وزير الآثار: المتحف فرصة لوضع مقتنيات »توت عنخ آمون» في مكان مميز الافتتاح الجزئي منتصف 2018 ينتظر العالم ابهارا جديدا من المصريين من جديد وتحديداً في منتصف عام 2018 بافتتح جزئي للمتحف المصري الجديد. ويعتبر هذا الصرح نقلة نوعية في دخل السياحة المصرية اذ ينتظر أن يستوعب من 5 إلي 8 مليون زائر سنويا، وهو ما يعني مساهمته في سداد القرض الياباني الممنوح لغرضه والذي يقدر ب 800 مليون دولار. المتحف الجديد يقام علي مساحة 10 آلاف متر وسيتم افتتاح 7 آلاف متر منها ويبلغ عدد القطع الاثرية فيه للفرعون الذهبي توت عنخ آمون وحده 5 آلاف قطعة .. »أخبار اليوم» ترصد كواليس العمل ونقل الآثار وترميمها وخطة الدعاية التي يتم اعدادها لهذا الحدث الكبير والعوائد المنتظرة منه في هذا التحقيق. جولة داخل موقع المتحف المصري الكبير أوضحت حجم الجهد المبذول لانجاز هذا الصرح الضخم الذي يضم أثمن كنوز العالم من الآثار المصرية القديمة، حيث أكد القائمون علي مشروع المتحف أن العمل لا يتوقف لحظة واحدة لتعويض الوقت الذي ضاع واتمام بناء المتحف في أقرب وقت ممكن. مزيج من الدقة في العمل والسرعة والمهارة الي جانب تصميم رائع يبشر بأن المتحف سيكون بالفعل بارقة الأمل في تنشيط السياحة من جديد وعودتها الي سابق عهدها، فضلا عن دور المتحف الذي يتجاوز كونه متحفا للاثار فقط، حيث يعتبر مركزا ثقافيا متكاملا، تضم قاعاته 100 ألف قطعة أثرية، علي مساحة 117 فدانا.. العمل في مشروع المتحف المصري الكبير في المرحلة الثالثة والاخيرة، حيث تم الانتهاء من 95% من نسبة الاعمال الخرسانية أكد د.خالد العناني أن هناك مقترحين فيما يتعلق بافتتاح المتحف المصري الكبير الأول يري أنه يجب الانتظار لحين الانتهاء من المتحف بالكامل بعد خمس سنوات وافتتاحه كليا، بينما المقترح الثاني يري انه يمكن افتتاح المتحف جزئيا لتأكيد مصداقية مصر وجديتها في بناء المتحف أمام العالم، وأيضا كتشجيع للقائمين علي انجاز هذا الصرح الضخم، بالاضافة الي وضع مقتنيات »توت عنخ آمون» في مكان رائع ومميز، وهو ما يمكن أن يعود بأثر ايجابي علي السياحة وتنشيطها وبالتالي توفير مصدر دخل لوزارة الآثار، حتي تتمكن من تمويل باقي المشروعات الاثرية المتعثرة منذ سنوات. وأضاف وزير الآثار أن الكثيرين يعتقدون أن افتتاح المتحف جزئيا سيكون لمساحة صغيرة منه لن تجذب الاهتمام، ولكن المساحة التي سيتم افتتاحها جزئيا تصل الي 7 آلاف متر مربع، بينما تصل مساحة المتحف بأكمله الي 10 آلاف متر، حيث سيتم افتتاح قاعة آثار » توت عنخ آمون» و»الدرج العظيم» ومتحف الطفل، وهي مساحة ضخمه جدا، حيث يبلغ عدد القطع في قاعة »توت» 5 آلاف قطعة أثرية للفرعون الذهبي، ويشير وزير الآثار إلي أن افتتاح المتحف جزئيا في منتصف العام المقبل يعتبر رسالة للعالم أننا نتحرك بجدية. الدعاية وحفل الافتتاح ومن جانبه أوضح د.طارق توفيق المشرف علي مشروع المتحف المصري الكبير أن التخطيط للاحتفال بالافتتاح الجزئي للمتحف في 2018 بدأ بالفعل حيث بدأ التواصل والبحث مع الشركات المحلية والعالمية المتخصصة في هذا المجال لوضع برنامج مناسب للدعاية، وهناك تصور بأن يجمع الافتتاح بين الابهار وابراز عبقرية موقع المتحف وتواصله مع اهرامات الجيزة، كما يجب ان يواكبه احتفالات وفعاليات كثيرة حول المتحف وفي المنطقة المحيطة به بحيث يكون حدث مصري عالميا متميزا. وأضاف د.