د. محمد نصر الدىن علام أكد د. محمد نصر الدين علام وزير الموارد المائية والري الأسبق أن كمية الأمطار التي تسقط علي دول حوض النيل تبلغ حوالي 0075 مليار متر مكعب سنويا بينما لا يتم الاستفادة سوي من 48 مليارا فقط منها سنويا.. والباقي يفقد في البرك والمستنقعات بجنوب السودان ودول منابع النيل. جاء ذلك خلال ندوة »ملف حوض النيل والسدود الأثيوبية« الذي نظمته نقابة المهندسين.. واشار د. علام إلي أن مصر تحصل علي 5.55 مليار متر مكعب سنويا، السودان، 5.81 مليار طبقا لاتفاقية سنة 5591 بينما يفقد نحو 01 مليارات متر مكعب بالبخر في بحيرة ناصر. وأضاف أن الاستفادة من فاقد المياه في أعالي النيل يمثل الأمل في زيادة إيراد النهر لصالح شعوبه حتي يتم تلبية جميع احتياجاتهم المستقبلية بالإضافة إلي انهاء جميع المشاكل بين دولتي المصب ودول المنبع. وأكد د. علام ان انفصال جنوب السودان عن شماله يمثل بلاشك اختبارا وتحديا استراتيجيا صعبا بالنسبة لمصر خاصة ان السودان بشماله وجنوب يمثلان العمق الاستراتيجي لمصر.. مضيفا انه من الناحية المائية تمثل اتفاقية عام 9591 بين مصر والسودان أهم ركائز الاستقرار والأمن المائي لكل من الدولتين. وأشار د. علام إلي ان البرنامج القومي للسدود في السودان سيسبب آثارا سلبية علي مصر وأمنها المائي الا إذا تم تنفيذ مشاريع الاستفادة من الفاقد في جنوب السودان لزيادة إيراد النهر لصالح البلدين مضيفا ان هناك معارضة شديدة في جنوب السودان لاقامة مشاريع استقطاب الفواقد خوفا من تأثيرها السلبي علي الأنشطة الزراعية والرعوية.. مؤكدا ان موقف حكومة جنوب السودان غير واضح ولكنه يميل أيضا إلي رفض مشاريع الاستقطاب خاصة مشروع قناة جونجلي وبحر الغزال. وقال وزير الري الأسبق أن جنوب السودان له علاقات وطيدة مع دول المنبع مثل اثيوبيا وأوغندا وكينيا لمساندتهم ودعمهم لجنوب السودان اثناء الحرب الأهلية التي شهدها الجنوب. وأكد د. علام أن الوضع المائي الحالي لمصر حرج وانه من المؤكد نقص ايراد نهر النيل ايضا نتيجة بناء السدود الأثيوبية أو اقامة مشروعات تنموية زراعية ضخمة في دول المنبع تؤدي إلي نتائج سلبية علي مصر أهمها تأثر مياه الشرب والصناعة نتيجة لانخفاض منسوب المياه في النيل والرياحات والترع، وسوف تتأثر ايضا الملاحة النهرية والسياحة النيلية كما ستتأثر وتدهور الأحوال البيئية ويزداد معدلات التلوث ويحدث خلل في نظام الحياة الطبيعية في البحيرات الشمالية، بالاضافة إلي زيادة تداخل مياه البحر في الخزانات الجوفية الساحلية في شمال الدلتا مما يهدد نوعية المياه وزيادة ملوحتها في هذه الخزانات وبوار ملايين الأفدنة الزراعية.