة والأوليمبى مع فريق ينتمى إلى شركة، وهو المصرية للاتصالات.. فى المقابل ينضم إلى الموسم فريق شعبى واحد، هو المنصورة وبرفقته فريقين تابعين لمؤسسات، وهما الجونة والإنتاج الحربى فى الموسم المقبل. غياب زكى ومتعب ساعده هداف الدورى العام من خارج القطبين هذا الموسم، وكذلك تراجعت معدلات أهداف صاحب صدارة قائمة الهدافين.. بطل سباق التهديف فى موسم 2008 / 2009 هو الغانى بابا أركو مهاجم الفريق الكروى الأول بنادى طلائع الجيش، أركو نال لقبه بعد انفراده بالصدارة برصيد 12هدفا. أركو نال لقبه بعد منافسة شرسة مع العديد من المهاجمين، وفى مقدمتهم أحمد جعفر مهاجم المصرية للاتصالات وإيهاب المصرى مهاجم المقاولون العرب بجانب العراقى مصطفى كريم هداف الإسماعيلى والأنجولى فلافيو أمادو هداف الأهلى، وهى مجموعة سجلت 11هدفا خلال الموسم بأكمله.. أركو نال لقبه بعد أن استفاد بشكل مباشر من خروج الثنائى عمرو زكى وعماد متعب أشهر دويتو هجومى مصرى للاحتراف فى ويجان أتليتيك الإنجليزى واتحاد جدة السعودى على الترتيب.. وكلاهما بنفس مستواهما فى الاحتراف كان سهلا على أى منهما سواء زكى بقميص ويجان أو متعب بقميص الاتحاد نيل لقب الهداف. أركو نال لقبه بعد أن أحسن استغلال 90٪ من الفرص التهديفية، التى لاحت له خلال مبارياته مع طلائع الجيش وحجزه مكانا فى التشكيلة الأساسية.. وأهم ما يميز المهاجم الغانى ابن السادسة والعشرين عاما أن من بين أهدافه ال11هدفان هزا بهما شباك الأهلى والزمالك قطبى الكرة المصرية.. وبات بابا أركو فى أفضل مواسمه على الإطلاق منذ قدومه إلى الملاعب المصرية قبل نحو 6 أعوام هو ثالث مهاجم أفريقى ينال لقب هداف الدورى العام فى الألفية الثالثة، وهو اللقب الذى ناله من قبل النيجيرى جون أوتاكا بقميص الإسماعيلى موسم 1999 / 2000 برصيد 17هدفا ثم الانجولى فلافيو بنفس الرصيد بقميص الأهلى موسم 2006 / 2007. تراجع الزمالك.. نقاط سوداء فى الثوب الأبيض بلا خلاف يعد موسم 2008/ 2009 هو الأسوأ على الإطلاق فى تاريخ نادى الزمالك الكروى.. وسيظل الموسم ونتائجه بمثابة وصمة عار ونقطة سوداء فى الثوب الأبيض. فى موسم 2008/ 2009 تلقى الزمالك أكبر عدد من الهزائم عبر تاريخه فى المسابقة برصيد 10 هزائم.. وكذلك تراجع ترتيبه إلى المركز السادس بعد أن كان قريبا من الهبوط عقب نهاية الجولة العشرين للموسم وقتها تواجد فى المركز الثانى عشر.. حصيلة الزمالك فى الموسم تؤكد أنه الأسوأ على الإطلاق. الحصاد يقول إن الزمالك كان أكثر الأندية تغييرا فى الأجهزة الفنية، حيث تبادل على تولى منصب المدير الفنى 3 أسماء، هم الألمانى راينر هولمان وأحمد رمزى والسويسرى ميشيل دى كاستال، كما كان هناك شخصيات تولت منصب المدرب العام، وهم محمد حلمى خلال فترة الإعداد ثم طارق يحيى ثم أحمد رمزى لمدة 3 مباريات ثم محمود سعد فى الدور الثانى. والحصاد يقول إن الزمالك كان أكثر أندية الكبار تعرضا للهزائم كما أشرنا برصيد 10هزائم بخلاف 9 تعادلات، وهى