طارق أن مشروع تطوير منطقة الاهرامات وربطها بالمتحف الكبير سيتم طبقا لجدول زمني يتم وضعه حاليا، بحيث يتم الانتهاء من تطوير المنطقة بالكامل وتحقيق التواصل بين المنطقتين مع الافتتاح الكلي، وسيتم توسعة الطرق المحيطة بالمتحف، بينما ستتم ازالة بعض الأبنية الموجودة بينهما مثل نادي الرماية، بحيث تتحول الي منطقه سياحية واحده، حيث تصل المساحة بين الاهرامات والمتحف الي 2 كيلو متر، وهو ما يحتاج الي تنسيق مع بعض الجهات الاخري مثل المحافظة والقوات المسلحة لوضع التصورات بتخطيط كامل، مؤكدا أن هناك جهودا كبيرة بذلت من قبل خبراء ومهندسي الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لترشيد الإنفاق في المتحف بما لا يخل بطبيعة التصميم والمخرج العام ، حيث تتم ادارة التمويل بشكل جيد بحيث يغطي المشروع حتي افتتاحه. مؤسسة ثقافية متكاملة وأكد د.طارق أن المتحف الكبير يعتبر مؤسسة متكاملة تشمل قاعة مؤتمرات وسينما ثلاثية الابعاد ومنطقة تجارية و14 مطعما، ووزارة الاثار ليس لديها الخبرات لادارة هذه الامور، وبالتالي كان لابد من وجود هيئة لها طابع استقلالي الي حد كبير، تستطيع ادارة المنظومه بشكل اقتصادي احترافي يدر دخلا الي جانب الهدف الاساسي من المتحف وهو المحافظة علي التراث المصري القديم وزيادة الوعي الاثري وتنشيط السياحة، مؤكدا ان عائد المتحف سيساهم في تسديد القرض الياباني وتوفير دخل للدولة حتي لا يكون عبئا عليها، وأوضح د.طارق أن القرار الصادر عن رئاسة الوزراء ينص علي ان يكون هناك مجلس امناء للمتحف الكبير يضم مجموعة شخصيات وخبرات اجنبية بما لايزيد علي الثلث، اسوة بالمتاحف الكبري في العالم تضيف اليه الخبرة العالمية ولكن يحافظ ويؤكد علي سلامة قرارات هذا المجلس ان ضمن اعضائه وزراء الاثار والسياحة والمالية. وأشار د.طارق إلي ان سيناريو العرض الخاص بالمتحف موضوع من اللجنة العلمية للاثار وستقوم الشركة الالمانية المسئولة عن تصميم العرض المتحفي بتنفيذ هذا السيناريو بشكل مبتكر ومشوق تستخدم فيه احدث التقنيات بالشكل الذي يضع المتحف في مصاف المتاحف العالمية، من اضاءة متميزة وفتارين عرض مناسبة للقطع الاثرية والمحافظة عليها وايضا وضع تصور لمسارات الزيارة داخل المتحف تكون آمنة وتضمن سيولة التحرك اثناء الزيارة. وأضاف د.طارق انه من المتوقع أن تكون اعداد الزيارات كبيرة في الافتتاح الجزئي ولكن في ضوء التداعيات السياسية في العالم كله اصبح التكهن باعداد دقيقة صعبا جدا، وهناك تحول ايجابي في السنوات الماضية وهو زيادة اقبال المصريين علي زيارة المتاحف، لذا من المتوقع أن يكون هناك اقبال محلي كبير، مشيرا الي ان المتحف لديه كل المقومات لتنشيط السياحة، وستتم دعوة شخصيات سياسية وعامة كثيرة في الافتتاح، بينما يسع المتحف سنويا ما بين 5 الي 8 ملايين زائر. وأوضح د.طارق أن المقصورات المذهبة للملك »توت عنخ آمون» الموجودة بالمتحف المصري بالتحرير تعتبر تحديا وهناك تخوف من نقلها للمتحف الكبير لذا تم تشكيل لجنة لدراسة حالتها وكيفية عمل الترميم الاولي لها للوصول بحالتها الي وضع الاستقرار، حيتي يتم نقلها بشكل آمن للمتحف الكبير، مؤكدا أن سلامة الاثر لها الاولوية ولن يتم نقل اي اثر لايزال يحتاج مزيدا من الدراسة، وهناك خبراء من الجامعات والمعهد القومي للبحوث تتضافر مع المتحف لتأمين هذه المقاصير حتي يمكن عرضها بشكل لائق يبرز تفاصيلها الرائعة، مؤكدا أنه لن يتم التسرع في نقلها حتي وإن حان موعد الافتتاح الجزئي لان سلامة الاثر لها الاولوية. تخزين الآثار بطريقة آمنة وأوضح د.اسامة ابو الخير مدير عام الترميم ورئيس لجنة نقل الآثار بالمتحف أن الفريق المسئول عن نقل الاثار الي المتحف الكبير تلقي دورات تدريبية في اليابان حتي يكون مؤهلا لنقل الآثار بطريقة آمنة، وتم نقل 40 ألف قطعة بمجهودهم الذاتي وهو ما وفر مبالغ كبيرة جدا للوزارة، التي تعاني من ازمة مالية لن تمكنها من استخدام شركات خاصة للنقل، وأضاف د.أسامة أن القطعة الوحيدة التي تعرضت لتلف كان غطاء تابوت من الالباستر وحدث له انفصال وليس كسرا وتم اتخاذ كافة الاجراءات الرسمية للتعامل مع هذا الخطأ غير المقصود. وأضاف د.اسامة ان عملية نقل الاثار استمرت في أسوأ الظروف ولم تتوقف مطلقا حيث تم نقل 80 قطعة في عام 2011، بينما يتم النقل في طرق سيئة وبسيارات المجلس الاعلي للاثار من جميع المحافظات، مشيرا الي أن تكلفة انشاء مركز الترميم بالمتحف وصلت الي 51 مليون جنيه تحملتها الحكومة وليست ضمن القرض الياباني، وللمركز دور كبير في تاهيل الكوادر بشكل جيد، وسيكون نقطة بحثية للاثريين حيث ان الآثار التي سيتم تخزينها ستكون متوافرة للباحثين لدراستها وايضا لسهولة تغيير الاثار المعروضة في اي وقت ولن يتم تشوينها بالمعني المعروف، وأضاف ان القوات المسلحة ستدعم ايضا عمليات نقل الاثار حيث سيتم توفير المعدات والسيارات اللازمة لنقل الاثار بطريقة امنة، وطبقا لجدول النقل من المفترض ان تكون جميع الاثار جاهزة بالمتحف قبل الافتتاح باربعة اشهر. 5 قاعات للعصور المختلفة بينما محمد عطوه مدير شئون الآثار والمعلومات بالمشروع إلي أن المتحف تصميمه مستوحي من الشكل الهندسي للاهرامات، ويوجد به 5 قاعات أساسية هم: »الدولة القديمة - الدولة الوسطي- الدولة الحديثة - والعصر المتأخر واليوناني الروماني -توت عنخ آمون»، وسيناريو العرض يعتمد علي موضوعات خاصة بالحضارة والديانة والحياة اليومية، بينما توضع 100 قطعة من الآثار الملكية التي توضح علاقة الملك بالاله علي درجات السلم من الدور الارضي إلي الدور الثالث للمتحف وهو ما يسمي ب »الدرج العظيم». وأشار عطوه أن الدور الأرضي للمتحف يوجد به المدخل والبهو الذي سيوضع فيه تمثال »رمسيس الثاني» »فود كورت» ومطاعم ومحلات وتبدأ منه درجات »الدرج العظيم»، بينما يوجد بالدور الأول مسرح ومركز مؤتمرات وجزء للمعارض المؤقتة ومركز التعليم، وفي الدور الثاني يوجد مخازن الأثار الخاصة بالمتحف علي مساحة 3500 متر مربع والمكتبة ومتحف الطفل وفي الدور الثالث توجد كل قاعات المتحف الأخري حيث يوجد علي يمين السلم قاعة »توت» علي مساحة7521 متر مربع وعلي يساره باقي القاعات علي مساحة 17934 متر مربع. وأضاف عطوه أن متحف الطفل سيقدم أنشطة كثيرة تساعد الاطفال علي معرفة الحضارة المصرية وعلاقتها بالحضاراتالاخري وسيكون فيه نماذج »ريبلكا» وماكيتات تشرح كل ما هو مرتبط بالاثار والتاريخ عن طريق توظيف الموضوعاتالتاريخية والحضارية حسب المرحلة السنية، أما بالنسبة لمخازن الآثار فأوضح عطوه ان المخازن ستكون متاحة للزيارة خاصة للدارسين والباحثين، حيث يتم تخزينها بطريقة حديثة في فتارين عرض.