تمثل رقما قياسيا، وهو الموسم الأول فى التاريخ الأبيض، الذى يشهد موسما خوض الفريق الأبيض 19مباراة دون أن يعرف الفوز. كما كان الحصاد يضم نقطة سلبية ثالثة تتمثل فى خروج أسوأ المحترفين الأجانب من داخل القلعة البيضاء بداية من جونيور أجوجو والبرازيلى ريكاردو اللذين هربا من النادى مرورا بالتونسى وسام العابدى قلب الدفاع ونقطة الضعف الكبرى فى الدور الأول ونهاية بالإيفوارى أولى كوفى المهاجم الكوميدى، كما يطلقون عليه الذى تم استقدامه فى الدور الثانى ولم يقدم شيئا يذكر. ويؤكد الحصاد أن الزمالك هو الفريق الذى خسر ملايين الجنيهات فى صفقات لم يكن لها دور باستثناء الثنائى هانى سعيد وصبرى رحيل اللذين شاركا بصفة أساسية وتألقا فى الدور الثانى تحديدا فشلت كل صفقات الملايين بداية من الثلاثى الأجنبى جونيور أجوجو وأولى كوفى وريكاردو ونهاية بالمحللين كأيمن عبدالعزيز وعلاء كمال ومحمود سمير ومحمد المرسى وإبراهيم صلاح، وهى صفقات تخطت تكاليفها حاجز ال30 مليون جنيه. كل هذه العوامل صنعت من موسم 2008/ 2009 موسم العار فى التاريخ الأبيض. أجوجو.. الهدف يساوى 2.3 مليون يعتبر الغانى جونيور أجوجو مهاجم الفريق الكروى الأول بنادى الزمالك، والهارب حاليا إلى إنجلترا بطل لقب صاحب أغلى أهداف المسابقة فى موسمها 2008 / 2009. أجوجو وبعد الإعلان عن أن ما تم إنفاقه فى سبيل استقدامه فعليا إلى الزمالك خلال الموسم الحالى ويقدر ب7 ملايين جنيه لم يسجل سوى 3 أهداف بالقميص الأبيض فى الدور الأول تحديدا هز شباك المصرى البورسعيدى وإنبى واتحاد الشرطة.. وتلك هى حصيلته التهديفية خلال مشاركته مع الزمالك فى الموسم الحالى بعد قدومه فى ضجة هائلة من نوتنجهام فورست الإنجليزى.. وبحسبة بسيطة نجد أن الهدف الواحد للغانى الدولى جونيور أجوجو 29 عاما يساوى 2.3 مليون جنيه، وهو رقم قياسى لم يحدث على الإطلاق فى تاريخ المسابقة الكروية عبر تاريخها. والمعروف أن أجوجو ترك الزمالك فى مارس الماضى ورفض الاستمرار اعتراضا على الخصومات المالية الموقعة عليه من جانب الإدارة الفنية للزمالك بخلاف مجلس الدكتور محمد عامر. هروب الأجانب مسلسل مثير كان موسما سيئ السمعة بالنسبة إلى اللاعبين الأجانب ولم تكن هناك استفادة فنية فى العديد من الأندية، والأخطر هو تفشى ظاهرة هروب الأجانب. الزمالك كان أكثر ضحايا هذه الظاهرة من خلال الثنائى جونيور أجوجو وريكاردو اللذين لم يستكملا الموسم بداعى وجود خلافات مالية. كما لم يستفد فنيا من وسام العابدى ومن بعده أولى كوفى. ويظهر فى الكادر بتروجيت الذى هرب هدافه الأول الإيفوارى زيكاجورى بعد مرور 4 أسابيع للاحتراف فى الإمارات.. فى حادثة تأثر بها هجوم الفريق البترولى كثيرا خاصة بعد أن سجل جودى 5 أهداف فى بداية الموسم.. وعانى المصرية للاتصالات من هروب مماثل لحارسه الغانى ويليام أمامو عدة مرات فى الدور الأول، وتم الاستغناء عنه.. وتجارب الفشل تصل لنحو 75٪ من إجمالى تجارب الأجانب وحصادهم فى موسم 2008 / 2009.